Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-10-2007, 12:18 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي سركون بولص من نكهةِ المطر ـ نص مفتوح

سركون بولص من نكهةِ المطر

نصّ مفتوح

إهداء: إلى روح الشَّاعر الرَّاحل سركون بولص



تعبرُ صحارى الرُّوحِ


بحثاً عن بخورِ الشِّعرِ


عن تلألؤاتِ شهوةِ الحرفِ


لترسمَ أمواجَ حزنٍ


حنينَ حبِّ


فوقَ مرافئِ العمرِ



تنمو في أزقَّةٍ مكسوَّةٍ بالطينِ


حيثُ سِفرُ الكلمات


منقوشة على رُقيماتِ حفيفِ الجمرِ



وجهٌ مكحّل ببخورِ التجلِّي


بحثاً عن أقنومِ الشِّعرِ


بحثاً عن طهارةِ الكلمة


عندَ ابتسامةِ الفجرِ



تعبرُ حُلُمَاً منبعثاً


من حنايا القلبِ


يتناثرُ حبَّاً على امتدادِ القارَّاتِ


لا تعبأ إلا بحدائقِ الشِّعرِ



كم مرّة حلمْتَ


بتصدُّعِ أركانِ الصَّولجانِ


بانهزامِ طغاةِ الكونِ


من سطوةِ القلمِ



كم مرّة ابتسمْتَ فرحاً


بتهاوي تيجانِِ الصَّنمِ


بانتصارِ القصيدة


على برابرةِ العصرِ


على جلاوزةِ هذا الزَّمان



كم مرة انتعشْتَ


من بلاسمِ الشِّعرِ


من حفيفِ الحرفِ


وهو يغفو فوقَ منارةِ العشقِ


كم مرة رسمْتَ القصائد


على وجنةِ الشَّمسِ


قبلَ أن تغفو عيناكَ فوقَ وسائدِ الغربةِ



يا صديقَ الشِّعرِ والشُّعراءِ


تشبهُ غيمة حبلى بزغاريدِ المحبَّة


وردةٌ هائمة في انبعاثِ الشَّذى



تكتبُ على أجنحةِ الفراشاتِ


شوقُ الأمِّ إلى هدهداتِ الطُّفولةِ


كم تبلَّلتْ مآقيكَ كلَّما جنٌّ بكَ الحنين


إلى أزقَّةِ الحبّانية


متسائلاً


هل يكفي ما تبقّى من العمرِ


كي أنسجَ قصيدةً


من لونِ الحصادِ


حصادُ الشِّعرِ


من أبهى أنواعِ الحصادِِ



تعبرُ صحارى الرُّوحِ


بحثاً عن دماءِ خمائلِ الشِّعرِ


عن صفوةِ الحرفِ



سركون بولص


من لونِ شموخِ السَّنابلِ


كم من التشرُّدِ


كم من الانشراخِ


في جبهةِ الرُّوحِ


حتّى تبرعمتْ أغصانُ القصائد!



لم تعبأ من ضجرِ الغربةِ


ولا من أنينِ العزلةِ



وحدُهُ الشِّعرُ يناغي ظلالَ الرُّوحِ


وحدُهُ الشِّعرُ ينامُ بينَ خفايا الحُلُمِ


وحدُهُ الشِّعرُ يسترخي


فوقَ قبابِ العمرِ



يا صديقَ الحرفِ


يا لون الضُّحى في صباحِ العيدِ


كم من الأعيادِ


وأنتَ تنتظرُ لقاءَ الأهلِ


لقاء الأمِّ


لقاء الأصدقاءِ


لقاء بغداد


تهمسُ لبواطِنِكَ الغارقةِ في الأوجاعِ


بغداد آهٍ يا بغداد


عفَّروا وجهكِ الغزاة


تناجي كَلكَامش


فيرفع رأسه حاملاً نبتةَ الشِّعرِ


أَهذا كل ما تبقَّى


من مفازاتِ الخلاصِ؟!


خلاصُنا من قراصنةِِ العصرِ


خلاصُنا من طغاةِ اللَّيلِ والنَّهارِ



رهانُكَ دائماً كانَ على الشِّعرِ


عبورٌ إلى أقصى أقاصي البحرِ


بحثاً عن مجاهيلِ أرخبيلاتِ الحرفِ


رحلةٌ متعرِّشة بأغصانِ التجلّي



وجهٌ مُحْتَفَى بالحنطةِ


بهلالات التُّرحالِ


هل وصلْتَ إلى "مدينةِ أين"


أيُّها المسافر في بخورِ المدائنِ؟!


يا صديقَ المدائنِ


لا بدَّ أن نحطَّ الرحالَ في "أينِكَ" يوماً


في مُدُنِكَ المطرَّزة برائحةِ العشبِ


في مجاهيلِ القصائدِ



تعبرُ مجرَّاتِ الرُّوحِ


بحثاً عن حنينِ العراقِ


بحثاً عن الأمَّهاتِ اللائي بكينَ


منذ أولى الولاداتِ


حتى آخرِ حشرجةٍ


من حشرجاتِ المماتِ!



كم مرة سألتُ عنكَ صموئيل شمعون


أَما كانت تطنّ أذنيك


طنينَ الشَّوقِ


أيُّها المعجون بشجونِ العناقِ؟!



كم مرّة حمّلتُ صموئيل شمعون عناقيدَ السَّلامِ


هل قرأتَ نصّي


"السَّلامُ أعمق من البحارِ"؟!


هل توغّلْتَ ولو قليلاً


في ضفافِ السَّلامِ ـ سلامي؟!


لم أنسَ عندما قال لي يوماً صموئيل شمعون


طلبتُ من سركون أن يقرأ قصيدتك


"الإنسان ـ الأرض جنون الصولجان"،


قرأ سركون أوجاعَ الحرفِ


بحثاً عن رعونةِ أصحابِ الصولجانِ


هادئٌ في غورِ العبورِ


طويلُ الصَّبرِ


حاملاً فوقَ جبينهِ مفتاحَ السَّخاءِ



يا لهُ من نفسٍ طويل!


ضحكَ صموئيل قائلاً


هذا يا سركون القسم الأول


من اهتياجِ الشعرِ عندَ صبري


ردّاً على جنونِ الصَّولجانِ



ضحك سركون


الله يستر يا صامو من القسم الثاني!



سركون آهٍ يا سركون


لو تعلم


كم كنتُ أتوقُ إلى لململتِكَ


بين كياني الصَّغيرِ


أضمُّ نقاءَ الشِّعرِ



كم كنتُ أتمنّى


أن يصطحبكَ يوماً صموئيل


إلى سماءِ ستوكهولم


محقِّقاً لي مفاجأةَ المفاجآتِ


فلم يفعلها صموئيل


معذورٌ يا صديقي


غائصٌ في حبِّكَ


في نشرِ الجمالِ في كيكا


غائصٌ في امتطاءِ البحرِ والسَّماءِ!



ألومٌ نفسي ملامةَ الملاماتِ


لماذا تلكَّأتَ يا صبري


ولم تبحث عن وسيلةٍ للعبورِ


إلى أبهى قلاعِ الشِّعرِ


إلى سركون وهو ينثرُ حنينه


فوقَ مجامرِ القلبِ؟!


ينثرُ حرفه للنوارسِ المهاجرة


ماشياً على ضفافِ غربةِ الرُّوحِ


زارعاً في وجنةِ الضُّحى بريقَ الشِّعرِ



آهٍ ..


رحلتَ دونَ أن أسمعَ صوتكَ المندّى


ببهجةِ القصائدِ


رحلتَ دون أن أعانقك عناقاً عميقاً



يا قلبي


أخائنٌ أنا في حقِّ القصيدةِ


أم أنني تائهٌ في صدِّ لظى الغدرِ


غدرُ هذا الزَّمان


غدرٌ مبهرج بالفقاقيعِ


بكلِّ أنواعِ الهزائمِ



وحدُهُ الشِّعرُ يطهِّرنُا


من طيشِ الطُّغاةِ


من تفاقمِ رعونةِ الصَّولجانِ!



سركون بولص


صديقُ القلوبِ المكلومة


صديقُ الثَّكالى


صديقُ الغربةِ


صديقُ صموئيل شمعون


آشوريان مجنّحان بأكسيرِ الشِّعرِ والسردِ



سركون بولص


قصيدةٌ مندلقةٌ


من ليالٍ مرصرصةٍ بالبكاءِ


ريشةُ فنان مذهّبة بكنوزِ البحرِ



كتبَ فوقَ وجنةِ المدائنِ


ما تبقّى من فرارِ الحلمِ


ما تناهى إلى مسامعه


من طنينِ حنينِ الأمِّ


في طبلةِ الأذنِ!



عاشَ مسكوناً بهواجسِ الشِّعرِ


شاعراً ممهوراً بحبَّاتِ القمحِ


إنساناً مهفهفاً بنكهةِ النَّدى



نامَ بينَ أحلامِ المدائنِ


بحثاً عن مدينته المستنبتة


بأزاهيرِ الشِّعرِ



تمزّقتْ رئتاه


من خلخلاتِ أجنحة العراقِ


من تهدُّم جبينِ العراقِ


من جنونِ آخر زمان


من تهدُّلِ خاصرةِ بابل


من أوجاعِ نينوى


من أنينِ الحنينِ إلى كركوكَ


من انشراخِ بغدادَ


من تفشّي زوابعَ الوباءِ


من الورمِ المتطايرِ


في أقصى أقاصي السَّماءِ


من بكاءِ الكربلاءِ!



سركون بولص


وردة ملفّحة حولَ خدودِ الطُّفولةِ


أنشودةٌ غافية


تحتَ أزاهير دوَّارِ الشَّمسِ


رسالةُ طفولة مغموسة بترابِ الحبّانية


قصيدة متهاطلة عشقاً


فوقَ بيوتِ كركوك الطِّينية



حرفٌ مترعٌ بنبيذِ الكرومِ


يشبهُ قيثارةَ عاشقٍ


لونُ الغسقِ في أوجِ الوفاقِ


تساؤلاتُ القمرِ


في أقصى حالاتِ المحاقِ!



سركون بولص


بئرُ حزنٍ مندَّى


بنصاعةِ الثلجِ


رحلَ سريعاً


قبلَ أن أحقِّقَ معهُ حواراً


عن أسرارِ العشقِ


عشقُ الشِّعرِ


عشقُ الكتابةِ


عشقُ العراقِ!



رحلَ تاركاً خلفه حبَّاً


على رحابة القارَّاتِ


شعراً مندلقاَ من شهيقِ البحرِ


وجعاً من دكنةِ اللَّيلِ


رحلَ على أملِ الوصولِ


إلى مدينة أين؟!!!



مدينةُ الشِّعرِ


مدينةُ العزاءِ


مدينةٌ مسترخية


فوقَ مرامي البهاءِ!



من الحبَّانية إلى بيروتَ


إلى تلالِ غربةِ الرُّوحِ


كتبْتَ على مدى محطَّاتِ الرَّحيلِ


حرفاً من أغوارِ الينابيعِ



سركون بولص


طائرٌ من لونِ الغمامِ


من نكهةِ المطرِ


من نصاعةِ النَّسيمِ الهاربِ


من قسوةِ الأيامِ



سركون طائرُ الفينيقِ


ينهضُ باكراً


كي يوشِّحَ صدرَ القصيدةِ


بأنينِ الأمَّهاتِ


كي يمسحَ دموعَ حزنٍ


خرَّتْ أسىً فوقَ تخومِ بلادِ آشور


يمسحُ دموعاً ساخنة


خرّتْ فوقَ بلادِ الحضاراتِ


فوقَ بلادٍ مسترخية


على حدائقِ بابل


على كنوزِ الشِّعرِ



كم من البلادِ


كم من الحنينِ


كم من البوحِ والبكاءِ


كم من التُّرحالِ


حتى تلألأ الشِّعرُ


فوقَ شهقةِ الرُّوحِ!!!


... .... ... ... ... يُتْبَع!



ستوكهولم: تشرين الأول (اكتوبر) 2007
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com
www.sabriyousef.com

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 26-10-2007 الساعة 12:25 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-10-2007, 01:31 PM
الصورة الرمزية georgette
georgette georgette غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
الدولة: swizerland
المشاركات: 12,479
افتراضي

اهلا بعودتك يا غالينا وشاعرنا المحبوب صبري اشتقنا لعطاءاتك وروائعك


قصيدة جميلة عبرت فيها عن آلام بغداد الذبيحة وعن سركون شاعر لم تعطيه الحياة حقه فيها وحرمه الانسان من البحث عنه
سلمت يداك يا استاذي القدير واخي الغالي صبري فقد ابدعت وتفننت


محبتي











__________________
بشيم آبو و آبرو روحو حايو قاديشو حا دالوهو شاريرو آمين
im Namen des Vaters
und des Sohnes
und des Heiligengeistes amen
بسم الآب والأبن والروح القدس إله واحد آمين

التعديل الأخير تم بواسطة georgette ; 28-10-2007 الساعة 12:47 AM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26-10-2007, 11:46 PM
SamiraZadieke SamiraZadieke غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 8,828
افتراضي

قصيدتك رائعة أخ صبري
بارك الرب جهودك وعطاءك المتميز وقد
أبحرت ببوح الحرف فأبى أن يسطر إلا مااستحقه شاعر بغداد الجريح
لك كل المحبة والتقدير أخ صبري وقد اشتقنا لك كثيرا
وقد وعدتنا بزيارة أين هو الوعد ؟؟؟؟
تعال لنقتطف بعض ماجاء في قصيدتك الجميلة برثاء الكاتب والشاعر الكبير رحمة الله عليه
سركون بولص هذه الأبيات
سركون بولص



وردة ملفّحة حولَ خدودِ الطُّفولةِ



أنشودةٌ غافية



تحتَ أزاهير دوَّارِ الشَّمسِ



رسالةُ طفولة مغموسة بترابِ الحبّانية



قصيدة متهاطلة عشقاً



فوقَ بيوتِ كركوك الطِّينية




حرفٌ مترعٌ بنبيذِ الكرومِ



يشبهُ قيثارةَ عاشقٍ



لونُ الغسقِ في أوجِ الوفاقِ
ألف شكر أخي صبري أبدعت !!!
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg أˆأ›أڈأ‡أڈ.jpg‏ (47.0 كيلوبايت, المشاهدات 14)

التعديل الأخير تم بواسطة SamiraZadieke ; 27-10-2007 الساعة 12:07 AM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26-10-2007, 11:53 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,820
افتراضي

نصٌّ مفتوحٌ على جرحٍ نازف للشعر و الأدب في هذه الأيام بغياب بلبل فريد عن ساحاتها حيث أبدع إنشادا. الراحل الكبير سركون بولص شكرا لك يا عزيزي صبري نص جميل. و أرجو أن تقرأ نصي الذي كتبته عن الفقيد الراحل بعنوان"سركون بولص زغردة روح"
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27-10-2007, 12:37 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

عزيزتي الغالية جورجيت

تحية

مرورك شفيف

هناك كلمتين تم نقلهما من قبلك خطأ في سياق اخراجك

أنين كتبتينها أنتن

بين كتبتينها بتن

حبذا لو تصححي الكلمتين مع خالص المودة

كما يستحسن نشر صور تناسب الحنين إلى الحبانية والعراق والتشرد والشعر والشعراء مع تخفيف من طراوة حاوة !!!

مع خالص المودة
صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27-10-2007, 12:41 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

العزيزة سميرة أم نبيل

تحية

نعم وعدتكم أنني يوماً ما سآتي إلى طرفكم، لكن متى : نبي كيك لا يعلم، حتى أنا نفسي لا أعلم!

شكراً لمروركِ الشفيف يا عزيزتي

كل المودة والاحترام
صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27-10-2007, 01:06 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

الصديق العزيز فؤاد أبو نبيل

تحية
شكراً لمروركَ الجميل يا صديقي ..

كنتُ قد قرأت قصيدتكَ وعدتُ وقرأتها ثانيةً ..

نادراً ما أردُّ في المواقع والمنتديات لضيق الوقت ولكثرة الأصدقاء والصديقات وقراءتي ومتابعاتي الكثيفة في الشبكة!
لهذا اعذروني على عدم الرد فأنتم في القلب!

هناك مشكلة كنتُ أعاني منها وما أزال وسأبقى على الأرجح وهي أنني استرسل طويلاً في الردود والتعقيبات، وهذا يأخذ مني وقتاً طويلا، لهذا أتجنب ما أمكن هذه التعقيبات، وأراها كأنها فخاخ لي، لكنها فخاخ لذيذة على أية حال، لأنني أغوص أحياناً في عوالم سردية طويلة في سياق ردي، ولا أخفي عليكم أن نسبة كبيرة من نصوصي كتبتها في سياق ردودي وتعقيباتي لأنني كنتُ بعد مراجعتها وقراءتها كقارئ، كنت أجدها نصوصاً جاهزة للقصص والشعر والمقالات لهذا كنتُ أنقلها إلى آرشيفي وأصيغ منها قصصاً وأشعاراً وفي هذا فائدة كبيرة! لكن مع هذا أجدني أتجنب هذا العبور اللذيذ لأنني غائص في لذائذ كتابية أخرى فخَّختها لي عن عمد هاهاهاهاها!

مثلاً في سياق أحد ردودي عليك تحدثت عن السليقة وبعد فترة اكتشفت أن النص ـ التعقيب يصلح لقصة قصيرة فنقلت التعقيب وحوَّلته إلى قصة قصيرة أغلب الظن أنني لم انشرها بعد!

هناك ترتيبات يا صديقي لاصدار عشرة أجزاء من أنشودة الحياة في المستقبل القريب، ألف صفحة من القطع المتوسط في مجلد واحد لهذا أحاول جاهداً لتبويب هذا العمل لأنه يحتاج إلى جهود مضنية في الصياغات الأخيرة وفي اختيار ما هو مناسب لهذا الاصدار، حتى الآن لم أحدد الدار التي سأنشر فيها العمل لكني أخطط لهذا الأمر بهدوء!

أبو نبيل
هناك فكرة تراودني أحياناً وهي الابتعاد كلياً عن التواصل مع الآخر والتفرغ كلياً للكتابة والرسم وتغيير عنواني وسكني والابتعاد عن عوالم التواصل لأتمكن من انجاز ما في جعبتي من مشاريع حول الأدب والرسم والإبداع، لكني غير قادر على تطبيق هذه الرؤى الحالمة لأنني انسان اجتماعي وأحب الحياة والناس والموسيقى والرقص والبشر هم زادي الوحيد في الكتابة!

مع خالص المودّة
صبري يوسف ـ ستوكهولم



رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27-10-2007, 01:27 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

تعليقان على “سركون بولص من نكهةِ المطر”
  1. سهيلة بورزق: 27 أكتوبر 2007 في الساعة 9:07 ص
الأستاذ صبري ،
هل أعزيك في سركون ؟
أم أعزّي الفرح في طيش الحزن ؟
لما تهشمت مرآة الحزن …الآن …الآن … الآن
كنت رفيقة الحزن منذ دميتي
الآن شاخت مراكبه ، وصار القلب مطمئنا له
قصيدتك الماء ، البلسم الماطر كأمسية عشق بين أحضان الدنيا
قصيدتك الرعشة الآسرة في روح سركون
بوحك الآخر لسرّ الزرقة
هنيئا للغة بك
احترامي

سهيلة بورزق
واشنطن

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

1 ـ صبري يوسف
27 أكتوبر 2007 في الساعة 12:30 م

الصديقة الطيبة سهيلة بورزق
تشبهين وداد الندى لأريج الصباح!
كتبتُ يوماً يا عزيزتي، الشعر رحلة عناقٍ مع العشب البرّي، لعل هذه الرحلة تشبه رحلة شاعرنا الراحل سركون بولص ورحلتنا في دنيا من رماد!
فهناك دافع لا أعلم مصدره يدفعني أن أقدِّم لكِ هذا النص لعلك تبلِّلي غربتكِ بوشاح الحنين!
……………………….

الشِّعر رحلةُ عناقٍ مع العشب البرّي
الشِّعر صديق غربتي الفسيحة، وهجٌ منبعثٌ من نداوة الروح، بحيرة حنان آمنة على مرّ الأيام والشهور والسنين، براعم مزنّرة فوق قبابِ الحلم، وحده الشعر قادر على السباحة عبر السديم، عبر العواصف، عبر النسيم العليل، الشعر صديق البلابل والزهور البرّية، صديق عاشقة من ضوء منبعثة من زرقة السماء، الشعر وحبق العشق توأمان، الشعر أسبق من اللغة، صديق منصهر بخبايا اللغة، وسيبقى بعد رحيل اللغة لأنه ينبع من خصوبة الحياة، هو الحياة بعينها! ..
يمنح الشاعر الحياة رحيق عمره، راغباً أن يزيّن وجه الضحى بالياسمين، يحاول دائماً أن يغسل عذابات الطفولة بدموع القصائد المتناثرة من خاصرة السماء، يمسح أحزان الكهول، عابراً مخابئ الهموم ليلملم أنيناً مندلقاً من ضجر الأيام ويبدّده بين تلافيف الريح، يمسك محبرته متحدِّياً اعوجاجات هذا الزمان، محاولاً إعادة صياغات البسمة على وجنة الليل، دائما في عراكٍ مع ذاته المندلعة بنيران طغاة هذا العالم، وحده الشعر يمنح نشوة ولادات القصائد، يحلّق عالياً كنسرٍ قويّ الجناحين، مرفرفاً في قبّة السماء، يعانق نجمةً متلألئة كلون الفرح!
الشعر هو بوّابة خصبة، غنيّة أبهى من اخضرار الربيع، الشعر ترتيلةُ حبٍّ تنشدها فيروز، إيقاع متصالب مع بهجة الطبيعة، وتغريد البلابل في عزّ الربيع، الشعر حلمٌ منعش مفتوح على أغصانِ العاشقة، سديمٌ معطَّر بالبخور، قنديلٌ مصهور من خلاصة العسل البرّي، يضيء برزخ الروح، الشعر حركةُ باشق محلّق فوق خمائلِ النجوم، صلاةُ ناسكٍ منعزلٍ في كهفٍ طافحٍ بالانتعاش، عطشٌ أزليّ لا يروي ظمأ القلب ..الشعر يزيدُ جموح العاشقة توقاً لإرواء غليل الحنين إلى شهوة الارتقاء! .. الشعر حالة قلقٍ متشظية من زخّات المطر.. هاطلة من عيون السحاب على غبطةِ المكان! .. هاجسُ وردة معطّرة بالطلِّ .. تريدُ أن تباركَ خصوبة الأرض!
الشعر صديق راقصات الباليه وحبق موسيقى البحر المنبعثة من هسيس كائنات مشتعلة بالشوق على إيقاعات هداهد العشق! .. الشعر لغة مفهرسة بعذوبة السماء، بنكهة النعناع المنثور حول قبّة المحبّة، حالة انتعاشٍ نحو الأعالي .. لمعانقة نقاوة عبق الليل، الشعر نداء وردة محشورة بين أنياب الضواري، تريدُ الخلاص من خشونة الرياح! .. مغامرة عاشقٍ للغوص في أعماقِ البحار، لإنتشال عاشقة من لونِ المحار! .. الشعر صديق وحدتي .. حالة انتشاءٍ في دنيا من ضجر!
الشعر كائنٌ بريء لأنّه يولد من رحاب الطفولة، صديق الكائنات كلَّ الكائنات، ..يتداخل مع خيوط العمر من أجل أن يمنح القلب خصوبة الحياة، ومضة فرحٍ فوق قبّة الأحزان، بركةٌ هاطلة من خدود الشمس، صديق روحي المتدفّقة فوق أغصان الصباح! .. رحيق الميلاد .. غابة خضراء تحطّ كالنسيم على أكتاف الطفولة، الشعر واحة مرحِّبة بأنين القلوب المكلومة .. لتبلسم جراحات الليل والنهار، يتعانق الشعر مع جموحِ العقل والروح وبهجة الإنتشاء!.. الشعر توأم الروح .. جمرة مشتعلة في حدائق الأحلام لتضيء بهجة العمر على أنغام اخضرار أنشودة الحياة!
لا أظنُّ يا صديقتي أنَّكِ تهربين من الشعرِ، ولا أظنُّ أنَّ الشعرَ يهرب منكِ أو إليكِ ، أنتِ والشعر يا عزيزتي صديقان متعانقان إلى حدِّ الاسراف، تتوهين أحياناً عن فراديس الشعر، عابرةً أحزان الروح، ململمةً جراحات الأيام والشهور والسنين، لا تصدِّقينَ أنّكِ أنتِ التي عبرتِ محطّات عمركِ المبعثرة حزناً إلى حدِّ السبات، إلى حدِّ النوم تحت عجلات آلام هذا الزمان، ألم يخالجكِ أحياناً كثيرة أنتِ لستِ أنتِ؟! .. أنَّكِ أنَّاتٌ على خارطةٍ من بكاء! .. أن تكوني أنثى من هناك، يعني أنَّكِ مُتخمة بأحزان الصباح، متشظّية بأحزان الليل والنهار! .. أن تكوني أنثى من لون الربيع، في زمنٍ من رماد، فلا بدَّ أن يقطعوا جلاوزة العصر أوتار صوتكِ، وتسافرين عبر مدنٍ أكلتها الريح وجرفتها أعاصير الحلم في دنيا تتعانق فيها الكوابيس! .. حنجرتكِ غير متخمة بالاوجاع فقط، بل مبرعمة أيضاً بأشواكٍ لا تخطر على بال، مبرعمة بأنهارٍ من الحنظل! ..
نتصافح فوق أجنحة الغربة والمسافات، فوق أجنحة النسيم، فوق أجنحة الحياة، فوق أعاصير المحبّة، فوق دياجير الشوق إلى روحٍ تتلظّى من غدر هذا الزمان! .. إلى أصابعٍ مرتعشة وهي تخطُّ أحرفاً من بكاء، من دموع الأطفال والنساء والأشجار! .. أشجارنا تبكي يا صديقتي، وروحي هائمة شوقاً إلى أنشودة الحياة، غائصٌ الآن في كتابة نصٍّ مفتوح على فضاء الذاكرة المتصالبة مع غربة الإنسان مع أخيه الإنسان في هذا الزمن الأحمق! .. نصٌّ مندلقٌ من خاصرة الروح، جرفني معه في وهادٍ لا تخطر على بال الجنّ! آه .. يا عزيزتي، أنا القائل، “كم من الدموع حتّى هاجَت البحار!” .. قلبٌ متجذِّرٌ في دنيا من بكاء، ابن المسافات وأحزان الدنيا!
هل استيقظتِ يوماً واستنشقتِ وردةً ملء روحكِ؟ هل احتضنْتِ نجمةً وأنتِ غارقة في سماوات الحلمِ؟!.. هل عانقتِ حلماً من لون العصافير، من لون الفراشات، من لون الماء الزلال؟ .. هل أنتِ معي أم أنَّكِ شاردة، تلوذين الفرار من خفافيش الليل؟
آهٍ .. حتّى أحلامنا مهشّمة من خشونة الطوفان الهاطل على قباب القلب من كلِّ الجهات، إنّه زمن الشعر يا صديقتي، الشعر هو ملاذنا الفسيح، هو كهفٌ آمنٌ بعيدٌ عن مرمى صولجانات هذا الزمان، واحةٌ مكلّلة بالندى تبعث في أعماقنا أهزوجة الحياة، الشعر يبلسم جراحنا الغائرة، صديقنا الحنون، غابةٌ مكتنـزة بالنرجس البرّي، الشعر حكمةٌ منشطرة من ذيلِ نيزكٍ على وجه الليل، بركة هاطلة من رحيق الغمام، مطرٌ متدفِّق من رحم السماء، قبلة شمسٍ في صباحٍ باكر، الشعر رذاذات تبرٍ صافٍ، أمواجٌ مرتسمة على بسمة الطفولة، رحلة فرحٍ على أكتاف المساء!
بعد قرنٍ أو قرون سيأتي شعراء يقودوا هذا العالم، فشلت سياسات العالم، وفشلَت قيادات العالم بقيادة الكون، الشعر سيعيد صياغات هذا العالم إلى جادة الصواب، الشعر صديق النوارس والبحار، صديق الأرض والسماء، صديق الروح الجريحة، ماءٌ زلال يسقي قلوباً عطشى، الشعر بوّابةُ فرحٍ مفتوحة على أعشاب الجنّة، يتطاير من جناحيه وهج المحبّة، طفولةٌ مزنّرة بورودٍ متفتّحة حول سهول القلب، غذاء الروح، الشعر يطمس اليباس ويبدِّد المساحات القاحلة من الجسد، الشعر رحلةُ عناقٍ مع العشب البرّي ، الشعر درّةٌ ثمينة في قاع البحار، يلتقطها الشاعر بذبذبات روحه ليقدِّمها إلى عاشقة من ضوء! لا تبكَي كثيراً يا صديقتي، من هنا أرى دموعَ فرحٍ، دموعَ شوقٍ إلى حنان الليل ، إلى صديقٍ منبعث من وهَجِ الإنكسار، أرى ومضةَ عينيكِ ، بسمةَ روحكِ، أوّلَ مرّة أرى بسمة الروح، بسمةٌ متطايرة من نسيمٍ نديٍّ، بسمةٌ طافحة بالعذوبة، بسمةٌ منعشة كتغريدِ البلابل، بسمة مسربلة مع دموع الأطفال وهم يعانقون أمهاتهم قبل أن يناموا في أحضان قبلة الصباح، غاليتي لا تقولي أهرب من الشعر، انّنا يا صديقتي نهرب أحيانا من ذواتنا، لكنَّ ذواتنا المفهرسة في ينابيع الشعر تلاحقنا أينما حللنا وأينما رحلنا، تدغدغ شواطئ الينابيع ، فيهتاج حبق الشعر فنكتب بانتعاشٍ ما تمليه علينا خصوبة الروح، نرحل وتبقى نصوصنا متربِّعة على جدار الزمن كأنشودةِ الحياة ..
“صديقتي! ..
ويبقى الشوقُ إلى محيّاكِ
قصيدةً معلّقةً
بينَ أحضانِ الليل!!



صبري يوسف ـ ستوكهولم

نقلاً عن موقع دروب


http://www.doroob.com/?p=22165

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 27-10-2007 الساعة 01:30 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:33 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke