Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > موضوعات ثقافية

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-09-2015, 03:09 PM
hasaleem hasaleem غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: لبنان, بغلبك, النبي رشادي
المشاركات: 102
افتراضي يحي علي ياغي

يحي علي ياغي
بقلم: حسين أحمد سليم
فنّان بعلبك الرّاحل، يحي علي ياغي، بعلبكيو هب نفسه و فنّه لبعلبك مدينة الشّمس...
ولد في العام: 1943 م و وافته المنيّة فيالعام 1982 م
الفنّان الرّاحل، يحي علي ياغي، بعلبكي، وكان يحبّ لنشاطاته أن تكون ضمن إطار بعلبك، حيث محلّ إقامته و أهله و مجتمعه... وكان يفضّل إقامة معارضه لأهل بلدته، و يعتبرهم أحقّ بالمعرفة، لأنّه يعتبر نفسهمنهم، و لهم...
و الفنّان يحي علي ياغي، كان في حياتهيتّسم بالجرأة في الصّراحة، صراحة تصل به إلى حدّ بعيد، لكنّها كانت طريّة، سليمة،و مباشرة, و دون تسويف أو تجريح، يقول من خلالها الأشياء دون أقنعة...
و يحي علي ياغي البعلبكي، صاحب النّفسيّةالطّيّبة، و الذي كان يرسم الأفكار التي تراود عقل الإنسان، وهب نفسه و فنّهلبعلبك، أحبّ فنّه حتّى تخلّى عن مكاسب كثيرة، ليتمكّن من العودة إلى ربوع مدينتهبعلبك، و أعطى أهلها ما ساعدته عليه موهبته...
ولد يحي علي ياغي في بيروت بتاريخ 20 / 11/ 1943 للميلاد، من رحم والدته حمدة ياغي، حيث كان والده ف عداد الشّرطة، و هورابع أفراد الأسرة المؤلّفة من سبعة أبناء...
عاد مع أفراد أسرته إلى بعلبك، و هو طفل،بعد إنتهاء خدمة والده الوظيفيّة، و إستقرّ فيها نهائيّا، و تلقّى علومهالإبتدائيّة و المتوسّطة في مدارسها...
إستهواه الرّسم منذ صغره، و منذ العام1960 للمبلاد، راح يحسّ بأنّه يملك شعورا و ميلا إلى الرّسم، فإنطلق يرسم المحيطالبعلبكي، بكلّ عناصره و مقوّماته: الفلاّحين و العمّال و الفقراء و سوق الخضاروباعة اللبن... و ما أن بدأ يمارس ميله الدّاخلي إلى الرّسم، حتّى أخذت الصّعابتواجهه، فكان يجهد كثيرا للحصول على عدّة و أدوات الرّسم، فيما كان يتلقّى الإهمالمن المحيط الذي كان يعيش في رحابه...
و أقام محترفا صغيرا في منزله و كان يقضيمعظم أوقاته في إشباع هوايته، كما أقام صداقة مميّزة مع الفنّان الكبير الرّاحلرفيق شرف...
دخل يحي علي ياغي بداية إلى المدرسةالفنّيّة برأس بيروت، معهد و محترف الرّسّام الفرنسي غوفدير ( cuvder ) للفنون في بيروت و قضى فيه عامين كاملين 1963و 1964 مختصرا نظام الدّراسة، و نال على أثرهما شهادة السّرتفيكا في الرّسم و فيالفنون بمعادلة إجازة، و فاز يزمها بجائزة المعهد الأولى... و شارك في المعرض الذيأقامته السّفارة الفرنسيّة تكريما للمتخرّجين...
كان يعمل مدرّسا للرّسم و الفنون شتاء، ويتفرّغ لمرسمه في الصّيف، و إختار منزل والديه الأثري لخلوته و ريشته... و كانتمدينة بعلبك، تشكّل دائرة أعمال الفنّان يحي علي ياغي الفنّيّة الأولى، فرسمالقلعة، و رأس العين، و سوق الخضار، ثمّ إتّسعت تلك الدّائرة، حتّى شملت لبنانكلّه، و بعض الدّول العربيّة المجاورة لوطنه لبنان...
إنّ البيئة القوميّة، أرضا و شعبا ومصيرا، أو ما يحصل عليها من ظواهر و حوادث، شكّل مادّة رسومات و ألّفت مواضيعلوحاته المختلفة... فالفنّان إبن بيئته، و كلّ فنّ لا يرسم بيئته، ما هو إلاّمجرّد نزوة فرديّة، تنتهي بموت صاحبها... و هكذا رسم الفنّان يحي علي ياغي مأساةبيروت في األأعوام الأخيرة، و صوّر الكفاح المسلّح، و بطولات الشّعب الفلسطيني فيالأرض المحتلّة، و رسم قوافل النّازحين من سوريا و الأردن بعد حرب ألـ 1967للميلاد...
هزّت نكسة الخامس من حزيران من العام 1967للميلاد أعماقه، و لم يعد يشغل تفكيره، سوى آلام الإنسان العربي، و بخاصّة أولئكالذين شرّدهم العدوان على الضّفّة الغربيّة من الأردن... بحيث رسم يومها عدّةلوحات، تحت عنوان بؤساء تحت الشّمس: الأرملة المشرّدة و صدمة العودة و فاجعةالعائلة... و كان يرصد نسبة معيّنة من ريع بعض معارضه لنصرة العمل الفدائي الفلسطينيفي مجابهة إسرائيل...
تمّ تصنيفه في الفئة الثّانية، من قبلمجلس الجامعة اللبنانيّة في محضرها الذي يحمل الجلسة السّادسة و العشرين للعام1969 للميلاد و ذلك يوم الثّلاثاء الواقع في الثامن من شهر تمّوز من العام 1969للميلاد، و بحضور أعضاء المجلس (نقولا نمّار, قيصر نصر، أحمد مكّي، محمّد فرحات،خليل الجميّل، كمال بحصلي، جيلبر عاقل، صادر يونس، صبحي الصّالح، مواهب الأسطة،عبّاس علم الدّين)، و شخص رئيسها فؤاد أفرام البستاني. و ذلك بين الأساتذة الذينتتعاقد معهم وزارة التّربية الوطنيّة للتّدريس بالسّاعات في المدارس الثّانويّة ودور المعلّمين و المعلّمات. و ذلك عملا بأحكام الفقرة الخامسة من المادّة الثّانيةمن المرسوم رقم 2925 تاريخ 7 / 11 / 1953 للميلاد...
و قد أقام أوّل معرض فنّي له في بيروتالعام 1964 للميلاد، و أوّل معرض له في بعلبك في العام 1964 للميلاد أيضا، و توالتمعارضه فيما بعد، حتّى بلغت سبعة عشر معرضا، ما بين بيروت و بعلبك و القاهرة وألمانيا الغربيّة و النّمسا التي كرّمته بميداليّة... و أقام معرضه تحت إسم: لبنانو القمر في فندق الكارلتون خلال العام 1968 في بيروت... و أقام معرضا له في صالةالجامعة العربيّة في العام 1969 للميلاد، و الذي أظهر فيه نضجا أكيدا في كتابةاللوحة، من حيث التّوازن في صلابة الشّكل و إنسانيّة الموضوع و إنفتاحه على آفاقعميقة و بعيدة...
و من معارضه في مدينة الشّمس بعلبك،المعرض الذي دعت إليه ندوة الخميس لرئيسها الرّاحل الأستاذ علي شرف، و أقامته فيقاعات المدرسة اللبنانيّة، شارع رأس العين، و كان برعاية الرّاحل الشّاعر الكبيرسعيد عقل... و كان يوم السّبت في 23 آب من العام 1969 للميلاد... و معرضه التّاسعكان في قاعة الحركة الإجتماعيّة في بعلبك...
إشترك في خمسة معارض فنّيّة أقامتها وزارةالتّربية الوطنيّة و الفنون الجميلة في قاعة الأونيسكو ببيروت في السّنوات: 1965،1966، 1967، 1968، 1969 للميلاد...
إشترك في المعرض اللبناني في فينّا. و فيبينالي الإسكندريّة السّابع للعام 1968 للميلاد...
و الفنّان البعلبكي الرّاحل يحي علي ياغي،كانت لوحاته في غالبيّتها تمثّل مواضيع فلسفيّة فنّيّة متعدّدة تتّسم كلّهابالطّابع الشّرقي و اللبناني... و قد ركب موجة المدرسة التّجريديّة في نتاجاتهالفنّيّة، و التي كان مقتنع بأنّها مدرسة لها فلسفتها و مدركاتها و قواعدها ومفاهيمها، و هي لا تزال تؤمن بأنّ الشّكل هو وسيلة للتّعبير رغم تحطيمها للشّكل...
و قد تحدّثت عنه الصّحافة كثيرا، و أشادت بأعماله الخالدة، و أثنتعلى فنونه الرّائعة...
تزوّج من السّيّدة غفران ياغي في نهاية العام 1969 للميلاد...
و علّم الرّسم في جميع مدارس بعلبك من خاصّة و رسميّة... و أعدّدراسة فنّيّة تعتبر فريدة من نوعها، لتعليم الأطفال الحروف و الأرقام عن طريقالرّسم... و كان على إتّصال دائم بمركز البحوث و التّوجيه لتبنّي هذه الطّريقة...
و أقام آخر معرض له في مدينة بعلبك، خلال شهر تمّوز من العام 1981للميلاد، و مع نهاية المعرض، بدأ المرض يتسلّل إليه، و رغم الدّاء ظلّ مثابرا علىعمله، و قد أنجز عدّة أعمال، كان قد بدأ بها قبل المعرض...
تمثّل طابع الفنّان البعلبكي، يحي علي ياغي في الرّمزيّةالشّرقيّة، و ميزة هذه المدرسة أنّها، تأخذ رموزنا من عادات و تقالبد المجتمعاتالشّرقيّة، دينيّة كانت أم إجتماعيّة أم تاريخيّة، و لكنّها تعطي للرّمز مضموناجديدا أو شكلا جديدا... إنّها لا تحمل من الرّمز إلاّ إسمه، و تبعث فيه حياة جديدةو أبعادا إنسانيّة جديدة، و تؤلّف الزّخرفة عنصرا أساسيّا من عناصره الرّمزيّة...
و الفنّان يحي علي ياغي في وجوديّته، و في رؤاه الفنّيّة، أخذ منالطّبيعة أبجديّة أشكاله، بكثير من الإخلاص، بنفسيّة مرهفة الشّعور، واضحة النّظر،و بتأنّ و إحساسو ذكاء، بحيث ربط فنّه بمظاهر الأشياء، لينطلق منها بشكل تدريجي،توصّلا إلى تجسيد قدرتها في التّعبير، عن تجاربه الفنّيّة في يوميات حياته... والتي هي واقعيّة، بنسق وصفيّ، تروي حكاية الإنسان في صوره، بميل طبيعيّ، لشعورالرّومنطيقيّة، التي تجسّد في مضامينها، رعشات العاطفة الإنسانيّة النّبيلة... بتنميقفنّيّ للشّكل، و خطّ مدروس و لون يبتكره الفنّان ياغي من دواخله...
داهمته المنيّة في التّاسع من شهر أيّار من العام 1982 للميلاد،بعد أن قضى فترة في مستشفى الجامعة الأميركيّة ببيروت، مخلّفا ثروة فنّيّة متنوّعة،تاركا زوجة (غفران ياغي) و طفلين (زاهر و جوليانا)...
كان الفنّان الرّاحل يحي علي ياغي، وديعا لطيفا، يحبّ كلّ النّاس،على كثير من التّواضع و الطّبيعيّة، و البعد عن الكبرياء و التّعالي و التّكلّف...
__________________
حسين أحمد سليم آل الحاج يونس
hasaleem
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:04 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke