Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > خواطر و مشاعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-11-2007, 04:00 AM
hasaleem hasaleem غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: لبنان, بغلبك, النبي رشادي
المشاركات: 102
افتراضي مرارات

مرارات

بقلم
حسين أحمد سليم
آل الحاج يونس

Hasaleem

لبنان, ضاحية بيروت الجنوبية, مدينة الكرامة, قرية الصدر النموذجية

كمال العقل للحيوانات العاقلة, نفخ الروح من لدن الخالق, في كينونة الأحياء الناطقة, تجليات عظمة الله في إبداعات الخلق, ومعالم نضوج العقل في رؤوس الورى, تشكيل صفوة الخبرات في التجارب... المقياس القسطاس في الرجحان, قداسة قوس محاكم العدالة, فالتاج الملكي الرمزالخالد, شعار الرجالات الشيوخ الناضجة المعمرة, أو الشباب الواعية المثقلة بالعلم إن العلم حكى... تلكم الأسطورة التاريخية التي تحكى, مدى الزمان في كل مكان, تتلى آياتها هداية في محاريب الصلاة, عند قلوب خاشعة من خشية الله... العقل تنحني له الهامات النابضة بنسمات الحياة, وتخر ساجدة له الأجسام الكاملة بالإيمان, وتتسامى به النفوس التواقة للعلا, وتتشاف به الأرواح المتمازجة بشفافية أثيريات النور, وتتفاخر به الأفكار المضمخة بالوعي الباطني... وهو المرصع باللآليء النفيسة البراقة, المزدان بالجواهر الغالية اللماعة, تشكيل الخبرات في مسارات الحياة, صوغ التجارب في مطاوي الأيام المطويات, وصناعة ممارسات أيدي الأعوام السالفات, ونقش آيات الحكمة البينات, زبدة مراحل الأجيال السابقات, وخلاصة أزمنة الأحقاب الماضيات, عناصر متنوعات القطوف, كلتاها من ثمار محدوديات الأعمار الدانيات...

هو ذاك الرجل الأسطوري الحكيم, الذي يطل من كوة الأبدية, فارسا يمتطي صهوة موجات الأثير, لابسا بردة المسؤولية التكليف رسالة حق, رافعا يمناه السمراء في العلا, يشد في كفه على قبضة حسام قاطع الحدين, يشهر سيف الحق لامعا, براقا تحت أشعة الشمس, وبيده الأخرى يرفع عاليا, كتابا يشع من قلبه النور, كلتا ما في يديه متكاملا, لتوضع في نصابها الأمور... مدهش يكرز بآيات بينات من وحي السماء, داهش يجترح التحديات في معجزات, يهدي الناس للصراط المستقيم, في الوصايا والزبور والتوراة والإنجيل والقرآن, على هدي إبراهيم ودواد وموسى وعيسى ومحمد... كأنه حلب من الدهر شطريه, وخبر الناس على حقيقتها, خبرة معمر عتيق, يواكب الدهور والعصور والسنين, وكأن كل ما في الحياة من أسرار, ركعت له ساكنة, وقد أسلمت إليه مفاتيح أبوابها, وكشفت له قوانين عيشها, وأفضت طوعا له أسرارها, ورفعت النقاب رضاءا لعينيه أغوارها... فإمتشق القلم بين أصابعه, كما السيف في راحة كفه, ووصل دماء شريانه مدادا للسان يراعه, وراح يخط على الطرس خواطر خيالاته, ويدون في القرطاس رؤى أفكاره, فخاض الأشياء غمارها, وأذلّ الدنيا زخّارها, وهتك الحجب عن لآليء الفانية وحجارها...

تجليات رؤى الفكر الجريء, ومضات نتاج العقل الناضج, القائم في قلب الوعي الباطني, يرسم مسارات الإنسان الحر, في طهارات الفكر والقول والعمل, ليعلن خلاصة الحكم المبرم, عنوانا عريضا من على منصة قوس محكمة العدل, في كوى المكان والزمان, يعري من يجب تعريتهم من قشور حشوها النفاق, يجرد أشباه الناس من ستائرأقنعة الدجل والرياء والزيف, فإذا هم أندال الناس, أخساء أذلة تافهون, وأشرار فجار فاسدون... القلم الصريح في القول, السيال في الجرأة, ينفث حبر الحقيقة, دون أن يرتجف لسانه أو يتلعثم, كما السيف المسلط على رقاب يانعة بالكفر وحان قطافها, كلما قطع منها رأسا إزدارد رهافة... فاليأس من أمل الإصلاح المرتجى, والمرارة في رؤى الإرتقاء قد تفاقمت, والأرض المرذولة الفانية, ما هي إلا دركة نتنة من دركات الجحيم السفلى, ومن محال المحال جعل الجحيم نعيم الجنان...

تفاهة البشر الأدنياء, تزداد يوما بعد يوم, وقيم الناس الباطلة, تستشري في مستوى العلاقات, والأخلاق الوضيعة تتهاوى شيئا فشيئا, في النفوس المرضى بالطاعون, والسواد الأعظم يتمادون إصرارا, في إنغماساتهم التامة الدائمة في مستقعات الرذائل والرزايا... وحري بالقلم الجريء الحر, ألا يكتفي بعرض أشرطة شرائح مفاسد أفسد الناس, بل يفجر بلا رحمة ولا شفقة, على رؤوسهم العقيمة الخاوية من كل شيء, كل شآبيب الغضب الرعدي البركاني, وينذرهم بالمصير الشيطاني الجحيمي الرجيم, في دركات النار وبئس القرار والمصير... البوح الموجع على لسان القلم الحر, يسقط الإنسان المتأله غرورا شيطانيا, عن عرشه الزائف ليمرغ أنفه بالرغام ويعفره بالتراب, ويظهر له حقيقة الجهل القابع في قلب تفكيره الزري, بأنه لا يفقه شيئا من أسرار الحياة, وإن عرف فمعرفته إدعاء وغباء وهباء, وأدبه وذكاءه وإبداعه, خيوط واهية من دخان يتلوى في الهواء... والقلم المسطر بحق, يميط اللثام جرأة عظمى, عما تجيش به النفوس الدنيئة من المطامح والرذائل, ويكشف القناع عن مرضى العقول, الذين يتهالكون على الدنيا, ويتكالبون على لذائذها كأنهم فيها مخلدون, ولا يكلفون أنفسهم التفكر أن الموت لهم بالمرصاد, عند كل خطوة من خطواتهم يخطون, وهم والعياذ بالله, غائصون في الشرور, غارقون في المفاسد من أخامص أقدامهم حتى قمة هاماتهم, ويتنافخون شرفا في الحسب والنسب, ويدعون شفافية الفضيلة مزورين حقائق معانيها... تبا لهم ما أغباهم؟!, يأتون الدنيا الفانية أفواجا أفواجا, ويغادرونها كما أتوها أفواجا أفواجا, وهم كالأنعام بل أضل سبيلا, يخبطون فيها خبط عشواء, لا يدرون ماذا يفعلون... نفوسهم الأمارة بالسوء محشوة بالكبرياء, وعقولهم حقيرة مكسوة بالسخف, ونباهتهم إستحمارات تسيطر عليها الغباء, وكراماتهم مدثرة بالمكر والرياء, ربهم أموالهم المال يعبدون من دون الله, وشهواتهم الجنس تعمي بصيرتهم قبل الأبصار, وعنفوانهم العجرفة تستبد بهم, وعدالاتهم الظلم يقودهم ويملي عليهم تصرفاتهم, وهم في مستنقعات الموبقات سابحون, وفي لجج القذارات يجدفون, سواء بسواء ما يفعلون, أفرادا وشعوبا كافرون, محكومين وحكاما ماجنون عابثون, في عربدات تجارة الحرام يتسابقون...

متكبرون, متعجرفون, مغرورون, حمقاء, أغبياء, مداجون, لا وفاء عندهم ولا من يحزنون, يرصعون صدورهم دوما بأوسمة الخنا, ويدفعون صدورهم إلى الأمام كأنهم رايات الحلفاء, وإذا ما حادثتهم يوما يمتعضون, يقلبن شفاههم كأنهم رائحة الكره يشتمون, وإن طالبتهم بالحقيقة يغضبون, وإذا ما تكلموا فهم كاذبون, ينتخبون ليمثلون الناس ويغدرون, وصموا الأوطان الحرة بالعار ولدعم العار في مناصبهم باقون... مجرمون فاسقون, رؤوسهم خاوية, ما كانوا ليتلون المناصب العليا يوما, أعواما تلو أعوام, لو لم يكن الذين يساندونهم فساقا وفجارا مثلهم تافهين... فكما تكونوا يولّ عليكم أيها المجانين...

إني لأهزأ بمظاهركم التافهة الباطلة, وأحتقر فيكم الإنتفاخ الأجوف الذي لا يوجد إلا في الطبول الفارغة... فليس في الأرض من عظماء, وإن من يسميهم الناس نفاقا عظماء, ما هم إلا فقاقيع تتطاير في الهواء, تنفجر وتذهب هباء, حتى البارزون الأفذاذ, لا أراهم سوى طبول مدوية جوفاء, ولا أؤمن بالعظمة الحقيقية إلا في الرسل والأنبياء والأئمة والخلفاء, فوحدهم بالحق كارزون, يشكلون الإيمان حقيقة مسارات, ويشقون طرق الهداية للعباد, ويمدون الجسور الواصلة بين أديم الأرض وأبواب السماء...

كتبت مساء يوم الخميس الواقع فيه 07 / 11 / 2007 في قرية الصدر النموذجية
__________________
حسين أحمد سليم آل الحاج يونس
hasaleem
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-11-2007, 09:47 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,595
افتراضي

علاجُ المرارات


مرارتُ أحلامٍ موجعةٍ
تهدرُ من جوفِ الرّجاءْ

تقضّ مضاجعَ الحلمِ
تنتهجُ سلوكيّة الارتقاءْ

تحاولُ انتزاعَ المُلكِ
بلهفةِ الشجعانِ الشّرفاءْ

تخورُ القوى تتلاشى
الإراداتُ و ينهزمُ الصّفاءْ!

مراراتٌ تكدّستْ أمانيها
و تمنّياتُها في أدراجِ السّماءْ

لم يُفتحْ لها بابٌ و لمْ
ترقَ إلى مجازاتِ العلاءْ!

مراراتٌ سبقَ و أن أعلنَ
عنها من قبلُ الحكماءْ

و دبّجَ لها أساطينُ الأدبِ
و عانقتها عبقريّةُ الشعراءْ

لم تنحنِ لها هاماتُ الغرورِ
و لم تنحلّ عُقَدُ الهراءْ!

شريانُ دمٍ يتقلّصُ في
أوردةِ الزّمن بلا اكتفاءْ

دهرٌ أكلَ عليهِ السأمُ
و شربَ من مدامه الغباءْ

تناصفَ حكمه و تحكّم
الأغبياءُ و الحمقى و الجهلاءْ!

زالتْ متعةُ الأساطيرِ
و هرمَ بائساً ربيعُ العطاءْ

فتحوّلَ إلى كابوسِ رعبٍ
من الثلجِ و الرّعد في الشّتاءْ

نفثتِ الحقيقةُ صبرَها
فلم يلتفتْ إليها العقلاءْ!

لم يكتملْ بعدُ النصابُ
لفرضِ الحكمِ في دار القضاءْ

جرأةُ الفكرِ تتلاشى
مع تعاظمِ الزّيفِ و الافتراءْ

منارةُ الخيالِ تُعتمُ
في جوّ البغي و طقسِ البلاءْ

كواكبُ العمرِ تساقطتْ
و لمعتْ كواكبُ أخرى في أسماءْ

انغمسَ الكلُّ في ترّهاتِ
الانتقاءِ و الاشتهاءِ و الابتغاءْ!

كانَ كلُّ شيءٍ وهماً
تبدّد على سفرةِ التعساءْ

حُجُبٌ مزريةٌ زخارفُ
منمّقةٌ فارغةٌ جوفاءْ!

تحوّلتِ "الحيواناتُ" بحكمِ
عجرفةِ المكرِ و خبثِ الرّياءْ

إلى مصدرٍ من التقييمِ
و الإيمانِ بعظمةِ الأشياءْ.

العبادُ مَنْ همُ العباد؟
قومٌ بؤساءٌ أذلاّءْ

لم ينجدهم جنونُ الرّسلِ
و الأنبياءِ و الأئمةِ و الخلفاءْ!

كما لن ينجدْهم ندبُ
الحظوظِ و نشرُ أدعيةِ البكاءْ.

أبوابُ الأرضِ مقفلةٌ
و كذلكَ أبوابُ السّماءْ

كيفَ نشقُّ طريقَنا على
هدي الرّوحِ بكلّ مضاءْ؟

قد نكونُ طبولا فارغةً
أو رؤوساً أو بعضَ أشلاءْ

لكنّنا سنغدو في لحظةٍ باهرةٍ
من الزّمنِ مدوّنةً عصماءْ

و قد يسخرُ منّا قومٌ لأمرٍ
و قد يعظّمُ مقامَنا العظماءْ

نرسمُ سُبُلَ الفرحِ
و نمتشقُ المحبّةَ بلا رياءْ

لا السّيفُ أسعفَ الحياةَ
و لا الفتكُ و لا الاعتداءْ!

نداءٌ هامسٌ رقيقٌ
شاعرٌ من التسامحِ شاءْ

و أعلنَ ميلادَ السّلامِ
و أفرزَ لكلّ علّةٍ دواءْ

ستنتصرُ إرادةُ البقاءِ
و يردّدُ صداها النداءْ

لأنّ في قلوبنا رحمةُ
المعرفةِ و رائحةُ الذكاءْ

لن تشغلنا المناصبُ
و هي تتلألأ في الظلماءْ

سنكرزُ مع (يوحنّا)
لنعمّدَ الحقيقةَ بالبناءْ!


__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 11-11-2007 الساعة 10:02 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:08 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke