مداخلتي على فقرة بعنوان (نصرة المظلوم) في سهرة الليلة في منتدى مجلة أسرة قلم و أكاديمية رياض الشعر و الأدب الذي تقدّمه الصديقة إنصاف ابو ترابي
ما معنى أن ننصرَ مظلومًا أو نُعينَ مغبونًا بحقّه؟ النّصرةُ هي أكثرُ من إغاثة وتقديم المساعدة لمن يعيشُ ظروفَ قهر و معاناة مغلوبًا على أمره لا حول له و لا قوُة. إنّها تصل إلى حالة تقديم العون و الدّعم الماديّ و المعنويُ بكلّ أبعاده و معانيه لهذا الشخص الذي ظلمه الآخرون أو صنوف الدهر التي لم تعنه بل هي ساهمت و أسرفت في زيادة في معاناته و قهره و تسبّبت بمتاعبه.
الحياة عبارة عن معركة مصيرية للبشر الذين يعيشون فيها. فمنهم من يكون قادرًا على التأقلم و التأثير بها بشكل من الأشكال و منهم من يكون عاجزًا عن فعل ذلك لأسباب كثيرة تكون خارجة عن ارادته و لكنّ البعض قد يكون هو السبب المباشر في ما يحصل له من متاعب و مشاكل إمّا لأسباب جهله أو لإهماله و تقاعسه.
ليس التّعامل مع ظروف الحياة سهلًا البتّة فهو يتطلب حكمةً و حنكةً و مثابرةً و وعيًا و اجتهادًا و جهودًا متواصلة كي يتمكّن هؤلاء الناس من إثبات وجودهم و ترك بصمتهم على جبين هذه الحياة بصمة تكون رمز احترام و تقدير لوجودهم.
كما قلنا فإنّ الظروف هي التي تتحكّم بمصائر النُاس فتجبرهم على قبول ما لا يُقبل أو الرُضوخ بقوة التهديد أو التّرهيب أو الابتزاز. لهذا نرى مظلومين كثرًا في هذه المجتمعات التي لا تتوفّر بها العدالة و لا تسود فيها القوانين و لا تُراعى الأنظمة السائدة. بحيث يقع الخلل و ربّما المحظور أيضًا.
إنّ الأنسان المظلوم يشعر بحالة إحباط كبيرة فيفقد كلّ أمل بالخروج من هذه الحالة و عندما تكون المجتمعات بحال سليمة فلا يكون هناك ظالم و لا مظلوم لأنّ كلّ شخص يحصل على حقّه المشروع و أيّ تجاوز و اعتداء على الغير يمنعه القانون و يقف في وجه هذا المعتدي الظالم أمّا عندما نعيش في مجتمع تسوده مقولة و حالة (كِلْ مِنْ إيدو إلو) فعندها سيكثر عدد المظلومين و كذلك الظالمين.
قد نستطيع نصرة مظلوم ما و قد لا نستطيع لكنّ السؤال الأهمّ لماذا يقع الظلم أصلًا؟ هل هو بسبب طبيعة السّوء في البشر؟ هل هو لأطماع و غايات و أجندة معيُنة؟ هل هو مرض اجتماعي؟ مهما يكن السبب فلا داعي للظلم لانّه غير مقبول فهو ضد العدل السليم الذي يعيش كلّ النّاس تحت كنفه بمساواة و بحرية دون تمييز ولا أفضليات كيفيّة يريدها البعض كي يكون هناك مظلومين. العدالة قد تكون مفقودة على الأرض لأسباب كثيرة يعلمها الجميع أمّا عدالة السماء فهي ثابتة لا ظالم تحت سقفها و لا مظلوم.
الظلم حالة سيئة و سلوك شاذّ لا يمكن تبريره و لا حتى القبول به لأنّ الإنسان خُلِق حرًّا و من حقّه الطبيعيّ أن يمارس حريته و يعيشها بعيدًا عن أيّ قهر أو تعدّ أو ظلم.
بقلم الشاعر السوري فؤاد زاديكى
11-07-2023, 06:55 AM
مداخلتي على فقرة بعنوان (نصرة المظلوم) في سهرة الليلة في منتدى مجلة أسرة قلم و أكاديم
العرض العادي
