Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف > مقال

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-07-2009, 05:24 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي حنين عميق إلى بيتي العتيق!

حنين عميق إلى بيتي العتيق!


عزيزي سامي يوسف،

بلّغني أحد الأحبة عن مضمون رسالتكَ العتابية يا عزيزي، لأنني ما كنتُ قد قرأتها في خضمّ الظروف والمتابعات والهموم التي تلازمني من خلال ما حلَّ مؤخراً من أسى وأنين لديريك، ناهيك عن أنني لا أهتم كثيراً بالكتابات العابرة عبر صدر الصفحة وحتى داخل المنتديات إن لم تخصني أو تُثِر اهتمامي، لهذا لم أقرأ رسالتكِ العتابيّة أثناء نشرها، وكان من الأجدر بكَ أن تعنونها بخطاب مباشر إليّ كي تلفت إنتباهي، لأن كلمة عتاب التي حملت عنوان رسالتكَ لم تستوقفني عندما مررت على عناوين صدر الموقع الذي أتابعه بين حين وآخر، لأنَّني غائص يا عزيزي في الكثير من المواقع وهذا الموقع هو موقع حميم للتواصل مع الأحبَّة الرائعين !

أتقبل عتابكَ برحابة صدر يا عزيزي سامي، لكن يستحسن عندما ترسل إلي هكذا عتابات أنتَ وغيركَ ممن يود عتابي أو مراسلتي بأي موضوع كان، أن تكون المراسلة عبر بريدي الالكتروني كي تكون الرسائل ذات إيقاع حميمي خاص! بعيداً عن التعميم وما ينجم عنه من فضول لدى الكثير الكثير! ولا أخفي عليك أنّه لا يوجد عندي ما أخفيه عليك حتى عبر التعميم، لكن مع هذا التواصل مع عوالمي الحميمة يستحسن أن يكون عبر بريدي الالكتروني والذي أذيّله دائماً في نهاية فعالياتي.

أنا بخير، وآمل أن تكونوا بخير!

يتواصل معي أحياناً شقيقكَ العزيز ابراهيم، وأحييه لأنه تغلغل إلى عوالمي بطريقة شفيفة، مما خلخل صقيعاً أسمَكَ من صقيع قطب الشمال فألف تحية وشكر لهذا الجميل ابراهيم! وشعرت بنوع من التنبؤ عندما دخل إلى عوالمي أن يكون هو، وعندما تحّققَ تصوري وتوقعي، أفرحني الأمر كثيراً.

سألته عنكَ، وعن البقية الباقية من الأحبّة .. وسررت لأخباركم الطيبة، وصحتكم العامرة!

حول موضوع زيارتي إليكم، لا أستطيع أن أعطيك وعداً لكن لا أخفي عليك أن الرغبة موجودة، موجودة بقوّة هذه المرّة، مع انني كنتُ قد غسلت يديَّ كلياً من هكذا فكرة، لكنها الآن بدأت تداعب ذاكرتي وجزءاً فسيحاً من خيالي، وما كانت سابقاً تقترب من شواطئ الذاكرة ولا من ربوعِ الخيال، ولكن لا بأس أن يعيد المرء حساباته مع ذاته فالزمن لايرحم!

لا أعلم يا عزيزي فيما إذا سأقضى بقية عمري في ستوكهولم، هناك شبه ترتيبات ورغبة أن أوجّه أنظاري نحو لندن، ومن الآن حتى بضعة شهور سيتبين لي مدى تأكيد وتحقيق هذه الرغبة، ربّما هذا الخبر يفاجئكم ويفاجئ الكثير من الأحبّة الأصدقاء والأهل، لكن هكذا أجد نفسي في هذه المرحلة، لأنني أشعر أن ستوكهولم لم تعد تتسع رحابها بي، رغم شساعة بحيراتها وروعة طبيعتها وحرية الحياة فيها، والخ من المميزات التي تغري ما لا يمكن اغراؤه، لكن مع هذا فرغبتي في التوجّه نحو لندن مرتكزة أولاً وأخيراً للاستقرار في جو ثقافي إبداعي أدبي لا أكثر، ناهيك عن أن ذهابي يتوقّف عن مدى إمكانية توفير فرصة العمل في مجال الصحافة، لأن هناك أكثر من جهة ناقشت معي هذا الأمر فلو توصلنا إلى ما يناسبني ووجدت فرصة العمل متاحة هناك، سأوجّه أنظاري إلى لندن كإقامة دائمة جديدة كي أبدأ رحلة العمر في كتابة نصوص روائية جنباً إلى جنب مع قصصي وقصائدي المفتوحة على شهوةِ الليل، لكن سوف لن استغني عن ستوكهولم، لهذا ستكون حركتي بين ستوكهولم ولندن، لأن هناك ما يربطني بستوكهولم، حالة عشق مسربلة بالانتعاش، وهذا الانتعاش قدّم لي ما لم تقدمه أيةعاصمة عشقيَّة في الكون!

لا تقلق يا عزيزي سامي، سآتي كما قلت في أشعاري، سآتي إليكم محمَّلاً بحنين الغربة وأنين الشوق، سآتي فارشاُ أجنحتي فوق السنابل! سآتي يوماً وآمل أن لا يكون بعيداً، ولكن ما أفكر به هو أكبر وأكثر من جسامة الحنين نفسه، ما أفكر به هو هذا الغليان الذي في داخلي، غليان حقيقي، أسائل نفسي دائماً، كيف استطعت أن أصمد في وجه الزمن قرابة عقد ونصف بعيداً عن عوالم ديريك والأحبة كل الأحبّة، سألت نفسي مراراً ولم أعثر عن جواب، سوى نضوح دمعتي فوق بسمة حزني وغمامة روحي، سوى افتراش قلمي فوق شهقة القصائد، وجدت فرحاً ينتظرني وبكاء دافئاً فوق خدود الأحبة، هناك حيث الكروم المعلّقة في ذاكرتي، دالياتي التي أصبحت في ذمّة الخلود!

يراودني بعمق، عندما آتي ولم أجد كروم المالكية، أن أشتكي على جناة هذا العالم، على مَن اقتلع تلك الداليات، على طلابي رؤساء البلديات، سأشتكي ضد هؤلاء الذين لم يعد لديهم بعد نظر فأقتلعوا دالياتي، سأشتكي على الفقر اللدود الذي خرّب بيت بلدتي، وجزءاً غير يسير من بيتي! سأشتكي على عقلاء هذا العالم لعلَّ وعسى يجدوا حلاً لغربتي، أحنُّ جدّاً إلى ديريك، إلى براريها الفسيحة، إلى شعبها برمته، إلى ديريك العتيقة تحديداً، إلى مسقط رأسي، أشتاق إلى الغرفة التي ولدت وترعرعتُ فيها، هناك في حوشنا العتيق!

عندما آتي إلى سماء ديريك، سأنزل في بيتي العتيق، بيتنا الذي بعناه للعزيز (أبو صالح)، لا أعلم فيما إذا أبو صالح ما يزال يمتلك بيتنا القديم، على أية حال، كائناً مَن يمتلكُ ذلك البيت، سأعبر فناءه بكل جوارحي، كي أرتمي هناك في غرفتي الطينية، وأكتب قصيدة من وهجِ الحنين، من وهجِ الاشتعال، لعلّي أخفِّف قليلاً بل كثيراً من خمائل شوقي إلى معارجِ الطفولة، طفولة محفوفة بالفرح والبكاء، طفولة مغموسة بالنوارج والداليات، طفولة تائهة بين غمائم الغربة وبين ضجيجِ السنين، هل سيسعفني الزَّمن لأعود إلى منابعي وأكتب حرفي على ضوء النجوم في ليلة قمراء، وحده قلمي يرسم لي ألق الروح في أوج تجلياتها، قريباً ربما تشاهدوني عبر شاشة عشتار لأنها تودّ أن تجري معي حواراً فسيحاً عن أسباب نضوحِ دمعتي فوق تلاوين فراشاتي، عن رفرفات حرفي فوق غمام الليل، عن تساؤلاتي المفتوحة حول اعوجاجات هذا الزمان، عن اندلاق نصّي فوق وجنةِ الحياة.
أهلاً بالحياة، يا أنشودتي المرفرفة فوق أمواجِ البحار!


ستوكهولم: 19 ـ 4 ـ 2007
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-07-2009, 06:02 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,949
افتراضي

حنينٌ يخترقُ جدران المكان و يقتحم حرمة الزمان ليغرس شتلة حب و عشق في تربة ديريك التي جمع كلّ حبها في أعماق صدره الصغير الكبير. تأملات عتابية و نفحات عطر من شوق عظيم. كنا اشتقنا كثيراً إليك أيها الصديق المحب صبري ففي كتاباتك حلاوة أستشف من خلالها سحرا خاصا أدون له حرفا في سفر عشقي و رحلة عمري في عالم الكلمة. دمت بكل خير و أهلا بعودتك الحبيبة يا صديقي. ننتظر منك المزيد للتعويض عما خسرناه في الآونة الأخيرة من جراء تلك الهجمة الشرسة من قبل خفافيش الظلام.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15-08-2009, 08:38 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

الصديق العزيز أبو نبيل

ضحكتُ على عبارة خفافيش الظلام
لا تقلق يا صديقي فلا خفافيش الظلام ولا خفافيش الكلام
ثؤثر على مثقال ذرة على بهجة الحرف حرفي


لا يوجد قوة على وجه الدنيا تستطيع أن تؤثر على بريق الكلمة وجموح الفرح في رحاب الحرف


حياتي مرهونة للكتابة

الكتابة صديقة فرحي وشوقي إلى ضياء السماء!!!
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:18 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke