![]() |
Arabic keyboard |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مشاركتي على برنامج واحة المعرفة و حلقة الحبّ ياتي من القلب في التحالف الدولي للمحبة و السلام إعداد و تقديم الدكتور ماجد عبد الحكيم يحيى الصباحي و أشراف المدير العام الدكتور عدنان الطيبي و رئيس مجلس الإدارة الدكتورة مها يوسف نصر
علاقةُ الأبناءِ بآبائِهِم من خلالِ الحبّ بقلمِ فؤادِ زاديكي إنَّ العلاقةَ بينَ الأبناءِ و والدَيْهِم تعدُّ من أسمى و أعظمِ الروابطِ الإنسانيةِ، إذ تقومُ على أساسٍ من الحبِّ و الرعايةِ و التوجيهِ. و لكن، لكي تثمرَ هذه العلاقةُ و تحقّقَ مصلحةَ الأبناءِ، يجبُ أن تكونَ مبنيةً على أسسٍ من الصّراحةِ و الاحترامِ المتبادلِ، و هي مبادئُ أساسيةٌ تساهمُ في تشكيلِ شخصيةِ الأبناءِ و تحقيقِ استقرارِهم النفسيِّ و العاطفيِّ. من المهمِّ أن يعرفَ الوالِدَانِ أنَّ تربيةَ الأبناءِ ليستْ مجردَ فرضِ قواعدَ و تنفيذِ أوامرَ، بل هي عمليةٌ مستمرةٌ من الحوارِ و التفاهمِ و الاحتواءِ. إنَّ الرابطةَ الأسريةَ تشبهُ العلاقةَ بينَ جيلين مختلفين، حيثُ يمكنُ أن تطرأَ اختلافاتٌ في الأفكارِ و المفاهيمِ بينَ الأجيالِ، ممّا يؤدي أحيانًا إلى تباينٍ في وجهاتِ النظرِ و طرقِ التوجيهِ. لكنَّ هذه الاختلافاتِ لا ينبغي أن تكونَ مصدرًا للتوتّرِ أو النزاعِ، بل فرصةً لفتحِ قنواتٍ من التواصلِ الصّريحِ و المثمرِ بينَ الآباءِ و الأبناءِ. حينما يكونُ الوالِدَانِ حريصينَ على احترامِ مشاعرِ أبنائِهِم، و يعطونَهم الفرصةَ للتعبيرِ عن أنفسِهِم دونَ خوفٍ من اللومِ أو التوبيخِ، فإنّهم بذلك يعزّزونَ ثقةَ الأبناءِ بأنفسِهِم و يشجعونَهم على استكشافِ مواهبِهِم و إبداعِهِم. الأطفالُ يحتاجونَ إلى بيئةٍ آمنةٍ و داعمةٍ ليتعلّموا من أخطائِهِم و يكبروا بثقةٍ عاليةٍ بالنفسِ، و لذلك يجبُ على الآباءِ تجنّبَ استخدامِ أسلوبِ التّوبيخِ القاسيِ أو تقليلِ قيمةِ مشاعرِ الأطفالِ. من جهةٍ أخرى، يتعيّنُ على الوالدينِ تشجيعَ أبنائِهِم على التّعبيرِ عن آرائِهِم و مشاعرِهِم بحريةٍ، دونَ فرضِ قيودٍ على أفكارِهِم أو آرائِهِم الشخصيةِ. فالتوجيهُ الذي يعتمدُ على التوجيهِ النابعِ من الصدقِ و الاحترامِ لا يؤدّي فقط إلى تربيةِ أبنائِهِم ليكونوا أفرادًا صالحينَ في المجتمعِ، بل يعززُ لديهم القدرةَ على التفكيرِ النقديِّ المستقلِّ و القدرةَ على اتخاذِ القراراتِ الصائبةِ في المستقبلِ. إنَّ تربيةَ الأبناءِ بالحبِّ و الرعايةِ لا تعني بالضرورةِ تلبيةَ جميعِ رغباتِهِم أو تفضيلِهِم على حسابِ مصلحةِ الأسرةِ، بل هي عمليةٌ توازنٌ بين الاستماعِ لاحتياجاتِهِم و توجيهِهِم نحو ما هو أفضلُ لهم. فلا شيءً يمكنُ أن يحلَّ محلَّ وقتِ الأبِ و الأمِّ مع أبنائِهِم، و ما تقدّمهُ الأسرةُ من دعمٍ معنويٍّ و اهتمامٍ حقيقيٍّ يساعدُ على تكوينِ جيلٍ قادرٍ على تحملِ المسؤوليةِ و مواجهةِ تحدياتِ الحياةِ بثقةٍ. إنَّ العلاقةَ بينَ الوالدينِ و أبنائِهِم هي علاقةٌ تفاعليةٌ تتطلّبُ الوعيَ الكاملَ بحاجاتِ الأبناءِ النفسيةِ و العاطفيةِ، و التي تتنوعُ و تختلفُ حسبَ المرحلةِ العمريةِ. في مرحلةِ الطفولةِ، يحتاجُ الأطفالُ إلى الحبِّ غيرِ المشروطِ و الدّعمِ المستمرِّ، بينما في مرحلةِ المراهقةِ، يحتاجُونَ إلى التوجيهِ الحكيمِ و الاحترامِ لخصوصياتِهِم و تقديرٍ لآرائِهِم. هذا التوازنُ بينَ الحبِّ و التوجيهِ هو ما يضمنُ نجاحَ العلاقةِ الأسريةِ و يمنحُ الأبناءَ البيئةَ المثلى للنموِّ و التّطورِ. و في الختامِ، لا يمكنُ لأيِّ علاقةٍ أن تكونَ ناجحةً إلّا إذا كانتْ مبنيةً على أسسٍ من الاحترامِ المتبادلِ و الصراحةِ و التّفاهمِ. و علاقةُ الأبناءِ بآبائِهِم من خلالِ الحبِّ هي العلاقةُ التي تشكلُ أساسًا لمستقبلٍ أفضلَ، حيثُ يشعرُ الأبناءُ بالثّقةِ في أنفسِهِم ويعتمدونَ على توجيهِ والديهِم الحكيمِ في اتخاذِ قراراتِهِم، ممّا يساهمُ في بناءِ مجتمعٍ أكثرَ تماسكًا و تعاونًا. المانيا في ١٥ يناير ٢٥ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 17-01-2025 الساعة 01:49 AM |
#2
|
||||
|
||||
![]() شكرًا لكم من القلب الدكاترة الأفاضل عدنان الطيبي و مها يوسف نصر و التحالف الدولي للمحبة و السلام لمنحي درع واحة المعرفة دمتم و دام العطاء
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|