Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف > نص أدبي

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-08-2009, 12:23 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي الشِّعر حوار الأرض مع ضياءِ السَّماء

الشِّعر حوار الأرض مع ضياءِ السَّماء



يحاصرني الوقت بأنياب مخيفة ولا أخفي عليكم انني أشتاق إلى فضاءات الدردشة عبر بوَّابات المحبّة، مواضيع رحبة وحوارات ممتعة وطيّبة، لكنّي غائص عبر هذه المرحلة بالعمل والتواصل مع السيناريست (حميد عقبي) وذلك من خلال تعميق السيناريو نفسه الذي يعمل عليه، وأنا بدوري أجري مداخلات على حيثيات الرؤية التي يرسمها عبر كتابته للسيناريو والعمل ضمن هذا الإطار يأخذ وقتاً طيّباً من كلا الجانبين، وقد دخل العمل في مرحلته الثالثة في تبادل وجهات النظر وقد أنجز البوّابة الأولى والمشاهد العريضة لحيوية البناء الفنّي لكن كلّ هذا يصبُّ في المزيد من الآراء والتجلِّيات وقد لمست مساحة رشيقة من جانب السيناريست مفتوحة لتعميق الرؤية المشتركة في طريقة لملمة البناء العام لعوالم المشاهد التي يرسمها وكأنّها لوحة تشكيلية ، لهذا أرغب أن نعمّق الفضاء الذي يشتغل عليه..

من جهتي أجري مداخلات عمّا يكتبه في كلِّ صياغة لأن العمل الفني لا يمكن عبر صياغة أو صياغتين أن يصل إلى لمساته الأخيره فهذا العمل نظراً لأنه ينبثق من فضاء الشِّعر لهذا يتطلب جهداً مشتركاً لأنني أرى أنّ أي سيناريست مهما كان عميق الرؤية التخيلية لكتابة هكذا سيناريو فإنه يتطلَّب ولوج الشاعر أيضاً إلى عوالم النص الفني كسيناريو وتبقى المساحة الرحبة مفتوحة أمام السيناريست كي يضفي من عوالمه خصوصيته المتعانقة مع خيوط النص الشعري، وكلما كانت تداخلات كل من السيناريست والشاعر معمَّقة، كانت خيوط البناء الفني أبهى وأكثر خصوبة وعذوبة، وقد اِختار الجزء الأول الذي يحمل بين طيَّاته عذابات الإنسان في رحلته المترنّحة وكأنه منزلق فوق كف عفريت في هذا الزمن المكثَّف بالغبار، غبار لا يخطر على بال! ..

اِندهش الكثير من الأصدقاء والكتَّاب والشعراء من موضوع كتابة نصّ شعري كسيناريو لفيلم سينمائي، من جهتي تقبَّلت الأمر بفرحٍ وثقة مفتوحة بعيداً عن لجّة الإندهاش لأنني عندما كتبت نصّي، أنشودة الحياة، وضعت بالإعتبار أن أنسجه كسيناريو لأفلام عديدة أو لمسلسل تلفزيوني طويل بحيث يغطي أكثر من ثلاثين حلقة مكثّفة، لأنني اشتغل على هذا النصّ بطريقة هادئة وخارجة عن كلاسيكيات النص الشعري والروائي معاً، حيث أنني أودُّ أن أعكس رؤية فنِّية إبداعية غير مطروقة على الساحة الشعرية سواء في عالم الشرق أو الغرب! قد يندهش المتلقّي ويعتبرني جامحا نحو عوالم ـ غرورية ـ لكن وبعيداً عن هذه الرؤية الغروريّة التي يظنّها البعض، وبكل ثقة أقول أن النص، من حيث رشاقته أشبه ما يكون لوحة تشكيلية مفتوحة على فضاء الروح والحياة، واضعاً بالإعتبار أن أقطف توهجات شوقي المنبعثة من ولادة الكائن الحيّ مروراً بمحطات عمره مركّزاً على الجوانب العشقية وإشتعالات أجنحة الإنسان في هذا الزمن الأحمق، غير مهتم بما يقوله النقاد أو الكتاب أوالشعراء أو القراء، لا يهمّني الآخر إطلاقاً، خاصة إذا كان رأيه منافياً أو معارضاً لتطلُّعاتي لأن ـ البرنامج ـ الذي وضعته نبع من وحي إشتعالاتي الحارقة في وضح النهار وإنبثق من أعماق الحلم، حلمي في الحياة، مع انّي لا أحلم كثيراً، ولست إنسانا حلميّاً، لكن مع هذا تجدني أهرب من وقائع الحزن العميق وأعبر تجاعيد حلمي كي أفرش فوقه حبقي وشهقة العشق، كلّ هذا من أجل أن أخلق لنفسي عالماً أجمل من الواقع المزنّر بالشوك، عالماً منبعثاً من جموح الرُّوح نحو خميلة التطهُّر والإشتعال، أريد أن أحوّل جموح خيالي إلى عالماً مسكوناً بالشعر، فلا أجد سوى الكلمة أرشرشها فوق قبَّة الصباح ثم أنثرها مثل رذاذات العشق فوق بيادر شوقي وحنيني إلى معابر الصبا وإلى أزقَّتي الطينية وإلى الكروم التي إبتلعها الغجر، غجر هذا الزمان، كم أحن إلى عوالمي الغجرية!

شبّه مرة أحد الكتاب أحد نصوصي القصصية الجامحة نحو لغة الشعر، بأنها تحمل لغة غجريّة، ففرحت كثيراً وعندما حاورته، قال لي أنه يعتبر لغتي الغجرية ميزة، وربما يفهم البعض أن اللغة الفنية الغجرية هي لغة الغجر، لا يا صديقي ليس للغجر بالمفهوم التقليدي علاقة لهذه العوالم اللغوية، بل العفوية وجموح وهج البناء في فضاءات رحبة يجعلكِ تشعر وكأنّك ترسم عوالم غجرية بازخة، آهٍ إنّي أرى رماداً متفشّياً في عيون غالبية البشر، خلخلة واضحة في أخلاقيات قرون من الزمان، أتساءل بشراسة، الإنسان إلى أين؟ تساؤلات مفتوحة على اِمتداد مساحات الحلم، حلم مهيض الأجنحة، أكتب النصّ، بطريقة غير مبرمجة، غير محددة، غير ممنهجة وغير مرتبطة مع أجزاء ومتون النص، ثم آتي وألملم الأجزاء المتناثرة مثل أعشاب البرّية وأبنيها بطريقة فنية!

تذهلني طريقة لململتها، وأحياناً أشعربحيرة لذيذة في كيفية معانقتها لوشائج عوالم النصّ، بعد أن كنتُ قد إلتقطت فضاءات المقاطع الطويلة بعيدة عن عوالم خيوط النص، وهذا ما يعطي غرائبية الربط والبناء وعندما يقرأ قارئ ما، جزءاً ما، أقوده إلى عوالم مفتوحة أشبه ما تكون بعوالم يسكنها الجان ويتوه وكأنه يعبر برية الروح كي يصل إلى أعماق دكنة الليل، ولا أنسى أبداً أن أستخدم فضاءات مريحة للخيال، خيال المتلقِّي من جهي وخيالي أيضاً لأنّي أريد أن أشارك المتلقِّي فرحه وعشقه وغضبه وشوقه وجموحه وغرائبيته لأن النصّ ينبع من رذاذات حلمي وحلمي هو جزء من حلم إنسان .. والقارئ أي قارئ هو إنسان فأنا بالتالي أفرش أحلام المتلقي فوق بيادر النص، إلى درجة أن هذا النص أشعر وكأنه خلايا روحي المنبعثة من وهج الحلم قبل أن آتي إلى هذا الزمان فلا أريد نسيجاً تقليدياً ، يستهويني أن أحلق في فضاءات أشبه ما تكون بفضاءات أسطورية مع أنّي لا أعتمد إطلاقاً على أساطير قرأتها ولا عن كتب قرأتها ولا عن خيال مبدع ما آخر، أعتمد على عفويَّتي الجامحة وتجربتي وخيالي وشراهتي الشعريّة المفتوحة على جبهة الشَّفق، أشعر أن هناك غليان غير عادي يتغلغل في أعماقي ولا يمكن أن يجد ركوناً إلا عبر إندلاق شلالات عوالم الشِّعر الذي أكتبه، فلم أنجز النصّ بعد، ولا يمكن أن أنجزه بالطريقة التي أحلم بها، سأظل أكتب النصّ إلى أن تعبر روحي غمائمَ الليل وتغفو فوق وجنة السَّماء ثمّ سيأتي من بعدي من يكمل المشوار أو يستوحي من عوالمي عالماً مكمِّلاً لهذه العوالم ،فأنا ما أزال في بداياته، أنجزت عشرة أجزاء ( 1000 صفحة من القطع المتوسّط )، من أنشودتي، التي أطلقت عليها أنشودة الحياة، نصّ مفتوح، لأن الأنشودة تنبع من الحياة ـ حياتي وحياة الإنسان.

يزعجني جدّاً أن أرى الكون يغرق في دماء لا تخطر على بال وأرى الإنسان يتحوّل إلى وحش كاسر إلى درجة أشعر بنوع من القرف من شراهة الإنسان ونزوعه نحو عوالم الشرّ بطريقة مقيته وأخجل أحياناً من نفسي لأني مندلق من عوالم إنسان، لهذا أريد أن أحرق أجنحتي بحبق الشعر كي أتطهّر من السُّموم العالقة بين أجنحتي عبر معارج محطَّات وترَّهات الحياة، سياسات هبلاء مقعّرة تغلّف صدر الصباح، حبّ مجوّف يهيمن على قبلة العشاق، ضباب مغبرّ يتغلغل إلى صدر النسيم، أين أنت ياصديقتي كي أطبع على وجنة الرُّوح قبلة من نكهة الياسمين؟ كم أرغب أن يعيد الإنسان النظر في حساباته، لعل وعسى يجد الشوائب العالقة بين أجنحته، لماذا لا نعبر لجين العشق ونعبر لجين الشِّعر ونزرع زهوراً من نكهة البيلسان؟ القصيدة التي أشتغل عليها، هي صديقتي الأوحد، هي عشيقتي الأزلية، هي روحي التي أتنفَّس بها، هي كينونتي، هي وجعي المفتوح على جبين القمر، لا أظن أنني أستطيع منها فكاكاً، عبرت أعماقي وغدت جزءاً من شهقتي ووجنتي وقبلتي، عناقي وحلمي المتناثر فوق هدوء الليل!


صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 17-08-2009 الساعة 12:43 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:27 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke