Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > خواطر و مشاعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-11-2007, 04:15 AM
hasaleem hasaleem غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: لبنان, بغلبك, النبي رشادي
المشاركات: 102
افتراضي سجن

سجن

بقلم
حسين أحمد سليم
آل الحاج يونس
Hasaleem

بدءا قديما في العمق حيث لا الزمان وحيث لا المكان, قبل كينونة وجودية حياة آدم الأول وحواء, أنا الروح ناجيت الله في ذبذبات طهارة السيالات, قوام عناصر ذرات الأشياء, في الكون الأعظم المخلوق بأمره منذ الأزل...

وتجلت في ومضة مني شفيفة قداسة الروح بعالم الذر, تهيم في عوالم الملكوت الكلي, بين إمتدادات وإمتدادات لا متناهيات, لا تدرك معالم البدايات ولا تعرف معالم النهايات... فالأكوان حلقات متماسكة في حلقات, تحكمها منظومات ومنظومات, يخر أمامها العقل خاشعا خاسئا من خشية الله...

تضرعت باكيا دامع العين من النوح, تهجدت طويلا في حقب ممتدة من السنين, مارست القنوت مددا من العمر في البعد الآخر, ركعت طويلا حتى إنحنى العظم في عامودي الفقري, وسجدت كثيرا حتى تكورت أعضائي على بعضها البعض, ودعوت ودعوت في السر والعلانية, فإستجاب العلي رأفة لطلبي, وأخذ مني العهد والوعد شاهدا في الكتب, وعرض الأمر على حملة العرش في أمري, فأتى الجواب أنت أعلم من العلم يا صاحب العلم, ونحن نسبح بحمدك أبد الزمن...

وقضى أمره أمرا مبرما بالوجود, حتى وجدت بأمر الرب من تراب مطهر الترب, في حمأ مسنون خال من السوء, قال كن, فكنت مرتعش الجوارح بنفخ الروح في جسدي, وأبت الروح إلا تنفيذ الأمر, ترود جسدي سجنا لها إلى أمد, لتعذبني النفس قهرا زمنيا في أتون من اللهب, تسلطا مقدرا تسومني عذابات التاريخ في الحقب...

وآنسني ربي رحمة منه بلا منة, ببقية من ضلعي المتبقي العطب, فكانت بقية الضلع لي أنسي, وأسكنني جنة عرضها السماوات والأرض, مسرحا لي ومرتعا في جنة العدن... كفرت يوما بنفسي, وتجاوزت حدود المودة والرحمة, فتطاولت نفسي الأمارة بالسوء, أطلب طمعا ولوج سرمدية العمر...

لم أنعم كثيرا بجنة الخلد, راودت الأفعى ضلعا من أضلعي, فروادني الضلع على نفسي, ومارست لعبة نهاني عنها ربي, وبانت عورات نفسي قبل عورة جسدي, وطفقت أستر وأخفي ما إفتضح من أمري, ولكن لا ورق التوت كفى لإخفاء ما كشفت بنزوة نفسي الأمارة بالسوء لجسدي...

وسقطت من حيث لا أدري في لجة الفعل, أجتر الندم لأمر زجني في العصيان لربي, ولات ساعة مندم, وطردت من جنة القداسة والطهر, وهبطت منها رغما عني لموطيء الأرض, وسجنت جسدي ونفسي وروحي بفعلتي في سجن العيش المؤقت في الفانية, أمتع جوارحي إلى زمن محدود بنهاية المستقر... لأمدد يوما مقدرا على جانبي الأيمن وقبلتي البيت الحرام بمكة, ويرد الأحياء بعدي التراب علي لأمضي زمنا مقدرا في ظلمة القبر, حتى يقضي الله أمره ويأتي يوم الحساب في ساح العدل يوم المحشر...

ورحت أشقى وأشقى في عيشي, أغيب في عبادتي عن الوعي, في غيبوبة فرضت خوفا في نفسي, من عذابات الإمتحان في عيشة الأرض, وفرضت خوفا أكبر وأعظم من يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون, إلا من أتى الله بقلب سليم, ورحت أنشد الإستمرار أخاطر أمسي في حاضري مستشرفا غدي, أتضرع للسماء باكيا منتحب, علني أعود إلى موطني الذي طردت منه يوما بأمر الله الغضب...

قد حكم علي بالسجن ما عشت في الحياة إلى أجل... إني حكمت على نفسي بنفسي, أمضي حكما أبديا من السجن, بين أطوار وأكوار من الحقب, وكلما إنتهت مدة السجن, أعود مجددا لأحكم نفسي بنفسي بسجن الروح في الجسد, وسجن الجسد حيا في سفينة العمر, تمخر الوقت المقدر باتجاه حفرة القبر, لأمضي سجنا آخر يتواصل مع السجن... بين جيئة وذهاب, أجتر العذابات في أتون النفس في صيغة سوءة الفعل...

كتبت ظهر يوم الإربعاء الواقع في 31 / 10 / 2007 في بيروت
__________________
حسين أحمد سليم آل الحاج يونس
hasaleem

التعديل الأخير تم بواسطة georgette ; 10-02-2010 الساعة 05:06 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-11-2007, 09:09 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,884
افتراضي

[QUOTEوسقطت من حيث لا أدري في لجة الفعل, أجتر الندم لأمر زجني في العصيان لربي, ولات ساعة مندم, وطردت من جنة القداسة والطهر, وهبطت منها رغما عني لموطيء الأرض, وسجنت جسدي ونفسي وروحي بفعلتي في سجن العيش المؤقت في الفانية, أمتع جوارحي إلى زمن محدود بنهاية المستقر... لأمدد يوما مقدرا على جانبي الأيمن وقبلتي البيت الحرام بمكة, ويرد الأحياء بعدي التراب علي لأمضي زمنا مقدرا في ظلمة القبر, حتى يقضي الله أمره ويأتي يوم الحساب في ساح العدل يوم المحشر...



ورحت أشقى وأشقى في عيشي, أغيب في عبادتي عن الوعي, في غيبوبة فرضت خوفا في نفسي, من عذابات الإمتحان في عيشة الأرض, وفرضت خوفا أكبر وأعظم من يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون, إلا من أتى الله بقلب سليم, ورحت أنشد الإستمرار أخاطر أمسي في حاضري مستشرفا غدي, أتضرع للسماء باكيا منتحب, علني أعود إلى موطني الذي طردت منه يوما بأمر الله الغضب...



قد حكم علي بالسجن ما عشت في الحياة إلى أجل... إني حكمت على نفسي بنفسي, أمضي حكما أبديا من السجن, بين أطوار وأكوار من الحقب, وكلما إنتهت مدة السجن, أعود مجددا لأحكم نفسي بنفسي بسجن الروح في الجسد, وسجن الجسد حيا في سفينة العمر, تمخر الوقت المقدر باتجاه حفرة القبر, لأمضي سجنا آخر يتواصل مع السجن... بين جيئة وذهاب, أجتر العذابات في أتون النفس في صيغة سوءة الفعل...

كتبت ظهر يوم الإربعاء الواقع في 31 / 10 / 2007 في بيروت][/quote]

السجن أثقل ظهرك مثلما أثقل روحك و نفسك و من قبلك آخرون كثر أما السقوط و البلية فكانت مكتوبة على عرش الأبد و أما الخطيئة فكانت سفرا لم يكن من قراره مفرّ و أما الندم و الرغبة في إعادة الزمن و الحياة إلى ما كان فيها من زمان و من مكان فهيهات هيهات و أنشد الشاعر بالآت:

إقبلْ مصيرك يا رجلْ

إقبلْ لكي تغدو بطلْ!

لولا سقوطك لم يكنْ

في واقعِ العمر الأجلْ

إقبلْ مصيركَ و انتظرْ

مثلي و غيرٌ من قبلْ

عهدٌ أتانا سفره

إنْ جاءَ في بطءٍ عجلْ

ليس المهمُّ المنتهى

إنّ الأهمّ المحتملْ

ألاّ نعاني حزننا

نبنيه قصراً من أملْ

ربّي دعانا قائلا:

إبني تأنّى و امتثلْ

للعقلِ في نهجٍ ترى

في حكمِ فهمٍ يعتملْ

إنّي أبوكَ المعتلي

عرشاً عظيماً في الأزلْ

جئني نقيّاً صافياً

و ارحم أخاكَ المعتقلْ

نقِّ ضميراً و انفتحْ

و اعلمْ بأني قلتُ: قلْ

إنّي صغيرٌ يا أبي

و الجهلُ فيّ لم يزلْ!


__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:43 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke