Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-02-2023, 08:54 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,567
افتراضي فكرُ الإقصاءِ إلى متى؟ بقلم الشاعر فؤاد زاديكى

فِكرُ الإقصاءِ إلى متى؟

بقلم الشاعر فؤاد زاديكى
بقدرِ ما نلاحظُه مِن بُعدٍ و ابتعادٍ عن الدّين و مؤثّرأته في أوروبا فإنّنا و بكلّ أسف نرى من ناحية أخرى قُربًا و التصاقًا و تشبّثًّا و تعنّتًا و تمسّكًا بالدّين وكلّ ما هو دينيّ في عموم العالَمين العربي و الإسلامي. كما نلاحظ أنّ هذا الالتصاق يتحوّل تدريجيًّا إلى نوعٍ واضح مكشوفٍ من المَيل إلى الشّعور العنصريّ الإقصائيّ المجحف حتّى أنّه صار شائعًا ومألوفًا في أكثر الجروبات الأدبية والشّعريّة التي ننشر فيها. ومثل هذه الظاهرة تبعث على الأسف فتجعلنا نشعر بالخيبة و المرارة و مشاعر الإحباط و عدم الرّضى. فهل علينا أن نتعامل مع الآخرين من منطلق دينيّ؟ أو من زاوية دينيّة؟ فهل هذا هو دواعي أن يكون الإنسان أخًا للإنسان؟ و هل اختار الإنسان دينه بملء حريته أم انّه مفروض عليه بحكم ولادته في أسرته التي تعتنق هذا الدين أو ذاك؟ وهل يجب أن نقبل مَن هو من ديننا و نُقصي مَن ليس منه؟
هناك مَن سيقول لدى قراءة محتوى هذا المنشور إنّني لا أُقصي أو لست من هذا النّوع من النّاس. و لكن عندما نُصدَم بما ينشره بهذا الخصوص فإنّي لا أستطيع تصديق كلامه إذ ينطبق عليه المثل القائل: اسمع كلامك أصدّقك. أشوف فعلك أستعجب. أجل مثل هذا الشخص فاقد المصداقية فهو يقول شيئا و يفعل خلافه.
أيُّها الصديق الذي من الدّين الآخر مَنْ تَكُنْ هل شعرتَ بشعور الذي ليس من دينك و هو يقرأ مثل هذه المنشورات و أحيانًا تدعوه لأنّ يشارك عليها؟ ألم تفكّر و لو للحظة أنّ مثل هكذا منشورات يمكن أن تخلق شعورًا بالامتعاض أو عدم الرضى لدى هذا الشخص؟ أم أنّك ترى هذا مِن حقّك حتى و لو كان مخالفًا لجوهر عقيدة هذا الآخر ومعتقده و دينه؟ كيف سيكون شعورك لو هو نشر ما يدعو له دينه؟ هل ستقبله و تتقبّله دون ردّات فعل معاكسة؟ ألن يخلق لديك شعورًا بالامتعاض و بعدم الراحة؟ و هل سيكون موقفك وشعورك و ردّة فعلك عاديّةً متى نشر هذا الآخر دعوة لدينه؟
أعتقد أنّك لو أجبت بكلمة نعم أو أجل أو عادي فإنّك لن تكون صادقًا مع نفسك. فقد لاحظنا من خلال بعض الرّدود على منشورات من هذا النوع وجود ردود فعل سلبيّة للغاية أي ليست كما تدّعي أنت و لهذا انسحبنا من بعض تلك الجروبات و المنتديات.
لقد لاحظنا من خلال الردود أقصى درجات العنصرية و الرّفض و عدم التقبّل و كأنّنا ارتكبنا جرمًا بهذا. ليس من عادتي الوقوف في مثل هذه الحالات و المواقف موقف المتفرّج كمن يقول لا علاقة لي بذلك. فكيف لا علاقة لي بذلك و أرى أنّ هذا المنشور أو ذاك يحضّ على الكراهية و يصنّفني ككافر و مارق و خارج عن الدين أو أنّ ديني غير مقبول لديه الخ..؟ من الصفات التي يختلقها مرض هؤلاء الفكري و جهلهم المتقوقع و تخلّفهم الذي هو سبب بقائهم على ما هم عليه في مؤخرة شعوب العالم.
يحزّ في نفسي و يُحزنني كثيرًا مثل تلك المواقف وما نراه من تقوقع العرب و المسلمين واستسلامهم بدون وعي و فهم لما يفرضه عليهم الدّين و هو في كثير من الأحيان يسيء إلى الذين ليسوا من دينهم و يحتقرهم.. لدرجة انّه يتخيّل إليهم أنّهم لوحدهم على هذه الكرة الأرضية. فهم الأفضل و الاقوى و الأكثر صلاحًا و إيمانًا وتقوًى وهم الاوّل و الأخير و الأكثر قربًا من الله بحسب زعمهم الفاشل.
مثل هذا الشّعور ينتابني منذ وقت طويل و في كلّ مرّة أحاول أن أكتمه بعدم الإعلان عنه. لكن و بصراحة فقد طفح الكيل و لم يعد السكوت ممكنًا. ما دفعني إلى كتابة هذا المنشور هو أنّني لاحظت في الآونة الأخيرة جنوحًا كبيرًا بهذا المنحى و ضربًا شبه يوميّ على الوتر الدّينيّ في جروبات و منتديات أدبيّة وكأنّها أصبحت ملحقات بمساجد و جوامع. وهذا ما يدعو إلى شعور فعليّ بالإحباط.
فمثلًا عندما اقرأ عبارة ( صلّى الله على محمد) أسأل نفسي هل يفهم ناشرها معناها؟ أم أنّه يكرّرها تكرار الببّغاء بدون أيّ فهم؟ بالحقيقة لكونها موجودة و منتشرة في أغلب الجروبات الأدبية فهي دليل على عدم فهم واضح لهذا القول. و هنا أسأل كلّ مَن يكرّر هذا القول ويروّج له ماذا تفهم منه؟ و كيف تفسّره؟ ولمن يصلّي الله؟ هل هناك الله ثانٍ كي يصلّي ربّ الإسلام له؟ لأنّ كلمة صلّى واضحة المعنى مهما حاول البعض تفسيرها بخلاف ما جاء في معاجم اللغة فهي تعني الصلاة و لا معنى آخر. إنّها دعوة غير منطقيّة و غير صحيحة و غير معقولة يتمّ نشرها على أوسع نطاق بدون أيّ فهم.
الله الخالق لا يخشع لأحد
الله الخالق لا يصلّي لأحد
الله الخالق لا يحتاج لمعونة أحد
فهل وصلت الفكرة؟
طبعًا ليست هذه العبارة الوحيدة التي تثير امتعاض مَن هم من دينٍ آخر فهي كثيرة لسنا في حاجة لذكرها.
أدبًا و احترامًا و إنسانيّة يجب مراعاة مشاعر الآخرين و هذا غير موجود لدى إخوتنا المسلمين نقولها بكلّ صدق و محبّة و صراحة و الأنكى من ذلك أنّهم يرون هذا من حقّهم بينما لو نشر شخص من دين آخر مقولة إنّ المسيح هو ابن الله أو هو الله الذي ظهر بالجسد فسوف تقوم قيامتهم و ستكون ردود الفعل متباينةً ما بين تهجّم على شخصه و كيل السّباب و الشّتائم له أو انتقادات و اعتراضات كثيرة ربّما تصل إلى أنْ تطالب بطرده من الجروب. هم يطيب لهم الإقصاء و يرونه من حقّهم بينما يمنعون ذلك على البوذي أو اليهودي أو المسيحي أو الزرادشتي.
السؤال إلى متى سوف تستمرّ محاولات إقصائكم للغير و عدم احترامكم لمشاعرهم و معتقداتهم؟
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 04-02-2023 الساعة 09:04 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:54 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke