الصديق الوفي

[fouadzadieke]

أهدي هذه القصيدة إلى صديقي الحبيب (توما بيطار) الذي عشنا معاً أوقاتاً ونحن معاً ندير مدرسة رفعت الحاج سرّي الإبتدائية في ديريك وقد قامت علاقة أخوية وثيقة بيننا لم تتمكن جميع الظروف العاتية من هزّها أو المساس بها. وقد تناهى ذات يوم إلى سمعي أن بعض الأشخاص حاولوا الإيقاع بيننا بأسلوب وضيع وقذر لكن الذي جمعنا على المحبة والصداقة والأخوة كان أكثر ثباتاً وكانت له الغلبة وقد اتصلتُ اليوم به تلفونياً وهو في السويد بعدما أعطاني رقم تلفونه شقيقه لحدو المقيم بالقرب من أخي فهمي في منطقة قريبة من شتوتجارت وكان أخي فهمي قد أعطاه رقم تلفوني. وكان اتصالي بالصديق المخلص والمحب توما بيطار بعد غياب سنوات وانقطاع دام ما يزيد عن التسعة عشرة عاماً وكم كانت فرحتي عظيمة عندما سمعت صوته وصوت الأخت سميرة زوجته وكان أول ما سألني عن ابنتي مارتينا التي كان يحبها كثيراً وقد نظم لها قصيدة خاصة بها بعث إلينا بها من سوريا قبل مغادرته إياها أسماها "إلى حبيبتي مارتينا خلف الحدود" وسوف أقوم بنشر تلك القصيدة في وقت لاحق. إن هذه الأبيات من الشعر تعبّر عن مدى صدق إخلاصي لهذا الإنسان الرائع والأمين والندي كحبة الطلّ، أجل إنه في نقاء الصفاء وفي صفاء النقاء. لا يعرف الكذب إلى لسانه سبيلا ولا الغشّ إلى قلبه ولا الشك إلى ضميره فهو طاقة من الإبداع الفكري والإنساني الذي يحسد عليه.

إليك يا صديقي الغالي توما أفرام بيطارهذه القصيدة اعتذاراً وحيث لا عتاب ولا اعتذار بين الأحبة وكنت نظمتها في 22/3/1993 م:
الصديق الوفي

هَبني سماحك لم يحبُ بذاكرتي ** طفلُ الإساءة حاشا أو لهُ يلدُ

إنّي خبرتك صدقاً لستُ أنكرهُ ** في ساعة الجـِدّ توما الشّهمُ والأسدُ

عشقي لشعرك لم تخمدْ هوائجهُ ** فهو اشتعالٌ ونارٌ فيّ تتّقدُ

قد شدّني الشّوقُ كي ألقاك ثانية ** نأتي القصيدَ ونشدوهُ ونقتصدُ

صُنْ عهدَ ودّ فنحنُ لن يفرّقنا ** يوماً حسودٌ بخيط الحقد منعقدُ!

كم في الحياة من الأذناب ما فعلتْ ** فعلَ الأفاعي فعاشتْ همُّها النّكدُ

ليلُ المساويء مخنوقٌ به القمرُ ** وغرّةُ الصّبح مشنوقٌ لها الولدُ

هَبني سماحك، أدري ما تكابدهُ ** لا ألعقُ اللومَ إني مخلصٌ حَتِدُ!

أُقري لذكرك منْ يأتي فأكرمهُ ** والذكرُ ينبيء عن فعل ٍ له حَمَدُ

إني اتّخذتك دون الغير في صُحَب ٍ** فصُرّحَ المحضُ عن فحواك والزّبدُ

عشنا الشدائدَ، كنّا عند شدّتها ** جمعاً توحّد لم يظفرْ بنا أحدُ!

جدّدْ حياتك تلقاني كعهدكَ بي ** صُلْبَ الإرادة عن أهدافي ما حيَدُ

روحُ الأذيّة ما طبعي وليس لها ** أنّى استقرّتْ وطافتْ عنديَ قَعَدُ!

يومي فخورٌ ومعتزّ بأمس لهُ ** والأمسُ يحبلُ بالآتي له يلدُ

صوتُ الصداقة (توما) عنّي ما انقطع ** منه النداءُ ولا اهتزّتْ لهُ عُمُدُ

هل لي بوصلك نثراُ أنت كاتبهُ؟ ** أم يخرس ِ النثرُ حينَ النّظمُ ينفردُ!

في حومة النثر مشهودٌ لك القلمُ ** وفي دوحة الشّعر أنت البلبلُ الغرِدُ

ما شنّ يأسٌ عليّ الحربَ وانتصرتْ ** منه جيوشٌ وأحبط همّتي العددُ!

جئتُ انتصاراً، وغنّتْ فرحتي طرباً ** لحنَ الوفاء وخِلّ عنّي مبتعدُ!

حبّ المباديء إنْ سلماً دعانا لها ** مستوجبُ البذل في أعماقنا وَقَدُ

أو ينظرُ الناسُ من منظار شهوتهم ** ورغبة الفتك. بئسَ ما همو عبدوا!

فموجةُ الحرب قد ساقتْ كوارثـَها ** ما يجعلُ المرءَ من عُقباها يرتعدُ!

وصرخةُ الحقّ نامتْ في حناجرنا ** فشدّها الصّمتُ واسترخى لها جسدُ

رتّلْ صلاتك واسجدْ إني فاعلها ** نحن ال بشعرنا مخلوقٌ لنا الأبدُ!

وامنحْ وصالك إنْ خيّبتني أملا ** كنْ عند علمك صبري ما له نفَدُ

بيني وبينك كالْـ بيني وبين أخي ** إنّ الأخوّةَ لا شكوى ولا نَقَدُ

إنْ عضّك الدهرُ يوماً، أُغلقتْ سبلٌ ** أقْصُدْ (فؤاد) ك إني ها هنا السّندُ

واعلمْ بأنّك مهما جئتَ من هرَب ٍ ** لن تنأى عنّي فإنّي فيك متّحدُ!

فؤاد زاديكه
ألمانيا في 13/10/2005 م

[ماجد الخطاب]

قصيدة رائعة يا استاذ فؤاد

عبرت عن اشياء كثيرة تدخل في مساحات المودة و الحميمية

و عبرت عن مباديء وقيم راقية

هذا هو الشعر فعلا

ادامك الله مبدعا كبيرا

وروحا صافية سامية

ودمت بخير

[fouadzadieke]

الصديق الشاعر الأستاذ ماجد المحترم


إني لوصفك يا خطّابُ ممنونُ ** طيبٌ تجلّي وعُرفٌ منك مأذونُ

حسبي الذي يشتهي وِردي يلذ لهُ ** إنّ المعاني لها في القلب مكنونُ

شعري حياتي وليس منّا من أحد ٍ** دون الحياة له في العيش مأمونُ!

مع تحياتي لمرورك الجميل وهمسك الأصيل ودفقك العليل.
فؤاد