الناسك والشيطان .

[الأب عيسى غريب]

...

]تعلم يا أخي ويا أختي ، هذه القصة والتي تحمل بين طياتها الكثير من المعاني الروحية ..وخلاصتها ..هي سر ( عندما قاتلتني من أجل عقيدتك َ غلبتي ..وعندما قاتلتني من اجل منفعتكَ غلبتكَ ....

كان ناسك يتجول البراري والبلاد ،ويفتش على الناس الغير مؤمنين بالله الواحد الأوحد .الله خالق الكون ومعطي الحياة يسوع المسيح ..الكلمة المتجسد ...

فصدف إن هذا الناسك الذي أعطى حبه وحياته وشبابه ،للمخلص يسوع المسيح .والذي نذر نفسه لكي يبشر بأسمه ..وقد ترك العالم كله هذا الناس وبدأ رسالته التبشيريه .. وصل هذا الناسك إلى إحدى القرى النائيه .القرى المعزوله عن العالم ..فبدأ يفتش ويسأل عن ديانتهم أو عن كيف يعيشون وما هي ديانتهم وعقيدتهم ..فقال لهم أيها الراعي ماذا تعبد هذه القرية ..فأجابه الراعي . أن القرية بالكامل منذ ان كنت طفلاً وإلى هذا اليوم تعبد هذه الشجرة التي هي قدام القرية ..وفي الصيف والربيع يجتمعون تحت ظلها ..ففي الصباح يسجدون لها ويذهب كل واحد إلى عمله ..وقبل ان تغيب الشمس يأتون ويسجدون لها ..ويذهبون للنوم ..أي أن ديانتهم هي هذه الشجرة فقط ..فرح الناسك ( الراهب ) وقال أنه صيد ثمين ...بعد أن يذهب الناس إلى النوم ..سوف أقوم بقطع الشجرة أولاً ..وأخذ أغصانها إلى وادي بعيد .وفي اليوم الثاني والثالث .بعد أن يفقدوا الأمل من الشجرة المقطوعه .سوف أقوم بالكرازه وأعرفهم عن الله الخالق .وأعرف أهل القرية البسطاء عن الديانة الجديدة .أي عن يسوع المسيح المخلص ...

وبعد غياب الشمس ..أخذ معه فأس كبير ( بالطه ) وهي آداة مخصصة لقطع الشجر ..بعد أن سنها وأصبحت حادة جداً ..لكي يستطيع قطع الشجرة قبل بزوف الفجر .... وفيما هو بدأ بقطع الشجرة ...جاء له الشيطان على شكل وهيئة شاب قوي ...وقال له ماذا تفعل يا أيها الراهب ( أيها الناس التي تحب الله ) هل ؟ الله علمكَ هكذا ان تقطع الشجرة ..وتحرم القرية من الجلوس في ظلها وقت الحار ( وقت الصيف ) ويأكلوا من ثمارها ...عجيبه وغريبه اعمالك وأعمال ربك ...؟ فأجابه الناسك ؟ لأنني أخاف الله وأعمل من أجل الأنسان سوف أقطع الشجرة .لكي يتركوا عبادتها ويعبدون الله الخالق ..خالق الأرض كلها وليس هذه الشجرة فحسب ...وبعد منا قشة حادة ..بينها ..الناسك يحاول قطع الشجرة ..والشيطان ( المتخفي ) بهيئة شاب ..يمانعه من قطعها ...وبعد معركة طويله بينهما . أستطاع الناسك أن يوقع الشيطان بقوته التي كانت من قوة الروح القدس ...ولكن بدأ الفجر يظهر والشمس بدأت تعطي ضوءً ..فأنهزم الاثنان من الأهالي . من أهالي القرية خوفاً ...وأختفوا كل واحد إلى مكانه ..الناسك إلى الجبل والمغارة المخفيه ..والشيطان إلى مكانه ..لأنه موجود هو في كل مكان يطلبونه ...

وتكررت العمليه ..مرة ثانية وثالثه ..فكر الشيطان كيف سوف يغري الناسك ..لكي يمنعه من قطع الشجرة ..وأستمرار الناسك بفكر لكي يمنع الناس من عبادة الشجرة وأن من غير قطع الشجرة لا يستطيع أن يبشرهم ،ويستطيع بعدها إقناع الناس بعبادة الخالق الحقيقي ..وعرف الشيطان أنه لا يستيطع منع الناسك عن قطع الشجرة سوى المال ...لأن ربه قال له لا يستطيع الأنسان ان يعبد ربين .الله والمال ..أما الله أو المال ..وقال ايضاً .محبة المال أصل لكل الشرور ..وقال الكثير من الآيات ..حول المال والطمع ..فقال الشيطان للناسك سوف أعطيك ثلاث ليرات ذهب ، إذا تركت قطع الشجرة ..وعندما سمع الناسك بالمال توقف عن العمل ،وقال له هل انت صادق بما تقول ..؟ فأجابه نعم أنا صادق ..وكل يوم وأنت تستيقظ من النوم سوف ترى تحت الوسادة 3ثلاث ليرات ذهب ...فرح الناسك .وعاد إلى الجبل إلى المغارة التي كان يعيش فيها ..ففي الصباح أستيقظ من النوم وفتش تحت الوسادة التي كان ينام عليها ..فرأى ثلاث ليرات من ذهب ..ففرح الناسك وقال أن هذا الشاب لا يكذب ، وقد وفى بوعدة ...وفي اليوم الثاني أيضاً ..عندما أستيقظ من نومه رأي الـ3 ثلاث ليرات ذهب تحت الوسادة ..فبدأ يفكر الناسك فقط في الصباح .ونسي الشجرة ، وهو يفكر بالليرات الذهبية التي كان يضعها له ( الشاب ..الشيطان ) تحت الوسادة ، أما في اليوم الثالث فلم يضع شئ ...

فغضب الناسك من الشاب أي ( الشيطان ) طبعاً هو لم يكن يعرف انه شيطان يمتحن صفه شاب قوي ... وجاء مرة آخرى إلى الشجرة بعد أن غابت الشمس بساعات ..مثل عادته لكي يقطع الشجرة ...ولكن الشاب كان له بالمرصاد ....وقال له عدت مرة آخرى لتقطع الشجرة ، فأجابه الناسك ..أنت واحد شيطان كذاب منافق . ( أي جميع الألقاب التي تناسب الشيطان ) .وعدتني ولم توفي بوعدك ..ورد عليه الشيطان .إذا لم اوفي بوعدي ، سوف تقطع الشجرة ..فقال نعم ..وسوف ترى ...تقدم الناس إلى الشيطان لكي يرميه مثل كل مرة على الأرض ..وينتصر عليه ..ولكن هذه المرة كانت يد الناسك اليمنى على المال ( الليرات الذهبية ) ويد الآخرى تقاتل الشيطان ..فغلب الشيطان الناسك . لأنه كان يقاتله بيد واحدة فقط ، لم يكتب له النجاح ولم ينتصر على الشاب ( الشيطان ) .وقال له ....هذه العبارة الشهيرة .... نعم يا أيها الناسك ، عندما كنت تقاتل معي من أجل عقيدتك، كنت تغلبني ..وعندما كنت تقاتلني من أجل منفعتك غلبتكَ ....هذه هي أحاول البشر ..فالناسك هو الغالبية من الناس .والشيطان هو شيطان يفتش لإغراء بني البشر .بأي طريقة أو وسيله يستطيع ان ينفذها لكي يبعدهم من عبادة الله الحي ..ومن السير في طريق الحق ...نعم كل أنسان عندما يعمل من أجل الله ، يكون قوياً ..ولكن عندما يعمل من أجل منفعته يخسر كل شئ ..فقد خسر الناسك حياته مع الشيطان ، لأنه ذهب وراء مغرياته ...تقبلوا مني فائق التحيات .....وبركة المسيح مع الجميع ..الأب عيسى غريب المانيا / فولندرف ..................

[fouadzadieke]

فالناسك هو الغالبية من الناس .والشيطان هو شيطان يفتش لإغراء بني البشر .بأي طريقة أو وسيله يستطيع ان ينفذها لكي يبعدهم من عبادة الله الحي ..ومن السير في طريق الحق ...نعم كل أنسان عندما يعمل من أجل الله ، يكون قوياً ..ولكن عندما يعمل من أجل منفعته يخسر كل شئ ..فقد خسر الناسك حياته مع الشيطان ، لأنه ذهب وراء مغرياته

يقول المثل المصري الشائع: الشيطان شاطر. لكنه ليس شاطرا أبدا على الذين يستمدون قوتهم من إيمانهم بالرب و يعملون على طاعته و محبته. قصة جميلة و فيها العظة التي يحتاجها كل شخص. شكرا لك أبونا عيسى مع تقبيل يديك و مباركتك لنا.