أبلغ المعاني في شدو المرنّم السرياني .

[Fadi]

أبلغ المعاني في شدو المرنّم السرياني .


يزخر التراث الروحي للكنيسة السريانية الأرثوذكسية بنفائس النصوص الدينية التي تعلن حقائق الأيمان المسيحي أدبا ً وشعرا ً خطّها عبر التاريخ ملافنة البيعة السريانية ونظموها بأبهى صورة ذخرا ً للمؤمنين جيلا ً بعد جيل. ويكاد يشبه من يتصفح في هذا التراث كمن يغطس في بحر يكتنف اللآلىء الثمينة التي تزداد بريقا ً ولمعانا ًرغم طمي مئات السنين التي احتضنتها.

الكنيسة السريانية اليوم أمام تحد ٍ جديد هو تحدي العولمة وما تحمله من سمات وما تفرزه من نتائج ستمتد لتنعكس بأوجه مختلفة على هذه الأمانة التي تحتفظ وتحافظ عليها البيعة المقدسة ألا وهي هذا التراث العريق الذي أورثه الأجداد لأحفاد ٍ تقع على عاتقهم اليوم مهمة إعادة تقديمه وقولبته ضمن مقتضيات وظروف العصر الحالي بحيث تتخذ الأصالة والعراقة بعدا ً جديدا ً يفهمه أو على الأقل يتفهمه جيل اليوم أي كنيسة الغد ولابد من أن تتطمئن كنيسة اليوم على مصير كنوزها في المستقبل .


السؤال المهم الذي ينبغي على الكنيسة اليوم أن تجيب عليه هو هل يكفي أن يبقى التراث السرياني حكرا ًعلى اكليروس البيعة من أجل ضمان حيويته وتأثيره في جسم الكنيسة أو بمعنى آخر هل ستبقى تستمد النصوص التراثية قوة ومنعة اذا استمرت كمجرد طقس تردده نخبة معينة تدرك قيمته الحقيقية وحدها ؟ هذا السؤال نضعه في عهدة رجالات الكنيسة المناط بهم اليوم دور في غاية الأهمية ينبغي أن يلعبوه ألا وهو بناء الجسر الذي يصل بين ماضي عريق وحاضر مفتوح على صراع مفاهيم ونظريات ترسم معالم المستقبل.

على مدار السنة تنهل الكنيسة من معين تراثها نصوصا ً ومقطوعات في غاية الروعة والعمق لتزخرف بها طقوسها الاحتفالية العريقة بصلوات وترانيم تشنّف الاسماع وتعانق شغاف القلوب بوقع معانيها وبلاغة تعبيرها عن المناسبة التي كتبت من أجلها ... ولكن أليس حريا ً بمن يدركون ويعون حقيقة الكنوز التي بين أيديهم أن يجعلوا من هذه الكنوز بمتناول الجميع بيسر وسهولة ضمن الشروط التي تفرضها حداثة العصر ومفاهيمه الجديدة.


احتفلت الكنيسة قبل أيام بصوم الرسل الذي أعقبه عيد هامتي الرسل مار بطرس ومار بولس ثم تذكار جميع الرسل ومن ترانيم ال Beth Gazo التي شدا بها مرنمو البيعة المقدسة هذه التحف :


* رسل كلمة الله هم فلاحو الإيمان، أخذوا الصليب الحي أنشودة وخرجوا يفلحون الخليقة فاستأصلوا منها أشواك الضلال وسحقوا أغراس الأصنام والمنحوتات ثم زرعوا بها كلمة الحياة وأعطوا سقيها من دماء رقابهم وانتقلوا لعند ربهم ليأخذوا أجر أعمالهم أكاليل وخدور أفراح وكراسي ليدينوا معه في الملكوت.


* طوبى لكم يافلاحي القداسة رسل يسوع المجاهد لأنكم مع السلطان تقبلتم موهبة الفارقليط وأخذتم من الأعالي قوة تنبع حياة وشفاء وبها عمدتم كل الشعوب باسم الثالوث. اربطوا وحلوا واغفروا الخطايا لكل من يبتغي الغفران، دوسوا الحيات والعقارب ولا يصلكم أذى.


* التسبيح لابن الله الذي تسلط على البر والبحر واختار له أناس بسطاء ليكونوا كارزيه. من البحر اختار له بطرس ومن على الطرق اختار له بولس فجعلهم مهندسي الكنيسة المقدسة.
_______________________________

شنّفوا آذانكم بالاستماع للمقطوعة الأخيرة بزيارة الرابط :
http://www.4shared.com/file/53869628...ified=6db86c4f

[fouadzadieke]

مهندسنا الغالي فادي لا أعرف لماذا لا أتمكن من فتح الرابط و قد قرأت مقدمتك الجميلة و استمتعت بها أيّما استمتاع لكن عدم مقدرتي على الاستماع إلى الرابط فوّت عليّ فرصة أخرى أجمل. شكرا لمشاركتك الجميلة يا غالي. تسعدني عودتك المزخرفة بشتى ألوان اللطف و أطياف المحبة.