Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > مثبت* خاص أشعار فؤاد زاديكه القسم الخامس

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-11-2023, 09:41 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,842
افتراضي الانتصاراتُ الزّائفةُ الشاعر السوري فؤاد زاديكى

الانتصاراتُ الزّائفةُ

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

في هذه الآونة تنتشرُ على مواقع التّواصل الاجتماعي أخبارُ الحرب على غزّة, و من الطبيعيّ أن تتمّ تغطيةُ هذه الحرب, بما لها من تَبِعاتٍ و نتائج و ردودِ فعلٍ و انعكاساتٍ سلبيّةٍ على الواقعِ العربيّ عمومًا و غزّة خُصُوصًا, لكنّ الملفتَ للنّظرِ, بل المستغرب أنّ أغلبَ البوستاتِ التي يتمّ نشرُها من قِبَلِ صلاعمةٍ مسلمين و قومجيين عروبيّين نراها بأغلبيتها تتحدّثُ عن النّصرِ و الانتصارِ, و عنْ هزيمةِ ما يُسمّى بالعدوّ الإسرائيلي (هكذا تحلو تسميته من قبل هؤلاء الصّلاعمة و القومجيين المنافقين) و غيرها من الشّعاراتِ الفَضفاضةِ و العباراتِ الطنّانةِ الرنّانةِ, التي لا يفهمُ ناشروها و المؤيدون لها ما الفرق بين الهزيمة و الانتصار و لا حتّى بين الحياة و الموت. عبارات مثل "اِنتصار غزّة" و "قُرب إعلان النّصر" و "غزّة تنتصر" الخ... من هذا العبارات الجوفاء الزّائفة, و التي تحمل نقيضها تمامًا.
على ما يبدو فإنّ المعاييرَ لدى الكثيرِ من العرب مقلوبةٌ رأسًا على عَقِبٍ, فهم يرون في الرأسِ ذَنَبًا و بالذّنَبِ رأسًا, فعلًا أمرُهم عجيب و غريب, لا يستطيعون أن يأتوا على ذكرِ أيّ أمرٍ أو وصف أيّة حالةٍ دونَ اللجوءِ إلى أسلوبِ المبالغات المُفرِطة, و المُغَالطاتِ المُعْبِطَة, و كلّها بعيدةٌ عن الواقعِ و عنِ المنطقِ, و هنا نسألُ هؤلاء الذين يبيعونَ كلامًا في الهواء و يُطلقونه جُزَافًا على عَواهِنِهِ دون أيّ فهمٍ أو وعيٍ أو مجرّدِ تفكيرٍ أو حتّى شعورٍ بالمسؤولية هل مقتل ما يقارب 16 ألفًا من شعب غزّة يعني "انتصار غزّة"؟ و هل جرح ما يزيد عن 36 ألفَ غزّاويٍّ يعني "قرب إعلان النّصر"؟ ثمّ هل احتلال نصف قطاع غزّة (لغاية اليوم) يتوافق مع عبارة "غزّة تنتصر"؟ لا أعتقد أنّ شخصًا عاقلًا يمكن أن يقول نعم إنّ هذا يعني انتصارًا. فهو في حقيقة الأمر و الواقع و بحكم المنطق العقلاني انكسار و انهزام و خراب و دمار و زهق أرواح و سفك دماء, هؤلاء الذين يعتبرون كلّ ما جرى في غزّة و ما سيجري بعد انتهاء الهدنة أنّه نصرٌ, فهم واهمون و أكيد مُنفصلون عن الواقع تمامًا, لكنّ حضّهم هذا يدفع إلى استمرار الحرب و يُشَجِّعُ على سفك المزيد من الدّماء و زهق أرواح كثيرةٍ أُخرى و تدمير ما تبقّى من منازل و مساكن و تجمّعات سكنيّة في غزّة و من ثمّ الاحتلال الكامل لكلّ القطاع. إنّهُ تشجيعٌ لهؤلاء المرتزقة الخونة لقضية شعبهم, و أعني بها حركة حماس الإرهابيّة العميلة لإيران و المأجورة, و حركة الجهادِ الإسلاميّ و غيرها من المنظّمات المتشدّدةِ, فهي التي تسبّبتْ و تتسبّبُ بكلّ ما جرى و ما سيجري لاحقًا في قطاعِ غزّة.
إنّ زعيم ميليشيا حزب الله اللبناني – الإيراني قال عن حرب 2006 التي تسبّب هُوَ بها في لبنان حين دمّرت إسرائيل نصف بيروت, أسمى هزيمته المنكرة بأنّه "نصرٌ إلهيّ" لا أحد يفهم كيف يحلّل هؤلاء الأمور و النّتائج, لكنْ هو ذاتُه أي حسن نصر الله قال عن تلك الحرب: لو علمتُ أنّ ما حصل سوف يحصل, لما قمت بإشعال الحرب مع إسرائيل. هو نفسه يُناقض نفسَه في موضوعِ حرب إسرائيل على لبنان في تلك السّنة. أمّا قادة حماس في الخارج و الدّاخل لا تراهم يتحدّثون بغير لغة النّصر, أجل هذا هو مفهوم النّصر لدى العروبيين, فالهزائم من وجهة نظر العرب هي انتصارات كما حصل في حرب تشرين فإسرائيل احتلّت كامل سيناء من مصر و الجولان من سورية و العرب يتحدثون عن نصرهم في حرب أوكتوبر عام 1973 م و لو لم أكن مجنّدًا في تلك الحرب و رأيت بأمّ عيني ما رأيتُهُ في ما أصاب بَحْرِّيَّتَنَا السّوريّة في تلك الحرب و كنت عاملَ رادارٍ على زورق طوربيد في البحريّة السورية أيّام تلك الحرب, لصدّقتُ أكاذيبَ هؤلاءِ العروبيّين, المُتاجرين بقضايا الأمّة العربيّة و خاصّةً قضيّة الشّعب الفلسطينيّ, و هي سلسلةُ أكاذيبٍ لا تنتهي.

اِنتصارٌ أم دَمَارُ؟ ... أم خَرابٌ و انفِجَارُ؟
هل سَيَبْقَى بَعْدَ هذا ... قائِمًا بالفِعْلِ دَارُ؟
"غَزَّةُ" انهَارَتْ كيَانًا ... و اللّظَى فيها و نَارُ
حُرمَةٌ قدْ اِسْتُبِيحَتْ ... إنّهُ ذُلٌّ و عَارُ
هل بِهذَا اِنتِصارٌ ... أم غُلُوٌّ و اندِحَارُ؟
عَنتَرِيّاتٌ أضَرَّتْ ... غابَ عَنْ وَجهٍ وَقَارُ
هذهِ غُرْبَانُ مَوتٍ ... مِنْ "مَعَاليهَا" مَزَارُ
هل بِكُمْ عقلٌ و فَهْمٌ؟ ... أم لِهَذا اعتِبَارُ؟
أيُّ نصرٍ و انهِزامٌ ... واضِحٌ لاحَ انْكِسَارُ؟
بِانتِظَارِ الموتِ شَعْبٌ ... ما لَهُ في ذَا قَرَارُ
إنّهُ يَحْيَا بِخُوفٍ ... و الأمَانِي اِنْهِيَارُ
حَدِّثُونَا عَنْ مَصِيرٍ ... مِنْهُ مَجهُولٌ مَدَارُ
ليسَ عنْ نَصرٍ كَذُوبٍ ... إنّنا فِعلًا نَحَارُ
بالذي أنتم عليهِ ... ليسَ ليلٌ, لا نَهَارُ
مِنْ تَخَارِيفِ اِدِّعاءٍ ... مِنْهَا قد ثَارَ الغُبَارُ
مَهْرَبٌ ما عادَ سَهْلًا ... اِسمُ هذا اِنْتِحَارُ.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:09 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke