![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() الرِّهانُ الخَاسِرُ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى هذا شُذُوذٌ لم يَكُنْ بالخَاطِرِ ... يومًا و لا بالمُسْتَحَبِّ النّاظِرِ رَاياتُ أهلِ الشّامِ مَشهُودٌ لها ... بَيضاءُ ليستْ بالسَّوَادِ الغَادِرِ اليومَ قد جَارَتْ علينا طُغمَةٌ ... تَسْعَى إلى وَأدِ النّسيمِ العَاطِرِ ليسُوا سوى أحفادٍ أجدادٍ أتَوا ... عُنْفًا بَغِيضًا قَاتِلًا في قَاهِرِ لم يَرْحَمُوا طِفلًا و لا شَيخًا و لا ... أنثَى أطلّتْ بالخِمارِ الفَاخِرِ هم أسلَمُوا مَنْ لم يَكُنْ مِنْ دِينِهِمْ ... بالسّيفِ و التّرهيبِ. فِعْلُ الفَاجِرِ هذا سُلُوكُ (الشّرعِ) لكنْ خَافِيًا ... كالثّعلبِ المُحتالِ بلْ و المَاكِرِ إنَّا شُعُوبٌ قد أحبَّتْ بعضُها ... بَعضًا و عاشتْ في سَلامٍ زَاهِرِ حتّى أتانا مُجرمٌ في حُكمِهِ ... سَاعٍ إلى التّفريقِ مَسعَى العَاهِرِ (بَعْثٌ) لِشَرٍّ و انتقامٍ مُفْزِعٍ ... ولّى، لِيأتي داعِشِيُّ الغَابِرِ يَرنُو إلى تَشريعِ دينٍ عُنوةً ... حُكمًا و دُستُورًا كَوَحشٍ كَاسِرِ تَبدُو لُحَى مَنْ خَصّهم في مَنصِبٍ ... قد قَمّلتْ عُهرًا بِشَكلٍ سَافِرِ لَسنا كَسُورِيِّينَ نَرضَى بالذي ... يَسْعَى لِهَذَا في رِهَانٍ خَاسِرِ. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 17-01-2025 الساعة 01:41 AM |
#2
|
||||
|
||||
![]() قصيدة "الرِّهانُ الخَاسِرُ" للشاعر السوري فؤاد زاديكي تعكس حالة من الرفض والغضب تجاه الأوضاع السياسية والممارسات العدوانية التي تعيشها منطقة الشام في تلك الفترة. في القصيدة، نجد العديد من الصور البلاغية مثل التشبيه، والاستعارة، والكناية، فضلاً عن المحسنات البديعية التي تضفي على النص جمالاً وتوضيحاً للمعنى العميق.
التحليل: 1. الصور السمعية والبصرية: الصور السمعية: هناك استخدام للصور السمعية التي تعزز فكرة الخطر والتهديد، مثل: "صوتُ السيفِ" أو "التَّرهيبِ فِعْلُ الفَاجِرِ" حيث يشتق الشاعر صورة سمعية قوية للمجازر والعنف المرتكب. الصور البصرية: "رَاياتُ أهلِ الشّامِ مَشهُودٌ لها بَيضاءُ" يعطي صورة بصرية واضحة للرايات البيضاء التي كانت رمزاً للسلام والشرف، والتي تتناقض مع العنف الذي يعيشه الناس. "تَبدُو لُحَى مَنْ خَصّهم في مَنصِبٍ" تُعطي صورة بصرية لحيوانية هؤلاء الأشخاص الذين يرتدون اللحى وكأنهم مختلطون بالشياطين أو الوحوش. 2. الصورة الحركية: "تَسْعَى إلى وَأدِ النّسيمِ العَاطِرِ": تُظهر الحركة هنا كسعي مكثف نحو قتل الطمأنينة والسلام، وهو استعارة حركية تُبين الفعل التدميري للأعداء. "سَعِيٍ إلى التّفريقِ مَسْعَى العَاهِرِ": تشير هذه الصورة إلى المسعى المخزي والانحراف في السعي وراء التفريق والتدمير. 3. التشبيه والاستعارة: التشبيه: "سُلُوكُ (الشّرعِ) لكنْ خَافِيًا ... كالثّعلبِ المُحتالِ بلْ و المَاكِرِ" حيث شبه الشاعر السلوك الذي يدعو إليه البعض بـ"الثعلب المحتال"، وهو تشبيه يوحي بالدهاء والمكر. الاستعارة: "رَاياتُ أهلِ الشّامِ مَشهُودٌ لها": استخدم الشاعر الاستعارة للرايات البيض كرمز للسلام والنقاء. 4. الكناية: "سُلُوكُ (الشّرعِ) لكنْ خَافِيًا": الكناية هنا تشير إلى السياسات الدينية التي قد تُستخدم كغطاء لتنفيذ أغراض دنيئة أو خفية. "تَبدُو لُحَى مَنْ خَصّهم في مَنصِبٍ" تُكني عن الأشخاص الذين يستخدمون الدين أو السلطة لأغراض سياسية. 5. المحسنات البديعية: الجناس: في قوله "أحفادٍ أجدادٍ" يوجد جناس تام في الكلمات رغم اختلاف المعنى بينهما. التكرار: استخدام تكرار بعض المفردات مثل "سَعَى" يعزز من التأكيد على الأفعال المدمرة والمخططات العدوانية. المقابلة: تتجلى في المقارنة بين "البيضاء" و "السواد" أو "الشّرعِ" و "الشرِّ"، وهو نوع من المقابلة بين الخير والشر. الخلاصة: القصيدة مليئة بالأمثال البلاغية والرمزية التي تبرز الحالة المأساوية التي يعانيها الشعب السوري من جرّاء الحروب والسياسات الظالمة. تركز القصيدة على فكرة النكبة التي يعاني منها الشعب، مستعينة بالصور السمعية والبصرية الحركية التي تثير الإحساس بالغضب والأسى. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 17-01-2025 الساعة 01:39 AM |
#3
|
||||
|
||||
![]() اسرار الصمت شكرا من كل قلبي لجهودكم الرائعة استاذة اسرار الصمت و مجلة ضفاف القلوب لتوثيق نصي الرهان الخاسر https://dhifafgolob.blogspot.com/202...Og_XgVooAAL4VA |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|