Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-10-2006, 02:16 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي السلام خبز الحياة ـ 10

السَّلامُ خبزُ الحياة
أنشودةُ الحياة*
[نصّ مفتوح]

9
... ..... .... ......
أين توارَت شموعُ المعابدِ
تصقَّعَت بخورُ الصلاةِ
شاخَتْ أجراسُ المدائنِ
تعفَّرَت دُعاءات البشرِ
بيادرُ القلب غرقى بمآسي الوغى
تاهَ إنسانُ العصرِعن هديلِ الحمائم
عابراً سوادَ اللَّيل
يبحثُ عن أنيابٍ مخيفة
يزرعُ في صدرِ الصَّباحِ
بقايا الجماجم!

عجباً أرى هربَ الإنسانُ
من ظلالِ المؤانسة
من بهجةِ العناقاتِ
من عذوبةِ الرُّوحِ
داسَ بكلِّ رعونةٍ
في جوفِ الأبالسة!
أحنُّ إلى هدوءِ اللَّيلِ
إلى صداقاتِ القرنفلِ
إلى أناشيدِ المحبّة
إلى إبتساماتِ الهلالِ!

مَنْ يستطيعُ أن يعيدَ
للروضِ إخضراره
للزهرِ عبقهُ
للقمرِ ضياءهُ
للإنسانِ خصالهُ؟!

كم من الإشتعالِ
كم من الدَّمارِ
كم من القتلِ والإنتحارِ
كم من الجنوحِ
في إعوجاجاتِ المدارِ
مدارُ الكونِ تفلطحَ
من تصدُّعاتِ الخرابِ
حتّى أعماقِ البراري!

خرابُ الرُّوحِ
خرابُ الشَّيخِ
خرابُ الطُّفولةِ
خرابُ الحياةِ
لم يَعُدْ للحياةِ نكهةُ فرحٍ
ولا للحلمِ مساحاتُ إنتعاشٍ
تخشّبَتِ الرُّؤى وأركانُ الدِّيارِ
آهٍ .. تاهَ البشرُ
في زمهريرِ المعاصي
بحثاً عنِ القشورِ
في إصطبلاتِ المواشي!

بشرٌ نسى أو تناسى
أنَّ غمامةَ العمرِ
تحتاجُ مزيداً من المراسِ
كي تعبرَ بوّاباتِ الخلاصِ

لا أرى في شهقةِ الأفقِ حبقاً
تركنُ إليه أنفاسي
ضقتُ ذرعاً من حياتي
من مماتي
أواهٍ حتّى قبري
لم يكُن على مقاسي!

تلظَّتِ الرُّوح
من اِرهاصاتِ العمرِ
من توهّجاتِ إشراقةِ الجمرِ
آهٍ .. غرقَتْ أسرابُ القطا
في وهادِ الغمرِ!

لِمَن أهدي سلامي
لِمَن أهدي حمامي
لِمَن أسقي بذورَ الحنينِ
لِمَن أزرعُ مرامي

أريدُ من بشائرِ الكونِ
أن تبحرَ في ربوعِ كلامي؟
أن ترعى خمائلَ الروضِ
أن تمرحَ في أعماقِ السَّلامِ
سلامي سلامٌ من نكهةِ النَّارنجِ
من نداوةِ البيلسانِ
سلامي حبقٌ متهاطلٌ
من هلاهلِ السَّماء
من رحيقِ الهناءِ
هناءُ الطُّفولة
هناءُ سفوحِ الكونِ
هناءُ النَّسيمِ وهو يتماوجُ
مع شموعِ الوفاءِ
مع أغصانِ الرُّوح
وهي ترقصُ بانتعاشٍ
من وهجِ العطاءِ!
عطاءُ الشَّمسِ دفئاً
لوجهِ الثَّرى
لخصوبةِ الغاباتِ

عطاءُ الغيمِ نِعَمَاً
تخفِّفُ من لظى الآهاتِ

عطاءُ الرُّوحِ هدوءاً
أبهى من حفيفِ الفراشاتِ

عطاءُ القلبِ نقاءاً
أنقى من أعذبِ البحيراتِ!

آهٍ تاهَ الإنسانُ
عابراً تلافيفَ المتاهاتِ
مَنْ يستطيعُ أن ينقذَ الكونَ
من هولِ الجراحاتِ؟
جراحُ الرُّوحِ من أعتى الجراحاتِ
جراحٌ أعمقَ من شقوقِ الصَّحارى
أعمق من نضوحِ الأنينِ
من ثغرِ المساماتِ!

السَّلامُ صلاةُ عابدٍ
متنسِّكٍ في كهوفِ الخيِر
في حقولِ البرِّ
نموّ حبّاتِ الحنطة
في براري الرُّوحِ
بسمةُ طفلٍ في وجهِ الزَّلازلِ
سموُّ القلبِ في رحابِ المحبَّةِ
السَّلامُ خبزُ الحياةِ
رقصةُ العشّاقِ
في أرقى تجلّياتِ العناقِ

صفاءُ الفجْرِ
ضياءُ نجمةُ الصَّباحِ
أراجيحٌ تزغردُ
على إيقاعاتِ البحر
مودّةٌ دافئة
من تواشيحِ بسمةِ البدرِ!

تغاريدُ الطُّيورِ
فوقَ جبينِ المدائنِ
فوقَ نداوةِ الزَّهرِ!

هاجَ البحرُ شوقاً
إلى هديلِ السَّلامِ
إلى شموعِ المحبّة
إلى بخورِ الأمانِ
أغدقَ الغيمُ حبَّاً عذباً
في أعماقِ الدِّنانِ

طارَتِ النَّوارسُ جذلى
ترقصُ رقصةً
تنعشُ ربيعَ العمرِ
تبحثُ عن سفينةِ الحبِّ
عن نشوةِ الخمرِ
تفرشُ أجنحتها لأمواجِ العشقِ
لعلّها تعثرُ عن شواطئٍ راعشة
مثل إرتعاشِ الجمرِ!

تنامُ عصافيرُ الخميلة فرحاً
على ضياءِ الهلالِ
بعيداً عن جلاوزةِ الحربِ
بعيداً عن جنونِ البنادقِ
عن طيشِ القتالِ!

السَّلامُ طفولةٌ مترعرعةٌ
في كنفِ الوردِ
براءةُ طفلٍ وهو يرضعُ
من عذوبةِ النَّهدِ
شموخُ جبلٍ
في ليلةٍ مضمّخة بالشَّهدِ
عروسٌ متوَّجة بالمحبّة
بأزاهيرٍ من أريجِ المجدِ

السَّلامُ رسالةُ شاعرٍ
إلى هديلِ الحمامِ
قبلةُ عاشقٍ
في ليلِ الغرامِ
دفءُ المحبّة
بينَ أحضانِ الغمامِ
شوقُ الطبيعة
إلى سفوحِ الوئامِ
اِخضرارُ السنابلِ
بينَ نداوةِ الأحلامِ
عناقُ الرُّوحِ
معَ رضابِ الأنغامِ!

السَّلامُ موسيقى متعانقة
مع نغماتِ الكمالِ
حديقةٌ عشقٍ مسربلة ببسماتِ الهلالِ
حكمةُ الحياةِ منقوشةٌ
فوقَ ثُغُورِ الليالي
برارةُ الأرضِ
وهي تهطلُ أبهى الغلالِ

موجةُ بحرٍ منعشة
مثلَ اِنتعاشِ التلالِ
قصيدةُ عشقٍ هائجة
في أعماقِ الجمالِ
ماءُ الحياةِ
يسقي خدودَ الرِّمالِ
نعمةُ النعماتِ
هبَّتْ علينا من الأعالي
صديقُ النسيمِ
شامخُ الصدرِ مثلَ الجبالِ
نكهةُ انبعاثٍ
مِنَ الماءِ الزلالِ!
إبتهالاتُ وردةٍ
على تراقصاتِ جموحِ الغزالِ
رسالةُ محفوفة بخيوطِ الشَّمسِ
بأنبلِ الأنبالِ
مساحاتُ عشقٍ منذ بزوغِ الآزالِ
تتوهُ الرُّوحُ بين صخورِ العمرِ
تتعفّرُ من غبارِ الجشعِ
تتطهّرُ مع هبوبِ السَّلامِ
مع إشتعالِ رحيقِ الجمرِ
وحده السَّلامُ يستطيعُ
أن يفصلَ شوائبَ هذا الزّمان
عن وشاحِ العمرِ!

رحلةٌ مسربلة بالآهاتِ
موشّحة بالأنينِ
تترقرقُ فوقَ تلالها
إندلاعِ الدَّمعاتِ
نعبرُ سهولَ العمرِ
لا نعلمُ متى سنندلقُ
في قاعِ الغمرِ
متى سنغفو على جبهةِ الدَّهرِ

... .... .... ... ... يُتْبَعْ!


صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم

sabriyousef1@hotmail.com
www.sabriyousef.com
*أنشودة الحياة: نصّ مفتوح، قصيدة ملحميّة طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء هو بمثابة ديوان مستقل مرتبط مع الجزء الّذي يليه، وهذا النصّ مقاطع من الجزء الخامس، حمل عنواناً فرعياً:
السَّلام أعمق من البحار

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 12-10-2006 الساعة 07:09 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-10-2006, 07:47 AM
نبيل يوسف دلالكي نبيل يوسف دلالكي غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 2,370
افتراضي

الشاعر صبري يوسف المحترم
تحية صباحية وبعد
كتبت فأجدت بالكتابة روعة ما بعدها روعة كلمات تدق مع دقات القلب وتهفو لها النفوس وتنتعش ..
ألف شكراً لكَ

نبيل

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 12-10-2006 الساعة 10:04 AM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14-10-2006, 02:08 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

المتابع العزيز نبيل دلالكي
تحية
أحييك على مروركَ الطيب يا صديقي ..

مع خالص المودّة
صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14-10-2006, 08:14 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,857
افتراضي

تاهَ إنسانُ العصرِعن هديلِ الحمائم
عابراً سوادَ اللَّيل

يبحثُ عن أنيابٍ مخيفة
يزرعُ في صدرِ الصَّباحِ
بقايا الجماجم!
إن إنسان العصر يا شاعرنا الغالي يحتاج إلى خضة فكرية وخلقية لكي يصحو من غفوته ويكف عن أساليب القهر والتعدي التي يمارسها بحق نفسه والآخرين. كلماتك غنية بالمعنى وعميقة بالروح.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14-10-2006, 04:44 PM
Malki Morad Herdan Malki Morad Herdan غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 1,334
افتراضي

.
... ..... .... ......
أين توارَت شموعُ المعابدِ

تصقَّعَت بخورُ الصلاةِ
شاخَتْ أجراسُ المدائنِ
تعفَّرَت دُعاءات البشرِ

.
شاخَتْ أجراسُ المدائنِ؟
لستُ أدري!
أشاختِ الأجراس ، أم أنها لم تعد تُقرع ؟
و لِمنْ ستقرع الأجراس؟
فأصحاب الضمائر الميّتة
لا تهمهم إلا بطونهم التي لا تعرف الشبع

.
الأستاذ الشاعر صبري
لك مني أطيب تحية

.
ملكي حردان
.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:58 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke