Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > خواطر و مشاعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-07-2005, 07:38 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,895
افتراضي رسالة إلى جناب الأمير

رسالة إلى جناب الأمير

جناب "الأمير"...
أنا لا أُحبّ السياسةَ ولا أهوى السياسيّينْ
لأنّها ضربٌ من الخداعِ وهم رهطُ المنافقينْ
كلّ النّاس عليها في تحاملْ
لا تحبّ التعاطي بها ولا التّعاملْ.
هي ثورةٌ في كلّ شئ... أجلْ
لكنّها تقضي بأوجاع الأجلْ
تجورُ وتجني وما منْ خجلْ
تقودُ إلينا صنوفَ الدّجلْ.
وفيما تهدّ لدينا المفاصلْ
يظلّ يتوقُ إليها التواصلْ!

إنّها داءٌ لا بدّ منهُ
إنّهاعلاجٌ لا استغناء عنهُ!
السياسةُ عدوّ البشرْ
و منْ يُرْمى فيها يكونُ كفرْ
ومنْ يشقى فيها يكونُ عبرْ
ومنْ يدنو منها يحسّ الخطرْ!

السياسةُ تهلكةٌ ومخاطرْ
وتسييس على أمزجة وخواطرْ.
السياسةُ بئرٌ فاسدةٌ آسنةْ
ومساع ٍ لولبيّة ساخنة,
تضربُ حين ترى سبيلا
وتطعنُ يوم ترى وسيلا.

إنّها خبثٌ ومكرٌ ودهاءْ
تصوغها مجاميعُ عقلاءْ
و منْ يتشدّقُ بها من السّفهاءْ
ومنْ يظلمُ بها من الجبناءْ!
فهم يغتالون أحلامَ الأبرياءْ
ويسطون على مداخل الضياءْ
وينحتون في جماليّات الرّجاءْ
ليمسخوا الأصلَ برسم البلاءْْ
إنّهم ثلّةٌ من الأشقياءْ!

أمقتُ الساسةَ والسياسيّينْ
فهم ذئابٌ كاسرةٌ إلى حينْ
تحنثُ بكلّ أقسام اليمينْ
وتقطفُ ضوء الشّمس
وتُسْقطُ السنينْ.

إنّها فكرةٌ بلهاءُ وعقدةُ العقدْ
ويا لخيبتي وأهلِ البلدْ
يُشدّون خوفاً بحبل ِ المسدْ
ويُهرون روحاً وكلّ الجسدْ!

إنّها كذبة الأكاذيب
وعريُ المنافقينْ
إنّها صولجانُ الخيبة
في يد الجلاّدينْ
إنّها امتيازاتٌ وأوسمةٌ ونياشينْ
إنّها وصمةُ عار ٍ
في جبين المتكبّرين!

إنّها استغلالٌ وإرهابٌ وتزويرْ
إنّها صراخُ مظلوم يستجيرْ
إنّها أحزانُ طليق ٍ أسيرْ
إنّها عبقرياتُ جناب "الأميرْ"!

هذه هي السياسةُ يا سادةْ
و إنْ شئتم فعندي زيادةْ!
إنّها مائدةُ التّخمة والجوعْ
إنّها ثعابينُ كبتٍ مفجوعْ.
هي قلّةٌ مَنْ بها تستعينْ
بهذا المريع الفظيع المُهينْ
وهذا الخليط الفريد الهجينْ!

سياسةٌ خطوطها حمراءْ
وخضراء و زرقاءُ وسوداءْ
طرقُها واعرةٌ وعْراءْ
ومصابيحها لا تبدّدُ ظلماءْ
لكّنها تملك سلطان البقاءْ
وتسقي كوب الحزن
معشرَ البؤساءْ
فيا لأنين اليتامى
ولصراخ التّعساء!
إنّ كرامةَ الإنسان في الأرزاءْ
لوجود حلفٍ وأحلافٍ وحلفاءْ!
إنّها جرمٌ لا يعاقبُ عليه القضاءْ
إنّها الآمرُ بالتّعدّي ومَنّ الفناءْ
إنّها خصلةٌ رديئةُ الأهواءْ
إنّها ثورةٌ تزيدُ من الإعياءْ
إنّها قرفٌ وفزعٌ واحتواءْ
إنّها هيكلٌ محرّمٌ على الدّخلاءْ
إنّها دينٌ يُفْرزُ العداءْ
فليستْ لي حاجةٌ بهذا الهراءْ
ولنْ أنتسبَ إلى دين الأغبياءْ
ولنْ أُدخلَ نفسي في متاهات البلاءْ
ولنْ أحضرَ مجلسَ البلهاءْ!


مئاتٌ وآلافٌ وملايينْ
يدركون مثلي السّر اللعينْ
الكامن في لوثة الطحينْ
والمعكّر لوهجة اللّجينْ
إنّها بدون خلق ٍوبدون دينْ
فهلْ ستلومني يا قُرّةَ العينْ؟
متى نأيتُ بنفسي عن هذا الذلّ؟
وغمرتُ روحي بنسمة هدوء تُطلّ؟
وغسلتُ وجهي برشفة فراشة تهلّ؟
وكحّلتُ عيني بنظرةٍ
من الحلم لا تملّ؟.
وهلْ ترى في هذا غبائي؟
في عدم الرّغبة في شقائي؟
وعدم النّظر إلى ورائي؟؟

وجودي صغيرٌ... صغيرٌ... صغيرْ
ومثلي يُعاني ويبكي الكثيرْ!
وندري جميعاً بأنّ الخطيرْ
وقهراً فظيعاً يقودُ البعيرْ
وصوتاً يجيشُ بدفق الخريرْ
ليبكي ويبكي ويطوي المسيرْ
فنحنُ نُحسّ وفينا ضميرْ
بأنّ السياسةَ نهجٌ رديءٌ خطيرْ
يصولُ يجولُ وما منْ ضميرْ
دخلتُ السجونَ بإذن الغفيرْ
عبرتُ النفوسً رأيتُ الكثيرْ
رأيتُ الحزانى وما منْ سميرْ!
سمعتُ الدّموعَ خريراً يُثيرْ
وشوقاً حبيساً لحضن الغديرْ!
عرفْتُ المآسي فتحتُ القبورْ
لمستُ حياةً شممتُ العبيرْ
تشاءُ انتفاضاً وثمّ تخورْ
تودّ انطلاقاً فيعصى العبورْ
تموتُ وتحيا بمرّ الشهورْ
فهلْ ترضى بعدُ، أُساسُ أدورْ؟
كطفل ٍ كبيرٍ ومنّي الشّعورْ؟
ومنّي الكرامةُ ديستُ بزورْ؟
ومنّي الوجودُ يظلّ يفورْ؟
وما منْ بزوغ ٍ لفجرٍ ونورْ؟
تريدُ وهذا رداءُ "الكبير"
ومهما كبُرْتَ تظلّ الصّغيرْ؟
تعيشُ تُساسُ بأمرٍ حقيرْ
ورفض ٍ لحقّ ووأد أجيرْ
وقتل ٍ لحلم ٍ تشاءُ يصيرْ؟

تأنّى صديقي عزيزي الغريرْ
تأنّى وعاينْ بكاءَ الزّهورْ!
صراخَ الأماني وقهرَ الدّهورْ.
تأنّى قُبَيْلَ القرار الخطيرْ
لئلا تقولُ بإني حقيرْ!
أُريدُ حياةً هدوءاً يُثيرْ
وحرفي يموجُ حداءَ الغديرْ
وفكري يُطلّ شهيقاً زفيرْ
فهذا الوجودُ الجميلُ المثيرْ
سباهُ الظّلامُ وظلمُ الهجيرْ
فماتَ الحشيشُ وغابَ المطيرْ
وعافَ الفضاءَ رحيلُ الطّيورْ
فهلْ بعد هذا أُجيزُ الصّفيرْ؟
هُتافاً "يعيشُ جنابُ الأميرْ؟"
خسئتَ "عزيزي" "صديقي" الأميرْ
فلستَ ستحظى بصوتي يغيرْ
ينادي: لتحيا ويحيا "الوزيرْ"
وسيّان عندي فإنّي البصيرْ
بأنّ يديك تطالُ الكثيرْ
وتقضي بأمر ٍ وسوء المصيرْ
ولكنّ رأيي يدومُ يُنيرْ
ودربي تسيرُ وليس يضيرْ
حياداً وكرْهاً لموت الضّميرْ.

إليك عزيزي "جنابَ الأميرْ"
وصوتي دويّاً يهزّ الصّخورْ!
وروحي تطيرُ وراءَ البحورْ
ووعيي يظلّ أبيّ الحضورْ!
لأنّي أُحبّ صفاتِ العطورْ!
لأنّي أتوقُ لمدّ السّرورْ!
وزهو الرّبيع ونفح الأثيرْ!

إليك جوابي "جنابَ الأميرْ"
كفاك فلستَ الإله القديرْ
كفاك سيأتي الحسابُ العسيرْ
كفاك تسودُ بسوطٍ ونيرْ!

حروفي تضيءُ حنايا الصّدورْ!
وهمسي يبوحُ بسرّ القبورْ!
وعزمي يفلّ ثباتَ الصّخورْ!
لأنّي غنيّ بشعبي الفقيرْ!
وحلمي كبيرٌ يظلُّ يطيرْ!!!

ألمانيا في 23/7/2005 م
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:25 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke