Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-08-2015, 09:27 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,567
افتراضي شرُّ البليّةِ ما يُضحِك 4 بقلم: فؤاد زاديكه

شرُّ البليّةِ ما يُضحِك
4
(من مقالاتي القديم)
بقلم: فؤاد زاديكه
إنّ النظام يفاوض هذه الأيام من أجل إستعادة هضبة الجولان, و لا أعتقد بأن إسرائيل ستعطيه ما يريد حتى لو ركع على قدميه و أعلن استسلاماً كاملا و اعترافاً بإسرائيل كدولة, نظراً لأهمية هضبة الجولان العسكرية و الاستراتيجية لإسرائيل, و إنْ تمّ له ما يريد فإن إنهاء الحرب مع إسرائيل كما هو الحال مع مصر و الأردن سيجعل من إسرائيل قوة إقتصادية عظيمة في الشرق الأوسط إلى جانب كونها قوة عسكرية قوية و عظيمة و قادرة. أمّا ما سيُعطى لنظام الأسد اليوم فهو سيؤخذ منه غداً بطريقة أو بأخرى.
و إنْ سأله الشعب يوماً ما أين جانب القوة المزعوم و الذي تمّ بموجبه منحه القنيطرة بعد مفاوضات و معاهدات و اتفاق مع إسرائيل؟ فهو سيجيب كعادته و كمنافق و مخادع دجّال إنّ السّياسة امتدادٌ للحرب, دون أن يكلّف نفسه عبء السؤال القائل و في الصميم, لطالما يكون الأمر على هذه الحال فلماذا قمتم كعرب بحروب عدّة و سقطت آلاف مؤلفة من الضحايا في معارك لم يكت لها أية ضرورة؟ ما مصيرهم؟ و لماذا توجّب استشهادهم لطالما من المتوقّع و المنتظر أن تعزف اسطوانتكم الجديدة على أوتار نغمة مثل هذه في يومٍ من الأيام؟ ما الذي تحقّق من خوض كل تلك الحروب و التي تم فيها خسارة الأرض و الشرف و السّمعة و البشر؟
نعم إنّ هذا النظام الفاجر سيحاول هذه المرّة أيضا كما فعلها من قبل و بالطريقة الميكافيلية التي مارسها و يمارسها و تخضرم بها, أن يخلق أجواء جديدة للاستمرار في اغتصابه لإرادة الشعب السّوري و سرقة مقدراته و اغتصاب أحلامه و تحطيم آماله, إنّه بارعٌ تماما بفعل كلّ هذا و أكثر. إنّ شعبنا السوري البطل و المكافح ابتلى بأخطر داء في حياته, فلا أظنّ بأنّ لعبة النظام ستنجح هذه المرّة, مثلما نجحت سابقاتها إذ لا بدّ أنْ يتحرّك بعض أزلام هذا النظام – فدود الخلّ منه و فيه – في محاولة لتصفيته أو التخلّص منه فهم تعلّموا منه سياسة الغدر و الخداع و المخاتلة و تنفيذ المؤامرات و القيام بانقلابات و تصفيات و إعدامات الخ... و متى لا يتمكن أحد من هؤلاء إنهاء نظامه أو التخلّص من جبروته فإن له موعداً مع الشعب السوري اليوم أو غداً لكي ينتفض بوجهه و يثور و يقول له كفى إجراماً و إذلالا لنا... كفى اغتصاباً لحقوقنا و لتدمير أحلامنا... أجل كفى و كفى و كفى, فهو لم يبقِ في سورية شيئا حسناً, لقد خرّب كلّ شيء فيها.
إنّ الشعب السوري ليس ساذجاً إلى الدرجة, التي يتصوّرها حافظ أسد العنصري و الطائفي, الذي أعلن البارحة عداءه للنظام العنصريّ السابق في جنوب أفريقيا, و اليوم تضامنه مع النظام الجديد فيها, إنّنا نصرخ و نحن في غربة فرضها علينا النظام الأسدي الإرهابي, أيها البعثيّ الفاشي سيأتي اليوم الذي سوف يدكّ الشعب السوري و بإرادته الحرّة صولجان حكمك و يقوّض جبروتك و ينهي مظالمك, فأنت تصدر مرسوماً كهذا كقنبلة دخانية في وجه المجتمع الدولي فيما سجونك ملى و تمتلئ يوميا بالمعتقلين و بالأحرار و بالذين هم ضد العنصرية و ضد الطائفية و ضد التفرقة.
مهما تمكّن هذا النظام من السيطرة الأمنية و العسكريّة على أهم نقاط القوة في الدولة, و في قيادات جيشنا السوري الباسل, فإن هذا لن يظلّ كما يأمل أن يبقى, و إنّنا نتوقّع بأيّة لحظة و بكلّ يوم إن يتحرّك الشعب المخنوق و المعاني لأنّ للصبر حدوداً, و ما بعد الضغط سوى الانفجار المدوّي و المرعب. إنّ الاستياء الكبير الذي سيطر على المجتمع سيحقن المجتمع و يدفعه من أجل القيام بثورة و تحرّك ضد هذا النظام, الذي قمع الحريّات و دمّر المدن الآمنة و قتل الأحرار و زجّ بالشرفاء في السجون أو غيّبهم في عمليات تصفية جسدية, للتخلّص منهم. نعم إنّ أطياف الشعب السوري كافة تعاني الأمرّين من ظلم و بطش هذا النظام العنصري و هو سيعلن البركان القادم, و الذي خشي, و يخشى على الدوام منه القاتل حافظ أسد الجاثم على صدرنا منذ ما يقارب ال 24 عاماً, كانت ك 24 قرناً من الزمن. سنوات لم تكن قليلة من عمر الزمن و كلها تحكي عن معاناة لا تنتهي و من سيطرة غاشمة و فتك بالحريات و هضم للحقوق و من الاعتقال السياسي العشوائي و غير المبرّر, و من اعتقال للأفكار و سلب للإرادات و نهب للمقدّرات, كيف لسوريّ أن يعيش بكرامته و حريته في واقع كهذا؟ كيف لسوريّ أن يحلم بيوم أو بغدٍ ينتظر فيه فرحا ما؟ هل من مستقبل في ظلّ كلّ هذه التعديات و الانتهاكات و الإجرام و القهر و العنف و الترهيب؟
أقول الحقّ "إنّ شرّ البليّة ما يُضحِك" فحافظ أسد يدين نظاماً عنصريّاً و يؤيّد نظاماً ديمقراطيّاً يا للعجب! لا أحد يعرف معايير أي تقييم لهذا النظام. مِنْ أين له كلّ هذه الجرأة لإعطاء مثل هذا الرأي؟ ألا تصحّ هنا مقولة " فاقدُ الشيءِ لا يُعطيه"؟ إن حافظ أسد و مذ تسلّم مقاليد السلطة في سورية عن طريق انقلابه العسكري الممسوخ, و الذ أطلق عليه اسماً كاريكاتوريّا مضحكاً " حركة تشرين التحريريّة" في عام 1969 من خلال انقلابه الأسود و الإرهابي و لغاية هذا اليوم, تسلّم أبناء أسرته و المقرّبون له كلّ المناصب الهامّة و الحسّاسة في الدولة, فأصبحت سورية دولة مخابراتيّة قمعيّة هدفها القضاء على الديمقراطية و على الانفتاح و هي تقوم على أساس طائفي عنصري, فهذه الأسرة الحاكمة لا همّ لها غير زيادة أرصدتها المالية في بنوك العالم, و هي تقلّل من أرصدتها الأخلاقيّة كلّ يوم, و إنّي اشكّ في أن يكون بقي لها أيّ رصيد أدبي أو أخلاقي لا على مستوى الداخل و لا الخارج.
و متى انعدمت أخلاقيّة الإنسان, جاز له فعل كلّ شيء, و هذا هو الحال مع أسد و مع من يقوم بتنفيذ أوامره و تطبيق أجندته, و منها مضمون هذا المرسوم, الذي يتناقض كلّيّة مع الواقع السياسي في سورية. لن نقول مع كلّ ما يجري سوى إنّ غداً لناظره قريب, و سيعلم الظالمون أيّ منقلبٍ سينقلبون.
انتهى
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:34 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke