Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الأزخيني > ازخ تركيا > زاوية قاموسية

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-12-2015, 09:48 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,567
افتراضي نظرة خاطفة على " قاموس فـي اللهـجةالأزخينيّة " للمحامي عبدالكريم بشير تعليق وتحليل ا

نظرة خاطفة على " قاموس فـي اللهـجةالأزخينيّة " للمحامي عبدالكريم بشير

تعليق وتحليل الدكتور الأب يوسف سعيد ـ السويد ـ

بمناسبة انجاز كتاب (قاموس في اللهـجة الأزخينيّة ) للمـحامي عبدالكريم بشير ـ الطبعة الثانية ـ أرى من المفيد إلقاء نظرة ولو سريعة على هذا العمل التراثي اللغوي القيِّم وإنْ كانت هذه النظرة الخاطفة لا تُعْطي المؤلّف حقَّه من التقدير والإكرام. إنَّمـا هي وجهة نظر مُساهمة في تشجيع المؤلِّف والثناء على جهوده الكبيرة في انجاز هذا الكتاب الذي يُعَدُّ الأوَّل من نوعه في هذه اللهجة التي تكاد تنقرض.
عن آزخ(1) و الأزخيني قالوا : آزخي ـ أزخيني ـ هازخي ـ . ومُؤخراً وردتْ في غنائهم على آزخ وأهلهـا وسكَّـانها "هزْخْ " بسكون الزاي والخاء. وإذا لُفظت بلسان الأعاجم الذين يُحيطون بمنطقة آزخ حوَّلوا ألفهـا إلى هاء ، وعلى الأغلب اللفظة عند أكراد المنطقة فقالوا هـازخ ـ آزخ ـ أزخيني ـ آزخي.
وكلمة آزخ هذه ذات جذرٍ مغُّـولي أُطلقت عليهـا من بعد حرقهـا من قبل ابن تيمورلنك في حملته الثانية عليها وزرع أغلب رجالها في حفر أشبه بآبار في آزخ والكلمة كُنَّـا قد حلَّلْناهـا عندما ترجمْنـا بتصرّف قصيدة الشاعر الآزخي (الاسقف كوركيس الآزخي) كان من الأسرة الحبيبكيّة الفخذ الاسكندراني. والقصيدة بقيت الوحيدة من ديوان هذا الشاعر الذي أحصاه البطريرك أفرام برصوم في كتابه " اللؤلؤ المنثور " وجعله في الطبقة الرابعة بين شعراء السريان. وله ديوان شعر ضاع بكامله ولم يبقَ منه إلاَّ قصيدة " آزخ " والقصيدة بالرغم من عمق صاحبها سريانيَّـاً وتضلُّعه بمفرداتهـا وقواعدها وعلم فنونهـا.. جاء شعره فيهـا مُكبَّـلاً بكلمات يونانيَّة فيهـا رطانة تقليديّة ومحشوَّة بألفاظٍ يونانيَّة. تقليداً للأسلوب اللاهوتي الفلسفي عند السريان وقتذاك . وأمَّا شقيقه يشوع مطران الجزيرة نجهل تاريخه كُلّيَّـاً.
لقد أدرج نيافة المطران عيسى جيجك مشْكوراً هذه القصيدة بخطّه الرصين عن نكبات السريان عبر عصورهم وقد أضاف مجداً إلى أعماله إذ أقدم على نشر التراث السرياني في مطبعة دير مار أفرام بهولندا وهذا ما يستحق منَّـا الثناء والشكران. وقد ترجمناها إلى اللغة العربية ونشرناهـا في المجلّة البطريركيّة .
وعنوان الكتاب الذي نحن بصدده ـ قـاموس في اللهـجة الأزخينيَّة ـ بقلم المحامي عبد الكريم بشير. يقع في 305 صفحة من القطع الكبير، جمع فيه الأستاذ عبالكريم بشير اللهجة الأزخينيَّة ، ونقلها إلى اللغة العربيَّة الفصحى حسب الحروف الهجائيَّة شارحاً بإيجاز معاني كلماتها، وقد أورد بعض الأمثلة التي تُقال فيها على هامش الكلمة المراد شرحهـا، وقد جعل المؤلّف في عمله هذا ثلاثة أعمدة في الصفحة الواحدة. ففي العمود الأوَّل ذكر الكلمة باللهجة مكتوبةً بالأحرف العربَّة، وذكر في العمود الثاني لفظ الكلمة بالأجرف اللاتينيَّة، وقد ذكر في العمود الثالث شرح الكلمة ومُرادفاتهـا. وأورد ذكرى بعض الوقائع والحوادث التاريخيَّة الهامة والتي لهـا أثر كبير في حياة شعب آزخ والمنطقة كـكلمة: الفَـرْمَانْ. القَـفْـلة. المَظْبَطَةْ. الرَاوَنْـدِزْ. سَفَرَْبلِّك. وغيرهـا. كما أورد في القسم الثاني من الكتاب أسماء بعض وأهم الأطعمة الشائعة عند آل آزخ وكذلك بعض أسماء الفاكهـة والخضار ، والنباتات والحشائش والأديرة والكنائس والمزارات، وبعض المواقع والأماكن في آزخ وضواحيهـا.
وكلمة آزخ لا زالت تُستعمل في اللهجـة الموصليّة العربية الدارجة وتعني الأسف والأستفة أو وا أسفاه . ونقلاً عن مصادر السلف الصالح من شيوخنا عطَّر الله ثراهم. كما كتبه وسطَّره أستاذنا الخوري يوسف داهودي(2) ـ بيلان ـ آخر كهنة آزخ. وقد كتبْتُ بعد سماعي خبر وفاته مقالة عنه ونشرتُهـا في مجلَّة بهرو سوريويو السويدية.
إنَّ الطاغية ابن تيمورلنك وقف على خرائب ( الكوَّل)(3) ينظر إلى النيران تأكل آزخ فصرخ : يَـازِخْ ! !..
ومُؤلِّف الكتاب الأستاذ عبالكريم بشير ولد في آزخ وبنفس السنة التي ولدتُ فيها 1933 وبيته كان قريباً من بيتنا. وكلانـا ثكل بأبيه. فأنـا يتيم الأب وهو كذلك. وينحدر من أسرة ـ قبيلة ـ الكُمُّوكيّة وهي كلمة سريانية أي الأسودا . وبحثتُ طويلاً عن مصدر هذه الأسرة قبل سكناها في آزخ وقد عاشرتُ مُدَّةً طويلة شخصين من هذه الأسرة الأستاذ سليمان بن حنَّـا إيليا وكريم شـرُّو ولمّـا يؤكدا لي سوى أنَّ الأسرة هي من أقدم أُسرنا التي سكنت آزخ وأصلهم من الرها.
فيما الأستاذ عبدالكريم أكَّد لي حسب مصادر الأسرة أنَّهم ينحدرون من أسرة كومو أحَّد أحفاد أوكومو لقب أحَّد ملوك الرها. والأسرة معروفة يذكائهم الحاد وقاماتهم الجميلة ، وحسن مناظرهم، وتتفرَّع الأسرة اليوم إلى عدّة فروع أشهرها عائلة ـ صورو ـ الكريـمة.
أمَّـا لهجتنا الأزخينية فقد أعاد جذورها المستشرق الألماني ـ أوتو ـ إلى جذر اللهجة الموصلية. وجعلها لهجة عربية موصلية.
(طالع مُقدِّمة قصصه عن طور عبدين. طالع أيضاً عجائب المقدور في أعمال تيمور. ومقالنا في المجلة البطريركية في تحليل هذه اللهجة).
تقتحم لهجتنا كثيراً كلماتٌ من السريانية الأصيلة وبعضها من اللغة العربية الفصحى وبعض المترادفات من الكلمات الكردية والفارسية والرومانية. ومهما يكن فلغتنا لو استمرّت في تطوِّرها المكاني قبل احتياح العالم من الراديو والجريدة والتلفاز لكان لنا لهجة خاصة بنا تدعى : اللهجة العربية اللآزخية .وهناك ممارسات في داخل آزخ فهناك بعض البيوت تستعمل كلمة لا يستعملها الآخرون. فمثلاً اسْـكفْتا اسكفطا أي العيشة . بينما بعضهم يستعمل كلمة العيشة.
أمَّـا إذا زرْت أربـو اربو احدى قرى طور عبدين أشاروا إليك بحي خاص بعشيرة البشكيِّة(4) (تصغير بشير) وهو جدّنـا الأعلى والذي دُعينا على اسمه. هاجر بعض أولاده بعدئذٍ من آزخ إلى أربو، وهم أولاد عمومتنا. واليوم انطفأتْ أربو كغيرها إلى الأبد بعد أن فتحتْ أوربـا أبوابهـا أمام قوافلهـم. كما تجد في انحل انحل وهي أيضاً من قرى طور عبدين البعض ينتمون إلى عشائر أزخينية كبيرة. لكن يبدو أن رجولتهم المعروفة في آزخ قد فترتْ.. دائـماً تُراب المنطقة له الفضل في صنع الرجولة..
بقي أن نذكر أنَّنـا كُنَّـا نلعب أنـا وكريم ـ وهذا كان اسمه وقتذاك ـ على درجات العين التي تتوسط المسافة بين بيتينـا، أو الجلوس في شتاءات آزخ القارصة عند كانون النار نردِّد معاً (أبانا الذي) (ابون دبشمايو) باللغة السريانية.. وقبل أن ننْهي تعلّم نؤمن بالله الواحد (قانون الإيمان) فصلتْ الأيَّام بيني وبينه إذ هاجر أحدنا إلى العراق والآخر إلى سوريـا وانفصمت آصرة صداقتنا حتى لُقْيانا ثانيةً في السويد قبل ثلاث سنوات. في صيف 1996.
أيُّهـا العزيز عبدااكريم لا شكَّ في أنَّ محبَّتك وتعلُّقك بهذه اللهجة التي تُعتبر تراثاً نفيساً عن الآباء والأجداد البررة دفعك إلى تخليدهـا في هذا الكتاب دافعاً عنهـا عوامل النسيان وقوارض الفناء. باذلاً جهوداً كبيرةً طوال هذه السنين دون التفكير أو الحصول على أيِّ مكسب مادي؛ بل بالعكس مُتحمِّلاً تكاليف هذا العمل النبيل. وهذا لعمري مُنْتهى الشيَم النبيلة ؛ فاستحقَّيْتَ مِنَّا جميعـاً الثناء والشكران.
رأيتُ في صوت يراعك صولْفـاج نغماتٍ لأصوات المحبَّة . وصرير يراعك يحمل نغمات سينفونية خالدة كخلود ذكرى آزخ في قلوب أبنائهـا. ونفثات قلمك وجماله مثل جمال الفجر الوليد فوق منحدرات بـازبدي..
غداً سيقول تاريخ آزخ (بـازبدي) كان ابني البار عبدالكريم بشير كوائل البرية يطفر طفرة السعادة على الروابي والتلال الأزخينية حاملاً في أعماقه حُبَّـاً لا يتوارى لتلك المدينة السريانيّة الصغيرة التي أنجبته..
سنعود معك ثانية إلى بازبدي. عندما يمضي الشتاء ، وتمرُّ فوق شعفـات الجبل الأبيض سحب محملَّة بزخَّات المطر الغاسلة المُطهِّـرَة ، ويعود الربيع وتظهر في أخاديد حقوله الأزهار. هناك سنرتوي ثانية من رقرقات سواقي سقلان(5) آزخ ونسمع تغريد البلابل وهديل اليمام. والقبَّرات الوديعة تُرفْرف بنغمات أصواتها الرخيمة.
اكتب... واكتب فنحن بأشد الشوق إلى همسات يراعك أيَّهـا العزيز عبدالكريم بشير ودمْتَ مع مودّة.

السويد /18/11/1999

(1) ـ هي البلدة السريانيّة المعروفة ( بيت زبداي )والتي لهـا نضال تاريخي . تقع في جنوب نـهـر دجلــة، على بعد 30 كم من جـزيرة ابن عـمر الحاليّة . وتُسمَّـى ( ادل ) باللغة التركيّة .
(2) ـ الخوري يوسف داهودي والأستاذ عبدالكريم بشير ينحدران من شجرة عائلة واحدة.
(3) ـ الكُـوَّل حارة مُرتفعة في جنوب آزخ ورد شرحٌ عنهـا في القاموس الذي نحن بصدده صفحة 238
(4) ـ البشّكيّهْ هي إحدى قبائل آزخ وقد ورد عنها وعن كافة قبائل آزخ شرح في القاموس المذكور مع ذكر بعض العائلات لكلّ قبيلة بحسب حرفهـا الأبجدي.
(5) ـ السقلان هو نهر صغير ورد تعريفه مفصَّلاً في القاموس المذكور صفحة 152
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:58 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke