المَنَامُ الشاعر السوري فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

المَنَامُ

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

"تعددت النظريات عن دور الأحلام في حياتنا، وعلى الرغم من اختلاف العلماء في الرأي عن سبب الأحلام وكيفية تكونها، فإنهم وضعوا نظريات تبين دور الأحلام في حياتنا، فمنهم من فسّر أن الأحلام قد تكون طريقًا لمواجهة الواقع الذي نعيشه أثناء اليقظة، وتحقيق الأمور التي من المستحيل تحقيقها في الواقع كالطيران مثلًا، وهناك ارتباط وثيق بين المشاعر التي نعيشها أثناء اليقظة، والأحلام التي ترتبط بها. ذهب البعض الآخر من العلماء عند الدراسة الوظيفية للدماغ إلى أن اللوزة، أو ما يعرف بالغدة الصنوبرية، هي أكثر مناطق الدماغ نشاطًا أثناء الحلم، وهي جزءٌ من الدماغ مرتبطٌ بغريزة البقاء والاستجابة للقتال أو الهروب، لذلك أثناء الحلم يرسل جذع الدماغ إشارات عصبية تعمل على إرخاء عضلاتك، وبهذه الطريقة لا تستطيع الركض أو الضرب أثناء نومك، ولكن يمكنك فعل ذلك في الحلم، فهي ترسل إشارات تستطيع التمييز بين الحقيقة والحلم. قال علماء أخرون إن الأحلام هي مصدر الإلهام فهي تحفز ميولنا الإبداعية، وتغذي أفكارنا كما استمد الفنانون وبعض من العلماء السابقين معظم أفكارهم المبدعة من أحلامهم، وأفضت نظريات أخرى إلى أن الأحلام تقوي الذاكرة، وتساعد على تخزين الذكريات والأشياء المهمة التي تعلمتها، والتخلص من الذكريات غير المهمة، وفرز الأفكار والمشاعر المعقدة، وأثبتت الأبحاث الجديدة أن النوم يساعد في تخزين الذكريات، فإذا تعلمت معلومات جديدة وذهبت للنوم ستتمكن من تذكرها بشكل أفضل مما لو طُلب منك تذكر تلك المعلومات دون النوم"

عندما بِالنَّومِ تَحْظَى بِالمَنَامِ ... ذاكَ وَضْعٌ سالِمٌ ما مِنْ كَلامِ
مُفْرِزٌ ما صارَ في مَجْرَى نَهَارٍ ... مِثْلَ فِلْمٍ ضِمْنَ خَطِّ الِانْسِجَامِ
مَنْ يَرَى في نَومِهِ الأحلامَ يَعْنِي ... أنّهُ بِالعَقْلِ في كُلِّ التَّمَامِ
رُبَّما يَنْسَاهَا بَعْدَ الصَّحْوِ لَكِنْ ... ما مُهِمٌّ أنّها دَرْبُ السَّلَامِ
واقِعٌ نَسْعَى هُرُوبًا مِنْهُ حَتَّى ... لا يكونَ السّأمُ في ظِلِّ الغَمَامِ
لا تَخَفْ مِنْ أيِّ حُلْمٍ يا عَزِيزِي ... إنَّهُ تَفْرِيغُ شِحْنَاتِ اِحْتِدَامِ
حافِلٌ بِالهَمِّ يومٌ و انْفِعَالٍ ... أو بِبَعْضِ الحُزْنِ أو وَقْعِ الخِصَامِ
كُنْ يَقِينًا أنّ هذا ما مُضِرٌّ ... في مَدَى حُلْمٍ شُعُورٌ بِالوِئَامِ
ليسَ مِنْ شَكٍّ فَفِي نَومٍ عميقٍ ... راحةٌ لِلفِكْرِ تَحْظَى بِاهْتِمَامِ.