Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-09-2010, 12:28 AM
ابو يونان ابو يونان غير متواجد حالياً
Power-User
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
المشاركات: 162
افتراضي كتاب الحقائق الإيمانية للمهندس بشير يونان / ج 5

الجـــــــــــــــزء الخامـــــــــــــــــــــــــــس

========================

الميلاد


الملفت للنظر أن في كل ألطروحات الدراسية الجديدة شيئا كثيرا من أسلوب الإيهام بالإسهاب , فإننا لا نلاحظ نصا صريحا واضحا للفكرة, بل اعتمدوا الاسترسال, وجعلوا للفكرة الواحدة كلمات كثيرة تتوزع على صفحات متعددة . لكي تترسب تباعا بعضٌ من تلك الكلمات في فكر القارئ حتى تتألف الأفكار المستهدفة, تباعاً جملا مهمة, معينة ومختارة, لدى مستقبليها .
ومن هذا المنطلق فقد اعتمدت هذه الدراسات (وحي القيامة) منطلقا لها , متجاوزة بذلك كل الأعراف الوضعية والمنطقية , لكل الدراسات الايدولوجية , بل اعتمدت أسلوب الدراسة التحليلية (أو وضع الفرضية لبناء النظرية!) , والتي غالبا ما يكون استعمالها في البحوث, العلمية البحتة, التي تعتمد دراستها على تحليل الظواهر والنتائج القائمة رجوعا إلى مسبباتها , وأصول تكونها , وما أكثر العلماء الذين وقعوا في أخطاء قاتلة حين سلكوا هذا النهج حتى في البحوث العلمية!.
ونسوا أن يتعاملوا مع الكتاب المقدس, التعامل الخاص الذي يستحقه, باعتبار كل ما ورد فيه من نصوص كتابية وحدة واحدة متكاملة تفسر بعضها البعض. ويكونوا في هذا كمن يتقمص شخصية مؤرخ ويجيز لنفسه حق إعادة كتابة التاريخ! (مما يعني تجاوز الكاتب بفكره حقيقة الواقع), وهذا بطبيعة الحال لا يتوافق مع مفهوم الإيمان ولا منطق العقل وخصوصا فيما يخص الدراسات الفكرية والايدولوجية باستثناء ما كان عليه الواقع الاجتماعي والثقافي الذي تولدت منه هذه الأفكار والفلسفات ونشأتها وانبثاقها.
إن اختيار و اعتماد موضوع (وحي القيامة ) كمنطلق للشروع في الدراسة الكتابية , ليس صحيحاً , لأنه لا يتطابق مع غاية الإنجيل , حيث جعلوا من موضوع القيامة, (علما أنه حتى حديثهم عن القيامة, تشوبه الضبابية؟؟ ), محورا بل هدفا أساسيا وغاية الكرازة للعهد الجديد. وهو بذاته الابتعاد عن جوهر حقيقة ظهور الله في الجسد, ألا وهي عملية الفداء والخلاص.
حيث أن غاية التجسد الآلهي هي خلاص الجنس البشري الذي سقط بخطية آدم, وهذا الخلاص بدأ فعلياً من بيت لحم, (إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب لو11:2), أما المجد والانتصار الحقيقيين فقد كانا على الصليب, والرب يسوع قال قد أكمل وهو ما زال على الصليب, (فلما أخذ يسوع الخل قال قد أكمل. ونكس رأسه وأسلم الروح يو30:19), ولم يقلها (قد أكمل) بعد القيامة!.
ولا يخفى على احد اليوم بان كل الدراسات البشرية وفي جميع مجالات العلوم إنما تهدف لأحد أمرين , إما لهدف مرسوم (فرضية) والسعي للوصول إليه (نظرية), أو لاكتشاف حقيقة معينة فيها من الخصائص مما يعود للنفع العام ؟, أو لمصالح ذاتية خاصة , فمن أي نوع يا ترى من هذه الأنواع يمكننا تصنيف هذه الدراسات . ؟!
إن كان بحثا عن حقيقة ما .. فهي بلا شك ستكون البحث عن سر من أسرار الله , أوَ ليست بحوثهم تدور عن (سر يسوع ) وفي مثل هذه الحالة يتطلب من الدارسين الغور في العمق الروحي والارتشاف من ينابيعه الصافية, واهم من ذلك ( الشفافية في الروح ) لان الله روح والذين يسجدون له (وهم الذين يعرفونه) فبالروح يسجدون (لأنهم بالروح عرفوه). أي بالإيمان عرفوه!.
والمتطلع على هذه الدراسات, يتراءى له أن هؤلاء الإخوة العلماء قد أدركوا الحقيقة واعتبروها أساسات العهد الجديد وهذه الحقيقة هي , من وحي قيامة المسيح7 ؟, أما كل ما سبق لهذا الحدث من معجزات التعليم والفداء والفصح إنما كان بأقلام الإنجيليين الأطهار وحسب. ولولا القيامة ( بحسب قول هؤلاء الإخوة) لم يكن شيء مما كان!. بدءوا بالقيامة وقالوا فيها ما قالوا وحللوا وقارنوا وصالوا وجالوا, وأسهبوا وأطنبوا , وان قصدوا غايةً محددة أو لم يقصدوا , وأنهم رغم ذلك لم يعلنوا صراحةً ما استنتجوا..؟!.
ولا بد لنا في هذا المجال من وقفة وسؤال , لماذا لم يبتدئ هؤلاء العلماء بداية سوية تتوافق مع سياقات المنطق والعقل, وبالتتابع مع التسلسل التاريخي للحدث, الم يكن ذلك ابلغ وأجزى؟ .. اجل لماذا لم يبدأوا دراساتهم من حدث الميلاد؟! وكما لا يخفى على الجميع أن حدث ولادة يسوع هو محور هام وهام جدا من محاور الحقيقة , والذي قد تحاشوه , بل تناسوه .. في بحوثهم ولم يذكروه , ولو بهامش صغير . فلماذا؟!.
نشكر الله من صميم أعماقنا ونحمده دوما وأبدا ساجدين لعظمة حكمته وسر تدبيره الذي به ظهر الله بالجسد حين ولد المسيح يسوع من العذراء مريم البتول وبغير زرع بشري.
هذه الحقيقة الساطعة التي أقرتها البشرية جمعاء بكل شعوبها وقبائلها وكل مللها ونحولها وكل أديانها ومذاهبها, من المعارض المتشدد, وحتى الأضداد للعقيدة المسيحية. إلى المؤمن والمتطرف وسواهم. فهذا الميلاد ألإعجازي الذي لم يمسسه شك من احد البتة. يضعنا أمام تساؤلات وحقائق لا بد من سردها .
فماذا تعني هذه الولادة ألإعجازية ؟! ولماذا لم يولد المسيح كما ولد الأنبياء الذين سبقوه , فاسحق الذي ولد من العجوز سارة, وكذلك صموئيل النبي مثلا ولد من امرأة كانت عاقر, وقبل ولادة يسوع, بستة أشهر ولد مار يوحنا المعمدان من عجوزين وأم عاقر. وفي كل الولادات الأعاجيب بينة وقدرة الله فيها ظاهرة ولم لا وهو القادر على كل شيء, وله طلاقة القدرة. إن الله تعالى وهو القادر المقتدر , كان ممكن أن ينقذ أبونا نوح ومن كان معه بدون فلك كما شق بحر سوف أمام نبيه موسى وتم العبور . لقد خلق أبونا ادم من جبلة طين, لأنه لم يكن بعد امرأة لتلده وكذلك أمنا حواء وله القدرة بفعل كن فيكون .
إن حكمة الله وسر تدبيره لهو الأمر العصي على مداركنا البشرية وبفضل فيض محبته كشف لنا بولادة يسوع المسيح الكثير من العلم المحيط بعرش عظمته , فهذا الوليد التاريخي ألإعجازي الذي ولد من غير تزاوج ذكر وأنثى وبعيدا كل البعد عن مفهوم, غريزة حفظ الجنس وبدون أي زرع بشري, الذي جبل بالروح القدس (روح الله) ومن أحشاء العذراء فولدت هذه الأم البتول يسوع المسيح (الإنسان الكامل) الذي كان شبيها لنا بكل شيء عدا الخطيئة . وهو الذي قال من منكم يبكتني على خطيئة .
فلا مناص من الاعتراف جهارا أن المسيح يسوع هو ( ابن الله ) حقا بطبيعته وليس بتعبير مجازي أو فلسفي كما يخلص إليه الإخوة المعاصرون. وأنَّ يكون يسوع نبيا عاديا كما يصفه (أ.شربنتيه)8 .راجع الملحق م5 وم7.

وهو بهذه الشخصية الخارقة المتميزة التاريخية العظيمة والمؤثرة في حياة البشرية جمعاء (وبغير مؤثرات أو مغريات دنيوية و مادية) وعبر ألفي عام , إطلاقا لن يكون يسوع إنساناً بحت وإنما يبقى هو هو , وعبر كل العصور , شخصية فذة لا تتكرر ولن يكون لها شبيهٌ على الإطلاق , لأنه كان , إعجازا في ميلاده , إعجازا في حياته على الأرض , إعجازا في معجزاته , إعجازا في موته وقيامته , إعجازا في صعوده إلى السماء , إعجازا حتى في تسميته فهو عمانوئيل ( ألله معنا ) وأخيرا إعجازا في مجيئه الثاني ودينونته للبشرية جمعاء.

+ إن القديس لوقا الإنجيلي، وقبل أن يدون قصة الميلاد وكرازة الرب يسوع المسيح ، يخبرنا الكتاب المقدس بأنه "أي لوقا البشير" قد ذهب إلى أورشليم ، والتقى التلاميذ الأطهار .. والقديسة العذراء مريم ..التي يخبرنا عنها الكتاب ، بأنها كانت تسمع وتشاهد الأحداث وتحفظها في قلبها. وبكل تأكيد فإن مصداقية هذه المرأة القديسة الطاهرة مطلقة، والناطقة بالصدق كله . وبذلك يكون القديس لوقا قد وقف عند الحقيقة الكاملة والكلمة الصادقة ، حيث لا يشوبها أدنى شك ولا يعلوها غبار الريبة . لأنه استقاها من مصادرها الأمينة ، وشهود عيان ،عاشوا وعايشوا الحدث بجوارحهم وعاينوه بحواسهم.
+ من يرفس مناخس
ونكرر القول لماذا لم يبدأ هؤلاء الأخوة العلماء دراساتهم من حدث الميلاد؟. وماذا كان يحدث لو اتخذوا هذا المنهج في دراساتهم؟.
لو حدث ذلك فعلاً, وابتدءوا من حدث الميلاد منهجاً. لاصطدموا بصخرة الحقيقة الصلدة, حيث كانت أفكارهم, مجهضة!!. فليس أمامهم عندئذٍ سوى احد الخيارين. فإما أن يسلمّوا قبولاً بالقراءة (العتيقة), ويعلنوا بتطابق إيمانهم, وإيمان آبائهم وأجدادهم!. أو أن يخرجوا من جادة الصواب لا محالة, مضطرّين للإتيان بأفكار جديدة, خصوصاً أمام, ذلك الميلاد ألأعجازي, من عذراء بتول, وأم بتول !. فراحوا يسهبون القول, ويسكبون الأحبار, في وصف الشجر, متحدثين عن الأغصان والأوراق والثمر, متناسين البذرة والجذر, والزارع والساقي, والذي أنمى, والذي أثمر.
إنهم لو انتهجوا ذلك لما وجدوا, صاغياً, ولا من له القبول, أو الاسترضاء, بفلسفتهم, ولذلك آلو على أنفسهم, انتهاج المسلك الذي يبدأ, من وحي القيامة, رجوعاً إلى منتصف الطريق!. واعتبروا أن أسفار العهد الجديد, كانت من نتاج هذا الوحي.
لقد جاءت المفاهيم الجديدة, تحت غطاء الثقافة, والتحرر, والعصرنة, والتقنية العلمية, والعولمة الجديدة. فأنمت التعالي والكبرياء, والمكابرة, في الأوساط الشبابية, والثقافية, لينظروا بمنظار قاتم للإيمان!, متغاضين عن الروحانيات, باعتبارها, صوراً من صور التخلف و الرجعية!. والحرمان !. وتمكنت هذه المفاهيم إلى حد ما من القلق تجاه الحقائق الإيمانية, في أنظار البعض. وبفعل مفاهيم العصر المتطور !؟. وأمسى مفهوم الأيمان بالتسليم, يعني الرجعية بعينها!!.
في حين أن الروح القدس قد رسم لنا طريق الأيمان الذي يحبه الله ومسيحه, "وأما الأيمان فهو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى.!"(عب1:11). أجل الإيقان بأمور لا ترى وعليه فالإيمان الحق يكمن بالتسليم.. والتسليم فقط!!. وهذا يعني بالنتيجة, أن علينا أن نقرأ الكتاب المقدس للفهم .. كي نصل للعمق, مستهدفين درجة الحب الكبيرة!, لفادينا ومخلصنا يسوع المسيح. ولا نقرأ, الكتاب للدراسة, والفحص, والتمحيص, والنقد السلبي والتدقيق!." فمن هو الإنسان حتّى تذكره وابن آدم حتّى تفتقدَهُ.(مز4:8)." وستبقى التعاليم الإلهية, صالحة للإرشاد والتأديب, لكل العصور, لان الله العارف والعالم بكل شئ, يتلاشى أمام عظمته عنصر الزمن. فجميع الأزمان (الماضي, الحاضر, المستقبل) عند الله هي الزمن الحاضر.
=============================

إننا نقدر أن نرى ونلمس, الأيمان الحقيقي, اليوم وكل يوم, ومن خلال المعجزات التي يجترعها قديسو الله, بتشفعهم, باسم الرب يسوع المسيح !. ومن خلال هذا الإسناد العظيم, يتبرهن لنا وبالملموس أيضا!, حقيقة, أن " ألمسيح هو ابن الله الحي !".

=============================

وكون الإنسان ضعيفاً بطبيعته, فانه لا يبرح متجهاً لموطن القوة دائماً!. ومن هذا المنطلق, أدرك المسيحيون الأوائل, القوة الكامنة, على خشبة الصليب, وتيقنوا من المصلوب بأنه.. هو هو "الله الابن", القدوس ألقوي, الذي ظهر بالجسد!. والقائم حقيقة من بين الأموات!. فتشبثوا به حتى الموت, رغم الأضطهادات والعذابات والاهانات, والصعاب!. وصرخوا بصوت مدوِّي, مع الرسول بولس قائلين؛ أستطيع كل شئ بالمسيح (الله القوي) الذي يقويني (فيليبي13:4).

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
&
أطار2 &

• لأنه لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان, بل تكلم أناس الله القديسون, مسوقين من "الروح القدس".

2 بطرس 21:1


• كلُّ الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر.
2تيموثاوس 16:3
• انظروا أن لا يكون أحدٌ يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل, حسب تقليد الناس, حسب أركان العالم , وليس حسب المسيح. فإنه فيه يحل كل "ملء اللاهوت جسدياً" وأنتم مملوؤون فيه, الذي هو رأسُ كُلَّ رياسة و سلطان.
كولوسي 8:2-10

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


هوامش :
---------------------------------
7 / سوف نتكلم عما تعنيه القيامة في الباب الثاني من هذا الكتاب
--------------------------------
8 / لقد سبق إلى ذلك كربوكراتس من القرن الثاني الميلادي زعم أن يسوع المسيح إنسان محض ولكنه أسمى من البشر بقداسته.
--------------------------------


الجزء السابق


الجزء التالي

====================
__________________
أبو يونـــــــان
________
الله محبـــــــة

التعديل الأخير تم بواسطة ابو يونان ; 20-09-2010 الساعة 09:33 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20-09-2010, 05:09 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,908
افتراضي

جهد مبارك و شروح تفصيلية توضيحية لفكرة الفداء و التي عليها يرتكز معتقدنا المسيحي ككلّ. الشكر الكبير للمؤلف اللامع باركه الرب.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20-09-2010, 09:31 PM
ابو يونان ابو يونان غير متواجد حالياً
Power-User
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
المشاركات: 162
افتراضي

شكراً استاذنا الغالي فؤاد الموقر
على مروركم وكلماتكم الطيبة
وبركة ربنا تكون معك
__________________
أبو يونـــــــان
________
الله محبـــــــة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:07 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke