أنا..وحبيبتي ..والصّراع..!.؟؟ شعر وديع القس

[وديع القس]

الحبُّ نفحةٌ روحانيّة .. لا يعبق طيبها إلّا في قلوبِ الكرامِ النبيلة والضمائر الحيّة والأرواح السامية في الإنسان. والإنسان هو الذي يحدّد نوعه .
أنا..وحبيبتي ..والصّراع..!.؟؟ شعر وديع القس

لملمتُ جرحيْ بماءِ الدّمعِ أغتسِلُ
علَّ الحبيبُ يزورُ القلبَ يتّصلُ

سحساحُ دمعيْ تمادى سيلهُ دفِقَا
والقلبُ ينأى عنِ النّسيانِ ينعزلُ

بقيتُ وحديْ يتيمَ الوَجدِ في العَشَقِ
كمنْ يصارعُ ريحا ً وهيَ ترتَحِلُ ..!

مَنْ أينَ ليْ صبرُ أيّوبٍ يساندُنِيْ
يُهدِّىءُ القلبَ أنْ يخبوْ ويحتَمِلُ ..؟

ياقلبُ صبراً على روحيْ لتُحرِقَهَا
فمنْ هواكَ بقايا الرّوح ِ تشتعلُ

وإنَّكَ الحِكْمُ فوقَ العقلِ والبَدَنِ
وتحتَ حُكْمِكَ صارَ العقلُ يُخْتتَلُ

كفاكَ ظلماً فإنَّ العمرَ يحتضِرُ
ومنْ صراعِكَ حلَّ الشّيبُ ينتقِلُ

مهلاً على ألَمِيْ ، فالموتُ يقترِبُ
وأنتَ باقٍ على الأطلالِ مُرتَجِلُ

تركتُ روحيْ على كفّيكِ مُرتَحِلا ً
والعينُ ظَمآى ولا نومٌ ولا سَدَلُ

رِفقا ً بحبّكِ صارَ الوجدُ يحرقُنِي
على فراقٍ بقسرِ الضّيمِ مُفتَعَلُ

قستْ علينَا وحوشُ الدّهرِ تبتسمُ
وبسمةُ الوحشِ نابٌ جائرٌ .. بَتِلُ

حبيبتي ومصيرُ القهرِ يجمعُنَا
كتوأمينِ بدنيَا الآهِ ننفصِلُ

أنتِ الصّباحُ لشرقٍ جلّهُ عتمُ
والغربُ فينيْ حدادٌ دونَكِ الثّكلُ

سحرُ الوجودِ ومنْ عينيكِ أعرفهُ
وبسمةُ الكونِ ثغرٌ منكِ تبتهِلُ

وقامةٌ قدَّهَا الجبّارُ في نَسَق ٍ
تسموْ برقَّتِهَا ، تعلوْ وتكتَمِلُ

والوجهُ بدرٌ بخمرِ الوردِ سيمتهُ
وتنحنِي نظرةَ العشّاقِ إنْ غَزِلُ

والشَّعْرُ قدْ صفّهُ التيّارُ ـ جدَّلهُ
على المناكبِ مسدولاً وينفتِلُ

وثغرُهَا خاتمٌ ، والماسُ ثروتهُ
وفي رضابهِ طعمُ الطِّيبِ والعسلُ

حبيبتيْ لوحةٌ ، يحتارُ عاشِقُهَا
كيفَ الجمالُ بحسنِ الرّوحِ يكتَمِلُ.؟

كإنّها لوحةُ الإعجازِ ما وَهَبَ
منها الجمالُ بحسنِ الكونِ مُنذّهِلُ

بريقُهَا يعكسُ الأنوارَ ناصِعَةً
على الضّفائِرِ والخدّينِ تبتَهِلُ

حبيبتيْ ووحوشُ الكونِ تحصِرُهَا
والحبُّ يأبى منَ التّرحالِ ينفصِلُ

وقيّدوهَا بجرمِ الحبِّ ينتقِمُوا
منَ العيونِ الّتيْ في سحرِهَا الأملُ

وقطّعوكِ جُسيمات ٍ ملوّنة ٍ
وكنتِ للحبِّ عهدَ العاشقُ الأصِلُ

وفي المحاكمِ كُنتِ العدْلَ والصّدقَ
وفي المحبّةِ صارَ النّصرُ يمتَثِلُ

وخاتمُ الحبِّ محبوسٌ ومعتَصَمُ
وفي أنامِلهَا ، حرٌّ ومعتَقَلُ..!

غنَّ الجمالُ بسحرِ الكونِ أجمعهُ
فكانَ سحرهُ ، من عينيكِ يكتحِلُ

إنِّيْ إليكِ معَ التّرحالِ للكفَنِ
إنّيْ إليكِ وجرحيْ فيكِ يندَمِلُ

إنِّيْ إليكِ منَ الميلادِ للعدَمِ
وفيكِ يبقى مسارُ العمرِ مُتَّصِلُ

سوريّتيْ وجمالُ الكونِ والعشقَا
والحبُّ فيها بعهدِ الشّمسِ مُشتَعِلُ

وديع القس ـ 20 . 11 . 2015