Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف > شعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-10-2008, 11:55 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي معادلاتٌ تشرخُ وجنةَ الصَّباحِ

معادلاتٌ تشرخُ وجنةَ الصَّباحِ



8


..... ... .... .. ..... ...


أيُّها الشَّاعر المشلوح من كوكبٍ بعيد


فوقَ تعاريجِ الغربة


فوقَ زبدِ البحارِ


فوقَ ضجرِ الأيام!



أيُّها القلب المضرَّج


بأنينِ المسافات


المحاصر بسراديبٍ


لا تخطرُ على بال!



متى سترتِّلُ أغانيكَ المفهرسة بالجراح؟


أغانيكَ المنبعثة من ثقلِ اللَّيالي ..


المندلقة من برودةِ الصَّباحات ..


الهائجة من إنشطاراتِ الحنين


إلى مرابعِ الطُّفولة



آهٍ .. يا طفولة


أيَّتها المكتنـزة بالسَّنابل


بخصوبةِ اللَّيالي


أيَّتها المتفتِّحة في أزقّةِ ديريك العتيقة


المبرعمة بين أكوامِ الطِّين


طفولةٌ شقيّة


مطرَّزة بالخطميّة والنِّعناع


مقمَّطة بأكوامِ الحنطة


طفولة جامحة نحو البراري


آهٍ يا براري الرُّوح


يا مهجة انتعاش الذَّاكرة



أعوامٌ موحشة


موغلة في هضابِ المللِ


يتدفَّقُ من جنباتِها زمهريرُ العزلة


زمهريرٌ مرتَّق بكآباتِ


قرونٍ مِنَ الزَّمان


مَنْ يستطيعُ أن يزيحَ غشاوةَ الأيام


المرصَّعة بكلّ أنواعِ المرارات؟!


مَنْ يستطيعُ أن يخفِّفَ شطحاتِ الأحزان


المتراكمة فوقَ منعطفاتِ الحلم؟!



ثمَّةَ برعم يتنامى في قعرِ الذَّاكرة


تتراءى أزقَّتي أمامي


رغمَ ضجيجِ اللَّيلِ


رغمَ ضجيجِ المسافاتِ



تذرفُ شجرةُ التُّوتِ دمعةَ الفراقِ


دمعة الطُّفولة فوقَ تلكَ التِّلالِ


فوقَ الذَّاكرة البعيدة



آهاتٌ تشطحُ


صوبَ براري الرُّوح



أشجارُ الكرمةِ احترقَتْ


من وقائعِ الإنشطارِ


من وقائعِ البكاءِ


عندَ بوَّاباتِ المدائنِ



آهٍ .. يا مدائن


وألف آهٍ


أيَّتها المسافات المطويّة


بينَ تلالِ الذَّاكرة!



ضجرٌ ينمو في قبّةِ الرُّوحِ


موسيقى صاخبة تودِّعُ


عاماً من الأحزانِ


عاماً مرصَّعاً بالتلظِّي



يتطايرُ الفرحُ من حولي


كريشٍ ملوَّن


كعناقِ المحبِّين


... وأنا تائهٌ


بينَ أعاصيرِ هذا الزَّمان


تائهٌ بينَ الشَّوشراتِ المنبثقةِ


من أفواهِ الضَّجرِ!



معادلاتٌ تشرخُ وجنةَ الصَّباحِ


معادلاتٌ مخرومة


مقلوبة رأساً على عقبِ


مفهرسة بكلّ أنواعِ البكاءِ



غريبٌ أنتَ أيُّها الشَّاعر


أيُّها المرميّ فوقَ قارعةِ الأحزان!



أينَ أنتِ أيّتها الأنثى؟


لماذا تواريتِ بين شقوقِ اللَّيلِ


أتوقُ إليكِ أكثر


من توقي إلى ذاتي


أنتِ ذاتي المنشطرة


أيَّتها التائهة بين تعرُّجاتِ الحلمِ


لماذا تتفهرسُ على مساحاتِ الذَّاكرة


أنثى من لونِ البكاءِ؟



يا أنشودةَ المساءِ


تعالي قبلَ أنْ يرحلَ هذا الزَّمان


تَبَّاً لكَ يا زمان


أيُّها المغبرّ


بكلّ أنواعِ الغبارِ



أريدُ أنْ أتوغَّلَ


في ذواتِ الآخرين


أريدُ أن أكحِّلَ وجهَ الدُّنيا بالفرحِ


أريدُ أنْ أعانقَ ذاتي المنشطرة


عناقاً عميقاً ..



قلبٌ قابعٌ في سماءِ الغربة


.. وقالٌ وقيل يتنامى خلفَ البحارِ


تفورُ غربتي يوماً بعدَ يوم


من غليانِ الصِّراعاتِ هناك



تتناطحُ أمخاخٌ ملساء


خاليةً مِنَ التَّجاعيدِ


تصارعُ الهواءَ والمتاهات


تصارعُ الضَّبابَ الملاصقَ


لبوّاباتِ روحي


غربتي عميقةُ الأوجاعِ


تحنُّ إلى حميميّاتِ الذَّاكرة البعيدة


تتوارى بعيداً بهجةُ الحياة


.... ... .... ..... يُتبعْ!


صبري يوسف


كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم


sabriyousef1@hotmail.com
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:10 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke