Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-02-2014, 11:25 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,885
افتراضي المقامة الحزينة

المقامة الحزينة

لم يحدّثني عن هذا أيُّ أحَدْ، و لم يَبُحْ لي بسرِّهِ رجلٌ و لا امرأةٌ و لا ولَدْ. إنّها حقائقُ ما يجري بهذا البلدْ، منْ قتل و تدميرٍ و تهجيرْ و منْ خَطفٍ و اعتقالٍ و تفجيرْ. حالٌ تحترقُ عليها قلوبُ "الكفّارْ" و هذا مثلٌ دارجٌ لدينا يعلمُهُ الشُّطّار.

حكومةٌ غبيّةٌ بليدة و معارضةٌ عن همومِ الشّعبِ بعيدة. حكومةٌ منافقةٌ مناورة، و معارضةٌ متفرّقةٌ مغامرة. حكومةٌ يقودُها مجرمُ حربْ، و معارضةٌ تسوقُها أموالُ الخليج و سياسةُ الغربْ، و الشّعبُ بينَ بَين لا يملكُ من أمره إلا ما تراهُ العينْ و هو ضياعٌ و تشرّدْ و دمارٌ يتجدّدْ.

أمّةٌ عربيةٌ، بل أمّةٌ خُلّبيّةٌ، سلاحُها الكذبُ و النفاقْ و ضميرُها مُغيّبٌ في مراحيضِ الأنفاقْ. أمةٌ لا أمدَّ أحدٌ في عمرِها لأنها متخبّطةٌ في دواعي أمرِها. أمّةٌ أصبحتْ عشائرَ و قبائلْ و غدتْ مهزلةَ المهازِلْ. تتفاخرُ بماضيها المريض و تقعُ عليهِ كدجاجةٍ تريدُ أنْ تَبيضْ، حاضراً يتهالكُ و مستقبلاً يتحالَكْ. هذه أمّةُ يَعْرُبْ فهي عن كلّ شرفٍ و كرامةٍ أصبحت تُضْرِبْ و بذيلها تلعبْ و هي على الأغلبْ مِنَ الآخرينَ تُرْكَبْ.

أسفي و حزني و لوعتي على ما وصلنا إليه من مصيرْ، و ما سيجعلُنا في المقبلِ مِنَ الأيام و الأعوام بلا مصيرْ. تتلاعبْ بنا الدُّوَلْ، و نحنُ نتشدّقُ بمقولةِ أنّنا مِنَ الأوائلِ و الأُوَلْ. إنّ سفينتنا مُبحرةٌ إلى الهلاكْ و ليس لنا يا ربّي سِواكْ.

إرفعْ عنّا الغمّةَ و الألمْ، و اقطعْ دابرَ كلّ مجرمٍ قد جَرَمْ و كلّ حاكمٍ قد ظلَمْ، أجِرْنا منَ الجهاديين التكفيريّينْ و ممّن على نهجهم و على شاكلتهم من المجرمين و من المنافقين و المتخاذلين و من الأنبياء الكَذَبةِ و الشّياطينْ. أعِنْ المخلصين في هذا الوطن ليساعدوننا في التخلّص من داعِش و من جبهةِ النُّصرة و كلّ غريبٍ لعينْ لا يؤمنُ بهذا الوطن و لا بكرامة الإنسان فيبقى على حقده كحيوان و على عنصريّته كجبان.

حزني على بلدي كبيرْ، و خوفي مثلهُ على أقلِّ تقديرْ. كانت سوريّة بالخمسينيّاتْ تسود فيها العدالة الاجتماعية و انتعشت جميع الحرّيّات حتّى كنّا نقول: "سوريّة حُريّة" و اليوم سوريّة إرهابيّة تكفيريّة جهاديّة عنصريّة تريد تدمير جميع القيم الانسانيّة بتطبيق الشريعة الاسلاميّة غير العادلة لأنها غبيّة و إقصائية و عدوانيّة عدائيّة. سريعة تحطّ من كرامة الناس لأنها لا تملك عدلا بالأساس و لا يعرف لها أحدٌ رجلاً من رأس، و سيكون مصيرُها الإفلاسْ.

فكرٌ وهّابي إجراميّ تخريبيّ، و فكر نظامٍ بليدٍ همجيّ و طائفيّ.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:26 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke