Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > مثبت* خاص أشعار فؤاد زاديكه القسم الأول

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-06-2006, 07:44 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,820
افتراضي لأنهم رجال ذكور شعر: فؤاد زاديكه

لأنهم رجال ذكور!!!
ألقتْ برأسها فوق مخدة صدري
لتستريح من عبء نهار
محمّل بهموم شمس الحياة اللاهبة
وما أن استرختْ
حتى استرسلتْ في نوم عميق
حلّقت معه في أفق أحلام طفولتها
تلك الأحلام التي اغتصبها منها الأوغاد
فأحسّتْ بدموع حزنها
تنهمر على صدري
تحرقه لشدة تألمها
فتبللّت مخدة صدري
وعلمت أنها عادت
لتجترّ أحلامها المزعجة من جديد
لقد عادت مائة عام إلى الوراء...
لتستنزف دماء ذكريات
قاهرة ... موجعة ... مضنية
أغرقت ماضيها ببركة دم
سوداء قاتمة.
كرهتها... وكرهتْها أيضاً
لكثرة ما روت لي عن مآسيها
وما حكت عن آمالها التي انتزعت منها.
عن خدودها التي نزعوا عنها حمرتها الطبيعيّة
وحاولوا تزييفها بألوان حمرة مألوفة ورخيصة.
عن براعم شبابها الذي لم يتركوه
يتفتّح طبيعيّا...
أدخلوها إلى معبد شهواتهم
إلى زاوية مجهولة من ماضيهم
لم تكنْ معها لتدرك
أنه مصيرها المحتوم
الذي سيكتبه قدر غاشم
أراد لها أن تنهزم
اغتالوا من عالمها كلّ شيء جميل
طفولتها ... شقاوتها البريئة
المخبأة خلف أكوام أحلامها البسيطة.
لهوها مع صديقات الأمس
اللواتي كنّ يلهين معها
على مقربة من تلك الساقية الجميلة
التي شهدت مسرح ضياع أنوثتها
وهروب مستقبلها بعيداً عنها
في واقع مريض سيحكم عليها بالموت قهرا
ويجرّمها بجرم الضعف
وهي التي لا يمنحها السادة
أسباب قوة تستند إليها
في مواجهة تحديات حياتها!
فوق تلك الرابية انسلخت عن جمالها
تشرّب العفن جسدها
كانت تلاحق الفراشات الحمراء
والصفراء والزرقاء
وهي تحلّق في الفضاء غير بعيدة عنها
تريد في محاولات يائسة أن تقتص إحداها
لتستمتع بطيب الحديث معها
لتتأمل جمال خلق الله
لتحسّ بالراحة والسعادة والانتصار.
كانت تحلم أن تنعم بالهدوء
أن تشتنشق هواء الراحة والأمان.
لقد قتلوا طفولتها
وأحسست بدفء دموعها يزداد لهيباً
لحظة بعد أخرى.
أردتُ إيقاظها
لأوقف نزيف دموعها المتفّق
لكنّي فكّرتُ ...
لو أنها استطاعت أن تنزف كل الماضي ...
بجميع أوجاعه ...
بكلّ ذكرياته ...
بمختلف أهوائه وشخصياته
ربما كان أفضل لها
لعلها بهذا تلقي عن كاهلها
عبء جرم لا ذنب لها فيه
وقد تلبّسها زورا وبهتاناً
قد تخلد إلى بعض الهدوء والسكينة
عندما تقوم بتفريغ شحنة حزنها!
إن ولوجها سطينة النسيان
قد يجعلها تبدأ يوماً جديداً.
تركتها إلى أن توقّف اندفاق الدموع من عينيها
وإلى أن انقطعت عن الاسترسال.
فخلتُ أنها استنزفت
كل ماضيها
وألقت عن كاهلها
جبال غم ثقيلة.
فهمتُ أن فهمها
أن خيبتها لم تمح عنها العار
بل هي تركت على وجنة براءتها
علامة فارقة يشار إليها بالإصبع ...
بإصبع الاتهام المجنون
وغير المسئول ولا المنطقيّ!
قذفت بلجة الماضي
لكنها سقطت في هوة عميقة القرار
لم تتمكن من الخروج منها
لم تعنها كل المساعدات...
لم تحرز النصر ...
لم تستيقظ على نغمات أمل مورق
بل هي غرقت في عمق أحزانها
ضاعت بين شرود أفكارها وتشرّد ذاتها
أغلقت صفاء أيامها على بؤس مقرف
كان الإعصار رهيباً
ونجا الغزاة
لأن الحكم بيدهم ولهم ...
لأنهم الأقوى ...
لأنهم الأشرف ...
لأنهم فوق القانون ...
لأنهم رجال ذكور!!!!!
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-06-2006, 08:47 PM
الصورة الرمزية joumana
joumana joumana غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 2,755
افتراضي

تسلام يا أبن عمي على هذا الشعر الجميل لأنك تعطي حق الأنسان بشعرك الرائع
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-06-2006, 09:50 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,820
افتراضي

شكرا أيتها الغالية على طيب كلماتك وروعة مشاعرك وسلمت من كل أذى يا حبيبتي جومانة.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:00 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke