العتابُ و المعاتبةُ
بقلم: فؤاد زاديكى
إنّ العِتَابَ وهو الخطابُ على تضييع حقوق المودّة والصداقة في الاخلال بالزيارة وترك المعونة وما يشاكل ذلك ولا يكون العتابُ إلّا ممن له مواتٌ يمتُّ بها فهو مفارق للوم مفارقة بينة, يأتي نتيجة حصول خلاف أو وجهات نظر مختلفة متضاربة حول موضوع ما أو أمر أو موقف بين شخصين و هو لا يأتي إلّا بقصد المحبة لانّه تعبير عن شعور إنساني مشبع بالفهم و تفهّم موقف الشخص الآخر و ربما البحث بنفسه عن مبررات ما يكون حصل من سوء تفاهم أو خلاف أو جفاء, و هناك فرقٌ بين اللومِ و العتبِ, فالعتاب فيه عشم و محبّة و طاقة إيجابيّة أمّا في اللوم فإنّنا نتمادى في إظهارِ أخطاءِ الغير.
أمّا المعاتبةُ وهي من نفس الجذر اللغوي للعتب, فقد تأتي المعاتبة أيضا بمعنى العتاب كدليل محبة و ليس بالضرورة أن تكون مناقشة للعتاب كسلوك و تصرف.
على العموم يقول المثل الشعبي العتاب على قدر المحبة و كلّ إنسان معرّض لأن يخطئ و لكن من الأمور الجيدة أن يكون بالطرف الآخر شخص أو أشخاص يتفهمون هذا و يحاولون التخفيف من وطأة شعور هذا الشخص بالذّنب