Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى السرياني > السريان في العالم العربي > السريان في العراق

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-11-2010, 12:41 PM
kestantin Chamoun kestantin Chamoun غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,847
افتراضي المسيحيون العراقيون في الصحف العربية في اليومين الاخيرين

المسيحيون العراقيون في الصحف العربية في اليومين الاخيرين

أفرزت الصحف الاقليمية العربية الكثير حول موضوع المسيحيين العراقيين و تعرض كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد لهجوم مسلح واحتجاز رهائن أثناء قداس الأحد الماضي، وتباينت ردود أفعال الصحف حسب توجهاتها والمعطيات التي توافرت لديها، نقوم بجولة على الصحافة العربية الصدارة لليومين الاخيرة وما نشر على صفحاتها.

أساقفة الكاثوليك يرفضون هجرة المسيحيين من العراق خشية الهجمات
العربية.نت

أعلن رئيس أساقفة السريان الكاثوليك العراقيين عن رفضه التام للدعوات التي تطالب المسيحيين العراقيين بالهجرة خوفاً من تعرضهم لهجمات جديدة على نحو ما حدث في كنيسة سيدة النجاة بالكرادة.
وقال المطران متى شابا متوكا، رئيس أساقفة السريان الكاثوليك ومطران كنيسة سيدة النجاة، إن المسيحيين العراقيين عاشوا دائماً في أخوة وتفاهم ومحبة مع إخوانهم المسلمين في العراق، وإن مصدر هذه التهديدات يستهدف الشعب العراقي بأكمله وليس طائفة بعينها.

جاء ذلك في حلقة جديدة من برنامج "صناعة الموت" الذي يقدمه الزميل محمد الطميحي ويذاع الساعة 20:30 بتوقيت غرينتش على شاشة "العربية".

ويسيعرض البرنامج شهادات لشهود عيان من خلال معاينة تصويرية داخل كنيسة سيدة النجاة لتوضيح الساعات الدامية التي عاشها المصلون داخل الكنيسة التي تعرضت لاستهداف من قبل تنظيم القاعدة في العراق قبل أسبوعين.

وتبين أن معظم الناجين قد اختبأوا في غرفتين صغيرتين ونجحوا في التحصن بهما رغم محاولات المسلحين اقتحامهما، بينما تم قتل معظم الذين ظلوا في الساحة الرئيسة للكنيسة.

كما تبين من أقوال شهود العيان أن المسلحين لم يعرضوا مطالب معينة تتعلق بقضية كاميليا شحادة في مصر، وإنما باشر المسلحون عمليات القتل والتصفية الجسدية منذ اللحظة الأولى لدخولهم إلى الكنيسة.

وتأتي عملية القاعدة ضد كنيسة سيدة النجاة استكمالاً لمسلسل هجمات القاعدة على دور العبادة خلال السنوات الماضية، حيث تم استهداف عشرات المساجد السنية والمشاهد والعتبات الشيعية لأسباب مختلفة من قبل القاعدة.



الجمعـة 06 ذو الحجـة 1431 هـ 12 نوفمبر 2010 العدد 11672

الشرق الاوسط
يوم في حياة رب عائلة مسيحية بالعراق

يرفض مغادرة أرض أجداده ولكنه بدأ يفكر في الهجرة خوفا على ابنه الذي يعيش في رعب من أن تتعرض مدرسته للتفجير



البرواري وابنه وزوجته يتحدثون لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: هدى جاسم)


عراقي يضيء شمعة في كنيسة سيدة النجاة في بغداد بعد الاعتداء على المسيحيين الموجودين بداخلها (أ.ب)

بغداد: هدى جاسم
في منزل متواضع جدا، لا يحوي إلا القليل من الأثاث، جلس سامي بنيامين هرمز البرواري محاطا بزوجته ريتا وابنه الوحيد ستيفن، يروي كيف تحولت أحلامه في العيش حياة هنيئة بعد سقوط نظام صدام، إلى كوابيس يخشى ألا يستيقظ منها أبدا. يعيش سامي الذي لا يتعدى عمره الخامسة والأربعين عاما، في منطقة سبع أبكار في العاصمة العراقية بغداد ذات الغالبية المسيحية.
كان الابن الوحيد ستيفن الذي يبلغ من العمر 14 عاما، يجلس بجوار والده يحاول التركيز على دروسه. فهو طالب في الصف الثالث في المرحلة المتوسطة، ومن الطلبة المتميزين، كما يؤكد والداه خلال لقاء مع «الشرق الأوسط». لكن ستيفن بدا خائفا، بل حتى مرتعبا، من الذهاب إلى المدرسة. يقول إنه يخاف أن يقتل أو أن يخطف في أحد الأيام. «اسمي يدل دلالة واضحة على انني مسيحي»، يتذمر بحزن. كل ما يريده اليوم، بات مغادرة العراق؛ «لأنهم سيقتلونني يوما».
رب العائلة، رجل عاطل عن العمل. زوجته التي كانت تعمل في وزارة التجارة قبل سقوط نظام صدام. تركت وظيفتها في عام 2003 بسبب سوء الأوضاع الأمنية، وعندما هدأت الأمور نسبيا وأرادت العودة، اصطدمت بعائق آخر. وزارة التجارة طالبتها بكتاب من رئاسة الوزراء. ولكنها لم تستطع طيلة هذه السنوات من تأمين الرسالة. ومن دون الكتاب، لا تزال غير قادرة على العودة وظيفتها.
تعيش عائلة البرواري مع هاجس القتل، مثل غالبية سكان مناطق سبع ابكار والغدير وكراج الأمانة والصناعة والدورة ومناطق مسيحية أخرى، باتت هدفا للقتل. ويشعر غالبية هؤلاء السكان بخوف يجعلهم متوجسين من كل شيء، حتى الحديث للصحافيين. لكن البرواري كان أكثر شجاعا من غيره، وقبل أن يتحدث لـ«الشرق الأوسط»، ويروي لنا كيف يعيش ويسمح لنا بأخذ صوره وعائلته. ويقول عن ذلك: «الموت عندما يقترب لن توقفه الكلمات أو كاميرات التصوير.. فهو سيقترب منا لا محالة وعلينا فقط أن نقول الحقيقة قبل أن يدركنا على يد الإرهاب ومن لا دين له».
تقول ريتا، زوجته، إن «المسيحيين في كل مناطق العراق لا يشعرون بالسلام الذي ينادون به في كل قداس، بل إنهم وبعد حادثة كنيسة سيدة النجاة، باتوا يشعرون أن سلامهم مهدد حتى وهم يؤدون صلاتهم في مكان يفترض أن لا تسيل فيه الدماء». لكنها استدركت قائلة: «لقد قتلوا أيضا شيوخ الجوامع وفجروها في أوقات سابقة. فهم يحاربون العراقيين بغض النظر عن انتماءاتهم وقومياتهم وأديانهم... المهم أن يزرعوا الإرهاب في أرض العراق».
التفت إليها زوجها قائلا: «المهم أن نقول ما يدور الآن حفاظا على التاريخ، لنؤرخ لفترة زمنية مؤلمة في حياة العراق، علينا نقول الصدق الذي أوصانا به سيدنا المسيح حتى وإن كان الثمن أرواحنا».
وكانت كنيسة «سيدة النجاة» التابعة لطائفة السريان الكاثوليك في حي الكرادة وسط العاصمة العراقية بغداد، قد شهدت هجوما مسلحا قبل أكثر من عشرة أيام، تمثل في دخول عدد من المسلحين إلى الكنيسة وقاموا باحتجاز رهائن. وأدى ذلك في نهاية المطاف إلى مقتل 53 شخصا ضمنهم مسلحون وإصابة أكثر من مائة شخص، بعد قيام قوات الأمن العراقية باقتحام الكنيسة. كذلك تعرضت عدد من منازل المسيحيين في العاصمة بغداد قبل أيام إلى اعتداءات بتفجيرات عبوات ناسفة راح ضحيتها 6 قتلى و33 جريحا.
لم يكن اللقاء بالبرواري سهلا. فهو لا يثق بالغرباء. وقد توسط لنا أحد أصدقائه لكي يقبل الحديث إلينا. يقول البرواري إنه على الرغم من كل الصعوبات التي يواجهها، والخوف الدائم الذي لا يغادره، فإنه لا رغبة لديه في مغادرة بلده، العراق. لكنه يخشى على عائلته كثيرا، ويؤكد أن أحد أبناء منطقته هدده بشكل واضح وقال له: «أنت مسيحي فلماذا لا تغادر العراق؟» يقول البرواري إن رجال الدين يحثون المسيحيين على عدم الرضوخ للخوف والتهديدات ومغادر العراق بل البقاء لمقاومة الإرهاب، ولكنه يضيف: «رجال الدين لا يعيشون حياة المواطن العادي، فبيوتهم محصنة ولهم حماية مؤمنة. لكن المواطن يتعرض للقتل والتهديد وهو داخل بيته، وما حدث قبل أيام لبيوت الناس العزل خير دليل على هذا الأمر».
يعيش البرواري على ما يقترضه شهريا من أقاربه الذين يعيشون خارج العراق، ويرسلون له مبلغ 200 دولار شهريا تقريبا. يؤكد أن هذا المبلغ لا يكفيه وعائلته ليعيشوا في مستوى الكفاف.
ويقول: «المسيحيون في العراق فئة صغيرة والحكومة لا تستطيع أن توفر لهم الحياة الآمنة والاستقرار، فكيف لها أن توفر الحياة الآمنة والاستقرار للملايين من العراقيين». يضيف: «كنت آمل في حياة مليئة بالبهجة والأمان بعد سقوط النظام السابق، ولكنني فجعت بأن الحياة مليئة بالرعب والقتل، ونحن مهددون أكثر من غيرنا لأن ديننا دين الأقلية».
لكن حزن البرواري بدا أكبر عندما قال: «علي مغادرة العراق الآن والبحث عن مكان آمن، لكن هذا ليس الحل لأن العراق بلدنا ونحن وأجدادنا عشنا فيه منذ مئات السنين. فكيف لنا أن نغادره؟ لا اعرف». انهمرت دموعه وهو يتحدث عن مغادرة بلاده أجداده... وتبعته زوجته وابنه الذي بدا منعزلا. يقول والده إن سبب انعزاله يعود لأنه يعرف تماما أنه مهدد، ويضيف: «ربما سيوجه أحدهم إلى صدره رصاصة دون ذنب كما حصل في كنيسة سيدة النجاة التي راح من بين ضحاياها الأطفال والنساء والشباب.. وهو لا يتوقف عن ذكر الحادثة وينعزل عنا بعيدا».
أما زوجته ريتا نمرود، وهي في الأربعينات من العمر، وأيضا عاجزة عن العودة إلى عملها من دون موافقة من مجلس الوزراء، فتفكر مثل زوجها في أن الحل الأنسب هو الهجرة. وتقول إن قلقها على ابنها الوحيد جعلها تفكر في خيار الهجرة جديا، والابتعاد ولو بشكل مؤقت عن العراق «ريثما يعود إليه الأمان».
أما ستيفن، فيعيش في رعب دائم من أن يفجر الإرهابيون مدرسته التي تضم عددا من المسيحيين. يقول إن دراسته ستتراجع إذا ما بقيت الأوضاع على ما هي عليه، لأنه لا يستطيع التركيز على المناهج الدراسية، كما أن اسمه له دلالة واضحة على أنه مسيحي وبإمكان أي شخص الاستدلال عليه بسهوله ليقتله.
وكان تبني تنظيم ما يعرف بـ«دولة العراق الإسلامية»، التابع لتنظيم القاعدة، الاعتداء على كنيسة «سيدة النجاة». ويعتبر الحادث الأول من نوعه الذي يسجل في العراق. إذ لم يسبق لمجموعة مسلحة أن اتخذت رهائن وطالبت بالإفراج عن معتقلين من تنظيم القاعدة في العراق وبعض البلدان العربية مقابل إطلاق سراحهم.
وتؤكد منظمة حمورابي لحقوق الإنسان، ومقرها بغداد، أن عدد المسيحيين في العراق قد تناقص بنسبة 60% عما كان عليه عددهم قبل عام 2003. فقد كان عددهم يفوق مليون وثلاثمائة ألف نسمة. ويقول مليم وردا رئيس المنظمة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «عوامل الهجرة والتهجير وأعمال العنف والإرهاب التي طالتهم، جعلت عددهم حاليا لا يتجاوز نصف مليون مسيحي تقريبا».
ويضيف: «لقد تعرض المسيحيون خلال السنوات السبع إلى أعمال قتل على الهوية وإلى الاختطاف والاغتصاب، شملت شخصيات مهمة بينهم أطباء ومهندسون ورجال أعمال وصيادلة وغيرهم من أصحاب المهن والمصالح. كما تم استهداف بيوتهم ومحلاتهم ومصالحهم في بغداد والموصل وكركوك وغيرها من المدن العراقية». وأشار إلى أن «عدد الشهداء المسيحيين الذين استطاعت منظمة حمورابي رصدهم، بلغ أكثر من 800 شخص خلال السنوات الماضية، بينما بلغ عدد المخطوفين والمختفين أكثر من خمسة أضعاف هذا الرقم».
ويشرح وردا أن المسيحيين تعرضوا إلى موجات تهجير بلغت ذروتها في منطقة الدورة خلال عامي 2006 - 2007، والتهجير في الموصل في أكتوبر (تشرين الأول) 2008 حيث بلغ عدد المهجرين أكثر من عشرة آلاف شخص في الموصل. وتكرر مسلسل التهجير في الموصل قبيل الانتخابات الأخيرة التي جرت في مارس (آذار) الماضي. فقد وصل عدد المهجرين إلى أكثر من أربعة آلاف مهجر جميعهم توجهوا إلى مناطق سهل نينوى.
ويشير إلى أن 52 كنيسة تعرضت للتفجير والاعتداء في بغداد والموصل وكركوك، وكان آخرها كاتدرائية سيدة النجاة في الكرادة ببغداد. وتم قتل 14 رجل دين بينهم مطران واحد وستة كهنة. وقد بلغ عدد الشهداء المسيحيين ممن رصدتهم المنظمة في عام 2010، ولغاية كتابة هذا التقرير، 71 شخصا في الوقت الذي كانت أقل نسبة في عام 2009 حيث بلغ عدد الشهداء 29 شخصا. وكانت أكبر نسبة قتل للمسيحيين في عام 2004 حيث بلغت 211 شخصا، فيما بلغت 153 شخصا في عام 2007. كما تعرض الطلبة المسيحيون في مايو (أيار) الماضي، إلى أكبر هجوم في الموصل حيث تعرضت خمسة باصات إلى هجوم إرهابي أدى إلى قتل ثلاثة أشخاص وإصابة 188 طالبا وطالبة من جامعة الموصل.
ويضيف واردا أن المسيحيين يتعرضون إلى الانتهاكات في مناطق عديدة من العراق، وقد بلغت أوجها خلال الأشهر الثلاثة الماضية في المناطق المتنازع عليها، حيث تعرض المسيحيون في منطقة سهل نينوى إلى عدد من الاعتقالات العشوائية من قبل الاسايش الكردي وعمليات استدعاء المواطنين المسيحيين إلى مقرات الحزب الديمقراطي، وإهانتهم والاعتداء عليهم، وخاصة في قضاء الحمدانية. ويشير إلى أن كل هذه الممارسات تقع خارج إطار السلطة القضائية دون أوامر قضائية.
ويؤكد وردا أن «معدل الهجرة في العام الماضي 2009، بلغ عشر عوائل يوميا بينما زاد التدفق في عدد المهاجرين خلال الشهرين الماضيين إلى عشرين عائلة يوميا، وقد يرتفع هذا الرقم في ظل الهجمات التي تعرض لها المسيحيون خلال الأيام العشرة الماضية وخاصة بعد مذبحة كنيسة سيدة النجاة في بغداد».
وأمام هذه الصورة القاتمة، يقول البرواري إن ما يهمه الآن تنظيم حياة أسرته ماديا ومعنويا، وهما عنصران غابا عن بيتهما منذ زمن طويل. ويأمل أن تلتفت الحكومة إلى أوضاعهم، وإنقاذ ما تبقى من المسيحيين وبينهم عائلته التي لا ترغب في الهجرة من العراق لكنه يرى أنه سيضطر لها حفاظا على ابنه الوحيد. ودعنا رب العائلة وهو يقول: «ربما سنلتقي مرة أخرى في العراق وربما لا، فنحن لا يمكننا التأكد من أن يكون الصباح التالي من حصتنا في الحياة، لكننا سنبقى حتى ينفد آخر أمل لنا في حياة آمنة مستقرة».




المسيحيون في الشرق

13 تشرين الثاني 2010 المطران جورج خضر - النهار

"كنتم خير أمّة أخرجت للناس
تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر"
هل غدا الذين قتلوا المصلّين في العراق من أمة المسلمين؟ من يقول لهم انهم خرجوا عن هذه الامة اذ ارتكبوا المنكر؟ من الأزهر الى النجف الشريف مرورا بكل مسلمي الأرض من يتلو عليهم من كتابهم: "من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل الناس جميعًا" (المائدة، 32)؟
لا استطيع ان أصدق ان مليار مسلم وما فوق لا يستطيع ان يضع حدًا لهؤلاء القتلة. خطبة الجمعة ضد الذابحين للمصلين الطاهرين لا تكفيني. الاستنكار في أفضل حال يعني ان عقلك أو وجدانك لا يقبل إبادة عابدين لربهم وقت العبادة. التنديد فرض إنشاء في أحسن حال ويبقى الدم المهراق دمًا.
المسلمون امة متماسكة لا تقبل الضيم ولا تُذل. هي شاعرة بوحدتها وشاعرة بقوتها اي انها ترفض المظلوميّة اذا حلّت بها. غير ان هذه الأمة ظالمة لنفسها وقابلة لتشويه صورتها ان قبلت سلطان هؤلاء المجرمين على سمعتها. انا لا أفهم الا يتحرك المسلمون من مكة الى اندونيسيا ضد المانعي الحياة بقطعهم عن الأمة اية كانت التسمية الفقهية لرذل هؤلاء.
قيادة هذا التحرك الإرهابي ليست مجهولة الإقامة. والقادة يتجولون بحرية كاملة في بعض الأماكن الجبلية في آسيا ليست بعيدة من رؤية الخبراء. والأقمار الصناعية لا تفوتها المعرفة. من يشرف على هذه الأقمار؟ الدول المجاورة وغير المجاورة عندها علم اليقين بهذا الوجود وهي صامتة اي ضالعة. السؤال هو من له مصلحة بإبادة الذين كانوا يصلّون في كنيسة سيدة النجاة؟ من يستفيد من قتل هؤلاء الشهداء؟الدول المطلعة على جغرافية هذه الكنيسة في بغداد ما هي؟ الشهداء انتقلوا الى المجد السماوي وهم يضموننا الى وجه الآب ويشددون الكنيسة لأننا الى أجسادهم المجيدة نحن منضمون. أُسكت صوتهم بلحظات طعنهم وأخذهم مخلصهم الى صدره لأنهم باتوا أحبة.
دماؤهم قدّست العراق ورفعت شعبه البريء الى حضن الله. عظم العراق بدمائهم وعظم المسلمون الصادقون، الخيرون لأنهم وحدوا الناس جميعًا بشهادتهم التي أرست مقدارا من البر في هذا الشعب العربي المصلتة عليه سيوف الاجرام الى ان يقوم الله ويحكم الأرض. والى ان نحج معًا الى القدس.
•••
اذا كانت مقادس الشرق زرعت في أرضه البرارة لماذا يجب ان يموت الأبرار، لماذا ينبغي ان تداس الطفولة. ولكن بورك الله وتعالى لتنزل نعمته على الدماء الطاهرة وتنطق بالحق.
من بعد ألمي أشفق على القاتلين الذين أوصاهم كتابهم الا يلبسوا الحق بالباطل (البقرة، 42) ولكني وددت ان أقول لهم انهم لن يقدروا ان يقضوا على المسيحيين لأن لهؤلاء سرا في تاريخهم وهو ان الشهادة منذ العصر الروماني كانت تكثرهم لأنها شهادة حبهم لمن آذاهم. هم غافرون أبدا ولا يحقدون لأن الحقد امحاء الانسانية في الانسان ويخطئ من ظن ان له ثمرا. "من أخذ بالسيف بالسيف يؤخذ" (متى 26: 52). من يبيد الآخرين يبيده الله ومن لا يستعمل السيف الله مملكته وحسبه الله.
حاولنا كثيرا ان نقتنع اننا لسنا اقلية لإيماننا في هذا العصر الحديث ان البشر باتوا مقتنعين ان الدين في القلب وانه ليس اداة تسلط أو تفريق وان الناس قادرون برفق ربهم ان يعيشوا معا وان يتشاركوا بحق وان يتجلّوا في كل علوم الأرض ويخدموها لمنفعتهم جميعا. وها نحن نرى ذلك في هذا البلد ونفرح له. ونموذج المشاركة الوطنية عندنا يمكن تصديره الى كل العالم العربي الذي كنا نحيا فيه معا حتى الآن. ولكن لنا عين على العراق وعين على مصر والأقباط الأحبة يستشهد منهم بعض كلّ سنة. وان كنت تعرفهم كما أعرفهم انا ترى ان ليس احد يتفوّق عليهم بحبهم لمصر وبخدمة لهم علمية فائقة في هذا البلد العظيم. الى هذا نوقن ان سوريا ولبنان وما بقي من فلسطين سالمة من الأذى الطائفي ولا محل للخوف على صعيد المواطنة ورجاؤنا الا يمتد داء العراق الى هنا لئلا تفقد العروبة ما فيها من بهاء مسيحي. اما اذا خشي الناس على مصير اولادهم فلا تحملوهم مسؤولية الهجرة. انها المرض العظيم.
في تموز أو آب السنة الـ 1975 كان المطران ايليا الصليبي راعي الأرثوذكسيين في بيروت قد جمع في دارته شخصيات لبنانية مسلمين ومسيحيين وكنت هناك فانتصب الشيخ بيار الجميل: وقال نحن المسيحيين خائفون وتصدى له تقي الدين الصلح رحمهما الله كليهما وقال له: أليس من العيب على الإنسان ان يخاف. فأجابه بيار الجميل أليس العار على انسان اذا أخاف. لست الآن في صدد دعم هذا وذاك ولكني أقول ان الخوف عيب على من مارسه وعيب على من تلقاه لكوننا في المواطنة منزهون ومتعالون عن كل خشية بشرية. احتسابي اننا في لبنان يؤمن أحدنا بالآخر. غير اني أود ان اؤكّد هنا ان ليست فئة منا راعية لفئة اخرى وان الوطن كافٍ ليرعانا جميعا. لا ذمية بعد ان الغتها السلطنة العثمانية في القرن التاسع عشر من القانون وأرجو الا تبقى في الذهن لأن الباقي على أرض الوطن والمهاجرين عنها، اذ ذاك، في خطر.
اود ان أعتقد ان ليس من مشروع يسمى أسلمة الأرض اذ يعني في آخر المطاف ان يهجر المسيحيون اماكنهم بسلاسة وتهذيب.
أنا مؤمن ان المسلمين اللبنانيين جديون وصادقون عندما يؤكّدون تمسكهم ببقاء المسيحيين. لقد نما بيننا الشوق من زمان بعيد والصداقات طيبة كما علاقة العائلات. غير ان هذه العلاقات يجب حمايتها سياسيًا واقتصاديًا فيما نقوّي الدولة كل جوانبها.
الا اننا اخوة مع مسيحيي العراق ومصر واسرائيل وفيها خوف خاص على المسيحيين بعد إعلان نفسها دولة يهودية ولست ابرئها بشكل أو بآخر من الاختلاط بالحركات الإسلامية المتطرفة تكفيرية كانت أم غير تكفيرية.
ومسك الختام اننا ملقون على صدر المسيح الذي وعدنا بأنه يكون معنا الى منتهى الدهر. لأنه هو - لا نحن- الدهر كله. نوقن اننا باقون حتى مجيئه واننا أحياء في هذا الجسد أو خارج هذا الجسد. ولكن هذا عند المسيحيين والمسلمين مشروع تقوى الى ان يرث الله الأرض وما عليها.



الآلاف يتظاهرون في بروكسل نصرة لمسيحيي العراق
ميدل ايست اونلاين
تظاهر في بروكسل السبت الاف الاشخاص تضامنا مع مسيحيي العراق الذين تعرضوا في الايام الماضية لسلسلة هجمات دموية استهدفتهم.وقدرت الشرطة عدد المتظاهرين بحوالى اربعة الاف شخص، في حين اكد المنظمون ان العدد بلغ خمسة الاف متظاهر.وتقدم التظاهرة جمع من رجال الدين المسيحيين المشرقيين وشارك فيها اشخاص من دول اوروبية عدة اضافة الى دول عربية مثل لبنان والعراق وسوريا والاردن، كما قال المنظمون.واطلق المتظاهرون هتافات بالارامية، وسار بعضهم يحمل المظلات بيد وبالاخرى لافتات بالفرنسية والانكليزية والالمانية والعربية تقول "نريد حرية العيش في وطننا" و"نحن جميعا مسيحيو الشرق" و"نحن السلام" و"اوقفوا المجازر بحق مسيحيي العراق" و"اوقفوا الابادة".وقتل 46 مسيحيا بينهم كاهنان اضافة الى سبعة من عناصر الامن، في هجوم استهدف في 31 تشرين الاول/اكتوبر كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في وسط بغداد في اعنف اعتداء يطال مسيحيي العراق.وتبنى الاعتداء تنظيم القاعدة في العراق، متوعدا المسيحيين بهجمات اخرى.وبعدها بعشرة ايام، قتل ستة مسيحيين واصيب 33 اخرون بجروح الاربعاء في بغداد في سلسلة جديدة من الاعتداءات ضد مسيحيي العاصمة العراقية ما اثار الذعر في اوساطهم ودفع بالعديد منهم الى التفكير في الفرار من البلاد التي يعيشون فيها منذ اكثر من الفي عام.واكد منظمو التظاهرة انهم يريدون من وراء تحركهم هذا التنديد بـ"هذه الاعمال الهمجية التي تخالف جميع القيم الانسانية وتعاليم جميع الاديان".واضافوا ان مطلبهم هو وقف الاعتداءات على المسيحيين في العراق وفرض اجراءات امنية خاصة حول جميع الكنائس.ومن المقرر ان تجري تظاهرات اخرى مماثلة في باريس الاحد وفي ستوكهولم الاثنين.وانخفض عدد المسيحيين في عموم العراق من 800 الف في 2003 الى حوالي 450 الفا في الوقت الحالي، في حين تراجع عددهم في بغداد من 450 الفا في 2003 الى 150 الفا اليوم، وذلك بسبب فرارهم باعداد كبيرة الى الدول المجاورة واوروبا واميركا الشمالية واستراليا.




بابا الفتيكان يتعهد بدعم الحكومة العراقية في مساعيها لحماية المسيحيين داخل العراق
وكالة الصحافة المستقلة
تعهد بابا الفاتيكان بينيدكت السادس عشر بدعم مساعي الحكومة العراقية لحماية المسيحيين العراقيين داخل بلدهم وتوفير الامن لهم بعد ايام على جريمة الاعتداء على كنيسة (سيدة النجاة) في بغداد. وجاء موقف البابا في رسالة سلمها اليوم القائم بأعمال السفارة البابوية لدولة الفاتيكان في العراق الدكتور يوأنس لخطي جيد الى رئيس الوزراء نوري المالكي. وأعرب البابا في رسالته عن شكره لاهتمام الحكومة العراقية وحرصها على استمرار المواطنين المسيحيين بممارسة حياتهم الطبيعية داخل بلدهم. وأبدى القائم بأعمال السفارة البابوية في العراق استعداد الفاتيكان لدعم الأفكار التي طرحها المالكي والتي تستهدف تعزيز الثقة والمحبة بين كافة الأديان في العراق وضرورة تحرك كافة الزعامات الدينية بما يؤمن مناخات السلام والمحبة ويبعد شبح العنف والتطرف والارهاب. من جهته أكد المالكي استعداد حكومته لتوفير كل الاجراءات والترتيبات اللازمة التي تراها القيادات المسيحية ضرورية لطمأنة المواطنين المسيحيين الذين عاشوا في العراق على مر العصور. وقال ان الفكر التكفيري الذي يستبيح قتل الآخرين من المسلمين والمسيحيين وغيرهم يعتبر فكرا غريبا لا يمت لأي من الأديان السماوية أو القيم الانسانية بأي صلة.
المالكي: سنتخذ كل الإجراءات لطمأنة المسيحيين
أبدى رئيس الحكومة العراقية المنتهية عهدته نوري المالكي يوم السبت استعداد حكومته لاتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها ان تطمئن الطائفة المسيحية في البلاد.وقال المالكي في بيان أصدره مكتبه بعد لقائه القائم بأعمال السفارة البابوية لدولة الفاتيكان في العراق يوأنس لخطي جيد في بغداد اليوم إن "الفكر التكفيري الذي يستبيح قتل الآخرين من المسلمين والمسيحيين وغيرهم يعتبر فكرا غريبا لايمت لأي من الأديان السماوية أو القيم الإنسانية بأية صلة".واوضح المالكي في بيانه ان "الحكومة كانت وما زالت تعمل على توفير كل ما من شأنه طمأنة المواطنين جميعا ولاسيما المسيحيين بالاستقرار في بلدهم والعيش بأمان مع باقي أخوانهم العراقيين".وأكد المالكي بحسب البيان، "استعداد الحكومة لتوفير كل الإجراءات والترتيبات اللازمة التي تراها القيادات المسيحية ضرورية لطمأنة المواطنين المسيحيين (...)".وقال البيان إن المبعوث البابوي نقل خلال لقائه المالكي عن بابا الفاتيكيان بينيدكتوس السادس عشر دعوته إلى ضرورة أن "تحرك الزعامات الدينية لجميع الجهات بما يؤمن مناخات السلام والمحبة ويبعد شبح العنف والتطرف والإرهاب".وكان تنظيم القاعدة تبنى في وقت سابق الهجوم الدامي على كنيسة "سيدة النجاة" والذي أوقع العشرات بين قتيل وجريح في أسوأ حادث تتعرض له الطائفة المسيحية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الأميركية للعراق للإطاحة بنظام الرئيس السابق في ربيع عام 2003. وأدانت منظمات ودول عديدة حادثة "سيدة النجاة" والهجمات الأخرى على المسيحيين في بغداد، وحذرت من ان تزايد الهجمات ضد هذه الطائفة سيجبرهم على هجرة البلاد.




مسيرات في دول أوروبية تضامنا مع مسيحيي العراق

صحيفة الشرق الاوسط

على الرغم من الأحوال الجوية السيئة وهطول الأمطار بشكل مستمر منذ يومين والرياح الشديدة، شارك ما يقرب من 5 آلاف شخص في مسيرة طافت شوارع بروكسل عاصمة بلجيكا أمس للتعبير عن التضامن مع المسيحيين العراقيين في أعقاب الهجمات التي تعرضوا لها أخيرا.
وخرجت المسيرة من أمام محطة قطار شمال بروكسل، وطافت عدة شوارع حتى وصلت إلى منطقة شومان، حيث مقر مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وقال المنظمون للمسيرة التضامنية إن ما جرى في بروكسل يعتبر بداية لانطلاق مسيرات أخرى تضامنية في عدة دول أوروبية، حيث ستشهد العاصمة الفرنسية باريس مسيرة مماثلة غدا وأخرى في العاصمة السويدية ستوكهولم الاثنين.
وجاء ذلك بعد ساعات من صدور بيان عن الاتحاد الأوروبي عبر فيه عن رفضه للعنف في العراق وإدانته للهجمات وكل أشكال العنف والتطرف في العراق، وقالت كاثرين أشتون منسقة السياسة الخارجية الأوروبية: «أنتهز الفرصة لأعيد التأكيد على إدانة الهجمات التي وقعت مؤخرا في البلاد ولكل أشكال العنف والتطرف ولكننا على ثقة بقدرة الشعب العراقي على إحباط كل محاولات زرع الفتنة الطائفية والتوتر العرقي».






ذبح المسيحيين أم العروبة؟
سعد محيو
صحيفة الخليج الاماراتية


المونسنيور فيليب نجم، ممثل الكنسية الكلدانية لدى الفاتيكان، على حق: المذابح ضد نصارى العراق لا علاقة لها بنزاع بين المسلمين والمسيحيين، بل هي جهد ممن أسماهم “الإرهابيين” الذين يريدون تصوير الأمر على أنه كذلك .



لكن، من هم هؤلاء “الإرهابيون”؟
حدد الهدف، تعرف السبب . حين يكون الهدف كبيراً، كما هو الأمر بالفعل بالنسبة إلى المؤامرة الكبرى الراهنة على العرب المسيحيين، يستحيل أن يكون المُسبب طرفاً إرهابياً صغيراً، يتعيّن بالأحرى أن يكون طرفاً في حجم دول كبرى إقليمياً وعالمياً .

الهدف الكبير هنا لا يقل عن كونه تتويج الحملة الشاملة لتدمير الهوية العربية التي بدأت منذ حرب يونيو/ حزيران 1967 وتتكامل فصولاً الآن في كل مكان .



انظروا حولكم، فماذا ترون؟

العراق انقلب بين ليلة وضحاها غداة الغزو العسكري الأمريكي من دولة عروبية إقليمية كبرى، إلى دولة هائمة على وجهها تنظر في المرآة فلا تعرف نفسها . العروبة في العراق باتت تُهمة، وحين يُراد تلطيف الأمر، يتم الحديث عن عراق “ذي وجه عربي” .

مصر، قبل العراق، مرّت بعد العام 1979 في حالة مُشابهة وإن بطريقة أخرى، لأن العروبة فيها ليست إيديولوجيا كما في المشرق العربي، بل (وهذا ربما أهم) استراتيجيا تتعلق بكل الدور الإقليمي المصري . وحين فُرِضت على أرض الكنانة قيود كاسحة على سياستها الخارجية، كانت العروبة فيها هي الضحية الأولى، والآن، يُراد استكمال فك الارتباط هذا عبر تفجير الفتنة الإسلامية المسيحية فيها .

السودان فيه مسيحيون هو الآخر، والعمل جارٍ الآن على قدم وساق لوقف “تعريب” هؤلاء عبر منحهم دولة مستقلة، ثم القضاء بعد ذلك على عروبة السودان نفسها من خلال الحرب بين درافور والخرطوم .

من بقي؟ هناك مسيحيو لبنان وسوريا، وهؤلاء تُعد لهم الآن سيناريوهات خاصة وأكثر خطورة، بسبب الدور الكبير الذي لعبوه تاريخياً في بلورة الهوية القومية العربية الحديثة .
ماذا يعني كل ذلك؟ الصورة واضحة، أو يجب أن تكون: مشروع الشرق الأوسط الجديد “الإسرائيلي” الذي وضعه شيمون بيريز، ثم تبنته إدارة بوش، والقائم على إسقاط الهوية العربية عن النظام الإقليمي في المنطقة، لا يزال حياً ويركل، لابل هو يقترب الآن من ذروة نجاحاته، في العراق كما في السودان، وفي اليمن كما في لبنان، وفي مصر كما في المغرب العربي الذي قد يشهد قريباً بدوره إثارة الصراعات بين العرب والبربر .
في فترة ما، اعتقد البعض، ومنهم “جماعة الإخوان المسلمين” الأم في مصر، أن ضرب العروبة سيُفسح في المجال أمامهم كي يُطبقوا مقولة “الإسلام (كما يُفسرونه هم) هو الحل” . لكن، يتبيّن اليوم، من خلال ما يُثار من فتن سنيّة وشيعية، ومن صراعات داخل الفرق السنيّة والشيعية نفسها، أن البديل الوحيد عن الهوية العربية هو التقسيم والتفتيت والحروب الأهلية المُستدامة .
الحرب على العرب النصارى، إذاً، ليست مشروعاً مُنعزلاً، ولا هي تكتيك منفصل، بل هي جزء من توجّه استراتيجي عام كانت هذه الحرب مجرد فصل واحد من فصوله .
وغداً، وحين نسمع عن ارتكابات جديدة ضد العرب المسيحيين، فلنتذكّر أن ثمة طرفاً آخر مطلوباً رأسه في هذه المعمعة: الهوية العربية، أو ما تبقى منها .





تذويب شيطاني يستهدف المسيحيين: «ملح» هذه الأرض و«سكّر» هذه الأمة
د. أسعد عبد الرحمن
صحيفة الراي الاردنية



أي جنون هذا الذي يقتلع "ملح الأرض"، أي المسيحيين العرب، من طبقات تربة وطنهم؟ وأي جنون ذاك الذي ينتزع "سكّر الشعب"، أي النصارى العرب، من تلافيف أنسجة أهل بلدهم؟!! أي تخريف "إسلاموي" (لا علاقة له بالإسلام) هذا الذي يتجاوز أصحابه مضامين، بل نصوص، القرآن الكريم؟!! وأي تخريب ذاك الذي يروع ويقتل، الجيران المسالمين من "أهل الكتاب" الذين أوصى بهم الواحد القهار رب الاسلام (ورب كل الأديان السماوية)؟!! واي اعتداء آثم هذا الذي ينسى في "نضاله" أعداء الوطن ويخرج شاهرا سيفه فيعمل تقطيعا بالأقربين من "أهل الذمة" الذين أوصى الله بحمايتهم وبرعايتهم، وهو ما فعله نبيه العربي محمد وخلفاؤه الراشدون؟!! وأي سرطان هذا الذي ما فتئ – على أيدي المارقين الشواذ - يهتك بأنسجة المجتمع في العراق، ومصر، ولبنان، والسودان، وقطاع غزة، وعديد الدول الإسلامية، فيضرب التنوع والتناغم الطائفي والعرقي الذي طالما تفاخرت به الحضارة العربية الإسلامية؟!!

أي خدمة يقدمها هؤلاء المارقون لحلفائهم الفعليين من المارقين اليهود الذين كشف خرافاتهم الشهر المنصرم مؤتمر السنودس المسيحي، الممثل لما يقرب من المليار من مسيحيي العالم؟!! وكيف تختلف قطعان "الاسلامويين" هؤلاء عن قطعان "المستوطنين"/ المستعمرين من اليهود الذين عينوا أنفسهم أوصياء على العالم وأطلقوا الفتاوى الظلامية وأخذوا على عاتقهم تطبيق قانونهم البالي بقوة السلاح؟!! بل أي خدمة يقدمها هؤلاء للصهيوينة ولإسرائيل، اللتان تسعيان لتفريغ الأرض المقدسة من المسيحيين كي يتحول الصراع من أجل الوجود إلى صراع ديني بين الاسلام واليهودية، فتنجحان عندها بضمان وقوف الغرب المسيحي بأكمله إلى جانبهما في ظل العداء المتنامي من قبل بعض الغرب للإسلام؟!!

وبعيدا عن ما يرافق أو يتضمن الاحتجاج من صراخ وعويل وندب ولطم، نرى أن "المسألة المسيحية" هذه تتقوى عند المتخلفين من الاسلامويين بحكم كون الوطن العربي (بل، العالم العربي!!) ينحدر في واد هو عكس الجبل الذي ارتقته شعوب وأمم أخرى. فبدلا من الصعود إلى تأسيس الدولة الوطنية (كي لا نتحدث عن الدولة القومية، يا حسرتي!!) نمضي هابطين في وهاد الجهوية، والقبلية، بل العشائرية والعائلية، وفي مستنقعات الطائفية والمذهبية. وطبعا، ما كان لهذا ان يكون/ يتعزز لولا حالة الانحطاط الشامل (ثقافيا، وسياسيا، واقتصاديا، وعسكريا، واعلاميا، وطبعا فكريا) الذي أصابنا بفضل "السوس" الذي ينخر عقلنا وخطابنا الفكري/ السياسي، وبفضل "الترحيب" والتعزيز الامبريالي – وبخاصة الصهيوني – لسيادة وهيمنة "المنطق" الانحطاطي هذا.

إن ما جرى ويجري ضد المسيحيين في الوطن العربي هو محض "ارهاب خالص وبدون هدف سياسي"، وفقا لما قاله الكاتب (مصطفى زين) بخصوص مذبحة الكنيسة في بغداد، ذلك أنه في العراق "لا ينافس المسيحيون أي طائفة، ولا علاقة لهم بالصراع بين السنة والشيعة، ولا يطمحون لرئاسة الدولة (أو الوزارة) رغم أن ذلك حق أي إنسان إلى أي طائفة انتمى". ومن جهتي، أضيف أن هذا "الارهاب الخالص"، العبثي والبائس، يتوسع لينطبق على أحبتنا المسيحيين العرب في كل بقاع الوطن (العالم!!) العربي، باستثناء لبنان حيث يشارك مسيحيوه في قيادة الدولة. بل ان كل هذا الانحطاط، يبدو لنا، على نحو متزايد، بوصفه انسحابا من صيغة العروبة الأوسع، ثقافيا وحتى سياسيا. على أن ما يجعل هذا الانسحاب أكثر خطورة كونه يتحول إلى "انسحاب كثيف وعميق، لا هامشي ولا عرضي"، وفقا لما ذهب إليه – بحق – الكاتب المعتق (حازم صاغية). ختاما، إزاء هذه المقارفات التي تمارس بحق المسيحيين العرب (ونعلم أنها تذويب شيطاني لملح الأرض العربية، وتذويب إبليسي للسكر الذي يجسده المسيحيون في تركيبة الشعب/ الأمة العربية) نسأل بل نصرخ: كيف نسكت عليها، وكيف لا ننبري – حكومات وشعوبا – لرفضها وتجنيد قوى الأغلبية الغالبة للقضاء عليها؟!!






التطورات السياسية وحوارات الكتل في العراق


قناة الجزيرة القطرية




الصفحة الرئيسية : برامج القناة : المشهد العراقي
مقدم الحلقة: عبد العظيم محمد
ضيفا الحلقة:
- ظافر العاني/ قيادي في ائتلاف العراقية
- المطران متي شابا متوكا/ رئيس طائفة السريان الكاثوليك في بغداد
تاريخ الحلقة: 7/11/2010


- خيارات ائتلاف العراقية وسيناريوهات تشكيل الحكومة
- أبعاد حادثة كنيسة سيدة النجاة وأثرها على مستقبل العراقيين
عبد العظيم محمد: مرحبا بكم مشاهدينا الكرام في حلقة اليوم من المشهد العراقي. في الجزء الأول من هذه الحلقة سنتابع آخر التطورات السياسية في العراق وحوارات الكتل السياسية بعد تأجيل جلسة مجلس النواب إلى الخميس المقبل حيث أن الأنظار تتركز على القائمة العراقية وموقفها هو من سيحسم شكل الحكومة المقبلة، فما هي البدائل التي يمكن أن تقبل بها العراقية إذا تنازلت عن حقها في تشكيل الحكومة؟ وهل هي أزمة توزيع مناصب أم هي أزمة شراكة وصنع القرار؟ هذا ما سنحاول التعرف عليه مع ضيفنا من دبي الدكتور ظافر العاني القيادي في ائتلاف العراقية. وقبل أن نتحدث إلى ضيفنا نتابع هذا التقرير الذي أعده مضر جمعة.

[تقرير مسجل]

مضر جمعة: أجلت جلسة مجلس النواب العراقي التي كانت مقررة يوم الاثنين إلى الخميس المقبل ويعود سبب التأجيل إلى عدم توصل النواب لاتفاق حول الرئاسات الثلاث وهي رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة مجلس النواب، فمنذ أن دخلت مبادرة مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان حيز النقاش بين الكتل لم يتوصل المجتمعون إلى اتفاقات تؤهلهم للذهاب إلى قاعة البرلمان. مصدر من ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي قال إنهم سيحضرون جلسة المجلس للفوز بترشيح المالكي لولاية ثانية بعد أن توصلوا إلى اتفاقات مع الأكراد بشأن إعادة ترشيح المالكي مع استمرار دعم التيار الصدري وحزب الفضيلة لائتلاف دولة القانون بهذا الشأن، أما الأكراد فلم يؤكدوا أو ينفوا ما ذهب إليه متحدثون من دولة القانون بشأن هذا الاتفاق لكن الذي تسرب من معلومات بحسب برلمانيين أنهم -أي الأكراد- أقرب اليوم إلى المالكي من أي وقت مضى. أما ائتلاف العراقية الند الأقوى للمالكي فأكد وعلى لسان عدد من أعضائه أنهم إلى الآن لم يتوصلوا خلال المفاوضات الأخيرة مع بقية الكتل ضمن مبادرة البرزاني إلا إلى حل القليل من النقاط العالقة لكن النقاط الرئيسية والمفصلية سيتم ترحيلها إلى اجتماع الطاولة المستديرة المرتقب في أربيل، ورغم عدم إعلانها موقفا رسميا سواء من الاجتماع المقبل لمجلس النواب أو من حكومة سيشكلها المالكي إلا أن النقاط الرئيسية التي دأبت العراقية على الحديث عنها ما تزال تتردد على لسان المتحدثين باسمها، ومن تلك المطالب أن العراقية تريد المشاركة في حكومة تحفظ استحقاقها الانتخابي كما أنها ترفض المشاركة في حكومة يقودها المالكي أما إذا شكل المالكي الحكومة الجديدة فسيكون أمام العراقية طريقان حسبما هو معلن من مواقفها حتى الآن، فإما أن تكون جبهة معارضة برلمانية وإما أن تخرج من العملية السياسية برمتها خصوصا بعدما أشيع من أن نوابها وضعوا استقالاتهم أمام تصرف قادة القائمة العراقية.

[نهاية التقرير المسجل]

خيارات ائتلاف العراقية وسيناريوهات تشكيل الحكومة

عبد العظيم محمد: بعد متابعة الحراك السياسي الحاصل في العراق دكتور ظافر هل نستطيع أن نقول إن العراقية فقدت فرص تشكيل الحكومة؟

ظافر العاني: لا، من المبكر قول ذلك، العراقية ما تزال متمسكة باستحقاقها الانتخابي كونها القائمة الفائزة الأولى. دعني أقل جملة، إن العراقية إن لم تكن بالمعنى الدارج إن لم تكن هي الملك فلا أقل من أن تكون هي صانعة الملك، وبمعنى آخر أن العراقية لن تقبل أن تتشكل أية حكومة أو تشترك في أية حكومة دون أن تكون هنالك رخصة من العراقية بشكل هذه الحكومة سواء كان على صعيد البرامج أو حتى على صعيد المناصب.

عبد العظيم محمد: في إطار مبادرة البرزاني دكتور ظافر ما الأرضية التي يمكن أن تنطلقوا منها في الحوارات؟

ظافر العاني: الأهم بالنسبة لنا هي قاعدة الشراكة في السلطة وتوزيع الصلاحيات وأنا أعتقد أنه تم قطع شوط مهم وكبير في المفاوضات الجماعية التي جرت في بغداد وأنا قادم البارحة من بغداد وهنالك مفاوضات ستجري نهائية هذا اليوم بعدئذ القضايا الحساسة التي لن يتفق عليها سترحل إلى القادة الذين سيجتمعون في أربيل أو في بغداد سواء كان يوم الاثنين أو حتى بعده، وأنا أعتقد أن القضايا الحساسة أيضا..

عبد العظيم محمد (مقاطعا): ما هي هذه القضايا الحساسة حتى نتعرف عليها؟

ظافر العاني: يعني أشياء تتعلق بتفاصيل توزيع الصلاحيات والاختصاصات وموضوع الشراكة في السلطة قضايا التعديلات قضايا التي تتعلق بصلاحيات واختصاصات رئيس الوزراء رئيس الجمهورية، ما يتعلق بالمجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية، ملف المصالحة الوطنية تفاصيله، نحن أعددنا قوانين يفترض أن يتم التصويت عليها في الجلسة الأولى للبرلمان حتى قبل تنصيب الحكومة لترسيخ مبدأ الشراكة في السلطة وأنا أعتقد أن هذه تحتاج إلى تفاهمات أكبر على مستوى القيادات، اللجان لم تستطع أن تصل فيها إلى نتيجة معينة حتى الآن سترحلها إلى القادة الذين سيجتمعون ليبتوا بالأمر ومع ذلك أنا أعتقد أنه ما يزال أمامنا شوط آخر من المفاوضات لأن القضايا التي رحلت هي القضايا الأكثر خطورة والأكثر حساسية وبالتالي تحتاج إلى وقت إضافي للاتفاق عليها داخل اجتماعات القيادة.

عبد العظيم محمد: يعني جلسة مجلس النواب أجلت إلى يوم الخميس المقبل هل يمكن أن تنتهي هذه النقاشات قبل الخميس؟

ظافر العاني: لا، لا أظن ذلك لن تكون هناك..بشكل عام المبدأ أنه لن تكون هنالك جلسة برلمانية قبل الانتهاء من اتفاق تشكيل الحكومة والعراقية حتى الذين يعني يساندونها في موقفها هذا يرفضون مبدأ فرض حكومة أمر واقع على الشركاء السياسيين داخل قبة البرلمان سواء كان باستخدام الأغلبية أو بغيرها وبالتالي العراقية لن..

عبد العظيم محمد (مقاطعا): يعني أنكم لن تحضروا جلسة الخميس المقبل حتى يتم الانتهاء من نقاشات تشكيل الحكومة؟

ظافر العاني: نعم هذا موقفنا وأنا أعتقد أنه سيكون موقف الكتل السياسية الأخرى، أخي عبد العظيم لن تكون هناك حكومة في العراق من دون العراقية ومن دون موافقة العراقية على تشكيل الحكومة حتى وإن اختارت العراقية عدم الشراكة في الحكومة لكن لن تكون هناك حكومة بلوي ذراع العراقية.

عبد العظيم محمد: من سيلزم الأطراف الأخرى وخصوصا دولة القانون بهذا الشرط الذي تتحدث عنه؟

ظافر العاني: يعني هو دولة القانون تعرف مدى الثقل الجماهيري للعراقية والوزن النوعي وليس فقط العددي للعراقية وبالتالي الذي يريد أن يتحدث عن حكومة شراكة لا يمكن له أن يغض النظر بأن العراقية ستكون شريكا رئيسيا في إطار تشكيل الحكومة العراقية، بدون العراقية لا يمكن الحديث عن حكومة شراكة على الإطلاق.

عبد العظيم محمد: دكتور تحالفكم مع المجلس الأعلى يبدو أنه تراجع، هل نستطيع أن نقول إنكم تخطيتم هذا الموضوع وحتى قصة ترشيح الدكتور عادل عبد المهدي؟

ظافر العاني: لا، الحقيقة تحالفنا مع المجلس الأعلى يعني بدأ يترسخ يوما بعد آخر ولكننا كنا ننتظر من الإخوة في المجلس الأعلى أن يكون لديهم موقف أكثر حزما أكثر جدية أكثر صرامة فيما يتعلق بترشيح الدكتور عادل أو فيما يتعلق أصلا بموقفهم من التحالف الوطني، حقيقة يعني العراقية لم تستطع أن تهضم فكرة أن تقدم مرشح الدكتور عادل عبد المهدي وهو في التحالف الوطني ما يزال المجلس الأعلى يقول بأنه جزء من التحالف الوطني في الوقت الذي تقول فيه العراقية بأنها لا تعترف إلا بقوائم انتخابية بقائمة الائتلاف الوطني قائمة دولة القانون، العراقية والتحالف الكردستاني، ربما هذا الذي جعل الموضوع يتعثر ومع ذلك أنا أعتقد بأن الدكتور عادل عبد المهدي ما يزال أيضا مرشحا مهما وقويا لرئاسة الحكومة.

عبد العظيم محمد: نتائج المفاوضات المقبلة هل يمكن أن تغير موقفكم من المالكي؟

ظافر العاني: حتى الآن العراقية ما يزال هو هذا موقفها، العراقية ترفض المشاركة في حكومة يرأسها المالكي، أنا أعتقد أنه يعني خليني أكن صريحا سيد عبد العظيم، أنا الأهم بالنسبة.. هنالك منهجان للنظر إلى الموضوع منهج يتعلق بالبرامج وآخر يتعلق بالمناصب، أنا أعتقد أن المنهجين ينبغي أن يسيرا معا، خلال الفترة الماضية كان التركيز في معظمه على قضية المناصب، العراقية تعتقد بأن حكومة يرأسها السيد المالكي لا يمكن أن تكون أمينة بما فيه الكفاية لبرنامج الشراكة الوطنية وشراكة السلطة التي تؤمن بها العراقية وتوزيع الصلاحيات، هذا ما اصطدمنا به في المفاوضات الأولى التي جرت مع ائتلاف دولة القانون، لا أريد أن أنكر أن هنالك تقدما ما في ظل إطار المفاوضات الجماعية التي تجري بين القوائم السياسية، ولكن موقف العراقية أنه في حال تم تجاوز الاستحقاق الانتخابي للعراقية أو تم فرض حكومة بخلاف رغبة العراقية فإن هنالك استقالة جماعية لـ 91 عضو برلمان من القائمة العراقية موجودة بين أيدي القادة يستطيعون أن يقدموها في اللحظة التي يعتقدون بأن هنالك حكومة أمر واقع تفرض عليهم وبالتالي هم سيقولون وداعا إلى العملية السياسية في هذه الفترة.

عبد العظيم محمد: يعني هذا الموقف هل هو لكل العراقية؟ دولة القانون تراهن على انشقاق وانقسام العراقية.

ظافر العاني: يعني هذه مضت شهور طويلة وبعض الكتل السياسية المنافسة تحاول إحداث شرخ داخل العراقية، ها هي باقي الكتل تتفكك والعراقية ما تزال متماسكة موحدة وأنا أريد أن أؤكد لجمهور العراقية بأنه لن يجد العراقية إلا كتلة واحدة وبأن موضوع الاستقالة الجماعية هو أمر جدي موجود الآن، الآن تجمع التواقيع أكثر من نصف أعضاء القائمة العراقية الآن قد وقعوها ويجري استكمال حساب..

عبد العظيم محمد (مقاطعا): يعني دكتور باختصار شديد يعني أنتم لن تكون هناك منطقة وسط يعني لن تبقوا في البرلمان لقيادة المعارضة يا إما داخل العملية السياسية وصنع القرار أو خارج العملية السياسية؟

ظافر العاني: لا، خيار المعارضة مطروح بالنسبة لنا ولكن أقول عندما نرتضيه نحن ولكن إذا أرادت قائمة سياسية أن تفرض حكومة بخلاف رغبة العراقية وبخلاف مبدأ الشراكة في السلطة فإن العراقية ستغادر أو إذا ما شعرت العراقية بأن الحكومة القادمة هي حكومة طائفية وأن العملية السياسية تسير نحو الاحتقان الطائفي فإن العراقية لن تكون موجودة في عملية سياسية تكون مفتاحا لحرب أهلية، أستاذ عبد العظيم إحنا يعني ما تزال العراقية حتى الآن مصدومة بكم الدعم الذي تحصل عليه ائتلاف دولة القانون سواء كان الدعم اللي تحصل عليه من قبل طهران أو حتى من قبل واشنطن.

عبد العظيم محمد: على العموم سنبقى نحن وأنتم بانتظار ما تسفر عنه آخر الحوارات السياسية والتطورات التي تجري في أربيل، أشكرك جزيل الشكر الدكتور ظافر العاني القيادي في ائتلاف العراقية على هذه المشاركة معنا. مشاهدينا الكرام ابقوا معنا بعد هذا الفاصل القصير.

[فاصل إعلاني]

أبعاد حادثة كنيسة سيدة النجاة وأثرها على مستقبل العراقيين

عبد العظيم محمد: مرحبا بكم مشاهدي الكرام مرة أخرى معنا في حلقة اليوم من المشهد العراقي. حظيت حادثة كنيسة سيدة النجاة في بغداد الأسبوع الماضي باهتمام واسع وردود فعل كثيرة من قبل شخصيات إسلامية وسياسية مختلفة، وبعد التهديدات التي أطلقها ما يعرف بدولة العراق الإسلامية أصبح المسيحيون في دائرة الاهتمام، فكيف أثرت عليهم الأحداث الأخيرة على وضعهم الأمني؟ وهل أصبح مستقبلهم في العراق مهددا؟ وكيف سيتعاملون مع التهديدات التي تستهدفهم؟ هذا ما سنحاول معرفته من ضيفنا من بغداد المطران متي شابا متوكا رئيس طائفة السريان الكاثوليك في بغداد. نتابع أولا هذا التقرير الذي أعده مضر جمعة ثم نعود للحديث مع ضيفنا.

[تقرير مسجل]

مضر جمعة: عاد موضوع استهداف المسيحيين إلى واجهة المشهد العراقي بعد أن كان قد أفل خلال الفترة السابقة ولم يكن سبب غيابه هو عدم استهدافهم فالهجمات عليهم مستمرة منذ دخول الاحتلال لكنها ابتعدت عن واجهة الأحداث كونها اقتصرت على الاغتيالات والتهجير الفردي خصوصا ما يحصل في سهل نينوى لكن حادثة كنيسة سيدة النجاة والطريقة التي تمت بها سواء عملية احتجاز الرهائن داخلها وما سيمت عملية تحريرهم أثارت تساؤلات كثيرة وألقت باللوم على أطراف عدة، أول تلك الأطراف التي تتحمل المسؤولية بحسب المراقبين هي حكومة نوري المالكي المنتهية ولايتها والتي لم تحمي مواطنيها رغم أنها نبهت أكثر من مرة إلى أنها تتوقع أعمال عنف خلال هذه الفترة التي تعطل فيها تشكيل الحكومة. الطرف الثاني الذي يتحمل المسؤولية هو قوات الأمن العراقية من جيش وشرطة فكثير من السياسيين ومنظمات حقوق الإنسان انتقد بل واستغرب تلك الطريقة التي تعاملت بها قوات الأمن مع الحادث وهو ما بين قلة أو انعدام خبرة تلك الأجهزة من قادة ومنتسبين في التعامل مع مثل تلك الأحداث. كما أعادت تلك الحادثة التساؤلات عن جدية قوات الأمن في حماية المؤسسات والأشخاص خصوصا وأن جميع الكنائس في بغداد تحاط بقوات الأمن كما أن طريقة دخول المسلحين إلى داخل الكنيسة وإدخالهم الأسلحة وعبورهم من حواجز التفتيش المنتشرة بكثافة في المنطقة ربما تدع المجال للشك في قوات الأمن نفسها حسبما يقول برلمانيون، أما رئيس ديوان الوقف المسيحي في العراق فقد قال إن الهجوم عمل مدبر ومدروس استهدف الكنيسة ويراد منه تهجير المسيحيين من العراق، ويرى مراقبون أن عملية الكنيسة وما تلاها وما سيأتي لاحقا من عمليات حسبما يتوقع مسؤولون أمنيون قد تجعل من الأمن ورقة يتقاذفها شركاء العملية السياسية المتصارعين على تشكيل الحكومة بعد الفشل الذي رافقهم طوال الفترة التي تلت الانتخابات.

[نهاية التقرير المسجل]

عبد العظيم محمد: سيادة المطران في ظل الأحداث المؤسفة الأخيرة التي جرت في كنيسة سيدة النجاة كيف تصف وضع المسيحيين الآن في العراق؟

المطران متى شابا متوكا: تحية أول شيء لفضائية الجزيرة نشركها على البرنامج وإن شاء الله توصل صوتنا إلى العالم والكل يعرف الأشياء التي تحدث بالنسبة للمسيحيين منذ سبع سنوات استهداف المسيحيين في كنائسهم شخصيات كنسية مهمة والخطف والاعتداء وكل أشكال المعاناة التي يعانيها المسيحيون في الوضع الحالي ولكن ما جرى في كنيسة النجاة يفوق كل تصور، أن تفجر السيارات خارج المباني أما أن يدخل مسلحون إلى داخل الكنيسة ويقتلون الناس الأبرياء وهم يصلون في الكنيسة فهذا لا يمكن للإنسان الذي له يعني ذرة من الشعور الإنساني لا نقول الشعور الديني بأولى حجة أن يقبل هذا الشيء اللي صار حقيقة، كهنة اثنان شباب يصلون في رأس المؤمنين يُقتلون كأنهم يقتلون ذبابا وفوق الخمسين اللي انقتلوا من المصلين وفوق ستين سبعين واحدا كلهم انصابوا، هذه مذبحة مذبحة ما يقبلها أي ضمير إنساني فأنت..

عبد العظيم محمد (مقاطعا): سيادة المطران هل كان هناك تقصير حكومي يعني الدكتور عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية قال أنا حزين جدا أن أكون ضمن حكومة لا تحمي مواطنيها، هل كان هناك تقصير أمني من قبل الحكومة كما تقدرونه أنتم؟

المطران متى شابا متوكا: أكيد أنه كان في يعني تقصير في عمل الجهات الأمنية الموجودة والجهات العسكرية وبقية المسؤولين يعني عن حضور الأمن أكيد لأنه كيف تدخل سيارات مفخخة وأناس مدججين بالسلاح إلى هذه المنطقة كيف تدخل وهنالك سيطرات في الطريق؟ من أين أتت هذه؟ هذا السؤال اللي نسأله واللي سألنا الحكومة عنه، يجاب أن هنالك خيانات هنالك ناس لا يتعاونون مع الحكومة بس إذا ظلينا على الوضع هذا ما نعرف يعني إلى أين نذهب..

عبد العظيم محمد: يعني هذا العدد الكبير من الضحايا..

المطران متى شابا متوكا: لا أحد يؤمن على نفسه بعد إذا كان هذا الماكو وضع أمني ماكو حكومة تقدر تسيطر على الأمن.

عبد العظيم محمد: سيادة المطران العدد الكبير من الضحايا الذين وقعوا في الكنيسة بعض البرلمانيين حمل مسؤوليتها للحكومة الأجهزة الأمنية التي فشلت في إدارة الأزمة.

المطران متى شابا متوكا: أتصور يعني معالجة هالعملية هذه أنا ما اختصاصي بس أكيد كان بها كثير من الأغلاط يعني ولهذا كان عدد الضحايا أكبر، أتصور.

عبد العظيم محمد: الآن أنتم كمسيحيين في دائرة التهديد ودولة العراق الإسلامية أصدرت منشورا وبيانا قالت إنها ستستهدف كل المسيحيين يعني بناء على شروط وضعتها، كيف ستتعاملون مع هذا الوضع؟ هل هناك أي حماية تتكفل بها الحكومة لكم؟

المطران متى شابا متوكا: إحنا على بينا نلتقي السيد رئيس الوزراء بس صار تأجيل باللقاء حتى نعرض له يعني تصورنا لما يجب أن تقوم به الدولة لحماية الكنائس ولحماية المسيحيين كلهم بالذات ولم يصر بعد اللقاء فإحنا نريد أن الحكومة طبعا تقوي حمايتها خصوصا لبيوت العبادة حتى يعني مو بس الكنائس كل بيوت العبادة وبصورة خاصة لأن الكنائس المسيحية مستهدفة أكثر وكما ذكرتم أن دولة الإسلام هذه اللي في العراق تبعث تهديدات يعني من وقت لوقت فكيف تريد يعني أن يكون موقف المسيحيين؟ كيف يؤمنون على حياتهم إذا لم يكن هنالك من يحميهم؟

عبد العظيم محمد: طيب من خلال الروايات من داخل الكنيسة وأنت بالتأكيد سيادة المطران أنت المشرف على هذه الكنيسة، ماذا كانت مطالب الخاطفين المسلحين الذين دخلوا إلى داخل الكنيسة؟

المطران متى شابا متوكا: حقيقة يظهر أنه ما انذكر هذا الشيء في الكنيسة بس حسب ما عرفنا من معلومات خارجية أن هذول الإرهابيين نقول هذول المجرمين كأنهم جايين ينتقموا لما حدث في مصر من يعني سجن مسلمات في الكنائس ما أعرف يعني هيك سمعنا بس ما نعرف شنو هي الحقيقة فيه.

عبد العظيم محمد: ألم يتحدثوا إلى المواطنين في داخل الكنيسة حول ما الذي دفعهم إلى الدخول إلى الكنيسة واستهداف الكنيسة؟

المطران متى شابا متوكا: ما تركوا أحدا يحكي، اللي يحكي يرفع رأسه حالا يقتلوه فهذا كان الوضع داخل الكنيسة حسب شهود عيان، كلهم حاولوا يتخبوا تحت التخوت وهذا ولكن بس أحد يرفع رأسه يقتلوه وبعدين صاروا يضربون بصورة عشوائية على المصلين هناك وكثيرون اللي تقتلوا بهالصورة.

عبد العظيم محمد: طيب هناك هجرة حصلت بعد 2003 والاضطراب الأمني بعد غزو العراق في 2003، هل تتوقعون أن تكون هناك هجرة أكبر عقب هذه الأحداث الأخيرة من المسيحيين إلى خارج العراق؟

المطران متى شابا متوكا: يا أخي إذا واحد ما يبقى له ثقة بالأمن شو يسوي؟ إحنا طبعا الكنيسة هي ضد الهجرة ولكن مجبرون الناس إحنا ما نقدر نمنع أحدا أكيد، أنت شو تتصور يعني شنو يكون شعور الناس وموقفهم في هالحالة؟

عبد العظيم محمد: نعم، يعني هل نستطيع أن نقول إن مستقبل المسيحيين في العراق أصبح مهددا الآن؟

المطران متى شابا متوكا: بكل أسف يعني وهذا اللي كنا نسمعه من قبل أنه أكو مخطط لتهجير المسيحيين مو بس من العراق لكن من الشرق الأوسط والمحافل الدولية لا تهتم كأنه في هذا الشيء هذا وكل يوم علميات الإرهابية تتكرر وتتصاعد. نتمنى من الفضائيات أن تقوم حقيقة بتوعية وتقوم بيعني حملة ضد الإرهاب ضد هذه الأشياء اللي تصير ضد الناس الآمنين المواطنين الأبرياء فكل وسائط الإعلام خصوصا الفضائيات أن يكون لها دور مهم في نقل الحقيقة وفي أن يحرضوا دول المجتمع الدولي على أن يقوموا بدور في توقيف في وقف هذا نزيف الدم اللي يجري في العراق.

عبد العظيم محمد: أشكرك جزيل الشكر سيادة المطران متي شابا متوكا رئيس طائفة السريان الكاثوليك في بغداد على هذه المشاركة معنا. كما أشكر لكم مشاهدينا الكرام حسن المتابعة وإلى أن نلتقيكم إن شاء الله الأسبوع المقبل أستودعكم الله والسلام عليكم.





الدعوات المشبوهة إلى هجرة المسيحيين من العراق * نزيه القسوس
الدستور 11/12

تعرضت احدى الكنائس المسيحية في بغداد الى اعتداء آثم قبل حوالي عشرة أيام من قبل تنظيم القاعدة في العراق وقتل وجرح نتيجة لهذا الاعتداء عدد كبير من المسيحيين العراقيين. ويوم الاربعاء الماضي تعرض عدد من منازل المسيحيين العراقيين أيضا للاعتداء من قبل نفس هذا التنظيم وقتل وجرح أيضا عدد من أصحاب هذه المنازل. وكان تنظيم القاعدة في العراق قد أعلن بأنه هو المسؤول عن هذه الاعتداءات وأن المسيحيين هناك سيكونون أهدافا مشروعة له في الأيام القادمة.

هذه الاعتداءات دعت أحد كبار رجال الدين المسيحي المقيم في بريطانيا الى توجيه دعوة الى مسيحيي العراق للهجرة الى الخارج انقاذا لأرواحهم كما أن فرنسا أعلنت أنها مستعدة لقبول ألف مواطن مسيحي على أراضيها اذا ما رغبوا بالهجرة من العراق.

هذه الدعوات الى هجرة المسيحيين العراقيين هي بالتأكيد دعوات مشبوهة ولا يمكن السكوت عليها لأن مسيحيي العراق يعيشون في هذا البلد منذ آلاف السنين وهم مواطنون عراقيون بامتياز ولا يتعرضون لأية تفرقة طائفية من أي جهة كانت واذا كانوا مستهدفين من تنظيم القاعدة الاجرامي فالمسلمون أيضا مستهدفون أكثر منهم وقد حصدت التفجيرات التي قام بها هذا التنظيم آلاف العراقيين المسلمين ولم تفرق بين مسيحي أو مسلم أو سني أو شيعي أو كردي أو تركماني لأن هذا التنظيم الارهابي هدفه القتل العشوائي فقط بدون أي تمييز فهل ندعو المسلمين هناك الى الهجرة من العراق وترك الساحة خالية لهذا التنظيم؟.

ان الدعوات التي انطلقت من بعض الأشخاص لتشجيع المسيحيين في العراق على الهجرة هي دعوات مشبوهة بكل ما في هذه الكلمة من معنى وتقف وراء هذه الدعوات جهات غربية مشبوهة تريد لهؤلاء الناس أن ينسلخوا عن وطنهم وعن شعبهم فالمسيحيون العراقيون هم جزء من النسيج الوطني العراقي ويجب أن يبقوا في العراق حتى لو تعرضوا لعشرات الهجمات من تنظيم القاعدة الذي يقتل المسلمين قبل المسيحيين والذي هاجم من قبل عشرات المساجد وقتل المصلين وهم يمارسون طقوسهم الدينية بكل دماء باردة. ويجب أن يقاوموا ويثبتوا في وطنهم وأن لا ينسلخوا أبدا عن شعبهم مهما كانت الأسباب وأن يردوا على الأصوات المشبوهة التي تدعوهم الى الهجرة بالبقاء في وطنهم وأن ينزرعوا في هذا الوطن الطيب وأن يكونوا كنخيل العراق جذورهم في أعماق الأرض ورؤوسهم شامخة الى السماء.

ان المطلوب من السياسيين العراقيين أن يتفقوا على تشكيل حكومة عراقية جديدة وأن لا يظلوا يتناحرون ويتجادلون من أجل المناصب ووطنهم يتعرض لأقسى هجمة شرسة من أكثر التنظيمات ارهابا في العالم وأن يتحدوا جميعا ليدافعوا عن شعبهم وأبناء وطنهم الذين يسقطون كل يوم بالعشرات فالعراق الذي ما زال يعاني من الاحتلال ومن القهر والاذلال يجب أن يعود عراقا أبيا شامخا وهذا لن يتحقق الا بسواعد أبنائه الشرفاء المخلصين الذين يجب أن ينسوا خلافاتهم ويتحدوا جميعا من أجل انقاذ وطنهم.

nazeehgoussous@hotmail.com


التاريخ : 12-11-2010

GMT 2:44:00 2010 السبت 13 نوفمبر



سعد بن طفلة العجمي
مسيحيو العراق
الاتحاد الإماراتية
كم كان بودي أن تكون هذه المقالة مليئة بالأمل الذي عاهدته كمنهج حياة، وبالتفاؤل الذي اتخذته حليفاً في حياتي، ولكن ما جرى ويجري للمسيحيين العراقيين هذه الأيام أحدث مرارة مفعمة بالخجل وشعوراً بحرقة فريدة.
زرت وعائلتي لبنان عام 2004. كانت المرة الأولى التي يزور فيها أولادي لبنان الجميل. مرت السيارة بالشوارع فسألتني بنتي الصغرى: "شلون لبنان عربي وفيه هالكثر كنايس؟"، مستغربة من كثرة عدد الكنائس ببلد عربي! قلت لها: "هؤلاء مسيحيون وعرب قبل أن نكون مسلمين".
يؤلمني قتل الأبرياء في أي مكان في العالم، وراعتني مذبحة كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك ببغداد قبل أيام، ولم يكن سبب صدمتي وحزني دين الضحايا الأبرياء، فالبريء بريء أيّاً كانت ديانته ولغته وقوميته، والمجازر في العراق لم تستثن ديناً ولا مذهباً، ولكن الصدمة أن من ارتكبوا المجزرة كانوا يرفعون شعار الإسلام، ويطالبون بطرد المسيحيين أو قتلهم، والمؤلم أن الضحية بلا معين أو سند في محيطه العربي المسلم، اللهم إلا من تضامن إعلامي هنا، وتصريح سياسي هناك، وتنديد يذر الرماد في العيون من ذاك السياسي، وآخر "رفع عتب" من رجل دين مسلم.
المسيحيون العراقيون -دون سائر المسيحيين العرب- أكثر وداعة وسلماً من غيرهم، وكانوا منصهرين عبر التاريخ العراقي منذ آلاف السنين مع مجتمعهم، وحتى إبان الخلافة الإسلامية كان منهم الوزراء والعلماء والمقربون من السلطة دون أن يتعرضوا لاضطهاد شبيه لما يتعرضون له هذه الأيام ولأول مرة في تاريخهم. أعرف أن مثل هذا القول قد يستثير الآخرين، ولكن هذه هي الحقيقة عن المسيحيين العراقيين، بل وحتى عن يهود العراق دون سائر اليهود العرب، حيث كانوا أكثر انصهاراً وتعايشاً مع من جاءهم من المسلمين عبر حقب التاريخ، وعرفوا بالأمانة والصدق ونزاهة التعامل التجاري. وقمنا بطردهم إلى إسرائيل بعد إعلانها شر طردة، فصادرنا أملاكهم واجتثاثهم من أرضهم التي عاشوا فيها آلاف السنين -قبل الإسلام. ولا يزال إسرائيليو العراق يحنون للعراق حتى يومنا هذا، وبينهم من يعتبرون أنفسهم أكثر قرباً للعراق منهم لإسرائيل، وحين تلتقي بأحدهم تشعر بقرب من نوع مختلف على رغم أن الذي أمامك إسرائيلي الجنسية.
الجنون القهري بقتل المسيحيين أو تشريدهم من ديارهم، لا يماثله سوى جنون الحركة الصهيونية التي اجتثت الفلسطينيين من أرضهم التي عاشوا فيها آلاف السنين، بل ويطالبون بطرد من بقي منهم هذه الأيام -سواء عرب الداخل أو عرب الضفة- إلى خارج فلسطين! ما أشبه هؤلاء بهؤلاء! الدعوات الصهيونية المتطرفة بطرد الفلسطينيين تدعي وجود دول عربية عديدة بأراض مترامية يمكنها أن تستوعبهم، ترى! إلى أين يريد "صهاينة العراق" طرد المسيحيين العراقيين؟
ما يتعرض له المسيحيون العراقيون هذه الأيام، هو إخفاق وإعلان فشل لنا جميعاً -قبل أن يكون مسؤولية لحكومة عراقية منتهية الولاية وعاجزة في كافة المناحي. إن علماءنا وساستنا وحكوماتنا ومنظماتنا الإنسانية مطالبة بتوفير حماية خاصة للمسيحيين العراقيين، لأن فناءهم أو طردهم يعني تبريراً لطرد الفلسطينيين وطرد السودانيين بعد الاستفتاء وطرد فلسطينيي لبنان وغيرهم.
انتابني ألم لموت ضحايا الكنيسة، لكنه ألم يصاحبه الخجل، لم أجد أمرّ منه إلا قصيدة للشاعر الكويتي الشعبي نشمي مهنا التي منها:
يعني تفجير الحياة ويعني تلغيم الأمل.. يعني تكسير الصباح اللي طالع.. والترانيم البريئة.. وشمس صابوها بـشلل.. يعني أُمّة ضاحكة منها الأمم.. من زمانات الجهالة.. وناقعة بهذا الجهَل.. يعني حقد، ويعني غابة.. صاعد لهذي النفوس وفي عقايدها نزل.. وهذا يعني: أُمّة ما فيها أمل





الوطن
القاعدة تحول تركيزها على مسيحيي العراق المستضعفين

14/11


خلال الأسبوع الماضي وفي متابعة علنية لإطلاق سيرته الذاتية، اعترف الرئيس السابق جورج دبليو بوش أنه عندما كان الأمر يتعلق بالعراق كان ينتابه «شعور مقزز». لكن الأسف كل الأسف بالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن قدر أكبر من تأنيب الضمير لأنه لم يكن يشير إلا إلى الفشل باكتشاف أسلحة الدمار الشامل.

أمّا بوصفه رجل دين مسيحي متدين، فسيكون من المثير للاهتمام أن نكتشف ما أفكار بوش حول حقيقة أن إحدى عواقب حربه على العراق هي تقلّص المجتمع المسيحي في العراق من 1 مليون قبل الحرب بنسبة 60٪ منذ عام 2003، وذلك بسبب فرار أفراد هذه الأقلية أو تعرضهم للقتل.

لقد تحمّل المسيحيون في العراق عبئاً غير عادل من المأساة التي حدثت مؤخراً وذلك لأنهم أقلية سكانية تعيش في بلد لا يمكن وصف نموذج السياسات فيه إلا بأنه خليط دموي من الديمقراطية والطائفية. فوضعهم المتزعزع قد بدا واضحاً على مر الأيام العشرة الماضية من خلال إطلاق حكم الإعدام على طارق عزيز وهو من الشخصيات المسيحية البارزة والصاحب السابق للقب آس البستوني ضمن قائمة المطلوبين بامتياز، ومن خلال المجزرة الدامية التي طالت 46 من المصلين في كنيسة في بغداد بالقرب من المنطقة الخضراء.
وهنا وصف تنظيم القاعدة في العراق هذه المذبحة بأنها غارة على «وكر قذر من أوكار الشرك والإلحاد، هذا الوكر الذي اتخذه مسيحيو العراق لفترة طويلة من الزمن كمقر لشن حرب ضد دين الإسلام»، وتبع ذلك الوصف سلسلة من التصريحات التي تعد «بتدمير» مجتمعهم. يبدو أن تنظيم القاعدة يحوّل تركيزه باتجاه السكان المسيحيين الذين يتناقص عددهم في العراق وذلك بعد أن انتهوا من تطهير المناطق الشيعية في الحرب الأهلية وبعد أن استنزفت قواهم إلى حد كبير من جراء القتال مع أبناء السنة في العراق كجزء من الموجة التي أثاروها.
وفي الوقت نفسه تستمر الدولة العراقية بممارسة التمييز ضد مسيحيي العراق. ويمكن أن تكون هناك بعض الشكوك بشأن سياسات الانتقام التي تحوم حول قرار إعدام طارق عزيز. فالقاضي في المحكمة مساعد سابق لنوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي، الذي رشح نفسه لانتخابات في دولة ائتلاف القانون التي يقودها المالكيـ. وفي هذا السياق، عبر البابا عن رأيه علناً ضد القرار حيث قال المتحدث باسمه الأب فيديريكو لومباردي إن الفاتيكان قد أعرب عن أمله في عدم تنفيذ حكم الإعدام، وأضاف إن تخفيف العقوبة من شأنه أن يشجع المصالحة وإعادة بناء السلام والعدالة في العراق.
وكان البابا قد حث الحكومة العراقية في وقت سابق من هذا العام على حماية «الأقليات الدينية الأكثر تعرضاً للخطر» في أعقاب سلسلة من الهجمات على المسيحيين العراقيين. وبما أن موجة العنف ضدّ المسيحيين في العراق مقلقة بالفعل، يجب النظر إلى هذه المسألة في سياق السنوات السبع الماضية من الاضطهاد اليومي للمسيحيين. لقد أوضحت منظمة «المسيحيين العراقيين المحتاجين» (والتي عقدت حفل تأبين في لندن يوم 12 تشرين الثاني)، أن المسيحيين في العراق «يعيشون المعاناة والتشرد والفاقة والاضطهاد نتيجة للحرب». ففي ظل غياب تمثيل مسيحي فعال في الحكومة العراقية الجديدة وعدم وجود ميليشيا لحمايتهم في الساحة الطائفية العنيفة في العراق، تم استهداف المسيحيين العراقيين في جميع فترات ذروة الحرب الأهلية في العراق بدءاً من عام 2006 وحتى عام 2007 حيث تم خطف واغتيال رجال دين رفيعي المستوى إضافة إلى عشرات الآلاف ممن فروا خارج البلاد. وعلى الرغم من أنهم يشكلون أقل من 5٪ من سكان العراق، إلا أنهم يشكلون 10٪ تقريباً من العراقيين النازحين داخلياً و20٪ من اللاجئين العراقيين في الدول المجاورة. ومن المفارقات المضحكة أن مسيحيي العراق بإمكانهم الاستفادة من قوانين الهجرة المخففة أكثر بالنسبة لهم للتوجه واللجوء إلى الغرب. لقد قبلت فرنسا وألمانيا سابقاً بحصص معينة من اللاجئين المسيحيين العراقيين، كما أن أغلبية اللاجئين العراقيين الذين سمحت بدخولهم الولايات المتحدة كانوا من المسيحيين (كما حدث عام 2007).
لقد حذّر مايكل يواش، وهو من العاملين في مشروع الديمقراطية المستدامة في العراق، أنه في المستقبل «ربما لن نجد مسيحيين في العراق». أمّا ما يثير نوعاً خاصاً من القلق فهو مصير سكان الموصل المسيحيين والبالغ عددهم 20000 نسمة. فعلى الرغم من أن الأمن قد تحسن في أغلب أجزاء البلاد، نجد أن ثالث أكبر مدينة عراقية مقسّمة لا تزال جرحاً مفتوحاً وناقوساً يذكّر بعجز النخبة الحاكمة في البلاد على الاتفاق حول النفط وقوانين الفدرالية ووضع الحدود الداخلية للعراق. إن حالة عدم الاستقرار هذه ستوسّع التصدعات الموجودة في المجتمع العراقي والقلق هنا هو أن السكان المسيحيين في العراق سوف يستمرون في الاضمحلال والتلاشي من المجتمع العراقي.




الغارديان، الأحد 7 تشرين الأول 2010


مسيرات في دول أوروبية تضامنا مع مسيحيي العراق
الاتحاد الأوروبي يندد بالهجمات الأخيرة
بروكسل: عبد الله مصطفى
على الرغم من الأحوال الجوية السيئة وهطول الأمطار بشكل مستمر منذ يومين والرياح الشديدة، شارك ما يقرب من 5 آلاف شخص في مسيرة طافت شوارع بروكسل عاصمة بلجيكا أمس للتعبير عن التضامن مع المسيحيين العراقيين في أعقاب الهجمات التي تعرضوا لها أخيرا.
وخرجت المسيرة من أمام محطة قطار شمال بروكسل، وطافت عدة شوارع حتى وصلت إلى منطقة شومان، حيث مقر مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وقال المنظمون للمسيرة التضامنية إن ما جرى في بروكسل يعتبر بداية لانطلاق مسيرات أخرى تضامنية في عدة دول أوروبية، حيث ستشهد العاصمة الفرنسية باريس مسيرة مماثلة غدا وأخرى في العاصمة السويدية ستوكهولم الاثنين.
وجاء ذلك بعد ساعات من صدور بيان عن الاتحاد الأوروبي عبر فيه عن رفضه للعنف في العراق وإدانته للهجمات وكل أشكال العنف والتطرف في العراق، وقالت كاثرين أشتون منسقة السياسة الخارجية الأوروبية: «أنتهز الفرصة لأعيد التأكيد على إدانة الهجمات التي وقعت مؤخرا في البلاد ولكل أشكال العنف والتطرف ولكننا على ثقة بقدرة الشعب العراقي على إحباط كل محاولات زرع الفتنة الطائفية والتوتر العرقي».


http://www.ankawa.com/forum/index.ph...tml#msg4920284
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 2bles.jpg‏ (72.4 كيلوبايت, المشاهدات 1)

التعديل الأخير تم بواسطة kestantin Chamoun ; 14-11-2010 الساعة 12:45 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:44 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke