Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > مثبت* خاص أشعار فؤاد زاديكه القسم الأول

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-07-2005, 09:29 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,810
افتراضي وجع الأحلام

وجع الأحلام



جمعتُ أحلامي باقةً

من شُعاعاتِ قوس قُزح...

وخططتُ عليها اسم غربتي

ومكان توجّع ولادات قهري

لأهديها إلى وطن الفرح

الّذي غاب اسمه عنّي

وتدارست معالم طفولته..

فبدا من عالمٍ آخر..

يستهدي بقناديل

أخفتْ أضواءها

رمال الجهل الرّماديّة

وأتربةّ الخوف السّوداء.

حاولتُ أنْ أتلمّس ما تحت قدميّ.

لأتشبّث به خوفاً من أن

تجرفني رياح اللانهاية

فيغضب أبي

وتحزن أمّي

وينشد إخوتي ترانيمَ مأتمي

لأنّي أعيش خارج اللعبة

وأنا أمسحُ أحذيةَ التّوجّع

وأبحلق في سُحُب الوهم

فأجدها تسوقني

إلى قدرٍي!

وتدفعني إلى دهاليز

تمرّدي الشّقيّ

فأستسلمُ وأسترخي

لأنّه هكذا كُتب َعليّ...

أنْ أعيشَ وأنْ أضيعَ

في متاهات بلاهتي المستعصية.

أردتُ أنْ أهدي

هذا كلّه إلى وطني

الذي أحببتُه،

الذي فيه ترعرعتُ

وانتصبتُ وتكوّن من خلال ذلك

شبحُ خيبتي

وهو يلعن بعض هذه الولادات!!!

سلّمتُ هذه الأمانةَ

لساعي البريد

ورجوته أنْ يوصلها بأمانةٍ

إلى عنواني المنشود...

إلى صمتي المردود...

إلى أملي الممدود...

إلى ما وراء بحارٍ...

ليستْ لها حدود...

إنتظرتُ أيّاماً،

طال منها شرودها

وأسابيعَ وأعواما

لمْ تصلْ إليّ ردودها.

أعرف أنّ

حبيبي الوطن

لنْ يغدرَ بي

ولا بأيّ منْ صحبي.

فهو محبٌ متسامحٌ

عادلٌ وأمين

وأنّ عشقه إيّاي

صارخٌ جامح.

وحين لم يصلْ

من الحبيب ما يشفي

وللوعة القلبِ يطفي.

رفعتُ إلى

صاحب الأمر شكواي

فتنكّر لي واستنكرْ

وصرخ في وجهي واستنفرْ،

وزعم أنّه لمْ يرني

أو يلتقي بي.

وعاش حبيبي ...

تحت أحمال وطأة ٍ جديدة

من الحزن المستكثرْ...

وكما ازددتُ إليه شوقا

زاد هو الآخرُ إليّ شوقا

ولكنْ هيهات...هيهات

لأنّ الرّياح

لا تأتي إلى صوبي

لتحمل إليّ

ما يدلّ على هويّتي

فيثبتُ بها شخصيّتي.

لأنّ الوطن داسته نعالُ الصيّادين!!!

مداسٌ تحت الأقدامْ

رجاله ونساءه

وأطفاله الأيتامْ.

إلى متى ؟؟؟

إلى متى ستبقى اسطوانةُ الوهم

تعزفُ سيمفونيّة الموت؟؟؟

تحرقُ كلّ جميل

بما فيهم وجه حبيبي.

كي لا أعود أعرفه

كي لا أعود أحبّه...

لكنّ الوعدَ

الذي منّي كان

سيظلّ الآن

وكلّ أوان

يظلّ يقرص جفني

ليطردَ عنه سبيل النّوم.

حتّى لا يتمكّنوا.

منْ سرقة طفولة وطني

سأبقيه مفتوحاً

لئلا يعبث الغرباءُ به

وهم يدّعون حبّهم له
لأنّهم هكذا وبهذه الصّورة الفظيعة


اغتصبوا كبرياءه...

مسخوا أحلامه...

دمّروا إرادته...

أحالوه إلى أطلال

تنعق فيها غربان على شاكلةٍ واحدة

لاتحبّ النّور

تهابه

تريد العيش في الظّلمة والعتمة

كي تفعل ما تريد...

وتلهو حسبما تشاء...

وتستمتع بكلّ شئ...

زرعوا في كلّ زاوية منه

بقعةً للنّسيان.

نسيان أبديّ.

متى ستغنّي عصافيرُ الرّبيع

حاملةً في يدها

بشائر الخير

وروداً... بيضاء

وتوصلُ رسالتي ورسائل أخرى

إلى عنوان أمين

يكتب اسمه مقروءاً

على جدار مقدّمته

فلا تتوه الرّسائل

ولا يتعثـّر الموزّع...

الكلّ يريد أن يعرفَ

مصير بريده

فهو جزءٌ منه

وعسير أنْ يتخلّص الإنسان

من جزءٍ هامّ منه مثل الوطن!!!

لا أحبّ اللبلاب ذا اللون الواحد.

أحبّ أنْ تنمو في وطني

زنابق متعدّدة الألوان

لا تخدش حياء براعمها

رهبة الصّمت

ولا يلتفّ حول امتدادتها

لبلاب اللون الواحد

حتى لا يخنق أريحيّتها.

ولا يحبّها وطني كذلك.

لا أحبّ السجادات الحمراء

التي تمدّد

لاستقبال الزوّار،

زوّار تزوير التّاريخ!

لا أرغب في السّير عليها

كما لا أرغبُ

في أنْ يمشي عليها الشّرفاء

من جيل الزّنابق المتعدّدة الألوان.

إنّها لمناظر مقرفة

إنّها لمظاهر مترفة

إنّها لمعابر مؤسفة

للدخول إلى مزبلة التّاريخ المشوّه

والاستبداد المموّه

وفق انموذجات

لوضيع المتطلبّات

ورديء المنتجات.

ممّا كتبَ عليه

صنّع في بلدي...

هذه السجّادات المحمرّة،

عفواً (المحمّرة)

تقود إلى المشي

فوق صدور براعم الوطن

لتتلفها، لتخنق فيها

كلّ مسامات الدّعةِ والجمال

لتملأها عرقاً كئيباً

تفوح منه

روائحُ العفن ِالمؤذي

والقرف المخزي.

هكذا يعيش وطني

في غربةٍ حزينةٍ

شقيّة في شقائها.

فريدة ٍ في بلائها.

هلْ سترسلُ الشّمس ابنتها

لتوقظ بدفئها حبّي الوطن

فينعم بالعافية والرّحمة؟

إنّ أمراضاً كثيرةً

طيلة هذه الحقب الملوّثة

تسبّبتْ في فقدانه لعافيته.

آمل ألاّ يحتاج لإجراء عملية جراحيّة

قد تتلفُ بعض أوجه الجمال المتبقيّة فيه

وهي وبكلّ أسف قليلة جدّاً.

بهذا أستطيع أنْ

أكتب لوطني رسائلي

ويكتب كذلك الآخرون

نعبّر فيها عن عشقنا

وعن شوقنا دون أنْ

تُصادر كلماتنا

وتُشطب منها روحها

حتّى تناسب قالب

لغة التّعسف

وقواعد (السكوت من ذهب)

المعمول بها!

إلى متى؟

ستبقى حديقة ُ الوطن

حبيسة ضيعةٍ

ضيّقة المفردة والحدود؟

دون أنْ ترقى إلى حدود مسؤولية الكون

والانتساب إلى شموليته.

لتكتب له اسماً

بين بقيّة الأسماء

نُعرفُ وننادى به؟

ابعثي أيّتها الشّمس الجامحة

أجناد أشعّتك

لتبدّد

أجندة الظلم والظلام.

أحبّ أنْ أغنّي لحديقة وطني

أنشودة الدّفء

فهي أجمل، وأحلى

ما يمكنْ أن يغنّى لها...



فؤاد زاديكه في 12/2/2005
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-07-2005, 04:52 PM
الصورة الرمزية georgette
georgette georgette غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
الدولة: swizerland
المشاركات: 12,479
افتراضي

هل يقول لي احدكم ايها الفلاسفة، هل هو عدل ذلك ، من اي منبع تأتون بهذا الفيض الغزير من المشاعر المنقوشة على ورق صابر،من اين لكم بهذه الاحاسيس الرفيعة وبهذا الاسلوب الرقيق الذي يعطي للكلمة معنى وللجملة منطق ،من اين فقط قولوا لي بحق ربي من اين؟
انه شعور رائع عند قرائة هذه او تلك الابيات والتي تدعيك بفطول اردت ام ابيت ان ترحل رحلة استمتاع ،رحلة الم او رحلة مرفهة في كل الاحوال تكون رحلة مؤثرة وتدخل الى القلب والكبد .
اني ايها الغالي ابو نبيل ان كانت قصائدك ام قصص الاستاذ صبري احس وكان الادمان يدخل اوريدتي فليوفقكما الرب ويزيدكما اكثر واكثر من الهاماته لكي تمتعوننا اكثر واكثر واتمنى من العلي ان لا يشفي ادماني هذا.

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 22-07-2005 الساعة 05:33 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22-07-2005, 05:41 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,810
افتراضي وجع الأحلام

أختي جورجيت:
أحياناً كثيرة لا أصدّق الحالة الشعورية التي تنتابني والفيض الغزير من الأحاسيس الذي يسوس قلمي فلا تعود لي سيطرة عليه هذه حقيقة نحاول أن نكتب لكننا نرى نفسنا هي التي تُكتب بما فيها من أفكار ومشاعر وتوهّجات الكلمة ليست رسناً يقاد والعاطفة ليستُ علبة سردبن تغلّف بل هي شئ خارج عن حدود السيطرة والتوجه وأحياناً كثيرة أحاول كتابة سطر واحد فلا أستطيع واحياناً أرى السيل المنهمر من الأفكار والفكر والصور والمعاني تغرقني فأطفو على سطحها وأدعها تفعل فعلها وأستسلم لمشيئتها هذه هي لحظة الكتابة. شكراً لعواطفك ونشاطك المتزايد أخوك فؤاد
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:05 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke