Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-07-2014, 12:36 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,595
افتراضي البطش الإسلامي عبر التاريخ الإنساني تكفير المرتد و قتله الجزء الثاني بقلم فؤاد زادي

البطش الإسلامي عبر التاريخ الإنساني

تكفير المرتد و قتله

الجزء الثاني

بقلم فؤاد زاديكه


سنأتي هنا على ذكر البعض من الشواهد و الدلائل من التاريخ الإسلامي الماضي و الحاضر و هي نماذج قليلة من آلاف كثيرة لم نأت على ذكرها أو أن التاريخ أغفلها، لتكون بذلك عظة لمن يتعظ و ليعرف العالم مدى خطورة هذا الفكر الجامد و المتقوقع على البشرية جمعاء. إننا عندما نتحدث بأمانة تاريخية لا نكون ظلمنا أحدا فمن تاريخ الإسلام و المسلمين أخذنا هذه المقتطفات و من مقالات نشرت من خلال مسلمين كي لا نتهم بالعداء للإسلام. إن "دود الخلّ منه و فيه" كما يقول المثل العربي.




"لقد رمى عبد الله بن مسعود بتهمة (الكفر) على زيد بن ثابت ، والسبب أنّ ابن مسعود عبّر عن غضبه لأنه لم يتم اختياره ولو حتى عضوًا فى اللجنة التى كلفها الخليفة عثمان بكتابة المصحف الذى عُـرف بمصحف عثمان . كما كان لابن مسعود مصحف خاص به كتبه بيده فأمر عثمان بإحراقه ، وكذا سائر المصاحف الأخرى . ولما رفض ابن مسعود تسليم مصحفه أمر عثمان بجلده وجـُرّ من رجليْه حتى كــُسِرَ له ضلعان . وبشجاعة الباحث الحر تساءل أ. خليل ((ما الذى كان فى مصحف ابن مسعود ودفع الخليفة الثالث إلى إحراقه. وجلـْد كاتبه - وهو صحابى كبير؟ ومن الأمثلة"

"التكفيريون، هم أحفاد وسليلو فكر الخوارج القائلين بالتكفير بكل ذنب وخاصّة الكبائر. وقد عارضهم علي بن أبي طالب مستغربا تصرّفاتهم حيث قال لهم (من علّمكم قتل النّاس على آرائهم) و(بينى وبينكم قتل النّاس وظلمهم) وقال فيهم (أنتم شرّ النّاس جميعا). ومن دلالات حماقتهم أنّهم يستنكرون بشدّة أن يمدّ أحدهم يده لقطف تمرة من بستان على ملك الغير، على معنى أنّ ذلك اعتداء على مال مسلم. فيما يكفّرون عليّا أبن أبي طالب، الذي خرجوا عن منهجه، ثمّ يقتله أحدهم ليلة القدر من شهر رمضان، قائلا وهو يضربه(يا ضربة من تقي ما أراد بها إلّا ليبلغ من ذي العرش رضوانا). معتقدا أنّ ما أتاه يقرّبه إلى الله!!! وهو ما يفسّرالسعار الذي يتلبّس التكفيريين للقتل. كما يعني أنّ أصابعهم ملطّخة بدماء مخالفيهم الأبرياء، حتّى ولو كانوا من بينهم."

"ولعلّ مأساة ابن المقفّع الذي ينتمي فكريّا إلى هذه الفرقة تختصر هول ما لحقها من عناء. ذلك أنّ جسده قد قطّع و أكره على أكله مشويًّا حتى مات وهو في مقتبل العمر، ولم يتجاوز السادسة والثلاثين، لمجرّد كتابة مخطوطة للخليفة العبّاسي السفّاح، أبو جعفر المنصور، سمّاها رسالة الصّحابة، تضمّنت رؤِيته للإصلاح متعدّد الأبعاد؛ لعيوب الخلافة والمستخلفين والقادة والجنود والقضاة وحتّى جباة الجزيه"

"ولقي الحلّاج بعد تكفيره، مصيرا مشابها، حيث تمّ صلبه حيًّا، وفي مرحلة ثانية وقع تقطيع جسده هو الآخر، لأنّه هو وابن العربي الذي كفّروه أيضا، يعتقد بِحُلُولِ اللَّهِ فِي الْبَشَرِ وَاتِّحَادِهِ بِهِ. وهو ما يعرف بوحدة الوجود، ويعني توحّد الخالق بمخلوقاته. حتّى أنّ الحلّاج قال يوما في هذا المعنى (مافي جبّتي إلا الله) و(أَنَا الله)"

"ولعلّ تكفير ابن رشد وإحراق مكتبته، من أهمّ أسباب التخلّف الفكري للعرب والمسلمين؛ لأنّه يعتبر-عن جدارة- أفضل فيلسوف أنتجته الحضارة العربيّة الإسلاميّة على مدى تاريخها المديد. فهذا المفكّر الفذّ، الذي كاد يؤلّه العقل رغم تديّنه الشديد، وبذلك يكون رائدا للعلمانيين دون منازع، شرح كل التراث الأرسطي العظيم بما جعل فكره مهيمنا على برامج الجامعات في أوروبا القرون الوسطى وحتّى نهاية القرن السادس عشر."

"أمّا البيروني، الذي أطلق اسمه على بعض معالم القمر، وقال عنه المستشرق سخاو: "إن البيروني أكبر عقليّة في التاريخ"، فهو صاحب موسوعة "القانون المسعودي في الحياة والنجوم" التي كافأه عنها السلطان مسعود الغزنوي، فيما رفض البيروني، قبول هديّته. وهو من أشهر الشخصيّات العلميّة، ويعتبر من أعظم من أنجبتهم الحضارة الإسلاميّة، لنبوغه في فروع علميّة عديدة ولا سيّما الفلك. حتّى انّه قال بوجود قوى للجاذبيّة بين الأجسام، قبل أن يكتشفها نيوتن بستّة قرون، ممّا ما حدا بجامعة موسكو أن تقيم له تمثالا يخلّد ذكراه في متحفها الجيولوجي. إلا أنّه تمّ تكفيره بعدما ناقش مسألة تكوين مرصد للتنبّؤ بأحوال الطقس. ضرورة أن ذلك من اختصاص الله وحده!!!"


"وأماّ أبو حيّان التوحيدي، الكاتب المعتزلي المبدع، الملقّب بشيخ الصوفيّة وفيلسوف الأدباء، ذلك العبقري، صاحب كتاب ''الإمتاع والمؤانسة" ـ وهو من عيون الأدب العربي ـ فقد أحرق كتبه بنفسه نتيجة الأحباط ، بعد أن تجاوز التسعين من العمر. ولمّا اتّهم بالزندقة والإلحاد لقوله بالتعطيل ـ وهو النفي والإنكار ـ طلبه الوزير الصاحب لغرض قتله، فهرب، واستتر منه، ومات في الإستتار."

"وأمّا عميد الأدب العربي طه حسين فقد أفتى بتكفيره مفتى الجمهوريّة المصريّة في حينه، لما ورد في كتابه "في الشعر الجاهلي" الذي ظلّ ممنوعا إلى وقت قريب. لأنّ التكفيريين رأوا فيه محاولة للاعتداء على التراث العربي الإسلامي وزرع الأساطير والشبهات في قلب السيرة النبويّة لتلويثها بعد أن نقّاها مؤرخو الإسلام!!!"

"وأمّا في التاريخ الحديثّ فلا يمكن تجاوز محنة الباحث الأكاديمي نصر حامد أبى زيد، المتخصّص في الدراسات الإسلاميّة، دون التعرّض لها بشيء من التفصيل. فهي جاءت بعد تكفير فرج فوده وقتله، وإثر محاولة نصر حامد، الحائز على جائزة مؤسسة ابن رشد للفكر الحر، ممارسة الفكر النقدي العلمي الخالص، بتأليفه لكتاب ''نقد الخطاب الديني'' الذي أعتبر فيه أنّ الخطاب الديني "خبيث" وماكر، يخلط ما بين الديني والفكري. ثمّ هو يعتمد على آليّة النقل، دون تدبُّر وتفكُّر؛ بما يناهض الإبداع. حيث أنّ العقل النقلي يفتقر إلى أبسط آليات التفكير العقلي، النقدي. وقد خلص نصر حامد أبو زيد إلى أنّ التكفير هو ليس فقط، سمة أساسية من سمات الخطاب الدّيني ـ معتدلا كان أو متطرّفا ـ بل هو كذلك، سمة أساسيّة من سمات العقل النقلي الذي يسبّب العقم الفكري. كما خلص إلى وجوب التحرّر من سلطـة النصّ القرآني ومن كل سلطة تعوق مسيرة الإنسان. لذلك وقع اتهامه بالارتداد والإلحاد، ثمّ وقع التفريق بينه وبين زوجته قسراً، على قاعدة "أنه لا يجوز للمرأة المسلمة الزواج من غير المسلم" .ممّا أضطرّه للعيش بالمنفى. ولم يعد إلى مصر إلا وهو في انتظار الموت من شدّة المرض الذي أصابه وفتك به بعد أسبوعين من حلوله بالوطن."

"علي عبد الرّازق صاحب كتاب "الإسلام وأصول الحكم" الذي كفّروه وسحبوا منه شهادته العلميّة وقطعوا عنه راتبه كموظّف"

"ابن الرواندي صاحب كتاب"فضيحة المعتزلة" ردا على كتاب الجاحظ "فضيلة المعتزلة" الذي كفّروه بعد تشيّعه ثمّ خروجه عن الإسلام"

"المفكّر حسين مروة الذي قتلوه، ومحمد عبده ورفاعة الطهطاوي الذين كفّروهما واتهموهما بأنّهما عميلان للغرب"

"على الوردى وعلى شريعتي، اللذان نقدا الدّين والأنبياء وأصناف من رجال الدين، ودعيا إلى ثورة في الفكر الإسلامي فقد أعتبروهما تنويريين ووقع تكفيرهما بتلك التهمة!!!"

"هذا، إضافة إلى تكفير مفكرين، كالطاهر الحدّاد، رائد تحرير المرأة في تونس وصاحب كتاب "إمرأتنا في الشريعة والمجتمع" والذي ردّ عليه الشيخ محمد الصالح بن مراد في كتابه "الحداد على امرأة الحدّاد"، وكذلك فضل الرحمن وهو باكستاني، ومحمّد أركون وهو جزائري، ومحمّد عابد الجابري وهو مغربي، وحسن حنفي وهو مصري، وشعراء كالمعرّى، والمتنبّى، والرصافى، والجواهرى، ونزار قبّانى، ونازك الملائكة، وبدر شاكر السيّاب و كثيرين غيرهم، ممّن أنهكتهم محنة التفكير الحرّ، الذي يكاد يصبح وصمة عار في زمن فتاوى التكفير المجاني التي تجنح عن الصواب ولا تصدر إلا عن أمواتٍ بلا قبور."

"ظهرت قبل اسابيع جماعة متشددة تطلق على نفسها "جماعة التوحيد " كفرّت الكاتب أحمد عبد الله الصوفي بسبب روايته الصادرة مؤخراً " مأساة ابليس " التي اتهم فيها بالخروج على الأفكار والمعتقدات الإسلامية .."

"وفي العام 2000م الصحفي سمير اليوسفي اتهم بالردة إثر إعادة نشر صحيفة الثقافية رواية �صنعاء مدينة مفتوحة� للراحل محمد عبد الولي، ورأوا فيها تعدياً على الذات الإلهية. كذلك الروائي وجدي الأهدل الذي نالته فتوى التكفير في التسعينات إثر نشر روايته " قوارب جبلية " وفر بسبب تحليل دمه إلى خارج البلاد .."

"الشاعر والروائي عبد الكريم الرازحي اصدرت بحقه فتوى تكفيرية واتهمته ذات الجماعة بالتجديف بحق الذات الإلهية وأباحوا دمه."

"شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح، صدرت ضده أكثر من فتوى تكفيرية كان اولها بسبب قصيدة في كتابه ( بسيف الثائر علي ابن الفضل )في الثمانينات، وآخرها في العام 2004م من قبل جماعة متطرفة بتعز، بُعيد اختتام مؤتمر "حوار الحضارات" الذي دعا فيه المقالح الى تعزيز الحوار الثقافي والحضاري ونشر قيم التفاهم والتسامح وإشاعة ثقافة السلام ورفض ثقافتي العنف والتكفير."

"الشاعر والروائي علي المقري تعرض للتكفير في العام 1997م إثر نشره بحثاً عن الخمر والنبيذ في الإسلام- وجاء تكفيره الثاني في العام 2007م من على منبر خطبة الجمعة وعلى لسان ناصر الشيباني وزير الأوقاف الأسبق."

"وفي البرلمان وتحت قبّته تم تكفير الصحفي نبيل سيف الكميم وهدد بسحب الجنسية اليمنية منه لأسباب فكرية"

" و في العام 2008.تعرض �أحمد سيف حاشد� لهجمة شرسة تحت قبة البرلمان بذريعة نشر صحيفة المستقلة التي يرأسها مواضيع عن مخاطر العادة السرية لدى الفتيات. "

"وفي العام 2007م كفر الكاتب احمد الحبيشي وطاقم صحيفة 14 اكتوبر الذي يرأس تحريرها بسبب نشر الصحيفة مقالا للمفكر الاسلامي احمد صبحي منصور رد فيه على كتاب ايمن الظواهري (فرسان تحت بيارق النبي).. وفي العام 2008 م تجدد تكفير الصحيفة وهيئة تحريرها بسبب موقف الصحيفة الداعم لمهرجان عدن الغنائي الذي أحيته الفنانة أصالة نصري."

"كذلك المفكر والمحلل السياسي عبدالجبار سعد تم تكفيره على اثر كتاباته وانتقاداته لحزب الاصلاح وكان ضمن قائمة المكفرين التي اصدرها متشددون أوائل العام 2003م"

"الشهيد جار الله عمر الامين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني اغتيل في ديسمبر 2002م، على يد متطرف امتداداً لفتاوى 1994م التي كفرت قيادات الحزب وأباحت دماء أبناء الجنوب."

"الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي، تم تكفيره عندما كُفرت قيادات الحزب الاشتراكي، ثم في عام 2003م من قبل رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح، وتكررت للمرة الثالثة أواخر 2012، من قبل عضو كتلة الإصلاح البرلمانية عارف الصبري، والكاتب والأستاذ الجامعي الدكتور ابو بكر السقاف تعرض لهجمة تكفيرية شرسة عندما أعلن صرخته في وجه ما يتعرض له أبناء المحافظات الجنوبية أثناء وبعد حرب 94م ."

"عام 1999م الصحفية والأكاديمية الراحلة الدكتورة رؤوفة حسن كُفرت بعد تنظيم مركز الدراسات النسوية الذي كانت ترأسه مؤتمراً حول الجندر أواخر القرن الماضي."

"كما طال ذلك الإرهاب الصحفية والناشطة بشرى المقطري التي تم تكفيرها بسبب مقال لها عن مسيرة الحياة الراجلة من تعز إلى صنعاء .."

"أيضاً تعرضت الصحفية سامية الاغبري للتكفير بسبب كلمة القتها في مهرجان الذكرى العاشرة لاستشهاد جار الله عمر انتقدت فيها بعض قيادات التجمع اليمني للإصلاح ."

"أتهم القاضي علي علي السعيدي بالردة وطالبت النيابة العامة بإعدامه والتفريق بينه وزوجته وفصله من الوظيفة العامة بسبب نشره لأفكاره على الـ"فيسبوك". "

"كما تعرض الصحفي والكاتب فكري قاسم أحد الأربعة الذين شملتهم فتوى تكفير ووقع عليها الزنداني والديلمي على خلفية كتاباتهم في موقع التواصل الاجتماعي �فيس بوك�."

"كُفر الكاتب والأستاذ الجامعي الدكتور حمود العودي بسبب اصداره كتاب (المدخل الاجتماعي في دراسة التاريخ والتراث العربي والاسلامي) ووجهت له احدى عشرة تهمة من واقع الكتاب ليكون حينها أول المكفرين في اليمن وتعرض لأشهر محاكمة في التاريخ الحديث لليمن نهاية الثمانينات قضت بإعدامه وفر حينها هاربا إلى عدن."

"قضت محكمة سعودية، ببراءة 3 وسجن 33 مواطنا لفترات تتراوح بين 6 شهور و30 سنة، وذلك بعد إدانتهم بتهم مختلفة منها "تكوين خلية إرهابية انتهجت تكفير ولاة الأمر ورجال الأمن وتستهدف عدداً من العلماء والأمراء ورجال الدولة والأمن".

"ذكر الحارس الشخصي لـ " أبو عياض"، في تحقيقات أمنية، أنه تقابل خلال شهر جانفي 2012 مع "أبو عياض" بجامع الحي الاولمبي وشخصين آخرين واقترح احدهم اغتيال عضو المجلس التأسيسي سمير بالطيب لادخال البلبلة بالبلاد باعتباره "كافر" وفق نظريتهم فوافقوه مبدئيا الا ان الخطة تغيرت في اخر لحظة وتم اغتيال شكري بلعيد من قبل كل من كمال القضقاضي وبوبكر الحكيم بتعليمات من "أبو عياض" الذي قرر اثر ذلك الفرار إلى ليبيا في ربيع 2013.

قال نفسي المصدر بحسب ما نقلته جريدة الصباح في عددها الصادر اليوم السبت 01 مارس 2014 ان أبو عياض أعطى تعليماته للأفراد التابعين للتنظيم بضرورة التواجد بالاحياء وحماية المواطنين والاملاك لغاية كسب تعاطف المواطنين وتفصيهم من اغتيال شكري بلعيد، مضيفا ان بوبكر الحكيم وشخص يكنى بـ "أبو عبيد" وطرف ثالث هم من اغتالوا محمد البراهمي. "

تمّ تكفير الكاتب السينمائي المصري أسامة أنور عكاشة بسبب نشره مقالا بعنوان(الزنا عند العرب في الجاهلية و الإسلام).

"إنّ عبد الله بن أحمد بن حنبل (توفى 290 هجرية) فى كتابه السنة قد اعتبر أبا حنيفة (كافر، زنديق، مات جهميا، ما ولد في الإسلام أشأم ولا أضر على الأمة منه، وأن الخمّارين خير من أتباع أبي حنيفة، وأنه أبو جيفة، وأنه لا يسكن البلد الذي يذكر فيه أبو حنيفة، وأن استقضاء الحنفية على بلد أشد على الأمة من ظهور الدجال، وأنه من المرجئة، ويرى السيف على الأمة، وأنه أول من قال القرآن مخلوق، وأنه يترك الحديث إلى الرأي، وأنه يجب اعتزاله كالأجرب المعدي بجربه، وأنه ترك الدين، وأنّ أبا حنيفة وأصحابه شر الطوائف جميعا، وأن حماد بن سلمه كان يقول:إني لأرجو أن يدخل الله أبا حنيفة نار جهنم)! "

"وفى التاريخ حتى يومنا المعاصر نماذج كثيرة فيما حصل لتكفير بعض الفرق الأسلامية الفقهية والكلامية، كالمعتزلة وما حصل لإخوان الصفا ومذابح قصة خلق القرآن، وكذلك تكفير الجاحظ وأبي حيان التوحيدى ونصر حامد أبى زيد وطه حسين وأمين الخولى ومحمد أحمد خلف الله وفضل الرحمن ومحمد أركون وحسن حنفى وفرج فودة ومحمد عابد الجابرى ومحمود طه والغزالى وعلى الوردى وعلى شريعتى والمعرى والمتنبى والرصافى والجواهرى ونزار قبانى ونازك الملائكة وبدر شاكر السياب وابن عربى ودريدا والقائمة طويلة جدا. ولقد أجاد نصر حامد أبو زيد فى كتابه (التفكير فى زمن التكفير) ضد الجهل والزيف والخرافة حيث جعل زماننا العصيب لتكفير المفكرين شارحا محنته الشخصية فيما عاناه من فتاوى تكفيره دون مناقشته ومحاورته ثم تطليق زوجته إبتهال يونس فى مصر لتلحقه إلى هولندا وهو يدرس فى جامعة لايدن، علما أن مشكلته الحقيقية تكمن فى إعادة قراءة النص ومحاولة تحريره من القراءات الكلاسيكية التقليدية المكررة نحو أفق رحب يناغم العصر وعلومه مستفيدا من أدوات معرفية وعلوم حديثة كما نطالع فى كتبه وأبحاثه مثل (الإمام الشافعى والوسطية) (إشكاليات القراءة وآليات التأويل) (المجاز فى القرآن عند المعتزلة) (هكذا تكلم ابن عربى) لذلك يقول أبو زيد فى مقدمة كتابه عن التكفير (من المخجل أن يوصف بالكفر من يحاول ممارسة الفكر وأن يكون التكفير هو عقاب التفكير وأن تتحول الجامعة مكان المعرفة والعلم والأفكار إلى جامع وتحولوا معها إلى وعاظ فى نار الإسلام السياسى.. خطابى يهدد خطاب الإسلامويين لأنى أحلله وأكشف النقاب عن الخطأ والتلاعب فى خطابهم السياسى وإنهم يعلمون أنى لست مرتدا ولايوجد فى كتبى دليل واحد على ذلك أبدا). "

"- اعتقلت الشرطة التونسية إمام مسجد في مدينة جندوبة (شمال غرب) بعدما "كفر" أمس في خطبة صلاة الجمعة الشرطة التونسية وحرض على مهاجمتها. وقالت وكالة الأنباء التونسية اليوم السبت "تم إيقاف إمام جامع الرحمة الذي تعمد خلال إلقاء خطبة الجمعة التحريض على الاعتداء على أعوان الأمن وكل من لا يتبنى أفكاره، وتكفيرهم".

كما تم تكفير الكاتب الهندي المسلم سلمان رشدي و أهدر دمه بفتوى من خميني إيران بسبب كتابه (آيات شيطانية).

على الذين يخافون على مصير الإسلام و المسلمين أن يردوا القول بالقول و الحجة بالحجة بالعقل و بالمنطق و بالفهم لا بالهروب إلى فتاوى غبية و اللجوء إليها لإقفال باب العقل و تغليب جانب الغباء و الجهل على جانب العلم و المعرفة. لم يستطع المسلمون عبر كل تاريخهم مقارعة الحجة بالحجة و البرهان بالبرهان و المنطق بالمنطق و السبب بذلك أن أرضيتهم الثقافية هشة و مخزون علمهم و معرفتهم معدوم و فارغ و فاقد الشيء لا يعطيه.

لقد انتهت محاكم التفتيش و مصادرة الأفكار و الحجر عليها و تجريم أصحابها في أوروبا بينما بقيت بل انتعشت أكثر في العالم العربي و الإسلامي. لا يقبل الإسلام بحرية الفكر و لا يسعى لتطوير نفسه و التخلي عن النصوص التي أبقته في عزلة ظلاميته كل هذه السنوات الطويلة، إن قدسية النص تمنع أية محاولة للتعديل أو التغيير و بهذا فلا يكون هناك أي تقدم أو تطوير، كما تظهر فتاوى في كل يوم تكفّر كل من لا يروق لأصحابها فحتى ميكي ماوس لم يسلم من تكفير هؤلاء البشر الجهلة.
لا يمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه في عالم المسلمين من هذا التردّي السافر و هذا الفكر التكفيري المخوّن و الإقصائي. هناك خطر يتهدد مصير جميع المجتمعات البشرية و مصدره الواضح و المعروف هو الفكر الإسلامي غير القابل للتطور و لا قبول الآخر و لا يسعى إلى أي انفتاح بل أنه يعيش في عزلة فكرية خطيرة تضرّ بالمسلمين أكثر من غيرهم.
إما أن تبقى مسلما أو تُقتَل؟ ما هذا الفكر؟ هل عندما يبقى المسلم على دينه بموجب هذا التهديد يكون خدم الإسلام و المسلمين؟ أم أن المهم من كل هذا هو زيادة العدد؟ فعلا لا يستطيع أي شخص عاقل و حرّ أن يرى هذا التخلف و هذا المساس بحقوق الإنسان بالتعدي على حريته و سلبها و يبقى صامتاً صمت الجبناء و المتخاذلين.
على أوياء الشأن و القائمين على أمور المسلمين أن يصحوا من سباتهم و أن يتخلصوا من خوفهم و يتحرروا من عبودية النصوص فهذا لن يفيدهم بأي شيء و نرى بوضوح كم يتردى حال المسلمين من يوم لآخر أكثر مما سبق.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:11 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke