Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-07-2005, 02:38 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي أنشودة الحياة ـ الجزء الأوّل ـ 2 ـ

أنشودة الحياة

[الجزء الأوّل]
( نصّ مفتوح )

2


.. ... .... ... ......

حروبٌ في بداياتِ القرنِ
في نهاياتِ القرنِ
في خاصراتِ القرنِ
حروبٌ من لونِ الاصفرارِ
اصفرارُ العقاربِ
حروبٌ طائشة
كثيرةُ الإنتشارِ
تزرعُ خلفها أوبئةً قميئةً ..

أمراضٌ في طورِ اليرقة
خسائرٌ أكبر
من مساحاتِ الحلمِ

خارَتْ مفاصلُ الجبالِ ..
خارَتْ أجنحةُ السَّماءِ
لم تعُدْ للربيعِ نكهةً ..
ولا للصيفِ بهجةً

تحوَّلَت شهقةُ الاشتياقِ
إلى رماد!
إلى ضبابٍ مغلَّفٍ بالسُّمومِ
إلى حالةِ اختناقٍ
دوراتٌ حلزونيّة
دوَّخَت خيالَ المبدعين
حوَّلَت أجملَ الأشياءِ
إلى سرابٍ!

زمنٌ تهربُ مِنْهُ الفراشات
أينَ تلاشَتْ
وداعات الحمام؟

جداولُ الرُّوحِ عطشى
ماتَت فراخُ العصافيرِ
فراخُ طيورٍ برّية
ماتَت كائنات بحريّة
قَبْلَ أنْ ترى السَّواد..
نورٌ كثيفُ الغبارِ
يحملُ بينَ ثناياه
طبقاتٌ سميكة
من دخانِ العصرِ
عصرٌ حافلٌ بالمراراتِ
حافلٌ بكنوزٍ مخبوءة
في فوّهاتِ المدافعِ
حافلٌ بموتِ المبادئِ
بتضخُّمِ جموحِ الصَّولجان

زمنٌ مبرقعٌ بالفقاقيعِ
يذهلكَ بنموِّهِ
بانزلاقِهِ في آبارِ الجنونِ ..

لماذا وجهُكِ متصدِّعٌ
أيّتُها الحرّية؟

آلافُ السَّلاحفِ ماتَت
على
شواطئِ
البحار!ِ

صديقتي ..
لماذا وجهُكِ مضرَّجٌ بالكآبةِ
وخدّاكِ الحنونانِ باهتان؟

هل نضحَتْ كآبتُكِ
من لوعةِ الاشتياقِ،
أمْ تفاقمَتْ
من أوجاعِ هذا الزَّمان؟

تاهتِ الجِمالُ بعيداً
هربَتْ مِنْ هطولِ الشَّظايا
من تراكماتِ تدفُّقِ الحنظلِ
فوقَ جباهِ المدائنِ
فوقَ شفاهِ الأريافِ

الحزنُ حائمٌ حولَ حدباتِها
لَمْ يفارقْ شفاهَهَا المتدلّية عطشاً
يزدادُ قلقُهَا بازديادِ
مساحاتِ الاصفرارِ

عَبَرَتْ من غيظِهِا
أعماقَ الصَّحارى
تجترُ أوجاعَ السِّنين!


فَقَدَ الهواءُ نقاءَهُ
والرِّيحُ تراخَتْ أوصالَهَا
ارتطمَت في وجْهِ الوطاويطِ
وطاويطُ هذا العالم
تتحدّى عنفوانَ الرِّيحِ
تريد أنْ تكسرَ أعناقَ الرِّيحِ
ترشرشُ وساوسُها
بَيْنَ أجنحةِ الرِّيحِ!

الشَّارعُ يبكي دماً
مَنْ أجَّجَ هذِهِ النِّيران الملتفَّة
حولَ خاصرةِ الصَّباحِ؟
من خلخلَ كلّ هذِهِ الأغصانِ؟

ضجرٌ من طعمِ الحنظلِ
يلتفُّ حولَ أوتارِ الرُّوحِ
تَحَشْرَجَ الكلامُ في سماءِ الْحَلَْقِ
ولم يعُدْ للشهيقِ شهقةَ الاشتياقِ
مَنْ رمى تلكَ الوردة
على قارعةِ البكاءِ؟

آهٍ ..
فرَّتِ العصافيرُ
خوفاً من الضَّجرِ!

ما هذا النَّسيمُ الصاعدُ
نحوَ قبّةِ السَّماءِ؟
تفاقمَ حصارُ المجانينِ جنوناً
فتبخَّرَ الماءُ الزُّلال!

رصيفُ بيتِنَا العتيق مازالَ عتيقاً..
هلْ ما تزالُ أكوامُ الطِّينِ
تتناثرُ كاللآلئِ حولَ بيتيَ العتيقِ؟

لا تلمسوا طيني ..
إيّاكم أن تعفِّروا وجهَهُ بالاسفلتِ!
الطِّينُ أفضلُ عطاءً
هطلَ علينا من فوق..
الطِّينُ محرّكُ الكائناتِ
تَبَرْعَمَ مِنْهُ جَسَد الكائنات..
هل نحنُ البشر
فعلاً من الطِّين؟!
أهلاً بكَ ياطين..

شحوبٌ طاغٍ
فوقَ جبهةِ المنازلِ
فوقَ أعناقِ المدائنِ
فوقَ أشجارِ التُّوتِ
في حوشِنَا الفسيحِ!

شحوبٌ ينخرُ جذوعَ الدَّالياتِ
يتشرشرُ في جداولِ المياهِ
أنينٌ متواصلٌ
في قاعِ الزَّنازينِ
هرَّ وبرُ الأرانبِ
وبرُ السَّناجبِ
هرَّ العمرُ كأوراقِ الخريفِ

وقفَ الموتُ على قارعةِ الحياةِ
مهلّلاً لأطفالٍ
من لونِ البراعمِ

زمنٌ مِنْ لونِ الكآبةِ ..
مَنْ يستطيعُ أنْ يهدِّئَ
ضجرَ الرُّوحِ؟!

البارحة طوالَ الليلِ
لم يتوقَّفْ
صهيلُ الأحصنة
صهيلٌ مبحوحٌ من الأوجاعِ

أريدْ أنْ أغسلَ روحي
بندى الياسمين
أريدُ أنْ أنامَ تحتَ العرزالِ
هناكَ على ضفافِ الذَّاكرة البعيدة
على ضفافِ دجلة
هلْ ثمّةَ عرزال
على ضفافِ دجلاي؟
عَجَبٌ!..
ِلمَ لا نبني عرزالاً هناك؟!

عندما تضيقُ بكَ الدُّنيا لا تيأْس
إبقَ واقفاً كأشجارِ السّنديانِ
كن شامخاً كأشجارِ النَّخيلِ
تحدَّ جبابرةَ الكونِ
لا تنسَ أنَّكَ ضيفٌ عابرٌ في الدُّنيا!
ابتسمْ قبلَ أن تموتَ واقفاً كالسّنديان!

ارتعدَت أوصالُ النُّمورِ
واغبرَّتْ جبهةُ الأرضِ..
عجباً أرى ..
ظلمةُ اللَّيلِ
غير حالكة!

فئرانُ الخرائبِ القديمة
فرَّتْ بعيداً
عبرَتْ في أعماقِ جحورِهَا
هل هربَتْ
من وهجِ النِّيرانِ
أمْ انّها لاذت بالفرارِ
من جمرِ الشظايا؟!

إسودادٌ يغمرُ حتّى الشَّفقِ
مطرٌ كثيفُ الغبارِ
خفَتَ بريقُ نجمةَ الصَّباحِ
حزنٌ مكوَّرٌ
بينَ
خريرِ
المياهِ ..
أسطورةٌ مخرومةٌ تسطو
على أولى الحضاراتِ
على أبجدياتِ الكونِ!

أسطورةٌ مغموسةٌ بالدمِ
مغموسةٌ بدموعِ الأطفالِ
مغموسةٌ بدموعِ العشَّاقِ
المترقرقةِ فوقَ شاهداتِ القبورِ

أسطورةٌ من لونِ الجنونِ
مِنْ لونِ الهلوساتِ..
هلوساتٌ
داسَتْ في جوفِ الحيتان
في جوفِ مافياتِ
هذا الزَّمان!

أسطورةٌ تسطعُ شروراً
تفرِّخُ سموماً
أكثر أذىً
من سمِّ العنكبوتِ!
... .... .... يتبع!

صبري يوسف

كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
موقعي الفرعي عبر موقع الحوار المتمدّن
موقعي عبر القصّة العربية


* مقاطع من الجزء الأوّل من أنشودةِ الحياة.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-07-2005, 07:21 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,908
افتراضي من أنشودة الحياة

أخي صبري وصلني بريدك اليوم وفهمت الروح المبدعة والخوف المحدق بلهفة صديق تحبه وقد صار الذي كان يجب أن يكون وعادت المياه إلى جريانها نحو شمولية المحبة محلقة خارج أقواس الماضي المتخم بأشكال الوجع وزحمة الهموم والمتاعب.
فلنساهم بخنق كل ظلام الأمس ولنخلق معاً حاضراً مشرقاً يجمع الكل ويفيض بخيره عاى أرحب مدى، أحسست بصدق للمرة الألف وبخوفك على عزيز عليك ولم تكن نصائحك سوى البلسم الذي أجرع منه ما يطيب، لقد أجليتُ غموض الوهم وأضأتُ طريقاً جديدة تسير إلى الآخرين.
أما عن سبر غور هذه المتأججات والوقوف على مذبح هياكل هذه الألهة المملوءة بوجع الزمن والمتخمة بقرف الأيام وما يلخبط كل معايير هذا الكون في هذه الأنشودة، فإن صورك الجميلة والمشبعة بروح نبضك الذي يحسه القاريء في كل حرف منه لا أعرف هل سيفتح للمدى أفقاً غير مصنوع من مواد هذا العالم الذي يتآكله الفساد وينخر في كيانه العفن. هل لنا من غد آت ومن ثورة وجدانية تحطم كل مدارج هذه المفاهيم كي لا تحط فيه قذارات العالم الآسنة.
أشكرك على ما ينبض به قلبك حيالي وما لا تريده لي من أذى، أحمد الله على أن لي صديقاً وفياً يدلني متى سهوت ويعظني متى أغفلتُ إني أشكر نعمة الله ووفاء الصديق.
مع حميمية قلبي وصدق وجداني فؤاد
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-07-2005, 08:21 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

الصديق العزيز فؤاد

تحيّة

الحياة تعلِّم الإنسان الكثير، فهي التي تفتح آفاقنا على مسارح لا تخطر على بال، ثم أن هناك تغيرات في كل يوم فما قيل منذ سنين ربّما أو على الأرجح لا يناسب هذا الزمان!

نصّي الذي أنشره في المنتدى تباعاً، هو رحلة في رحاب الشعر! هدية للأحبّة القرّاء كلّ القرّاء. تابعوني ..

مع خالص التحيّة

صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:37 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke