Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-08-2005, 04:58 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي أنشودة الحياة ـ ج1 ـ 7 ـ





أنشودة الحياة




[الجزء الأوّل]


( نصّ مفتوح )



صراعٌ مريرٌ

بينَ الصُّقورِ والنَّعاماتِ



بعوضةٌ واحدة تتحدَّى أحصنةً

بعوضةٌ واحدة

تعكِّرُ مزاجَ فِيلٍ ..

زمنٌ يزدادُ انحداراً

يزدادُ بؤساً

زمنُ الإنهيارِ

انهيارُ القيمِ في أغوارِ القاعِ



حواراتٌ مشنفرة

بجرعاتِ العقمِ

مدبَّقةٌ بقذاراتِ بقايا الصَّمغِ

تفرزُ طيفاً مِنَ الأوجاعِ

أكثرَ اشتعالاً مِنَ الجمرِ ..



آهٍ .. فقدَتِ اللغة حميميّاتها

تصدَّعَ الوئامُ

خوفٌ متجَذِّرٌ في أرخبيلِ العمرِ

في إشراقاتِ الصَّباحِ

على امتدادِ الأوقيانوس ..



تقشَّرَتْ أشجارُ الكينا

مِنْ تفشِّي السَّحايا

مِنْ تفاقمِ الغبارِ



سقطَتْ أيقوناتُ العمرِ

المعلَّقةِ على صدرِ الحياةِ

تهشَّمَتْ قبلَ أنْ تصلَ مجالَ الضَّجرِ

مسحةٌ مِنَ الحزنِ ارتسمَتْ

فوقَ خدودِ الهلالِ ..

هربَ دبيبُ اللَّيلِ

مختبئاً بينَ الحطامِ

لَمْ يجدْ ابن آوى مكاناً لَهُ

بينَ الحطامِ



يبحثُ العاشقُ عَنْ شمعةٍ

عَنْ فُسْحَةِ أملٍ

سرابٌ طافحٌ

فوقَ كاهلِ الأيامِ

أشواكٌ تنمو في ظلالِ الحلمِ ..



تدحرجَتْ صبيّة

مِنْ لونِ الكرومِ

قبلَ أنْ تصلَ إلى قمّةِ هضبةٍ

انكسرَ بابوجُهَا

قبلَ أنْ تلقي نظرةَ الوداعِ

على ضريحِ الحبيبِ ..



دمعةٌ ساخنةٌ انسابَتْ

فوقَ هالةِ البدرِ

انطفأ الموقدُ ..

قُشَعْريرةٌ باردةٌ ..

باردةٌ للغاية

تتصالبُ معَ أوصالِ اللَّيلِ



تزدادُ يوميّاً

مساحاتُ صحارى الرُّوحِ

يباسٌ منبعثٌ مِنْ أحشاءِ السّنينِ

خرَّتْ مِنْ كَبَدِ السَّماءِ نجمتان

فوقَ أرضِ شنعار ..

بابل برجُ الحضاراتِ

حضارةُ هذهِ الأيّام تمطرُ باروداً

فوقَ برجِ الحضاراتِ



الإنسانُ ومضةُ فرحٍ

ومضةُ حزنٍ ..

ومضةُ ضجرٍ

رحلةُ حِيْرَةٍ شائكة

تهرسُ خصوبةَ الرُّوحِ!



سفينةُ اللَّيلِ ضلَّتْ طريقَهَا

تاهَتْ بينَ الغمامِ ..

ريحٌ تزلزلُ قاماتَ السّنديانِ

صريرُ الأبوابِ ..

نوافذٌ ترحِّبُ بالرِّيحِ

تزدادُ خشخشاتُ الفئرانِ

مِنْ رُكْنِ الإيوانِ ..



استنفرَتْ كائناتُ الدُّنيا

مِنْ شدّةِ الأوجاعِ

قلوبٌ مرتعشةٌ

أحلامٌ مهشّمةٌ كالفخارِ



ابتسامةُ وليدٍ تخترقُ الكآباتِ

تزرعُ في القلبِ وردةً

فاحَتْ رَائحةُ البابونجِ

مِنْ صوبِ الجيرانِ



شحَّتْ مَؤونةُ الشِّتاءِ

حنَنْتُ كثيراً إلى أيامِ البازِرْكانِ

أيام زمان

أنتقي وأنتقي ..

آهٍ .. أين ولّت تلكَ الأيام؟



حياةٌ مكتنفةٌ بالكوابيسِ

غبارٌ كثيفٌ بلعَ ضوءَ المصابيحِ!



مُبارزاتٌ مؤكسدة

بتفسُّخاتِ الرؤى

المجوَّفة بالخرابِ

اللاهثة خلفَ الرياءِ!



مبارزاتٌ مريبةٌ

معَفَّرةٌ بالجنونِ

طاحشةٌ على خصوبةِ الوجدانِ

غير آبهة ببراكينِ الدمّ



سقطَتْ مركبةٌ مِنْ أقصى الأعالي

هلْ ارتطمَتْ بأوجاعِ السَّماءِ

أمْ تقيَّأَتها الكواكبُ مِنْ غيظِهَا

مِنْ تراكماتِ الوباءِ

المستشرية فوقَ جبهةِ الأرضِ

فوقَ ساحاتِ الوغى!



السَّماءُ العالية لا تبدو عالية

تقتربُ رويداً رويداً

نحوَ شفاهِ الأرضِ

تكادُ أنْ تخنقَ الشَّهيقَ المنبعثَ

مِنْ أحشاءِ الأرضِ



صراعٌ أجوفٌ

يشبهُ لغةَ الأساطيِر!



تطايرَتْ أشلاءُ الحمامِ

نحوَ الأعالي

عجباً أرى جراحاً فائرة ..

ارتطَمَتْ بِخيوطِ الشَّمسِ

فتناهى صداها إلى مسامعِ الرِّيحانِ

إلى الكائناتِ المتناحرةِ

تحتَ عباءاتِ السَّماءِ

فوقَ قممِ الجبالِ المتهالكة

في قاعِ البحارِ!



زمجرَ الهلالُ

وانبثقَ مِنْ فاهِ النَّيزكِ صرخة

زلْزلَتْ أمواجَ المحيطِ



ارتجفَتِ الكائناتُ

عندما رأَتْ وجْهَ الأرضِ

تزدادُ تصدُّعاً ..



النيازكُ غضبى

الشَّمسُ عطشى

تريدُ أنْ تبلِّلَ ريقَهَا

بمياهِ المحيطِ

كي تخفِّفَ مِنْ وَهجِ الإشتعالِ



العمرُ يتدَحْرَجُ

فوقَ أكوامِ القفارِ!



الموتُ عدالةُ الفقراءِ

عدالةُ العدالاتِ

انتصارُ الحقِّ في وجهِ الطغاةِ!



نعمةٌ هاطلة علينا من الأعالي

بابُ خلاصٍ

من جلاوزةِ العصرِ

من مناطحاتِ أصحابِ النَّياشينِ



الموتُ واحةٌ مريحةٌ

وَضْعُ حَدٍّ لعذاباتِ السّنين

الموتُ عدالةٌ

لا تطيلُهَا عدالات

جبابرةُ العصرِ تحني رقابَها

تحتَ أبَّهةِ الموتِ ..

لا مفرّ مِنَ العبورِ

في ميزانِ شهقةِ الموتِ

شهقةِ العدالةِ!



عبورٌ ولا كلَّ المعابر ..

بوَّابةٌ عادلة

يعبُرُهَا كلَّ البشرِ!



خرقَ نفوذكَ مدارَ النُّجومِ

على حسابِ شهيقِ الرَّعيّةِ

على حسابِ دماءِ الغنائم

نفوذٌ مدبَّقٌ بالاسودادِ

مشنفرٌ بالضغينةِ



قممُ الجبالِ مرتكزة

على صخورٍ متراصّة

هشاشة الأرضيّة

تجرف أعلى القممِ إلى القاعِ



تتباهى متبختراً

كطاؤوسٍ مجوَّفٍ بالقشِّ

تزرعُ الأرضَ باروداً

غير مكترث لأحزانِ العصافيرِ

لأحزانِ البحارِ

لأحزانِ المسافاتِ

المرشرشة

فوقَ أعناقِ المدائنِ ..



وجعٌ مكتنـزُ الأشواكِ

يقبعُ فوقَ صحارى الرُّوحِ!

جرحَت لغة التآمرات

خدودَ اللَّيلِ

لغةٌ من لونِ التَّماسيحِ

من لونِ الفقاعاتِ

تفتِّتُ هضابَ العمرِ

تشرخُ هدوءَ الشَّفقِ

سهولَ الرُّوحِ

غير آبهة بأخطبوطِ الألمِ

المفروش على مساحاتِ الجسدِ!

لغةٌ من لونِ الزَّمهريرِ

أكثرَ قتامةً من سوادِ اللَّيلِ

من مغائرِ القبورِ ..
... ... ... يتبع!







صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com
موقعي الفرعي عبر موقع الحوار المتمدّن
http://www.rezgar.com/m.asp?i=10


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:39 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke