Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الصّمت و الهدوء بفام الشاعر فؤاد زاديكى الصمت حالة ركود وسكون يلتزم بها الشخص في حالا
مشاركتي على فقرة (الصمت و الهدوء) في أكاديميّة رياض الشّعر و الأدب الذي تقدمه الدكتورة إنصاف أبو ترابي في برنامجها الأسبوعي كل خميس
الصّمت و الهدوء بقلم الشاعر فؤاد زاديكى الصمت حالة ركود وسكون يلتزم بها الشّخص في حالات معيّنة. أمّا لماذا الصمت؟ و هل هو ضرورة؟ قد يكون الشخص الذي يلتزم الصمت كموقف في لحظة معيّنة محقًّا في اتّخاذ موقف الصمت فهناك حالات قد يُجبر فيها الانسان على ذلك خوفًا ممّا قد يلحق به من ضرر و أذيّة و هذا ينطبق على الواقع السياسي في البلدان التي تحكمها أنظمة شمولية لا تمارس غير القمع بمختلف الأساليب و التّرهيب أو حتى التوقيف التّعسفي و السجن لأنّ نطقه بحقيقة ما يجري يجعله يدفع الثّمن لهذا يخشى على نفسه و على مستقبل أسرته اذا كان متزوجًا لأنّها بلدان تنعدم فيها الديمقراطية و لا وجود لأيّ نوع من أنواع الحريّة.. هذا من ناحية وهناك نواح أخرى يكون من الحكمة أن يلتزم الشخص الصمت كأسلوب يحمل باطنًا معنى عدم الموافقة كما عدم القبول أو الرضى على ما يقوله محدّثه خاصّة عندما يكون هذا المحدّث شخصًا لا يقبل الآخر و يحاول فرض رأيه بأيّة طريقة فالشخص الواعي عندما يصادف شخصًا مثل هذا عليه أن يصمت و ألّا يحاول محاورته لانّ ذلك غير مجدٍ فمحاورة الجاهل ضرر. يكون الصّمت في هذه الحالة لغة بليغة لا يفهمها سوى العقلاء و الأذكياء أمّا الاغبياء فقد يرون فيها موقف ضعف و روح انهزام علمًا أنّ مثل هكذا تفكير يكون بالأساس قائمًا على الظلم و التّجني و عدم فهم موقف الآخر و لماذا التزم الصمت معه. الصمت له معانٍ كثيرة منها ما هو أبلغ من النطق لمن يفهم ذلك وهو أفصح من أيّ تعبير في حالات الضرورة الواجبة للصمت و الدافعة له إذ سيكون من الحكمة أن يفعل ذلك و هذا هو منطق القوة يقول المثل ما ناقشت جاهلا إلّا وغلبني (بجهله) بتعنّته و تزمّته و عدم مقدرته على الخروج من قوقعة الذات الأنانية أو النزول عن برج تعاليه الأحمق. أمّا الهدوء كسلوك إنسانيّ فهو يدلّ على اتّزان و قدرة على ضبط الأعصاب و التحكّم بمجريات المواقف الحرجة. إنّه نعمة ربّانيّة يمتاز بها بعض النّاس. في حياتنا اليومية العامّة نتعرّض لبعض المواقف التي قد تدعو إلى الغضب أو النرفزة أو عدم الارتياح و هذا أمر طبيعيّ لهذا على الإنسان أن يكون حذرًا جدًّا في المواقف التي سوف يتّخذها فإنْ هو تسرّع في موقف أو تصرّف أو كلام قد يندم لاحقًا لهذا يجب التأنّي و الصّبر فالأمور قد تخرج عن حدود السّيطرة. الصّمت نافع في بعض الحالات و غير نافع في حالات أخرى لهذا على الإنسان أن يعرف جيدًا متى و كيف يمكن له التزام الصّمت كسلوك و ممارسة. أمّا الهدوء فهو نافع في جميع الأوقات والأحوال إذ ليست له ردود أفعال سلبية. الشاعر السوري فؤاد زاديكى |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|