Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > خواطر و مشاعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-08-2005, 03:51 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,820
افتراضي قصيدة (أحمد شوقي) في المعلّم وردّ (إبراهيم طوقان) عليه

قصيدة (أحمد شوقي) في المعلّم وردّ (إبراهيم طوقان) عليه

توجد في الشّعر العربيّ قصائدُ عصماء ومعارضاتٌ شعريّة جميلة تبعث على السرور وتدخل المتعة إلى النفس الذوّاق للأدب فهي في مستوى فنيّ رفيع وأدبيّ راقي تضيف إلى ديوان العرب والذي هو الشّعر صوراً جماليّة وتضفي عليه روحاً من الإبداع الوجداني وتتسم معظم هذه المهارضات الشعرية بروح الفكاهة والمرح.
أحبّ اليوم أن أضع في متناول يد زوّار الموقع الأفاضل وخاصّة للذين لهم ذوق أدبي رفيع ورغبة في الاستزادة من معين هذا الإبداع وخاصة متى كان ذلك من شاعرين بليغين كأمير الشّراء (أحمد شوقي) والشاعر المتمرّس (إبراهيم طوقان) وحيث أنّ شوقي نظم قصيدة رائعة في وصف المعلّم وما يجب نحوه من الأكرام والتبجيل لكون المعلّم هو الشّمعة التي تضيء للأجيال القادمة طريق المستقبل وهو بكدّ ويكدح لكي يقدّم أعظم ما لديه لقاء أجر زهيد ويردّ إبراهيم طوقان المعلّم الذي خبر مهنة التعليم ولاقى مشاقّها على خلاف )شوقي) الذي لم يعلّم يوماً واحداً في حياته وإليكم قصيدة (شوقي) أولا في وصف المعلّم ثمّ تليها قصيدة (طوقان) وهو يردّ على ما قاله (شوقي) أرجو للقراء الكرام التمتّع بهذه لالنفحات الشعرية البديعة والتي نحن بحاجة إليها لننمّي ذوقنا الشّعري ونصقل موهبتنا من مثل هذه الروائع الخالدة.

قـُمْ للمعلّم * لأحمد شوقي

قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا

أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا

سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى

أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلماتهِ وهديتَهُ النـورَ المبينَ سـبيلا

وطبعتَـهُ بِيَدِ المعلّـمِ ، تـارةً صديء الحديدِ ، وتارةً مصقولا

أرسلتَ بالتـوراةِ موسى مُرشداً وابنَ البتـولِ فعلَّمَ الإنجيـلا

وفجـرتَ ينبـوعَ البيانِ محمّداً فسقى الحديثَ وناولَ التنزيلا

علَّمْـتَ يوناناً ومصر فزالـتا عن كلّ شـمسٍ ما تريد أفولا

واليوم أصبحنـا بحـالِ طفولـةٍ في العِلْمِ تلتمسانه تطفيـلا

من مشرقِ الأرضِ الشموسُ تظاهرتْ ما بالُ مغربها عليه أُدِيـلا

يا أرضُ مذ فقدَ المعلّـمُ نفسَه بين الشموسِ وبين شرقك حِيلا

ذهبَ الذينَ حموا حقيقـةَ عِلمهم واستعذبوا فيها العذاب وبيلا

في عالَـمٍ صحبَ الحيـاةَ مُقيّداً بالفردِ ، مخزوماً بـه ، مغلولا

صرعتْهُ دنيـا المستبدّ كما هَوَتْ من ضربةِ الشمس الرؤوس ذهولا

سقراط أعطى الكـأس وهي منيّةٌ شفتي مُحِبٍّ يشتهي التقبيـلا

عرضوا الحيـاةَ عليه وهي غباوة فأبى وآثَرَ أن يَمُوتَ نبيـلا

إنَّ الشجاعةَ في القلوبِ كثيرةٌ ووجدتُ شجعانَ العقولِ قليلا

إنَّ الذي خلـقَ الحقيقـةَ علقماً لم يُخـلِ من أهلِ الحقيقةِ جيلا

ولربّما قتلَ الغـرامُ رجالَـها قُتِلَ الغرامُ ، كم استباحَ قتيلا

أوَ كلُّ من حامى عن الحقِّ اقتنى عندَ السَّـوادِ ضغائناً وذخولا

لو كنتُ أعتقدُ الصليـبَ وخطبَهُ لأقمتُ من صَلْبِ المسيحِ دليلا

أمعلّمي الوادي وساسـة نشئـهِ والطابعين شبابَـه المأمـولا

والحامليـنَ إذا دُعـوا ليعلِّمـوا عبءَ الأمانـةِ فادحـاً مسؤولا

وَنِيَتْ خُطـَى التعليمِ بعـد محمّدٍ ومشى الهوينا بعد إسماعيـلا

كانت لنا قَدَمٌ إليـهِ خفيفـةٌ ورَمَتْ بدنلوبٍ فكان الفيـلا

حتّى رأينـا مصـر تخطـو إصبعاً في العِلْمِ إنْ مشت الممالكُ ميلا

تلك الكفـورُ وحشـوها أميّةٌ من عهدِ خوفو لم تَرَ القنديـلا

تجدُ الذين بـنى المسلّـةَ جـدُّهم لا يُحسـنونَ لإبرةٍ تشكيلا

ويُدَلّـلون َ إذا أُريـدَ قِيادُهـم كالبُهْمِ تأنسُ إذ ترى التدليلا

يتلـو الرجـالُ عليهمُ شهواتـهم فالناجحون أَلَذُّهـم ترتيـلا

الجهـلُ لا تحيـا عليـهِ جماعـةٌ كيفَ الحياةُ على يديّ عزريلا

واللـهِ لـولا ألسـنٌ وقرائـحٌ دارتْ على فطنِ الشبابِ شمـولا

وتعهّـدتْ من أربعيـن نفوسـهم تغزو القنـوط وتغـرسُ التأميلا

عرفتْ مواضعَ جدبـهم فتتابعـتْ كالعيـنِ فَيْضَـاً والغمامِ مسيلا

تُسدي الجميلَ إلى البلادِ وتستحي من أن تُكافـأَ بالثنـاءِ جميـلا

ما كـانَ دنلـوبٌ ولا تعليمـُه عند الشدائـدِ يُغنيـانِ فتيـلا

ربُّوا على الإنصافِ فتيانَ الحِمـى تجدوهمُ كهفَ الحقوقِ كُهـولا

فهوَ الـذي يبني الطبـاعَ قـويمةً وهوَ الذي يبني النفوسَ عُـدولا

ويقيم منطقَ كلّ أعـوج منطـقٍ ويريه رأياً في الأمـورِ أصيـلا

وإذا المعلّمُ لم يكـنْ عدلاً مشى روحُ العدالةِ في الشبابِ ضـئيلا

وإذا المعلّمُ سـاءَ لحـظَ بصيـرةٍ جاءتْ على يدِهِ البصائرُ حُـولا

وإذا أتى الإرشادُ من سببِ الهوى ومن الغرور ِ فسَمِّهِ التضـليلا

وإذا أصيـبَ القومُ في أخلاقِـهمْ فأقـمْ عليهـم مأتماً وعـويلا

إنّي لأعذركم وأحسـب عبئـكم من بين أعباءِ الرجـالِ ثقيـلا

وجدَ المساعـدَ غيرُكم وحُرِمتـمُ في مصرَ عونَ الأمهاتِ جليـلا

وإذا النسـاءُ نشـأنَ في أُمّـيَّةٍ رضـعَ الرجالُ جهالةً وخمولا

ليـسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ من هـمِّ الحـياةِ ، وخلّفاهُ ذليـلا

فأصـابَ بالدنيـا الحكيمـة منهما وبحُسْنِ تربيـةِ الزمـانِ بديـلا

إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ أمّاً تخلّـتْ أو أبَاً مشغـولا

مصـرٌ إذا ما راجعـتْ أيّامـها لم تلقَ للسبتِ العظيمِ مثيـلا

البرلـمانُ غـداً يـمدّ رواقَـهُ ظلاً على الوادي السعيدِ ظليلا

نرجو إذا التعليم حرَّكَ شجـوَهُ إلاّ يكون َ على البـلاد بخيـلا

قل للشبابِ اليومَ بُورِكَ غرسكم دَنتِ القطوفُ وذُلّـِلَتْ تذليـلا

حَيّـوا من الشهداءِ كلَّ مُغَيّـبٍ وضعوا على أحجـاره إكليـلا

ليكونَ حـظَّ الحيّ من شكرانكم جمَّـاً وحظّ الميتِ منه جزيـلا

لا يلمس الدستورُ فيكم روحَـه حتّى يـرى جُنْديَّـهُ المجهـولا

ناشدتكم تلك الدمـاءَ زكيّـةً لا تبعثـوا للبرلمـانِ جهـولا

فليسألنَّ عن الأرائـكِ سائـلٌ أحملنَ فضـلاً أم حملنَ فُضـولا

إنْ أنتَ أطلعتَ الممثّلَ ناقصـاً لم تلقَ عند كمالـه التمثيـلا

فادعوا لها أهلَ الأمانـةِ واجعلوا لأولي البصائر منهُـمُ التفضيلا

إنَّ المُقصِّرَ قد يحول ولن تـرى لجهالـةِ الطبـعِ الغبيِّ محيـلا

فلرُبَّ قولٍ في الرجالِ سمعتُـمُ ثم انقضى فكأنـه ما قيـلا

ولكَمْ نصرتم بالكرامـة والـهوى من كان عندكم هو المخـذولا .





وهاكم قصيدة الردّ من (إبراهيم طوقان)








شَوْقِي يَقُولُ وَمَا دَرَى بِمُصِيبَتِي




قُمْ لِلْمُعَلِّـمِ وَفِّـهِ التَّبْجِيــلا

اقْعُدْ فَدَيْتُكَ هَلْ يَكُونُ مُبَجَّلاً

مَنْ كَانِ لِلْنَشْءِ الصِّغَارِ خَلِيلا

وَيَكَادُ يَفْلِقُنِي الأَمِيرُ بِقَوْلِـهِ

كَادَ الْمُعَلِّمُ أَنْ يَكُونَ رَسُولا

لَوْ جَرَّبَ التَّعْلِيمَ شَوْقِي سَاعَةً

لَقَضَى الْحَيَاةَ شَقَاوَةً وَخُمُولا

حَسْب الْمُعَلِّم غُمَّـةً وَكَآبَـةً

مَرْأَى الدَّفَاتِرِ بُكْـرَةً وَأَصِيلا

مِئَـةٌ عَلَى مِئَةٍ إِذَا هِيَ صُلِّحَتْ

وَجَدَ العَمَى نَحْوَ الْعُيُونِ سَبِيلا

وَلَوْ أَنَّ في التَّصْلِيحِ نَفْعَاً يُرْتَجَى

وَأَبِيكَ لَمْ أَكُ بِالْعُيُون بَخِيلا

لَكِنْ أُصَلِّحُ غَلْطَـةً نَحَوِيَّـةً

مَثَـلاً وَاتَّخِذ الكِتَابَ دَلِيلا

مُسْتَشْهِدَاً بِالْغُـرِّ مِنْ آيَاتِـهِ

أَوْ بِالْحَدِيثِ مُفَصّلا تَفْصِيلا

وَأَغُوصُ في الشِّعْرِ الْقَدِيمِ فَأَنْتَقِي

مَا لَيْسَ مُلْتَبِسَاً وَلاَ مَبْذُولا

وَأَكَادُ أَبْعَثُ سِيبَوَيْهِ مِنَ الْبلَى

وَذَويِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرُونِ الأُولَى

فَأَرَى (حِمَارَاً ) بَعْدَ ذَلِكَ كُلّه

رَفَعَ الْمُضَافَ إِلَيْهِ وَالْمَفْعُولا

لاَ تَعْجَبُوا إِنْ صِحْتُ يَوْمَاً صَيْحَةً

وَوَقَعْتُ مَا بَيْنَ الْبُنُوكِ قَتِيلا

يَا مَنْ يُرِيدُ الانْتِحَارَ وَجَدْتـهُ

إِنَّ الْمُعَلِّمَ لاَ يَعِيشُ طَويلا.









التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 16-08-2005 الساعة 06:23 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-08-2005, 01:28 AM
Malki Morad Herdan Malki Morad Herdan غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 1,334
افتراضي حلوة كتير

الأخ الأستاذ فؤاد

جميلة قصيدة شوقي , و جميلة قصيدة طوقان, عمالقة الشعر , و الممتع في قصيدة طوقان نظمها بنفس قافية شوقي.
ذكرتني كلمات طوقان عن سيبويه بأيام الدراسة في المرحلة الاعدادية , و بالضبط بمعلم اللغة العربية و كان يتكلم معنا بالفصحى فقط, و ذات يوم سأل المعلم أحد الطلاب ليعرب كلمة كانت مضافا: فقال الطالب : ايه استاز هايي مضاف اليه يي ...منصوب و علامة نصبه ال..... فرمقه المعلم بنظرة و سحب نفسا و بعد قليل قال: "ما هذا الكلام يا سيبويه و قد نصب المضاف اليه".
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26-08-2005, 07:21 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,820
افتراضي قصيدة المعلّم "أحمد شوقي" وردّ "إبراهيم طوقان"

الأخ الأستاذ ملكي إبراهيم المحترم
في الحقيقة لقد أثار مرورك على الزاوية الأدبية شجوني وأحسستُ بك ذوّاقاً للشعر ولك بالتأكيد محاولات جيّدة في نظمه هذا على الأقل ما أحسستُ به وأنا أقرأ تعليقك الذي أمتعني وجعلني أحسّ بأنه لا يزال في واقعنا من يتذوّق شعر القافية ويستمتع به وهو شيء جميل فعلا.
إن القصيدتين رائعتان وجميلتان وقد أعجبتُ بهما منذ زمن طويل وهناك الكثير من القصائد الفريدة سوف أعلنها على صفحات الموقع لأصحاب الذوق الشعري ولنا لنستمتع بها.
إني كنتُ بتاريخ 25/2/1996 قد نظمتُ قصيدة أتحدّث فيها عن وضع المعلّم المعيشي والمعاشي معاً وتعلم أني مارستُ هذه المهنة وعانيتُ كغيري من المعلمين من التعب الكثير مع قلّة في الراتب بحيث كان راتب المعلّم أدنى مستوى من جميع الموظفين الآخرين على الرغم من خطورة مهنته والجهد الذي يبذله أصحابها أرجو أن تنال إعجابك:

وجبَ المعلّمُ أنْ يعيشَ ذليلا *** حتّى يوفـر راتباً معقولا
سبلُ المعيشة صعبةٌ وعسيرةٌ *** ومطالبُ الأولاد جئنَ الويلَ
يأتي ابتداءُ الشّهر بعضَ سعادة *** فيسيل منه لعابُه معسولا
ليعيشَ في حلم لذيذٍ شاردٍ *** يُنسي الدّيونَ وواجباً مسؤولا
وإذا أفاقَ صفعةٌ منْ يقظةٍ *** جاءتْ رجاءً حيرةً وذهولا
لم تُبْقِ منْ نُتفِ المعاش سوى التي ***تأتي المعيشةَ جذوةً وقليلا!
همٌّ وغيظٌ متعبٌ ينتابُه *** وجد - ارتعاشاً - جيبَه مغسولا
كيفَ السّبيلُ؟ ومَنْ معينٌ يا ترى؟ *** والدّينُ أثـقل ظهره المحلولَ
فالشّهرُ ربعاً منه يكفي راتبٌ *** وثلاثةٌ قد زدنَ منه نحولا
أسبابُ ذلّ حياته هو شاءها *** شاء المصاعبَ أنْ ينمّي عقولا
أعمىً يودّعُ عالماً أو أنّه *** قد يقضي عمراً كلّه مسلولا!
ومتى تكرّمتِ الحياةُ وأنصفتْ *** بعضاً لحقّ أو أتتهُ جميلا
غنّتْ و "شوقي" قمْ له بتوجّبٍ *** (كاد المعلّمُ أنْ يكون رسولا)
لا مثلما "طوقانُ" قد ألقى به *** بين البنوك مبهدلاً مقتولا
إنّ المعلّمَ قدوةٌ وحضارةٌ *** صلّ لأجله كي ينالَ فضيلا
صلّ لأجله كي يعيش مكرّماً *** ومعزّزاً لا أنْ يروح قتيلا!

فؤاد زاديكه

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 04-09-2005 الساعة 02:53 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:08 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke