لا تلم صدقي. شعر: فؤاد زاديكه

[fouadzadieke]

لا تلم صدقي

لا تلم صدقي، إذا الصدقُ أبى
أنْ يُحابي غادراً، أو كاذبا

لا تلمني، في لساني لذعةٌ،
قد يجرُّ الغيظُ منها مُغْضِبا.

كلّما حاولتُ، أعطي فرصةً،
في عراكِ الدهرِ، يوماً صاحبا

ألتقي، أنّي ظننتُ مُخطئاً،
سوفَ يأتي صاحبي مستعذِبا

موقفي حُبّاً، و تقديراً، فإذْ
يعتلي ظهري _مُسيئاً _راكبا!

يا إلهي. ما الذي يجري لنا
قد أضعنا في حياةٍ مَذهبا.

كانتِ الدنيا بخيرٍ عندما
لم يكنْ خبثٌ. بلغنا طيّبا

ها هيَ الدنيا حروبٌ، أو أذىً،
أو حقودٌ، أو دمارٌ خرّبَ.

إنّها المأساةُ، مكتوبٌ لنا
أن نعاني مِنْ هواها الأجربَ.

لا تلم شعري، متى لا يرتشي،
أو ضميري، صفحتي لن أقلبَ.

إنّها تدعو لصدقٍ كاشفٍ
كلَّ محتالٍ، تجوبُ الكوكبَ

كلّما قابلتُ وغداً كاذباً،
يعشقُ التزويرَ، أغدو أصلبَ.

لا أحابيهِ، على أغلاطِهِ،
بل أُعَرّيهِ، جواباً صائبا

إنّما الدنيا أراها موقفاً،
فليكنْ صلباً، صحيحاً، لاهبا

إنْ أمُتْ مِنْ أجلِ حقٍّ، فلأمتْ!
و ليكنْ موتي نداءً غاضبا.

لن يموتَ الحقُّ، مهما حاولتْ
قوّةُ الشيطانِ، أن تستكلبَ.