Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > خواطر و مشاعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-10-2006, 04:44 PM
وديع القس وديع القس غير متواجد حالياً
Platinum Member
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 796
افتراضي - التفكير بالثأر - حلم ٌ قاتل - قصة

التفكير بالثأر- حلم ٌ قاتل –

آه يا أبو ليلى ...يا ليتني لم أ تعرّف عليك وأعرف الحقيقة ..؟.!
أكانت الصدفة أم الترتيب الذي لا يعرفه سوى الله ..؟لأتعرف على أبو ليلى في أحد المطاعم المتواضعة في أواخر السبعينيات في إحدى المدن السورية الكبرى..
كان أبو ليلى يعمل سائقا على تكسي للإجرة ضمن المحافظة ويتردد كل ليلة على هذا المطعم الذي لا يضم أكثر من عشر طاولات وكانت له طاولته المعهودة المنزوية في الزاوية اليمنى من المطعم ...
وكنت أنا آنذاك طالبا ً جامعيا ً حرا ً ومجندا ً بنفس الوقت أتردد على هذا المطعم كل اسبوع مرتين يومي الخميس والجمعة إن كان مع صديق أو زميل أولوحدي معظم الأحيان...وكان السبب لالتصاقي بهذا المطعم هو الراحة النفسية التي وجدتها فيه من أول جلسة – قعدة - ولبعد المطعم عن أعين الناس و لأنه كان يقدم المشروبات الروحية بكل أنواعها ودارت الأيام –كما يقال – والشهور أيضا ً..
وفي كل مرة يلفت أبو ليلى نظري أكثر ويبعث في ّ روح الفضول والتطفل للتعرف إليه والتقرب منه لكن الكبرياء كان يبعدني في كل مرة أحاول حتى السلام عليه...لأنه كان يجلس على طاولته المعهودة بشكل شبه أعوج ( نصف ظهره مستدير نحو الزبائن ) وشكله وسط الطول بيضاوي الوجه لا تفارق يديه سيجارته ومشروبه الإعتيادي –بطحة –من عرق البطة البيضاء يشرب الخمر بهدوء والسيجارة باحتساء ٍ شديد وشيء من الإنفعالات الهادئة والتمتمات الغير مسموعة وحيدا ً دائما ً ولم أر يوما ً واحدا ً من هذه الأيام يرافقة أحد في جلسته أبدا ً .
تجرأت في أحد الأيام بعد أن كنت قد أقتربت من نهاية العشاء ولم يبق في
كأسي سوى رشفتين من الخمر وكنت قبل أيام قد صممت التعرف عليه حتى وإن جابهني باستهجان فقررت الجلوس على مقربة منه للتعرّف عليه وهذا ما حصل ...؟
مساء الخير يا عمو – طبعا ً كان عمره يقارب الستين سنة – وشعره كان مختلطا ً بين – الملح والفلفل- أي بين الأبيض والأسود فالتفت إلي وقال :
مسار الخيرات يا ابن اخوي وبنظرة ملؤها اللطف والحيرة ..خير ..؟
قلت له : يا عمي أرجوك ان تسمح لي بالجلوس على طاولتك والتعرّف عليك
قال : تفضل وأهلا ً بيك ويبدو أن لهجتك جزراوية وغريب عن البلد
قلت : نعم يا عمي وهو كذلك فأنا من أقصى الشمال الشرقي من سورية
ثم سحبت الكرسي وجلست معه وبيدي كأسي وحاولت أن أخرج سيجارة
من علبتي فرفض وأصرّ أن يفضلني سيجارة حمراء ...
فقال خير يا ابن أخوي ماذا تريد مني ..أية خدمة ...؟
فقلت له :لاأريد أية خدمة فقط انك لفتّ نظري بكل شيء- في اعتيادك اليومي وفي جلستك وفي شربك للسيجارة بدون انقطاع والأهم هو الهدوء والوقار والصمت الغريب كما لاحظت فيك بعض الإيماءات الغريبة كالتمتمة وتقبض الجبين والكآبة وكأنك تخفي سرا ً لا حد لعمقه وووالخ
من الملاحظات ..وكان بودي أن أقاسمك هذه الآلام- لاسمح الله إن كانت آلام- ولو بالكلام أو غيره ليس إلا ...؟
أبو ليلى :
يبدو لي يا ابن أخي : رغم صغر سنك على ما يبدو أراك تقول كلاما ً يريح النفس حقا وأراك صادقا بأحاسيسك تفضل واسمع – طبعا ً بعد أن تعرفنا على بعضنا جيدا ً ونال كل ٍ منا ثقة الآخر –
يا ابن أخي ماذا أقول ...؟ وكم سأقول ..؟ وهل تملك أعصابا ً فولاذية
لسماع قصتي والتي سأسردها عليك ..؟ وهل قادر ٌ أن تقاوم دموعك اثناء الحديث وبعده ..؟
قلت: ياعمو إنشاء الله سأكون عند حسن ظنك في ما تريد وتقول :
يا ابن أخي وديع :
كنت أملك بيتا ً متواضعا في هذه المدينة وسيارة إجرة ملك لي أقوت بها
زوجتي وإبنتي ليلى الوحيدة وكنت مرتاحا ً وفرحا ً بحياتي هذه مع زوجتي وإبنتي ومع زملائي السائقين الذين كانوا ولا زالوا يحترمونني ويقدّرونني حتى الآن ...
ودارت الأيام وكبرت ابنتي ودخلت الجامعة مثلك بكلية الآداب لكن قسم التاريخ ، وفي يوم ٍ من الأيام أتت ابنتي من الكلية وكنت الاحظ عليها قبل أيام بأنها تتغير يوما ً بعد يوم وتريد أن تقول لي شيئا ً وأنا من النوع والحمد لله طيب في تعاملي في البيت فسألتها أنا :
يا ابنتي: مابك وكأنك تريدين أن تقولين شيئا ًوإنّي أرى في وجهك الصبوح سرا ً تكلمي يا ابنتي: فأنا والدك وأنت وحيدتي وكل ما تطلبينه إنشاء الله سيكون كما تريدين ...
تنفست ليلى الصعداء .. وردت علي ّ بكل احترام نعم يا أبي احساسك صادق فأنت الأب والأخ والصديق والروح بالنسبة لي ولن أخفي عليك وكل يوم كنت أحاول أن اناقشك لكن نتيجة احترامي لك وحبي لك لهذا كنت مترددة في الحديث معك لكن أمّي ناقشتها بالأمس وقالت لي اعرضي الموضوع على والدك وها قد بدأت أنتَ وسأخبرك بكل شيء..
فقالت :
أبي لقد تعرفت على شاب وسيم ويبدو انه ابن أصل وعائلة من خلال حديثه وليس زميلا ً لي لكنه يملك دكانا ًلبيع الأدوات المنزلية ومن خلال حديثه معي يبدو واعيا ً وفهيما ًويعرف القراءة والكتابة بشكل جيد لأن مركزه التعليمي توقف عند حدود – البكالوريا العلمي – وهو نشيط في عمله كما قال وطلب مني الزواج بعد المعرفة ولم اعطه ردا ً وتركت الأمرإليكما أنت وأمي وأنا احسست بأنه الرجل المناسب ويريد مني أن يتعرف عليكما –طبعا ً على طلبي – وهذا كل ما اريد قوله لك يا أبي.
الأب قلت لها : يا ابنتي تعرفين ( غلاوتك عندنا ) وحبنا كله متعلق فيك أنا وامك ولا زلت طالبة في السنة الثانية وصغيرة للزواج والزواج مصير عندنا نحن المسيحيون – ما بيها فكه ولا خلاص- والأهم مستقبلك الدراسي
على الأقل ...؟
فردّت عليّ َ قائلة :أبي إنني أعرف مقدار حبّكم لي وبالنسبة للصغر أعتقد
بأنني كبيرة وأعرف المصير وبالنسبة للجامعة سأكملها وأنا بالطبع دراستي حرّة ولا تستوجب الدوام ونحن متفقين إن صار النصيب على إكمال الدراسة كأول شرط لي كي لا أقف ( عالة ) كما يقال على أتعاب زوجي وأستجدي منه قيمة شراء قميص مثلا ً.
أبو ليلى : يا ابنتي كلامك أقنعني ولكن يجب أن أتعرّف على هذا الشاب
بشكل جيد لأنك بالنسبة إلينا تعتبرين الدرجة الثانية – بعد الله –
فأجابتني وهذا شعور متبادل يا أبي وأمّي ( فما لي غيركن بها الدنيا )
أبو ليلى : إذا ً يوم الأحد بعد الغد قولي له أن يتكرم لبيتنا مساء ً ولنسهر معا ًولنتعرف عليه وجها ً لوجه بما أنك مصرّة على ذلك وأنت تعرفين لا أستطيع أن أرفض لك طلبا ً مهما كان ...؟
ليلى : طيّب يا أبي توكلنا على الرب...وقبل أن تغادر غرفتي الخاصة
التي كنت كالعادة أشرب فيها وأتفرج على الأخبار على الراديو والتلفاز
الأبيض والأسود الألوان كان بالغرفة الثانية غرفة الجلوس سألتها ...
يا ليلى : نسيت أن أسألك عن اسمه فقالت : اسمه خليل يا أبي ومضت
إلى غرفة الدراسة الصغيرة المتواضعة .
في يوم الأحد ليلا ً اتى الشاب –خليل – بموعده ودار النقاش ( وما بدّي اطول عليك ياابن اخوي ) ...
أشعرنا خليل بحبّه وإخلاصه وذهبنا إلى محلّه أنا وأمها والى بيته وسألنا
عنه بعض الجيران و عن بيته ومحلّه ولن يعطينا أحد كلمة سوء عن هذا الشخص ولا عن سلوكه وبالطبع أكثر من مرّة تحرينا عن صفاته ...وأكّد لنا بأن امه وابوه فارقا الحياة بحادث مؤلم وليس له أهل سوى أخيه جورج يعمل في الخليج أكبر منه وأسمه جورج وكانت كنيتهم – جورج -
فقررنا نحن الثلاثة في البيت –أنا وليلى وامها – بأن نتوكل على الله وقلنا
بأنه سيصبح ابننا وصهرنا ووافقنا على الزواج وتم الزواج والفرح وكنا
في غمرة السعادة والفرحة ..قال هذا الكلام وتنفس تنفسا ً عميقا ً مع كلمة
( آخ ) وطلب مزيدا ً من الخمر مع علبة دخان ...؟
اردت أن اقاطعه لكن قبل أن اتكلم قال لي يا ابن اخوي لا تقاطعني – طوّل بالك – وأردف قائلا ً:
وفي اليوم الرابع من الزواج كنا قد قررنا أنا وام ليلى للذهاب عندهم
والبقاء معهم حتى آخر الليل وبيت ليلى وعريسها لن يبعد أكثر من خمس دقائق بالسيارة واشترينا ما هو واجب صباحا ً من دكان قريب لنضعه في
( باكاج السيارة ) وأغلقنا أبواب البيت واقتربنا من السيارة لنضع الحاجات
فرأينا رجلين واقفين عند السيارة بانتظارنا ومددت يدي الى مفاتيح السيارة دون الإنتباه او أي اعتبار لهذين الرجلين ومن هم ...؟
فسمعت صوتا ً من أحدهم يقول لي : يا أخ هذه سيارتك ...فقلت له نعم يا أخي خير ..؟
فقال : اسمح لنا لو سمحت بالمفاتيح فمن واجبنا نحن أن نفتح السيارة وليس أنت َ...؟
اصابني الذهول وقلت له من أنتم ..؟ فعّرفوا نفسهم علي ّ بكل صراحة
واحترام فقلت لهم : أهلا ً بكم وتفضلوا افتحوا السيارة وهذا واجبكم وأنا أقدره...فقال افتح انت يا أخي –باكاج - سيارتك بيدك لكن أمام أعيننا
وهذا أمر ٌ وواجب ٌ علينا أن نرى ما يوجد داخل سيارتك ..
فقمت بكل أريحية وسهولة بفتح مؤخرة السيارة ( الباكاج ) كما يسمى بالعاميّة وهم ينظرون إليّ بدقة وتمعن كبيرين وعندما فتحت الباكاج على مصراعيه رأيت كيسين مملوءين من أكياس النايلون السوداء من النوع الكبير وملتصقة بلصّاق عريض ٍ ومحكم ففوجئت ُ بوجودهما بذهول ٍ غريب ...؟
ومن ثم صاح أحدهم لشخص ٍ آخر قائلا ً له تفضّل يا سيّدي فأصبحوا ثلاثة وهم ينظرون إليّ نظرة ملؤها الإحتقار ثم قال لي السيد الآتي :
ما هذه الأكياس يا أبو ليلى واستغربت ُ منه عن معرفة إسمي ...؟
فقلت له : صدقني يا سيدي – علمي علمك – ولا أعرف من وضعها وما في داخلها ...!
فقال : لو سمحت افتح الأكياس – أليست سيارتك وأنت أبو ليلى...؟
فقلت : نعم سيارتي وأنا أبو ليلى ونظرت إلى زوجتي وقد بدت صفراء
الوجه كالليمون وهي ترتجف وتتعجّب عما يحصل .
ثم فتحت ُ الكيس الأول وكان المنظر كالموت بالنسبة لي ، لقد كان مملوء ً
بالمخدرات ولم أستطع أن أفتح الكيس الثاني لشدة الخوف والرعب والإندهاش ..فقال لي : افتح الكيس الثاني فقلت له: لا أستطيع ياسيدي
فقام وفتح الكيس الثاني وسمعت صوت قرقعة حين فتحه فوجدنا فيه كيسين صغيرين من المخدرات المتنوعة كالأول وبندقيتي ( كلاشنكوف ) مفكوكة
من النوع الروسي – الأخمص طي _ فأصبحت كالمجنون وتوقف لساني
عن التكلّم فقال لي : ( مهرب أسلحة كمان ما اكتفيت بتهريب الحشيشة والمخدرات ) فأومأتُ إليه بيدي لا – لا - - لا وخرجت معي بتثاقل كلمة –أنا بريء صدددصددوقوني...؟
فأخذوا الأكياس وأنا معهم وتركت ُ زوجتي في الشارع ناظرا ً إليها وقد غمرتها الدموع والنحيب..
وديع : يا الله يا الله وبعدين --- أبو ليلى :جاييك يا ابن اخوي جاييك بالحكي لا تستعجل علي ...
(وايش بدي احكيلك لأحكيلك)- وسبقته الدمعه وتكابرعليهاوتنهد واحتسى نفسا ًعميقا ًمن السيجارة التي لا تنطفىء .
أبو ليلى : عذّبتك معي يا ابن أخوي ...القصة طويلة
وديع : لا يا عمو قادر أن اسمعك حتى الصباح دون ملل
نعم يا ابن أخوي ...بقيت في السجون والتحقيقات ثلاث سنوات وأربعة أشهر ثم خرجت ُ من السجن بعد الرحمة القانونية ومشكورين بصدق أقولها لأن العقاب كان يجب أن يكون أكبر ..؟
خرجت من السجن وذهبت إلى البيت وأين البيت ..؟ البيت قد أصبح ملكا ً قانونيا ً لشخص آخر ومباع له بشكل طبعي ....!
وأين زوجتي ...؟وكان القدر أقوى مني ومنها فأصبحت في ذمّة الله وربّها
كانت قد ماتت قبل خروجي من السجن بحوالي سنة موتا ً سريريا ً بعد مدة من الشلل النصفي كما قالوا لي بعض الأصدقاء والزملاء والشرفاء واللذين تعاملوا معها كأخت لهم مشكورين من الرب .
وأين إبنتي : ..؟ وتنهد وبكى بكاء ً مرا ً لم الاحظه في حياتي وتكابر على فطس نحيبه كي لا يشعر به أحد ..!ونظرت ُ إليه بعيون ٍ كئيبة بدون كلام.
وبعدما ارتاح قليلا ً والغصص لازالت تلاحقه قال :
ثم ذهبت إلى بيت ابنتي ليلى وقرعت الجرس فخرجت امرأة لا أعرفها
فقالت خير يا أخي: قلت أليس هذا بيت – خليل مالك جورج ...؟
قالت : نعم يا أخي لكننا أشتريناه منذ أكثر من ثلاث سنوات ...
أبو ليلى : طيّب وين خليل وزوجتوليلى ..؟
المرأة : ما بعرف يا أخي وأنا ما شفت زوجتو معاه...
أبو ليلى : طيّب يعطيكي العافية يا اختي...
وصرت ُ يا ابن أخوي كالمجنون أفتش وأسأل حتى حصلت على عنوان بيت كريم ومحترم فرأيت ابنتي هناك تخدمهم لقاء معيشتها ولو صورت لك الموقف كم كان مفرحا ً ومبكياً فنسيت ُ كل شيء في تلك اللحظة ...
وكرموني أهل البيت بكرمهم الذي لا ولن أنساه ما حُييت .
وسألت إبنتي عن زوجها فقالت لي : والدموع تسبق كلامها يا بابا يا بابا أرجوك لا تذكّرني بذاك الحقير ولم تستطع أن تكمل الكلام ...!
هدأت ُ أعصابها وخرجنا نتمشى وأصرّ علينا أصحاب البيت بالرجوع
مرحبين ...
ذهبت ُ وهي معي إلى – كراج – السيارات فرأيت ُ معظم زملائي وتلاقينا بالترحاب والبكاء وبعد أن عرفوا القصة وكما يقول المثل – إن خليت بليت – وطلعوا أولاد حلال من جميع الطوائف والأديان وعاهدوني أن آتي إليهم غدا ً- والله بيحل كل شي ...
رجعنا إلى بيت الكرماء بيت – أبو مطانيوس –التي كانت عندهم ليلى وأصبحت بالنسبة لهم كأبنة نتيجة تعلقهم بها كأنسانة محترمة ومغدورة
وبتنا تلك الليلة عندهم وفي اليوم الثاني ذهبت لوحدي عند الأصدقاء والزملاء وكانت مقررة ساعة اللقاء معهم في بيت أحد الأكارم منهم وهو زميل وصديق وفيّ وشهم وبعد السلام والتحية والترحاب ...
قام أحدهم كالأصول وقال : أنت الأكبر يا- أبو أحمد – تفضل بالحديث..
وأردف أبو أحمد قائلا ً ( عن المجموعة وبلسانها وبالإتفاق ) :
اننا نعتبرك أخا ً وصديقا ًوستبقى يا أبا ليلى منا وفينا وها نحن قد قررنا
كلنا وبدون استثناء لمساعدتك ولا نعتبرها مساعدة بل واجب حيوي وأخوي تجاهك وكل منا حسب طاقته لشراء سيارة لك وقد تبرع أحد أصدقاؤك لمنحك قبوه للسكن ريثما تقف على رجليك والله كريم ولا نريد منك أن تنطق بأية كلمة رفض أو تذمر لأننا نعرفك شهما ً وكريما ولا داعي للنقاش وانتهى القرار وإن حاولت نقاشنا أو رفض الطلب فاعلم بأنك
قد أهنتنا وخرجت عن الأصول التي كنا نعرفه فيك ...
نعم يا ابن أخوي : وتم ما قيل بالفعل والقول ...لكن الجرح بليغ فكيف أنسى هذا القذر الخائن الذي وضع الممنوعات القاتلة في سيارتي وقلب حياتي رأسا ً على عقب بعد أن تأكدت تماما ً بأنه نذل وحقير وأكدت لي ابنتي لأن ليلة الحادثة كان قد خدرها بمادة مخدرة وغلق الباب وتركها الى غير رجعة وحتى الآن ...
وديع : طيّب يا أبو ليلى أنت تعذبت وخسرت المال وسيرجع انشاء الله وبهمة أصدقاءك الأوفياء ولا زلت قادرا ً على التعويض بالزواج ويحق لك حسب معلوماتي البسيطة في الكتاب المقدس والذي لم أقرأه بأنه يسمح لك بالزواج والله يسامحه وها هي ابنتك قد عادت إليك وستكمل دراستها
وانشاء الله سيوفقها رغم صبرها المرير وستعود الحياة طبيعية والله قادر على كل شيء...فقاطعني بلهجة ٍ يملؤها الغضب والحزن واشياء أخرى لم أفهمها في نظراته قائلا ً :
يا وديع يا وديع يا ابن أخوي : لا تقاطعني دعني اكمل وإن قاطعتني سأمشي ...فشعرت بالأسف وقلت له :
لا يا عمي أبو ليلى : أنا آسف جدا ً أنا لم أقصد أي شيء سوى احترامي لك وبما انّك فتحت صدرك لي كأخ أكبر وبمثابة عمي لما قاطعتك وللمرة الثانية أنا متأسف جدا ً..؟
أبو ليلى : معليش ابن اخوي حصل خير وأنا شوي صاير عصبي أكثر من اللزوم وأنا أيضا ً اقدر احترامك ...ثم تابع الحديث قائلا ً :
يا ابن اخي صحيح صرت أعمل وابنتي صارت تتابع دراستها لكن همي وغمي وأكلي وشربي ونومي هو البحث والتحري لوجود هذا-الخليل الخائن –نعم وقتله كما قتلني وأنا ميت بين الأحياء -أردت ُ أن اقاطعه ُ
لكنني لم اقاطعه فاكتفيت بالصمت مثل الجماد.
وتابع قائلا ً : لقد أقدمت على شراء مسدس عيار – 7 - مع علبة طلقات
من النوع الجيد – وأكملت السعي في الإستقصاء والتساؤل ولم يمر اسبوعا ً عليّ وأنا نائم إلا أن أراه نتيجة التفكير في قتله والثأر منه
ودائما كانت الطلقة في – بيت النار – ولا يلزمها سوى الضغط على الزناد – وفي أحد الأيام ثم توقف عن الكلام وصمت في غصة بصمت الأموات وضرب بيده على الطاولة بشكل هادىء حوالي دقيقة وربما أكثر
وصرتُ أنظر إليه برعب رهيب وأتساءل ماذا عساه أن يقول ولم أنطق ببنت شفة ولم يبقى إلا نحن الاثنين في المطعم وأصبح حتى السقف ساكت صموت لشدة ما يصغي ...وتابع قائلا ًنفس الجملة :
وفي أحد الأيا م وأنا نائم في الفراش ومسدسي بجانبي فرأيته بنومي وهو
يتقرب مني ويمد اللحاف ليغطيني ففقدت الوعي كليا ً وقلت وأتيت لتقتلني أيضا ً أيها الحقير ومسكت المسدس بسرعة ٍ جنونية وأطلقت عليه الرصاص والثانية فسمعت ُ صوت الموت يناديني آه يا أبي قتلتني أنا ليلى
أنا ليلى اناللييييليليلىابببننتتكككككككككككككك- ولم اعلم بانها كانت آخر مرة ٍ في حياتي أراها تغطيني كيلا أبرد .....ولم أعد أتحمل الصمت الرهيب قائلا ً له : وانا أحضنه بلا شعور صارخا ً بأعلى صوتي
آه يا أبو ليلى ليتني لم أتعرف عليك ...!



أخوكم وديع القس
__________________
الذين يثبّـتون أنظارهم إلى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام

التعديل الأخير تم بواسطة وديع القس ; 02-10-2006 الساعة 04:49 PM سبب آخر: تكبير
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-10-2006, 09:07 PM
الصورة الرمزية Sabah Hakim
Sabah Hakim Sabah Hakim غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,315
افتراضي

قصه محزنه جدا ابكتني
لكنه ابو ليلى الذي اراد أن ينتقم ولم ينتظر ويؤمن بأن الله سينتقم من كل خائن وجبان

سلمت يداك اخ وديع على هذه القصه المؤلمه / عسى ان نتعظ منها
محبتي



____________________
مــالــي أرى الــشــمــع يــبــكــي فــي مــواقـــده
مـن صــحــبــة الــنــارأم مــن فـــرقـــة الــعــــســـــل
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-10-2006, 08:25 AM
نبيل يوسف دلالكي نبيل يوسف دلالكي غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 2,370
افتراضي

الأستاذ وديع القس المحترم
تحية صباحية
قصتك مؤثرة جداً ولك كل التقدير على سردها الشيق دمت لنا .
نبيل
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-10-2006, 09:25 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,820
افتراضي

أخي وديع قصتك جميلة وواقعية تحصل في الكثير من المجتمعات ويذهب كثير من الناس الأبرياء ضحايا عندما يموت القانون وتنتصر شريعة الغاب والمصالح الأنانية شكرا جزيلا على هذه القصة الممتعة والمحزنة أيضا وقد كان سردها رائعا وممتعا.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-10-2006, 12:24 PM
وديع القس وديع القس غير متواجد حالياً
Platinum Member
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 796
افتراضي الاخت صباح حكيم

نعم أيتها الغالية صباح :
فعلا ً قصّة محزنة وغريبة وكنا نتمنى ان يصبر أبو ليلى ويسلم الأمر للرب لكن كما تفضلت عسى أن تكون
عظة وإيعازا ً للذين يفكرون بالثأر والإنتقام وينظرون إلى حلول السماء في هذه الحالات الصعبة والمؤثرة
شكرا ً يا اختاه ودمت بكل فرح وسعادة متمنيا ً من الله أن يبعدك عن تجارب إبليس.
أخوكم وديع القس
__________________
الذين يثبّـتون أنظارهم إلى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام

التعديل الأخير تم بواسطة وديع القس ; 03-10-2006 الساعة 01:14 PM
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-10-2006, 12:37 PM
وديع القس وديع القس غير متواجد حالياً
Platinum Member
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 796
افتراضي الأخ نبيل يوسف دلالكي

الأخ نبيل :
ان الله قادرٌ أن يحول مآسينا الشديدة إلى إنتصارات مجيدة ، إن اتكلنا عليه وهو الذي يقول :
- انا الذي ادين ، لا تدينوا كي لاتُدانوا -
شكرا أ ً لمشاعرك النبيلة أخي نبيل وتقديرك
أخوكم وديع القس
__________________
الذين يثبّـتون أنظارهم إلى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 03-10-2006, 12:57 PM
Fadi Fadi غير متواجد حالياً
Titanium Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 995
افتراضي

بالفعل قصة مؤثرة جدا ً صغتها يا أخ وديع بأسلوب مميز و إحساس عالي .....

شكرا ً جزيلا ً لك و نتطلع لقراءة المزيد من نتاج قلمك .
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 03-10-2006, 01:02 PM
وديع القس وديع القس غير متواجد حالياً
Platinum Member
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 796
افتراضي الأخ الغالي فؤاد

أخي الغالي :
إن لأبينا السماوي قصدا ً ساميا ً ، وهو أن ينقّينا كي ينتج فينا ثمرا صالحا ً..
لذا فيجب ألا ننفر من السكّين ، بل أن نثق من اليد التي تحملها ..
والصديق المخلص يضع اصبعه على أخطائك ، ولكنه لايحكها كي يؤلمك ...؟ والله لا يريد الألم لأحد
-وهذه القصة هي من بنات خيالي الني أنتقيتها من بين بعض القصص التي كتبتها بعنوان- محطات للدموع -
وربما تكون قريبة من الواقع والحوادث المؤلمة التي تجري في عالمنا ( كل العالم ) ومنها هستيريا قتل
الأطفال في المدارس مثلا ً في أمريكا قبل يومين كونهم غجر بدافع الثأر وغيرها وغيرها
ان الأمور الخاصة مثل هذة القصص يتحملها الإنسان نفسه وبما يملك من عقلية قبلية أو عنصرية .
والانسان الذي يركض وراء فكره ويعتمد على ذكائه سيصبح أداة متزعزعة لأنه لايركن إلىمعرفة الحق
مهما علا شأنه .
شكرا ً أخي أبو نبيل ودائما ً بحب مفعم أتقبّل إرشادادتك وملاحظاتك وكلي لك احترام وتقدير .
أخوكم وديع القس
__________________
الذين يثبّـتون أنظارهم إلى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام

التعديل الأخير تم بواسطة وديع القس ; 03-10-2006 الساعة 01:04 PM
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 03-10-2006, 01:12 PM
وديع القس وديع القس غير متواجد حالياً
Platinum Member
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 796
افتراضي الأخ فادي

أخي فادي :
كلي لك تقدير واحترام على مرورك الطيب واتمنى من الله أن يغمرك بالسعادة ويحميك بقوة روحه القدوس
من المصائب والتجارب متمنيا ً لك الإعتماد على الرب والاتكال على نعمته .
أخوكم وديع القس
__________________
الذين يثبّـتون أنظارهم إلى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 03-10-2006, 01:31 PM
athro athro غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,746
افتراضي

الأخ العزيز أبو سلام
من أصعب الأمور
عندما لا نصبح قادرين على المتابعه .... ونشعر بأننا بحاجه للهروب فالبقاء يجعلنا نخوض معارك قوية ضد أنفسنا..... فقد علمتنا الحياة ان اقوى المعارك التي من الممكن ان يخوضها الانسان هي ضد نفسه .... وبالتالي نبحث عن ضوء خافت كي نسير من خلاله لدروب لا نعرف اين ستكون نهايتها.
قصه مُحزنه حقاً .....من يرى ويسمع آلام الغير تهون عليه أمورٌ كثيره في الحياة.
سلمت يداك على هذا السرد الرائع ...رغم أن القصه مُحزنه جداً ولكن علينا أن نقتنع أن لا ننغر بالمظاهر

أجمل تحيه
اثرو

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:15 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke