مسيحيو لبنان… والنّظام السّوري – بقلم سلمان المغربي

[fouadzadieke]

مسيحيو لبنان… والنّظام السّوري – بقلم سلمان المغربي


22Share

مسيحيو لبنان… والنّظام السّوري

للسّياسة حساباتها طبعًا، لكن أنْ يأتي السّكوت عن الجرائم التّي تحصل بحقّ الإنسانية في سوريا، فأمر يضعك بالطّبع أمام معضلة كبيرة، معضلة وجود الأقلّيات التّي يصدف أنْ تكون في سوريا علوية (حاكمة )، درزية، كردية ومسيحية.

من يعود الى الخطابات التّي تلت ثورة الأرز في العام 2005، يرى بوضوح قوّة الهجوم على النّظام السّوري، حتّى الوصول الى مطالبة البعض بإسقاطه داخليًا. بعد حديث في كواليس السّياسة عن دعم دولي غير مسبوق لحشر النّظام وعلى رأسه بشّار الأسد، للوصول به الى حافّة الهاوية دون إسقاطه، بغية إخضاعه لتنازلات أبرزها فكّ الإرتباط مع إيران وبدء مفاوضات مباشرة مع الإسرائيليين.
مع بدء الثّورة السّورية، جاءت التّصرفات أقلّ من التّوقعات، بلْ بعكسها تمامًا، فالسّكوت والتّرقّب اللذان سيطرا على القيادات السّياسية والكوادر الحزبية المسيحية خاصّة، ما عدا رئيس تكتّل التّغيير والإصلاح، الذّي يستميت دفاعًا عن النّظام لارتباطه بمنظومة “الممانعة”. أمّا في المقلب الآخر، يُلاحظ نوع من “الحياد” المسيحي الـ14″ آذاري” حيال الأحداث السّورية، ما عدا بعض الخطابات والتّصريحات الخجولة التّي تخرج من هنا وهناك.

نفهم عقدة “الأقلّيات” و سعيها الى الحفاظ على وجودها و بقائها في هذا العالم المتعصّب الغارق في عمق الدّكتاتوريات، إلا أنّ هذا الموقف الخجول، إنْ لم نقل السّكوت المريب، يثير الكثير من التّساؤلات حول الموقف المسيحي، معطوفًا عليه الخوف التّاريخي من الإعتداء وتصفية الحسابات في فترة لاحقة… فهلْ يحسب القادة المسيحيون في السّياسة كما فعل وليد جنبلاط، أمْ أنّهم ينتظرون اكتمال المشهد ليختاروا الضفة التّي سيرسون عليها؟ وهلْ من غير المعقول أنْ تكون الأقلّيات محمية إلا تحت حكم ديكتاتوري استبدادي؟ وهلْ يكتفي هؤلاء القادة بالتّفرج على هذه المجازر التّي تحصل بحقّ الشّعب السّوري بذريعة عدم التّدخل بالشّأن السّوري الدّاخلي؟