Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-08-2014, 02:18 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,595
افتراضي البعضُ مِنْ إزدواجيّة المعايير لدى العرب و المسلمين المغاوير بقلم: فؤاد زاديكة

البعضُ مِنْ إزدواجيّة المعايير
لدى العرب و المسلمين المغاوير


بقلم: فؤاد زاديكة

ما هي الازدواجية في المعايير لدى التقييم و الحكم و المعاملة؟ إنها ضربٌ من الكيل بمكيالين، أي أن ننظر إلى حالة واحدة بمنظارين مختلفين و أحياناً متناقضين، و ما أكثر حصول مثل هذا الأمر لدى العرب عموماً و المسلمين خصوصاً.

إنّ إزدواجية المعايير في وجهة النظر أو بالحكم على الأمور و المواقف و القضايا التي تصادف الإنسان في حياته، هي نوع من انعدام المصداقية، كما أنها تحمل الكثير من التجنّي و النفاق و الضحك على النفس. لقد عُرِف المسلمون بهذا و هم لا يزالون يسيرون على نفس المنوال دون تغيير أو تبديل أو تعديل، فما يراه المسلمون لذاتهم هو حقٌّ من حقوقهم و هو يتماشى مع ميولهم و أفكارهم و أهدافهم، بينما يرون الأمر ذاته و الموقف نفسه باطلا لدى الغير و هو ليس من حقّهم، و كثيرةٌ جداً هي الأحداث التي تثبت هذا الرأي و تؤكد صحته، فمراجع المسلمين و كتبهم و أدبياتهم تدلّ على ذلك بوضوح و بتفاخر، و هنا لسنا بحاجة لأي إثبات فهو ما يزال ممارساً لغاية اليوم في سلوكية المسلم و مغروساً في ذهنيته.

"إن ازدواجية المعايير هى مخالفة مبدأ الحياد الفكرى بـ أى شكل من الأشكال هذا هو التعريف المبسط على إزدواجية المعايير فى اللغة , أما بالنسبه لشرح هذه الجمله فسنجد ان ازدواجية المعايير هى الإقتناع بمجموعة من المبادئ التى تتضمن أحكاما مختلفه لمجموعة من الناس بالمقارنة مع مجموعة أخرى , و سياسة الكيل بمكيالين هى مبادئ ينظر إليها على أنها مقبولة لإستخدامها من قبل مجموعة معينه من الناس , و لكن عندما تستخدمها مجموعات أخرى تعد من المحرمات و المبادئ الغير مقبولة"

إزدواجية المعايير من وجهة نظري تكاد تعبّر عن حالة انفصام في الشخصية الفكريّة، و في الممارسة السلوكيّة التي تسعى إلى اعتبار الباطل حقا و الحقّ باطلا، متجاهلة الطرف الآخر لا بل و أكثر من ذلك فهي تعاديه و تتهمه و تخوّنه و تكفّره و لا تمنحه حتى فرصة التعبير عن موقفه و عن رؤيته و أفكاره، فسيف التشكيك مسلط فوق رأسه و علم التشهير به، مرفوع إلى أعلى.

ما أتفه وأسخف وأغبى الفكر العربي - الإسلامي عندما يشعر أصحابه بهذه الفوقية التي يستمدونها من شرعية دينهم، فهم لا يرون غير أنفسهم، و كأنهم يعيشون لوحدهم في هذا العالم المترامي الأطراف و المتعدد الأفكار و المختلف الآراء و المتنوّع المذاهب. لقد دخلوا داخلًا و أقفلوا الباب ليعيشوا مع أوهامهم التي لا تخرج عن حدود كونها أضحوكة، خَبِرَها العالم و اكتشف زيفها و بطلان دعواها وواقع حالهم خيرُ شاهد و دليلٍ على ذلك. و بتبسيطٍ أكثر فإنّ الازدواجية في المعايير تتمثّل في أن تسمح لنفسك بأمر أو بتصرف أو بفكرة فيما تحرّمها على غيرك و تمنعها عنه و هذا ما يعرف به العرب و المسلمون لقلة حيلتهم و لإفلاس فكرهم و لشعورهم بالخيبة التي لازمتهم و تلازمهم في أكثر مواقف الحياة و أمورها.

و سنعرض بعضاً من هذه المواقف التي يمارسها العرب و المسلمون، و هي إزدواجيّة واضحة في المعايير، يرونها طبيعيّة لكونهم لا يشعرون بالآخر و هم يسعون لهدر حقه في غبن واضح غير مبرّر و غير مقبول لأنّه ليس من المنطق و لا بالموضوعي.

يرى المسلم في مقتل غير المسلم أنّ كافراً نقص من عدد الكفّار، بينما يرون في المسلم المقتول شهيداً

يرى المسلمون في هدم الكنائس و في عدم السماح ببنائها حقًّا و شرعاً في بلاد الإسلام، بينما يطالبون العالم الأوروبي و الأمريكي بالسماح لهم ببناء المساجد و الجوامع

التنصير و التبشير بالمسيحية كفر و إلحاد و جريمة، هذا ما يراه المسلمون بينما دعوات نشر الإسلام في أمريكا و أوروبا و غيرها حق مشروع لا نقاش فيه

يرى المسلمون في غزوات المسلمين و في احتلالهم لبلاد الغير، ضرورة و حاجة و واجب من أجل نشر الاسلام، فيما يرون في الحروب الصليبية التي قامت باسم الدين استعمارًا و احتلالًا دينياً

يرى المسلم أنّه من المتوجب على غير المسلم أن يراعي مشاعره في شهر رمضان بوجوب ألّا يأكل أو يشرب أو يدخّن بحضور المسلم الصائم، مراعاةً لمشاعر المسلم الدينية، بينما المسلم لا يكترث بصيام المسيحي و لا يهتم به و ليس لديه أي شعور بمراعاة مشاعر الآخر.

يرى المسلم في سقوط مركبة فضاء أمريكية و مقتل من على متنها نصرًا للإسلام و قد يتمّ توزيع الحلوى و السكاكر ابتهاجاً بذلك، بينما يرون في مقتل مسلم في مكان ما من العالم جريمة عظمى.

يرى المسلم أنّه لوحده على حقّ، و يرى كلّ الآخرين على باطل.

يرى المسلم ضرب إسرائيل بالصواريخ من قبل حماس أو حزب الله حقًا و دفاعًا مشروعًا عن النفس، بينما يرون في قصف الطيران الاسرائيلي لحماس و لحزب الله جريمةً و عدواناً.

يرى المسلم في محاكم التفتيش التي جرت بحق بعض المسلمين في اسبانيا و غيرها جريمةً بينما لا يرى في احتلال المسلمين لأسبانيا و قتل سكانها جريمة بل يراه حقًّا و فتحًا من عند الله.

يرى المسلم بوجوب إسلام من يتزوج بمسلمة من غير المسلمين، فيما لا يرى وجوب تنصّر المسلمة متى تزوّجت غير المسلم، و يعتبره ارتداداً و كفراً لا يجوز بالمطلق.

يرى المسلم في قضاء محمد على مئات الآلاف من يهود شبه جزيرة العرب حقًا و ضرورةً و لا يراه إبادةً جماعيةً دينيةً و عرقيّةً، و يرى أي اعتداء إسرائيلي على المسلمين جريمةً و إرهاب دولة

يرى المسلم بلاد أوروبا و أمريكا، بلاد كفر بينما يشتري منها كل شيء و يتمتع بخيرات "كفرها"

يرى المسلم من حقّه أن يدعو مِنْ على المنابر بوجوب القضاء على من هم من غير المسلمين و يشتمونهم و يدعون عليهم و يطلبون لهم الموت، فيما يقولون بإنّ الإسلام دين تسامح

يرى المسلم بأن تصرفات جميع المنظمات الإسلامية الإرهابية، لا تمثّل الإسلام و أنها سلوكيات أشخاص، بينما النصوص الإسلامية تدعو إلى ذلك بوضوح و بصراحة دامغة لا تقبل اللبس و لا تحتاج لأي لف أو دوران "أعِدّوا لهم ما استطعتمْ من قوّة تُرهبون بها عدوّ الله و عدوَّكم" .

المسلم يقول "اطلب العلم من المهد إلى اللحد" و يتشدّق فخراً بعلماء العرب و المسلمين لدى اللزوم في الوقت الذي تم فيه تكفير و إعدام معظم هؤلاء العلماء الذين يتفاخر المسلم بهم و بأفكارهم نذكر منهم ( ابن حيّان - الفارابي - ابن سينا - الكندي - ابن رشد - ابن الهيثم - ابن الخطيب - أبو بكر الرازي - بشار بن برد - الحلّاج - ابن المقفّع) و في العصر الحديث حدّث و لا حرج فهناك المئات من المفكرين الذين تمّ تكفيرهم وقتل بعضهم.

المسلم يطمح إلى العيش في البلاد الأوربية التي يسميها بلاد الكفر، وهو في الوقت نفسه يشتمها و يشوه كل ما فيها.

المسلم يهاجم العلم و العلوم و الطب، و يتباهى بالطب النبوي كشرب بول البعير و بول الرسول و الحبة السوداء و العسل و غيره.

"المسلم يقول لك إنّ تطبيق الإسلام على المستوى السّياسي وإقامة الدّولة الإسلاميّة الوهابيّة سيجلب العدل والرّخاء للجميع، لكنّه لا يعتبر حتى المملكة العربيّة السّعوديّة الوهابيّة نموذجًا لدولته، بل النّموذج المثالي له هي الدّول العلمانيّة كتركيا ودول أوروبا الشّرقيّة"

"المسلم يستمتع بالعيش في ظلّ الدّول الغربيّة العلمانيّة ويكفّرها على أرضها كما شاء وذلك بالنّسبة له حرّيّة شخصيّة، لكنّه لا يسمح لمواطني دولته أنفسهم بممارسة حرّيّاتهم الفكريّة وإن كانوا مسلمين مثله لكن يختلفون معه في الأفكار وهو يتّهمهم بـ"العمالة للغرب ونشر الأفكار التي تهدم أسس الأمّة الإسلامية"، فما بالك بالسّماح بذلك لأصحاب الدّيانات الأخرى"

"تطالب بعض القيادات الدينية الغرب بحفظ الحرية الشخصية باعطاء المرأة حقها في لبس الحجاب او خلعه لانها مسألة شخصية .. لكن في نفس الوقت تقوم هذه القيادات الدينية باجبار المرأة على ارتداء زي معين في بلدانها ولاتمنحها حرية القرار الذي تطالب الغرب به! والقصد من هذا المثال بأن علينا ان لانطالب الاخرين بما لانطبّقه انفسنا (وان كنا نعتبره صحيحاً) لأنّ هذا السلوك و الفكر هو ازدواجية المعايير بعينها إذ ليس من حقنا مطالبة الاخر بشئ نحن لانطبقه".
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 10-04-2020 الساعة 08:16 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:12 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke