Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-09-2005, 10:26 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي الإنسان ـ الأرض ، جنون الصولجان! ـ ج 4 ـ 5 ـ

الإنسان ـ الأرض ، جنون الصولجان!

أنشودة الحياة*
الجزء الرابع
[نصّ مفتوح]
5
... .. . ....

قحطٌ إنسانيّ

يلازمُ أصحابَ القرارِ



دماءٌ سميكة تجري

في أزقَّةِ هذا الزَّمان

رؤى متورِّمة بغيضة

تنتشرُ في لبِّ المخيخِ

تجنحُ نحوَ نقاوةِ الدَّمِ

تلوِّثه بجراثيمٍ

غير قابلة للعلاجِ

وجعٌ ينمو في سماءِ الرُّوحِ



تفشّى جوعٌ كافرٌ

وقفَ البغاءُ بمرارةٍ

في نهايةِ الطَّابورِ



هربَتِ العصافيرُ بعيداً

خوفاً من هراطقةِ هذا الزَّمان

إلى أينَ ينتهي بكَ هذا يا زمان؟!




مَنْ يصدِّقُ أنَّنا عبرنا

القرن الحادي والعشرين

إنّه زمنُ الإنهزامِ ..

إنهزامٌ ما بعده إنهزام



أطفالٌ في عمرِ الورودِ

يُقْتَلون تحتَ شعارِ السَّلامِ

سلامٌ مخضَّبٌ بالدَّمِ

معفَّرٌ بالسَّمّ

من لونِ الاسفلتِ



سلامُكُم يا أنتم مجرثمٌ بالملاريا

مستنقعٌ بغيضٌ

تعشعشُ فيه كلّ أنواعِ البعوضِ

سلامُكُم يا أنتم حشراتٌ ضارّة

تدبُّ على صدورِ الأطفالِ

تمتصُّ أطرافهم الغضّة

تَبَّاً لكم أيُّها الحمقى

تفو على غوغائيّاتكم

وعلى رؤاكم السَّقيمة

يا ملاعينَ هذا الزَّمان

أيُّ طيشٍ هذا الّذي أراه؟


اقشعرَّ جسدُ العالم

عندما شاهدَ شظايا السَّلام

تخترقُ قلوبَ الأطفالِ



يا مهابيلَ هذا الزَّمان

كيف تتجرّؤونَ

أن تطرحوا أنفسكم

قيادة أركان السَّلام

وأنتم على ما أراهُ

لا تستطيعون قيادةَ

قطيعٍ مِنَ الغنمِ؟



بأيَّةِ شريعةٍ تسلِّطونَ عيونكم المحمرّة

على شهيقِ الأطفالِ؟

تخنقون الأطفالَ

من شدّةِ جحوظِ عيونِكُم

تهطلُ عيونُكم شرراً كطعمِ الحنظلِ

أراهنكم يا هراطقةَ العصرِ

أنَّ دماءَكم

لا تختلفُ عن سمومِ الإفاعي

لا تختلفُ عن غدرِ الأبالسة

مَنْ أنتم كي تطرحوا أنفسكم

دعاةَ سلامٍ

وتاريخُكم كتلةٌ من الدِّماءِ

كتلةٌ مِنَ الوباءِ

كتلةٌ مِنَ الخطايا

بركانٌ مِنَ الشَّظايا

خياناتٌ مِنْ حجمِ البحار؟



ها هو سلامكم يسطعُ بالوخمِ

تفوحُ منه اعوجاجات هذا العالم



آهٍ ..

....... ....... ؟

عندما كنتُ صغيراً

تناهى إلى مسامعي مراراً

أنَّ الدُّنيا ستخربُ

في بدايةِ الألفيّة الثالثة؟

قمَّطني قلقٌ وخوفٌ

من لونِ المساءِ



آنذاك راودتني تساؤلات غامضة

يا لتعاسةِ حظِّي

لو خَرِبَتِ الدُّنيا

وأنا في عزِّ الشَّبابِ

لماذا لا تخربُ الدُّنيا

إلا على دوري؟



متى سأكتبُ

قصائدى

الهائجة كبركان؟



هل فعلاً ستخربُ الدُّنيا

في بدايةِ الألفيّة الثَّالثة؟



أتمنّى لو كانت هذه الأقاويل

خرافات!

تساؤلاتٌ لا حصرَ لها

راودتني عندما كنتُ صغيراً



يبدو أنَّ الخرافات تتحوّل

عبرَ هذا الزَّمن الأجوف

إلى حقائقٍ واضحة

وضوحَ الشَّظايا



الإنسانُ خرافة

حياته .. ممارساته

داسَت في جوفِ الخرافةِ ..

ربّما الإنسانُ ليسَ خرافة

لكنَّه في طريقِهِ إلى عالمِ التَّخريفِ ..

تخريفٌ ما بعدَه تخريف!



أَيعقلُ أن يقتلَ الإنسانُ

طفلاً في حضنِ أبيهِ

أَليسَتْ هذه بدايات ظهور التَّخريفِ

بل أنَّها هلوسات ما بعدَ التَّخريفِ؟



مَنْ يستطيعُ

أن يبلسمَ تقعُّرات القلبِ

من السُّمومِ العالقة

في قبّةِ الرُّوحِ؟

آهٍ .. إلى متى سيسيُر الإنسانُ في غيِّهِ

وأصحابُ الصَّولجانات

لا يرمشُ لهم جفن

كأنَّهم كائنات محنَّطة؟!



حضارةُ الإنسان تجنحُ

رويداً .. رويداً نحوَ الظَّلامِ



آهٍ .. ظلمةٌ ظالمة

تغمرُ جبينَ الصَّباحِ



حروبٌ منشطرة

من قبّةِ الأبراجِ

تهرسُ أغصانَ الحياة

في مقتبلِ العمرِ

في ميعةِ الصِّبا

في ريعانِ الشَّبابِ



حروبٌ على مشارفِ الكهولةِ

متاخمة للشيخوخةِ

لحافّاتِ القبورِ



حروبٌ مدمِّرة لأبجدياتِ العمرِ

تنبتُ معَ الإنسانِ

وتمتدُّ حتّى ما بعدَ الموتِ

تفرشُ شراراتَها المسمومة

فوقَ قبورِ الموتى

تتسرّبُ إلى عظامِهم

تفتِّتُ مفاصلهم

تثيرُ الرُّعبَ في عتمةِ القبورِ

تخيفُ دبيبَ اللَّيلِ الزَّاحفِ

على غيرِ هدى



حروبٌ من لونِ المراراتِ

مركِّزةٌ بوارجها المختلّة عقليّاً

على عقلاءِ هذا العالم

هلْ انقرضَ الحكماءُ من هذا العالم؟



ايُّها العقلاء الحكماء

لماذا تختبئون في شقوقِ اللَّيل؟

اخرجوا من شقوقِكم

ها قد آنَ الأوان!



نفوذٌ عقيمٌ يتفشَّى

في وادي الغرائزِ

تاريخٌ كالحٌ بالدمِ

خروجٌ تامّ عن شهقاتِ الخيِر

عن نسغِ الحياةِ



الإنسانُ تاريخٌ مؤكسدٌ بالاسفلتِ

تاريخٌ مبرقعٌ بالسَّوادِ

سوادٌ لا يضاهيه سواد



تآمرٌ على جمالِ النَّباتِ

على روعةِ البحارِ

على هدوءِ اللَّيلِ

على شفافيّةِ الرُّوحِ



يحبو الإنسانُ

على أمِّهِ الأرض

يقفُ وقدماهُ مثبّتتان على الأرضِ

تلاحمٌ فريد من نوعِهِ

عرشُ الإنسانِ متمركزٌ

على جفونِ الأرضِ

كينونةُ الإنسان

مستقبلُ كلّ الكائنات

بينَ أحضانِ الأرضِ



الأرضُ أمُّ الحياةِ

أمُّ الكائناتِ

تمتصُّ الأرضُ فتنَ الإنسان

تخبئها في أعماقِها

لا تفشي سرّاً

أمينةٌ

نقيّةٌ

سخيّةٌ

غارقةٌ في العطاءِ



جشعٌ أسودٌ يتقاطرُ

من خدودِ الإنسان

أنانيّةٌ مميتةٌ

مبيّتةٌ في جذوعِ الإنسانِ

خياناتٌ من لونِ الجنونِ

مفهرسةٌ في ضلوعِ الإنسانِ



شرورٌ مدمّرة تنمو يوميّاً

في شهيقِ الإنسان



ترياقٌ مسموم يتقاطرُ من زفيرِهِ

هل ندمَتِ الآلهة بتورُّطِ الأرضِ

بقباحاتِ الإنسانِ؟
... .. ... ... ... يتبع!

صبري يوسف

كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم

*أنشودة الحياة: نصّ مفتوح، قصيدة ملحميّة طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء هو بمثابة ديوان مستقل مرتبط مع الجزء الّذي يليه، وهذا النصّ مقاطع من الجزء الرابع، حمل عنواناً فرعياً:
الإنسان ـ الأرض ، جنون الصَّولجان


التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 26-09-2005 الساعة 10:30 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-09-2005, 05:34 PM
الياس زاديكه الياس زاديكه غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 14,102
افتراضي

أخي صبري.
نعم وألف نعم . هذا هو الواقع المرير الذي تعيشه الدول الفقيرة تحت سيطرة الأقوياء . حقا مانوهت به
عن تلك الدول التي تدعي بأنها تطالب بالسلم وبالعدالة ، إلا أن هو هدفها الوحيد التوسع والسيطرة على العالم جمعاء .
لاشفقة لارحمة على الأطفال على الشيوخ ، يدوسون بهم تحت الأقدام وكأنهم حشرات من أجل الوصول إلى مطامحهم الغير إنسانية .
ماذا بنا أن نفعل ؟ كي نوقف هؤلاء الطغاة عند حدهم ، نحن أيضا ضعفاء لانستطيع مقاومة الشر ، لأن الشر كمرض السرطان كلما تقربنا عليه زاد .
كلنا يرا مافعلوه بالعراق الحبيبية ، دون أي مبرر، ودون أي إثبات .
ماعلينا إلا أن نسلم أمرهم لله فهو القدير على كل شيئ.


أخوك
ألياس زاديكه
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26-09-2005, 10:14 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

العزيز ألياس

تحية من ربوع ستوكهولم

كل المودّة والإحترام لمروركم الطيّب على نصوصي
آمل أن تستمتعوا بقراءة فضاءات أنشودة الحياة ..

مع خالص التحية
صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27-09-2005, 09:47 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,041
افتراضي

عزيزي صبري

وهل كان الأطفال في زمن ما قبل هذا الطاغوت يعيشون في رفاهية يحسدها عليهم أحد؟ لم يعد بعوض من نوع واحد في العالم بل كثرت أنواعه وتعددت سبله في امتصاصه للدماء هذه هي الحقيقة يا صديقي فالحزن يلف العالم كله من جميع الجهات. وعلينا أن نسأل أنفسنا من أين المفرّ؟ هذا متى كان هناك مفرّ!
فؤاد
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28-09-2005, 08:50 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

الصديق العزيز فؤاد

تحيّة وبعد

أعلم يا صديقي كما تعلم أن البعوض يتكاثر يوماً بعد يوم ويمتص دماء الطفولة ودماء أبرياء لا تحصى في أنحاء كثيرة من بقاع الدنيا

من جهتي لا أقدّم حلولاً ولا يراودني يوماً أن أقدم حلولاً، لأن ليس لدي عصى سحرية، أنا أقدم نصّاً شعريا وأعكس حالات إنسانية ووجهات نظر معينة إزاء ما أراه وأتحسَّسه وأتلمّسه بطريقة أو بأخرى ..

الحلول هي بأيدي أصحاب القرار والرقاب الغليظة، بأيدي قادة هذا العالم، قادة جهلاء، أقل ما أقول عنهم أنّهم طائشين حتى النخاع، لو كنتُ في موقع المسؤولية والقرار، كان للحديث حديث آخر، وللرد ردٌّ آخر، مع أن هكذا موقع لا يراودني إطلاقاً لا عن قريب ولا عن بعيد، وموقعي كإنسان عادي، وشاعر منبعث من الرماد، رماد ديريك العتيقة، يداعب بلذة عميقة شهقة الحرف هو أفضل ألف مرة من الذين يقودون الكون ويداعبون النار ويحرقون رموش الطفولة دون ان يرمش لهم جفن، لأن أجفانهم تخشّبت وتصلّبت مثل حجر الصوان، لهذا قلت وأقول لأصحاب الصولجانات اللامعة المبقّعة بالدم والحروب الطائشة ، أنكم غير جديرين قيادة قطيع من الغنم، فكيف تطرحون أنفسكم قيادة هذا الكون الجميل وكأنكم أنبياء زمانكم وأنتم لستم أكثر من ثلة من السكارى بدون أن تشربوا قطرة نبيذ مسكّر، لأنكم سكارى من جشعكم وطيشكم وترّهات مشاريعكم التي تقود بالكثيرين من أبرياء هذا العالم إلى بوابات الجحيم ..

هذا النصّ، كتبته وأنا في أحد أقبية هذا الزمان، أعمل ليل نهار في حانوت صغير لأسدِّد ديوناً كثيرة تراكمت على كاهلي من خلال بعض نصابي هذا العالم، فما وجدت أجمل من الحرف للردّ على النصابين الصغار والكبار، فبدأت كلما كانت تسنح لي الفرصة، أكتب جملة شعرية، وفي المساء على صوت هدوء الليل وأكوام الكراتين وفوضى الحوانيت وقربالغات من العيار الثقيل، كانت تتعانق مع حرفي، أطاوع الفوضى مركّزاً على نقاوة الروح روحي، كي أنقذها من ترهات هذا الزمان، ومن نار الجشاعة والظلم والاحتيال، فكان صوت فيروز الدواء الناجع للحفاظ على هذا النقاء، حيث كان يطغى على انشراخات غربتي ليعيد إلى روحي عبق الصفاء والشوق إلى شهقة الشمس، فولد النص من بين ركام الغربة والحنين وأحزان لا تخطر على بال!

تصوّرَ البعض عندما عبرت متاهات أقبية الحوانيت، انني سأودّع الشعر والسرد والأدب والقص والحرف، ونسوا أن منقذي الوحيد من ضجر الحياة وشرورها وأشرارها هو حرفي فقد منحني لذة وطاقة، شعرت أنني ممكن أن أزلزل عرش أشرار ونصابي الكون برمته، فولد هذا النصّ ثم نصّ السلام اعمق من البحار ثم نص ذاكرتي مفروشة بالبكاء ونصوص عديدة أخرى، وعندما تمعّنت في بكائي ودمعتي وجدتها نقية مثل مياه دجلة ففرحت لهذه الدمعة التي تلألأت في عيني مثل دموع الأطفال وهم يحنون إلى صدور أمهاتهم في ليلة قمراء دافئة مكتنزة بإيقاع نقيق الضفادع على تخوم ديريك حيث بهجة الحياة تتراقص فوق نسائم الليل البليل ..


الحياة نسمة عابرة يا صديقي، فلماذا لا تكون نسمة معبّقة بالياسمين

مودّة عميقة متجددة لكم ولكل الأحبة القراء
صبري يوسف ـ ستوكهولم

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:20 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke