Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > خواطر و مشاعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-11-2005, 08:38 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,128
افتراضي لماذا تغتال الكلمة؟

لماذا تغتال الكلمة؟

نتشدّق كلّ يوم بمبادىء حقوق الإنسان ونزعم كاذبين أننا نعلن احترامنا لها، ولمبادىء الحرية والديمقراطيّة وتقديس الكلمة الحرّة غير المغرضة والتي تهدف إلى الدفاع عن الحق والحقيقة. كما نزعم منافقين أننا نعمل على الانطلاق إلى رحاب التعبير الفسيح غير المسيّر وإلى التظاهر باحترام الرأي والرأي الآخر،عملا بمبدأ المساواة والتعاطي السليم مع الناس بعيداً عن أساليب الهيمنة والتسلّط والغطرسة والسيطرة التي يكون محورها الأنانية والعمل على إلغاء الآخر والقضاء عليه. لكنّ حقائق الواقع الملموس والمعمول به والذي يجري على أرض المعاملة والواقع يناقض كل هذه المزاعم ويدحض جميع تلك الأقاويل، بكلّ أسف إذ يمارس أعماله الإجراميّة لكتم أنفاس كل حرية ترغب في التنفّس وكل بارقة أمل تشاء العمل للخير ومن أجله. وهو واقع يؤكد خرافة تشدّق أصحاب هذه الممارسات الدنيئة بل وتدحض أساليبهم الغاشمة التي تسعى إلى وأد كل ما يسعى إلى حرية وتحرّر وعما يدعو إلى الإعلان عن الذات التي تريد العيش في مأمن من التعدّي والظلم والقهر الذي تصل به الوحشية إلى حدّ ارتكاب الجريمة الغاشمة في حق أصحاب الكلمة والرأي وهم لا يملكون سلاحاً سوى الكلمة التي يدافعون بها لا عن أنفسهم وإنما عمّن يذهب ضحية غدر وعمّن يقهر وتستغلّ إرادته وتكتم أنفاسه ويغلق فاهه!

لماذا يتمّ إيقاف الكلمة المعبّرة عن روح الإحساس؟ والمعانقة لبؤس المعانة البشرية؟ والمعترضة على الاعوجاج الحاصل في هذه المجتمعات الهمجية؟ هل متى تمّ توقيفها والغدر بها واغتيالها وتقييدها وحبسها عن الضوء يكون قد تحقق الهدف المنشود لهذه الثلة اللئيمة التي تحاول تشويه وجه الحق والحقيقة وهو نور ساطع لا يتجاهله غير الحمقى وأصحاب النفوس المريضة والمصالح الأنانية القذرة التي يحلل لهم القتل وممارسة كل الأساليب الإجرامية لقمع روح الانطلاق والابداع عند أصحاب هذه الأقلام؟

لا أعتقد أن الإنسانيّة برمتها، حتى تلك التي تمارس هذه الأعمال الإجراميّة بحق أصحاب هذه الأقلام، أو صاحبة تلك الصرخة المدوية في وجه الظلم والعدوان، تعتقد بصواب ما تفعل! ليكن لك رأيك ولي رأيي، وقد قال غاندي:" أسمح لجميع أنواع الرياح أن تهبّ عليّ ومن جميع الجهات ولكن لن أتركها تقتلعني من أرضيتي التي أقف عليها" منتهى الروعة ومنتهى العمل بفكرة وجوب الاعتراف بالآخر وإقرار مبدأ التعامل من خلال الأخذ والعطاء بحرية بعيداً عن القمع والبطش والغدر والقتل! هذا هو الحق وهذه هي العدالة البشرية في الفكر والتعامل.

عبّر كما يحلو لك وتشتهي قريحتك وييسّره لك نهجك الفكري ووعيك الاجتماعي والسياسي والانساني، ودعني أعبّر بما يجوز لي وعمّا أحس به وما أعانيه وأنا أعيش تحت تأثيرات كوابيس الضغط والإكراه والتعديات... دعني أصرخ بأعلى صوتي لأتحرّر من براثن هذه القيود المفروضة عليّ، ولتصرخ أنت كذلك بأعلى ما لديك من صوت وأمتن ما لديك من قوة لتعبّر عن خلافك معي ولكن لا تعمل على إزالتي ولا أعمل على إزالتك! لأن هذا ليس أسلوباً حضاريّاً ولا بشريّاً حتى, ولو تأملنا القول القائل:" الكلب لا يأكل لحم كلب" لفهمنا جيداً وأدركنا مدى الانحطاط الذي تسير عليه مجاميع من الناس فهم يقتلون أبناء جنسهم من أجل حفنة من المال أو لخلاف على مبدأ أو لعدم انسجام بين أفكار عقائد مختلفة! هل هذا دليل انحطاط؟ أم هو دليل انحطاط؟ إنه بدون أدنى شك دليل على انحطاط فكري وأخلاقي واجتماعي وأدبيّ بكلّ المقاييس مهما كانت الاعتبارات الساقطة التي تبرّر هذا التصرف ومثل هذه السلوكيّة! دع أفكارنا وحواراتنا ونقاشاتنا تترفع عن أساليب دنيئة مبتذلة، انتقاميّة وناسفة لا تحمل من دوافع الخير شيئاً ولا تعبّر عمّا تؤمن به، فالازدواجيّة بين الممارسة الفعليّة والدعوة الانشائية المغايرة بوضوح تامّ عن انفصام في الشخصية الفكريّة وانسياق وراء تيّار معيّن يطمح إلى طيش دمويّ يمارس بزرع قنبلة تحت جنح الليل أو لغم أو هجوم مباغت! إن أسلوب الاغتيالات لأصحاب الفكر والآراء الحرة لهو أفظع أنواع الجرائم البشريّة! وهو يدلّ وبوضوح على أدنى درك من الانحدار الفكري والأخلاقي والمبدئي للفئات التي تمارس هذا النوع من التصفيات بهذه الأساليب الهمجية والقذرة بل والشنيعة، رغبة منها في وقف هدير الكلمة الهادفة والمدافعة الصلبة عن وجود الانسان وقيمته المعنويّة والحضاريّة كأسمى مخلوق على وجه الكرة الأرضيّة! قد تستمرّ مسلسلات القتل والتدمير والإغتيالات بحق هذه الطبقة الواعية من أصحاب الفكر والقلم لكن النصرة لن تكون لهذه الحفنة من المجرمين بل سيقول كلمتها التاريخ وهي كلمة حق تنصف المظلوم ولو بعد حين!

إن قوافل الشهداء، شهداء الكلمة ستتابع مشوارها وستكتب كلمتها من عصارة دمها وعصبها ومعاناتها تقدمة على مذبح إيمانها بما تؤمن به وهو مبدأ عظيم يشمل الانسانية كلها فهو لا وطن له فوطنه العالم وضحيته كل معذب في أية بقعة من الأرض يعاني من ظلم القهر والتعديات والتسلط والإرهاب والترهيب المنظّم والمخطط له من قبل مؤسسات اختلط فيها حابلها بنابلها لانعدام أسس القانون ومبدأ العدالة.
إن هذه الفئة الواعية والمضحية تسعى إلى بلوغ هدفها وهو بكل تأكيد هدف نبيل وسام يدعو إلى منع انتشار سياسة الكره ونسف الآخر تحت أية دواع أو مبررات فالنفس البشريّة خليقة جديرة بالاحترام وليس بالاهانة والتعدي والتدمير والنسف المتوحّش لها، لأنها قوة خيّرة وفاعلة ومبدعة تعمل على تطوير المجتمعات وعلى المساهمة بشكل فاعل في تنويره للعمل على رفعة شأنه ورقيّ كلمته ليكون صوته مسموعاً ومحترماً وصورته ناصعة ومشرقة لا تشوبها شائبة!

فإلى متى ستسيلُ دماء أصحاب الفكر والقيم في مجتمعاتنا المريضة هذه؟ وهي دماء جديرة بالاحترام والحياة والتكريم. إلى متى ستبقى مجتمعاتنا لا تعي وتدرك حقيقة الحياة أو هي تحاول ألا تفهم مبررات وجود هذه الحياة؟ اليوم فلان وفلان وفلان وغداً علان وعلان وعلان والحبل على الجرّار. إن اغتيال أصحاب القلم الحر والثاقب ما هو إلا قتل للحرية ووأد للديمقراطيّة في هذه المجتمعات وهو تعد صارخ على حرية الشخص الفردية بل وحرية الأمة في تقرير مصيرها من خلال الاختيار السليم فيما توجه إليه أقلام هؤلاء الضحايا البررة الذين سالت دماؤهم دفاعاً عن مبادئهم والتي ما كانت إلا من أجل الخير العام ولمنفعة الوطن والعالم!

صاحب القلم والفكر رجل مبدع وحرّ وثري بأفكاره النيّرة والبنّاءة وهو يعلن عن غد مشرق ينير الطريق أمام القادمين من الأجيال اللاحقة بما يعزّز قدرة الأنسان على الفهم والتعامل مع معطيات الواقع ومستجدات الحياة وما خسارته غير خسارة وطنية فهو ثروة هذه الأمة أو أي وطن أو مجتمع. أصحاب الكلمة هبة من الله للبشرية ولشعوبها التي تعمل بين ظهرانيها فهي شعاع معرفة وإنذار معلن عن أوجه الخلل الحاصلة في هذا المكان أو ذاك من بنية المجتمع ليصار إلى إجراء التدابير اللازمة لتفادي حصول الكارثة. فهل من الصواب بترها والقضاء عليها لكي يمنع صوتها من قول كلمته؟ وهل في القضاء عليها قضاء على روح الفكر الذي تعمل من أجله؟ بالتأكيد الجواب سيكون: لا. لأن السخط على الفئة المجرمة - صاحبة اليد الطولى في الفتك والتخريب وهي تعمل في الخفاء لتحمي نفسها ـ سيزداد أكثرفهم قتلة محترفون ومجرمون يقومون بتنفيذ أوامر تعطى لهم من أجل غايات سياسيّة دنيئة، لكي يتمّ الإبقاء على أوضاع معيّنة على ما هي عليه من البؤس والتخبط والهلع بغية ألا تستقرّ الأوضاع ويتمكن الناس من التفكير بحرية بعيداً عن أعمال الترهيب والتخويف والبطش والتهديد وعندما يعيش الناس في أجواء القلق والخوف من مجهول ينذر بالجريمة أو الغدر فإن طاقة الإبداع ستضعف والفكر يبقى موجهاً إلى زاوية الخطر المحدق!

أجل القلم رصاصة ولكن ليست قاتلة بل هي منيرة لطريق الحق والصواب والمعرفة! هي رصاصة معلنة عن الوجه الساطع للحقيقة والذي ليس له إلا شكل واحد! وإن كانت لها أكثر من وجه فستكون وجهاً مزيفاً.

دعوا أصحاب الأقلام يعيشون بأمان وهم يعملون بجد ودأب من أجل تنوير مجتمعاتهم وتوضيح رؤى سليمة وفق معايير من التفاهم والاحترام المتبادل والتعاطي المتبادل كل بما لديه من إمكانات! دعوا أصحاب هذه الأقلام الجميلة تقوم بخدمة مجتمعاتها بعلمها وخبراتها ومعارفها لتمنع عن هذه المجتمعات الأذى الذي قد يتهددها!

إن أصوات الاستنكار العالية التي لا تريدون سماعها، ستظلّ مدوّية في كلّ مكان وفي كلّ قلب ونفس وفكر حرّ لتشجب مثل هذه الأعمال الإرهابية والوحشية التي تدل على قيمة منحطة لأصحابها. وسوف تقع هذه الفئة من الطغاة بأيدي العدالة والشعب الذي سيحاسبها، ومن هنا نرفع صوتاً عالياً لنقول: إلى متى أيها المجرمون ستغتالون وجه الحقيقة وتمسخون وجه العدالة بكفر أخلاقي وإرهاب لا أخلاقي وحقد أرعن مجنون؟ إلى متى سيتمّ اغتيال أصحاب الكلمة الحرّة والرأي المستنير؟ إلى متى سيتمّ قتل الإبداع في مجتمعاتنا؟

فؤاد في 5/10/2005

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 06-11-2005 الساعة 10:37 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:21 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke