Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-11-2015, 10:26 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,595
افتراضي لا وسطيّة في الإسلام بقلم: فؤاد زاديكه

لا وسطيّة في الإسلام


بقلم: فؤاد زاديكه

إن ما تمارسه داعش اليوم من جرائم و من قتل و أعمال عنف فعله المسلمون من قبل و منذ أيّام نبي الإسلام الأولى و في عهده و قد مارس نبي الإسلام بذاته مثل هذه الجرائم بحق اليهود و النصارى و كلّ الذين لم يقبلوا الإسلام ديناً مفروضاً عليهم أو هو حرّض و دعا إلى وجوب ارتكابها و ممارستها لأنّها حقّ من حقوق الإسلام و فريضة جهاديّة لا مهرب منها. لذا فلا تصح مقولة أنّ داعش لا يمثّل الإسلام. إنّ داعش يمثّل الإسلام الحقيقي القائم على الجهاد و نبذ الآخر و الغزو و السبي و التكفير (و حروب الردّة و تكفير المفكرين و المتنورين هو جانب آخر من الإرهاب الإسلامي). هذه حقيقة مسلّم بها مهما حاول البعض تجميل الوجه القبيح لتغطية عفنه و نجاسته و تشوّهه الفكري أكثر من تشوّهه الخلقي. كلمة الحق تغضب الضعفاء و قليلي الحيلة. لا اعتدال في الإسلام لأنّ الإسلام واحد, لكنْ هناك مسلمون تربّوا في أُسَر منفتحة واعية محترمة لا يقبلون بهذا الفكر و عندما يكون الشخص مسلماً حقيقياً مؤمناً بالإسلام كدين و كفكر فعليه أن يكون إرهابيّا و قاتلاً و عنيفاً و مُرهِباً الآخرين, و أنْ يكفّر منْ هم من غير المسلمين و أنْ يحاربهم و أنْ يقضي عليهم تطبيقاً ل: (يجب ألا يكون دينان في جزيرة العرب) و (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب) و (الإسلام يجبّ ما قبله) و (من اتخذ غير الإسلام ديناً فلا يُقبل منه) و (الدين عند الله هو الإسلام و كل من ليس مسلما فهو كافر) و عقوبة الكافر في الإسلام القتل و (لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء لكم فهم أولياء بعض). هذه حقائق دامغة لا تحتاج لبرهان و لا لدليل.
من وجهة نظري فإنّ المسلم هو عبارة عن قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أيّ وقت و لأتفه الدواعي و الأسباب. عندما يُقتل مسلم في مكان ما من بلاد الغرب فإن العالم الإسلام يهيج و تقوم قائمته و بهمجيّة و برعونة حيوانيّة شرسة و مدمّرة و قد ظهر ذلك بوضوح في أكثر من زمان و من مكان. ما هو الاعتدال؟ إنّ الاعتدال و قبل كلّ شيء هو الوسطية و هو قبول الآخر و الاعتراف بحقوق هذا الآخر و من هذا المنطلق فإنّ الإسلام لا يعترف بالآخر و لا يجيز له أية حقوق فالحاكم يجب أن يكون مسلماً في جميع البلاد العربية و الإسلامية - ما عدا لبنان و هو حالة استثنائية منذ أيام الاحتلال الفرنسي لسورية و للبنان كما إنّ الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريعات و القوانين و الأنظمة في كلّ هذه البلدان, فالمسيحي و غير المسيحي تطبق عليه بنود الشريعة الإسلامية بالقوة و بدون أيّ اعتراض أو تذمّر أو شكوى بما في ذلك قوانين الأحوال الشخصية, و يحقّ للمسلم أن يتزوّج من مسيحية أو غير مسلمة بينما لا يحقّ لغير المسلم أن يتزوّج من فتاة مسلمة. يحقّ لغير المسلم تغيير دينه بينما لا يجوز للمسلم أن يغيّر دينه أو يبدّله (فمن بدّل دينه أو غيّره يُقتل) هذا هو قانون الإسلام و شريعته و نظامه, لا عدالة في المعاملة و لا حقوق و لا مساواة. و غير المسلم يعتبر ذمّيّاً بحكم المنطق الإسلامي أي ليس مواطناً بل هو من الدرجة الأدنى في سلّم الاعتبار الاجتماعي و الديني و السياسي. أين هي وسطية الإسلام و أين يكمن اعتداله؟ أبالكلام و التنميق و الوصف الجميل غير الصحيح و غير الصادق؟ أم بالكذب و بغط الرأس في الرمال و بالتهرب من إعلان الحقيقة بالمواربة؟
لا اعتدال في الإسلام كدين و لا وسطيّة مطلقاً فالإسلام بكلّ أسسه و مقوّماته و ما يستند عليه من مراجع كالقرآن و الأحاديث و السنّة و السيرة النبويّة كلّها لا يدعو إلى المساواة و لا إلى العدالة, بل إلى تصنيف البشر بين مسلم و غير مسلم. إنّ هدف المسلمين الأوّل هو أسلمة جميع المجتمعات العربية و غير العربيّة, و يعيش المسلم عقوداً من الزمن في بلدان الغرب و لا يبقى من همّ له و لا هدف سوى الدين و الدين فقط. لا يختلط بالمجتمع الجديد و لا يثق به و لا يحترم قوانين هذه البلاد بل يعيش منغلقاً ضمن دائرة أوهامه الدينية التي تدفعه إلى العزلة و الخوف و إلى المزيد من التعصّب و التطرّف.
لقد لاحظنا من احتلال داعش للرمادي و للموصل و للقائم في العراق و لدير الزور و الرقة في سورية كيف أنّ المسلمين في هذه المحافظات تهافتوا منخرطين و بشكل جماعي و سريع في التنظيم و كأنهم دواعش منذ سنوات. الاستعداد لدى كلّ مسلم لأن يتحوّل و بلمح البصر إلى داعشي أو أيّ تنظيم إسلامي إرهابي كالقاعدة و غيرها هو موجود بالفعل لدى غالبية المسلمين, و متى احتلت داعش منطقة سترى جميع أبنائها السنة يدعمون هذا التنظيم لأنهم يرون فيه ما يرونه من دواعي الدفاع عن الدين. يخطيء من سيقول إنّ الدعاية الداعشية قد تدفعهم إلى ذلك ( فهم خلايا نائمة تنتظر الفرصة المواتية و السانحة) لا أبداً إنّ هذا غير دقيق فالذي يدفعهم إلى ذلك هو حبّهم لدينهم و رغبتهم بالدفاع عنه إيمانا منهم بالجهاد بكلّ أنواعه, و لا يبقى للعقل و للوعي و للإنسانيّة هنا أيّ دور,المهمّ أن يجاهد غيرةً على دينه, حتّى و لو تسبّب ذلك يقتل الآلاف من البشر الأبرياء.
لهذا نقول و البيانات واضحة و الأحداث تؤكد صحة أقوالنا من أنه لا وسطيّة في الإسلام و لا اعتدال, و إنّما هناك أشخاص مسلمون معتدلون بحكم تربيتهم المنزلية و بمنطق وعيهم الثقافي المنفتح, فهم لا يحبون العنف و ينبذون العنصرية و التفرقة و لا ينظرون إلى الآخرين من زاوية الدين و المذهب و العقيدة بل من زواية أنه أخ في الإنسانيّة ليس أكثر و لا أقل. كلّ مسلم قابلته هنا في ألمانيا للمرة الأولى كان سؤاله الأول لي: هل أنت مسلم؟ و حين أجيبه لأ لست مسلما يقول, محاولاً استدراك غلطه و تلافي غبائه, كلّ الناس خير و بركة. فعلا أمرٌ مضحك فمتى كان الأمر كما تقول أي أنّ كلّ الناس خيرٌ و بركةٌ فلماذا تسألني أو تسأل الآخرين عن الدين؟ أليست جوامع و قواسمُ أخرى غير الدين تربطنا معاً بعلاقات اجتماعية و إنسانيّة؟ و الأنكى من ذلك ( و قد شهدته بعيني) حين يجيب الآخر نعم إنّني مسلم فإن السائل يردّ عليه الحمد لله. نعم يقول الحمد لله و بكلّ وقاحة, الحمد لله على أنه التقى مسلماً. على هذا النمط من السلوك و التفكير يعيش المسلم في البلاد غير الإسلامية فكيف به حين يكون في بلد إسلامي و يلتقي غير المسلم؟
يجب على المسلمين تغيير الكثير من أفكارهم و من معتقداتهم و من سلوكياتهم و طريقة معاملتهم للآخرين أو النظر إليهم و التعامل معهم, فالدين ليس حجر الزاوية لبناء المجتمعات البشرية, بل أنّ القيم الحضارية و الإنسانية و الأفكار النيّرة المنفتحة على أسس العدالة الاجتماعية و المساوة في الحقوق و الواجبات لجميع البشر في المجتمع الواحد هي حجر الزاوية التي يضعها البناؤون لبناء الإنسان أولاً و من ثمّ المجتمعات..
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 04-11-2015 الساعة 10:34 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:35 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke