Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > شعر - قصة- نثر- مقالة الخ للأعضاء والمنقول

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-04-2015, 02:11 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,720
افتراضي محمود سامي البارودي..(وَإِنْ قُلتُ أَرْخَى من أعنَّتهِ الشعرُ) نور

محمود سامي البارودي..(وَإِنْ قُلتُ أَرْخَى من أعنَّتهِ الشعرُ)

.
.
.
.
.


"أنتم الناسُ أيها الشعراء.."
___________________________أحمد شوقي!





إنسان:
_____
عندما بدأتُ القراءةَ"للبارودي" أذكرُ أن أذهلتني تلك الروحُ الشفيفةُ التي تتقاطرُ عذوبةً و رقةً على ثُنيّات أبياته..أنا الذي ظننتُ أنّي سأقرأُ شعرا لكلاسيكيّ عتيدٍ سيصك ذائقتي باللفظ الصلبِ الفخم و الأسلوب المتين المتراص في صناعةٍ لغويةٍ متقنةٍ تناسب فارساً حربياً مثله بلك أن تناسبَ تلك الحقبة الزمنية التي عاش فيها واللغةُ و الشعرُ يتراوحان آنذاك بين (ما أشبه اليوم بالبارحةِ) و (أدب ديوان الخديوي)!
ذلك الإنسان الذي أحسست به من وراء أبياتٍ....لم يكن إلا إنسانا حقيقيا...وجها حقيقيا صادقا تبهرك تحولاته غير المفتعلةِ من مقاتلٍ فذٍ ترقّى إلى أعلى مناصب الجيش المصري في فترة عجّت بالقلاقل و الاحداث ...إلى شاعرٍ لا يقلُ جودةً ولا موهبةً عن معاصريه أو من خلفوه_إن لم يكن يفوقهم_ ممن كان للشعر من حياتهم القاسم الأعظم.
أحببت فقط في البداية أن أشير إلى تلك الروح الجميلةِ و ذلك الإنسان قبل أن أبدأ...حتى وإن تركت تعريف ذلك و وصفه ليتلمسه المارون بأنفسهم فلقد علمت أن لذلك لذةً أخرى
!





حيـاة:
_____


"قليلون فعلا ...هؤلاء الذين يعيشون حياةً حقيقية"
محمود سامي البارودي...
ولد في مصر عام 1838م (1255هجرية) لأبوين من الجراكسة في فترة صاخبة من تاريخ مصر..ويرجع لقبه (البارودي) إلي مدينة (إيتاي البارود) في محافطة البحيرة التي كان أحد أجداده ملتزماً لها.
تخرّج من المدرسة الحربية عام 1854 وهو بعد في السادسة عشرة من عمره لكن الجيش كان قد سُرّح في عهد سعيد باشا والي مصر آنذاك فكانت هذه أول محنة يواجهها في حياته
وكانت تسريته تتمثل في العودة إلى الماضي و أجداده العرب ...والعربيّ جدٌ لكل من تكلم العربية كما يقول الأديب محمد حسين هيكل في مقدمته لديوان البارودي...فعاش معهم و شاركهم معاركهم التي أغنته في صباه عن معارك الحاضر الغائبة خلال شعرهم الذي نهل منه على لهفٍ و ظمأ
ولم يكترث ممن إنتقده بسبب إتجاهه للشعر بل لامهم على تجاهلهم لذلك التراث المبهر...يقول
:

تكلمت كالماضين قبلي بما جرت......به عادة الإنسان أن يتكلما
فلا يعتمدني بالإساءة غافلٌ ..........فلابد لابن الأيكِ أن يترنما


وإلتحق بوزراة الخارجية وتعلم اللغتين الفارسية و التركية و قضى فترة في الآستانة (إسطنبول) ثم عاد إلى مصر في عهد إسماعيل باشا وكان في الرابعة و العشرين من عمره وقد عقد العزم على أن يشارك في النهضةِ التي حمل لواءها الخديوي إسماعيل..فزاول عمله في الجيش وترقى في مناصبه وبدأ يشارك في حملات الجيش المصري العسكرية كتلك التي قام بها الجيش المصري لإخماد التمرد في جزيرة كريت وتلك الحملة التي إنضمت لصفوف القوات العثمانية في حربها مع روسيا
ولكن الشعر كان همه الأول فذاع صيته وأحبه القراء لما لأسلوبه من ملامح خاصة و لُقب بـ(رب السيف و القلم).
أبدع البارودي في لون يمكن ان نطلق عليه (شعر الشباب) وذلك قبل أن تبدأ الأحداث السياسية في مصر في غليانٍ متصاعدٍ فتستولي على "شيطان" شعره.
إذ ما لبثت الحركة الوطنية أن تفجرت وهب الشعب مطالبا بمعارضة التدخل الأجنبي و التشبث بالحكم النيابي الدستوري و الشورى وسيلتان أكيدتان للإصلاح
وأشترك العسكريون الشرفاء _ومنهم البارودي_ إلى جوار المواطنين في صفوف الحملة الوطنية فوجد البارودي نفسه يخوض غمار الحياة السياسية موزع النفس بين ولائه للخديوي كجندي تحت شرف القَسَم..وبين ولائه لمصر و المصريين
وهذا الموقف هو الذي جعله ربما يرتبط بالجانبين معا في موقفٍ غير صارخِ الإنحياز ومن ثم لم يبرز في الصفوف الأولى للثورة العرابية بل ظل في عداد الصف الثاني فلما أخفقت الثورة لم يتنصل منهم ولم ينفِ أنه شجعهم و أتصل بهم فحوكم و حكم عليه بالنفي مع زعماء الثورة إلى سيلان (سرنديب) فأقام بها أكثر من 17 عاما كانت تصله أثناءها أنباء وفاة أحبائه وأصدقائه فيرثيهم و يحن إلى مصر فتتفجر منه أنهار الشعر باذخة القوة و الجودة .
وحين بدأت صحته تعتل و بصره يذوي أشفق المسئولون عليه وقرر الخديوي عباس حلمي العفو عنه وإعادته لمصر فعاد لها في مطلع القرن العشرين ولقى من ترحاب الناس ما عوضه عن سنوات الغربة
أفل نجم (رب السيف و القلم) في أواخر ديسمبر 1904(شوال 1322) راحلا عن دنيانا بعد حياة حافلة بالاحداث و التحولات تليق بشاعرٍ مثله
.*

*عن ترجمةٍ موجزةٍ له في مقدمة (مختارات من شعر البارودي) من سلسلة إصدارت مكتبة الأسرة الصادرةعن الهيئة المصرية العامة للكتاب.




شــعـر :
_______

من المعروف ان البارودي ينتمي لمدرسة (الإحياء و البعث) الشعرية التي عنيت ببعث الشعر العربي من الحالة المزرية التي كان عليها في تلك الفترة منحدرا إليها عبر فترات أطول من الركود و الضعف
فكان شعراء ذلك الإتجاه _وأبرزهم البارودي_ يتخذون من إستلهام درر و يواقيت الشعر العربي الجَزِل الأصيلِ العريق و التجديد في الأغراض و المعاني سبيلين لبعث الشعر العربي الكلاسيكي من مرقده حتى يردده الناس و يتذوقوه
فأصبح شعره نموذجا لشباب الشعراء الذين نسجوا على منواله كأمير الشعراء (أحمد شوقي) و شاعر النيل _ذلك الفذ_ (إبراهيم حافظ).
لاشك عندي أنك حين تقرأ نماذج شعره ستشعر بتلك اللغة الشعرية المميزة للبارودي
تلك التي نجح فيها عن جدارةٍ في إستلهام تراث أجداده الفخم مع التجديد الواضح في الصياغة و الأسلوب و الروح.
شعرٌ حيٌ...!
تقرأه فلا تمل منه ولا تجد فيه ما ينفّر ذائقتك من وحشي اللفظ و غريبه فتتركه إلى غيره مما تراه أنسب لروح عصرنا هذا و أمتع بل يدفعك إن وجدت من شعره مفردةً غامضةً أن تبحث وتكشف عنها لتكتمل في مخيلتك صورهُ البديعة و تراكيبه الحلوة.
فشعره ينتمي للنوع الحي من الفن...ذلك الذي تزداد قيمته بمرور الزمن.
هل أبدو مبالغا...إعذرني قارئي الكريم فأنا فعلا معجب بشعره حتى الثمالة
لا أطيل عليك
فالشعرُ أبلغ وأصدق مني بيانا !








من قصيدته(مصر):

أبابلَ رأي العين أم هذه مصرُ........فإني أرى فيها عيوناً هي السحرُ

نواعسَ أيقظن الهوى بلواحظٍ.........تدين لها بالفتْكةِ البيضُ و السمرُ

فليس لعقلٍ دون سلطانها حمىً..............ولا لفؤادٍ من غشْيَانِها سترُ

فإن يكُ موسى أبطل السحرَ مرةً....فذلك عصر المعجزات و ذا عصرُ <----------(لله درك!)

فأي فؤاد لا يذوب صبابةً.............ومُزْنَةِ عينٍ لا يَصُوبُ لها قَطْرُ؟ <----------(الله!)


*بابل: مدينة قديمة عظيمة على جانب الفرات الأيسر إشتهرت بالسحر.البيض و السمر:السيوف و الرماح. غشيانها: هجومها.المزنة:السحابة. يصوب: ينزل و ينصب

وفي ذات القصيدةِ يقول عن محبوبته:

تريك جمان القطر في أقحوانة....مفلجة الأطراف قيل لها ثغرُ <----------(!!!)

تدين لعينيها سواحر بابلٍ....وتسكر من صهباء ريقتها الخمرُ <----------(بيتٌ كالخمر أو أحلى!)

رضيت من الدنيا بحبكِ عالماً...بأن جنوني في هواك هو الفخرُ <----------(للبيت نكهة رومانسية رقيقة)

هوىً كضمير الزند لو أن مدمعي..تأخر عن سقياه لأحترق الصدرُ <----------(بيتٌ ولا أجمل!)


*جمان القطر: الجمان هو اللؤلؤ والقطر قطرات المطر والمراد أسنان الحلوة!.أقحوانة: نبت طيب الريح شديد البياض
ضمير الزند:قلب العود الذي توقد به النار.

وفي معرض الحديث عن رجال حيها التي تسكنه!:

يظنون بي شرا ولست بأهله....................وظن الفتى دون بينةٍ وزرُ

وماذا عليهم إن ترنم شاعرٌ....................بقافيةٍ لا عيب فيها ولا نُكْرُ

أفي الحق أن تبكي الحمائم شجوها.........ويبلى فلا يبكي على نفسه الحرُ <----------(قُلْ أيها الشاعر..قُلْ!)

وأي نكيرٍ في هوىً شبَّ وقدُهُ..............بقلب أخي شوقٍ فباح به الشعرُ

وكيف أسوم القلب صبرا على الهوى.ولم يبق لي في الحب قلبٌ ولا صبرُ

ليهنَ الهوى أني خضعت لحكمه......وإن كان لي في غيره النهي و الأمرُ <----------(فارسٌ...لاجَرَم!)

فإني امرؤٌ تأبى لي الضيم صولة...........مواقعها في كل معتركٍ حمرُ

أبيٌ على الحِدْثَان لا يستفزني.............عظيمٌ ولايأوى إلىساحتي ذعرُ

إذا صلتُ صال الموت من وكراته.......وإن قلت أرخى من أعنته الشعرُ!!!


*شب وقده:إتقدت ناره.لِيَهنَ الهوى: ليهنأ الهوى.تأبى: تمنّع فلا يقبل.الحدثان:خطوب الدهر ونوائبه.









و من قصيدته (الأهرام):

يقول عن النقوش الهيروغليفة على جدران الأهرام:_

إذا ما فتحنا قُفل رمزٍ بدت لنا.....معاريض لم تُفتَح بِزِيجٍ ولا جَبْرِ

فكم نُكتٍ كالسحرِ في حركاتهِ........تُريك مدبَّ الرُّوحِ في مُهجةِ الذرِّ <-------------(الله!)

سكرنا بما اهدت لنا من لبابها.......فيالك من سكر أتيح بلا خمرِ!


*الزيج: جدول يستدل به على حركة النجوم و الكواكب .النُكت:جمع النكتة وهي الأثر القليل يشبه النقطة والمراد هنا النقش الدقيق المحكم.الذرّ: صغار النمل!


يقول عن لصوص الأثار في العصورالقديمةِ:

وفلوا لجمع التِبرِ صُمَّ صُخورها...وأيسرُ ما فلوهُ أغلى من التبرِ!






ومن غزليةٍ يقول:


لوى جيده وانصرف.....فما ضرّهُ لو عطفْ

غزالٌ له نظرةٌ.............أعانت عليّ الكَلَفْ

تبسم عن لؤلؤٍ...........له من عَقيقٍ صَدَفْ!<----------(جميل!)

وتاه فلم يلتفت.........وشأن الجمالِ الصَلَفْ <----------(صدقت!)

رآني به مولعا.............فعاتبني وأنحرفْ

ولم يدرِ أنِّي به...........على جمراتِ التلفْ

فقلت له :سيدي............ترفّق بصبٍ دَنِفْ

وأنشدته قطعةً.........وشعري إحدى الطُرَفْ

فأصغى لها باسما..........وبان عليه الأسفْ

ونمّت به خجلةٌ..........تدلُ على ما اقترفْ!<----------(!!)

وقال: أهذا الضنى........جناه عليك الشغفْ!

فقلتُ :نعم سيدي..........وأبرح مما أصفْ <----------(الله!)

فصدّق لكنّهُ...............تجاهل لما عَرَفْ

وقال:أطعت المنى..وبعضُ الأماني سَرَفْ!!

وما كل ذي حاجةٍ.....يفوز بها إن عَكَفْ!!

فأشفقت من قولهِ.........ولكن ربي لَطَفْ

فلما رأى أدمعي.....توالت و قلبي رَجَفْ

تبسّم لي ضاحكا.....ومانعَ... ثم انعطفْ!

فأغرمته قبلةً........(عفا الله عما سلفْ)!


*الكلف: الحب الشديد.نمّت:ظهرت.انعطف:مال.أغرمته:ألزمته الغرامة جزاء ما فعل!








من قصيدته (الحنين إلى مصر) وكان في جزيرة كريت في حملة عسكرية لإخماد الفتنة:


سرى البرقُ مصرياً فأرّقني وحدي..وأذكَرَني ما لست أنساهُ من عَهدِ

فيا برقُ حدثني وأنت مُصَدَّقٌ...عن الألِ والأصحاب ما فعلوا بعدي

فوا أسفا إذ ليس يجدي تأسفٌ....على طواه الدهر من عيشنا الرغدِ

إذ الدهرُ سمحٌ والليالي سميعةٌ.......و(لمياءُ) لم تخلف بليّانها وعدي <----------(الله!)

فتاةٌ تريك الشمس تحت خمارها..إذا أسفرت و الغصن في معقد البندِ

من الفاتناتِ الغيدِ لو مرَّ ظلها.......على قانتٍ دبّت به سوْرة الوجدِ!

حلفتُ بما وارى الخمارُ من الحيا..وما ضمت الأردان من حَسَبٍ عدِّ

وباللؤلؤ المنضود بين يواقتٍ........هي الشهد ظنا بل ألذ من الشهدِ!

يمينا لو استسقيت أرضا به الحيا....لخاض بها الرعيان في كلأٍ جَعدِ <--(إقرأ البيت ثانيةً و تذوق الصورة المبهرة!)

لأنتِ _وأي الناس أنتِ_حبيبةٌ..........إليّ و لو عذبتِ قلبي بالصدِّ <----------(لأنتِ _وأي الناس أنتِ_!!!)

إليكِ سلبتُ العين طيبَ مَنَامها......وفيكِ رعيتُ النجمَ في أُفْقِهِ وحدي <----------(بيتٌ يوزن بميزان الذهب)



*ليّانها: المماطلة و التسويف بوعد الوفاء مرة بعد أخرى.البندِ: الحزام.قانتٍ: ناسك عابد.سورة الوجد:شدته.حسب عدِّ:قديم أو كثير مستعار من قولهم ماءٍ عدِّ أي كثير جارٍ







ومن قصيدةٍ يحاكي بها قصيدة ابن النبيه التي مطلعها (يا ساكني السفح كم عين بكم سفحت) :

خُوطيّةُ القَدُّ لو مر الحمامُ بها...................لم يشتبه أنها من أيكِهِ أُنتُزِعَتْ

يموت قلبي و يحيا حيرةً و هدىً........في عالم الوجد إن صدّت و إن جنحتْ

كالبدر إن سفرت و الظبي إن نظرت...والغصن إن خطرت و الزهر إن نفحتْ

واخجلة البدرِ إن لاحت أسرتها................وحيرة الرشأِ الوسنان لو لمحتْ

مازلت أسحرها بالشعر تسمعه.............من ذات فهمٍ تُجيدُ القول إن شرَحَتْ

حتى إذا علمت ما حل بي ورأت........سُقمي وخافت على نفسٍ بها إفتضحتْ

حنّت رثت عطفت مالت صَبَت عَزَمت..هَمَت سَرَت وَصَلت عَادت دَنَت مَنَحتْ <--(لله درك من شاعرٍ عذبٍ)

ويصف ليلة جاد بها عليه الدهرُ:

وليلةٍ سال في أعقابها شفقٌ.............كأنها بحسام الفجر قد ذُبِحَتْ <----(أي براعة في هذه الصورة)

طالت و قصرّها لهوي بغانيةٍ....إن اعرضت قتلت أو أقبلت فضحتْ

هيفاءُ إن نطقت غنت! وإن خطرت رن...وإن فوّقَت ألحَاظَهَا جَرَحَتْ


*خوطية القد:الخوط الغصن الناعم.صدت: أعرضت.جنحت:مالت.أسرّتها:أسرّة الوجه محاسنه.الرشأِ:ولد الظبية الصغير.الوسنان : من الوسن ويريد هنا طرفه الناعس.غانيةٍ: الجاريةالتي غنيت بحسنها.فضحت: كشفت حبا مستورا. فوّقت ألحاظها:توجيه النظرات و تصويبها على مسكينٍ أعزل!








ومن قصيدته الأحلى (الحب):

سمع الخليُّ تأوّهي فتلفتا ......وأصابه عجبٌ وقال مَنِ الفتي؟ <----------(بيتي المُفضّل!)

فأجبته إني أمرؤٌ لعب الأسى........بفؤاده يوم النوى فتشتتا

أنظر إليّ تجد خيالا باليا..........تحت الثياب يكاد ألا يُنعتا

قد كان لي قلبٌ أصاب سوادهُ........سهمٌ لطرف فاترٍ فتفتتا <----------(قد كان لي قلبٌ!)

تبع الهوى قلبي فهام وليته.......قبل التوغل في البلاء تثبتا

ألقته في شَرَك المحبة غادةٍ...هيهات!ليس بصاحبي إن أفلتا!

كالورد خدا و البنفسج طُرة .....والغصن قدا والغزالة مَلفِتَا <-------(مفعمٌ البارودي بالبيت المُـقسّم!)

تالله لو علم العذول بما جنى....طَرْفِي عليّ لسَاءه أن يَشمَتا

طرفٌ أطلت عنانه ليصيب لي..بعض المني فأصابني لما أتى <----------(الله!)

ياقلب حسبك قد أفاق معاشرٌ..وأراك تدأب في الهوى فإلى متى؟ <----------(الله الله!)


*الخليّ: خالي البال من العشق والهم.تشتتا: تشتت القلب.ينعتا:يوصف.فاترٍ:ناعسٍ والفتور من صفات الحسن في عيون النساء.ملفتا:من التلّفُتِ








ومن قصيدة في رثاء الأديب والعالم اللغويّ (أحمد فارس الشدياق):


متى يشتفي هذا الفؤادُ المُفَجّعُ.....وفي كل يومٍ راحلٌ ليس يرجعُ

نميل من الدنيا إلى ظل مزنةٍ...........لها بارقٌ فيهِ المنيّةُ تلمعُ

وكيف يطيب العيش والمرء قائمٌ....على حذرٍ من هول ما يتوقعُ <----------(صدقت)

ومن عجب أنّا نُساءُ فنرتضي.....وندركُ أسباب الفناءِ..ونطمعُ!<----------(بيتٌ موجِعٌ)

ولو علم الإنسان عُقبان أمره..........لهان عليه ما يسرُ و يَفْجَعُ

تسيرُ بنا الأيامُ والموت موعدٌ.....وتدفعنا الأرحامُ والأرض تبلعُ <----------(!!)


*نُساءُ: تسوءنا الأيام و تفعل بنا ما نكره







وأختم رحلتي معه بقصيدة جميلة إسمها (ليلى)...ولليلي كم هوى العشاقُ!:

فؤادي والهوى قدح وخمرُ.....أمافي ذاك لي طَرَبٌ و سُكْرُ

يلوموني على كلفي بليلى........وليلى في سماء الحسن بدرُ

لها خدٌ به للحسن وردٌ...............ولحظٌ فيه للملكين سحرُ

تضنُ عليّ بالتسليم تيهاً...........وهل في سنّةِ التسليم وزرُ!

يلوحُ جبينها في طُرتيْهَا.........كما أوفى على الظلماءِ فجرُ

وتبسمُ عن جمانٍ في عقيقٍ .......يقال له بحُكمِ الذوقِ : ثَغرُ! <----------(ذوقٌ عالٍ!)


*الملكين:هاروت وماروت المشار إليهم في سورة البقرة الأية 102.الطرة: الشعر الذي تصففه المرأة على جبهتها. جمان في عقيق : لؤلؤ ناصع في عقيق لذيذ الحمرة والصورة في جلاء الشمس!



هذا....
وما كان ذلك إلا غيضٌ من فيضٍ فلا يزال في جعبتي الكثير من المقاطع العذبة للشاعر ولكني خفت الإطالة و ملل قارئي العنكبوتية الشهير
ربما أعود بالمزيد إن سنحت لي الفرصة و الوقت
وأعتذر عن أي خطأٍ في المفرداتِ أو الكتابةِ..و عَلِمَ الله أني بذلت جهداً غير قليل لإعداد مثل هذه الصفحة البسيطة حتى تليق بكم و بشاعرٍ جميلٍ كالبارودي.
لكم مني تحية

نور
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:17 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke