Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-10-2014, 09:19 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,595
افتراضي كيف يناقش المسلم بقلم: فؤاد زاديكه

كيف يناقش المسلم

بقلم: فؤاد زاديكه

من خلال مشاركاتي الكثيرة و المتكررة بالكتابة في كثير من المنتديات و بيوت الدردشة و الفيسبوك و غرف البالتوك، تبيّنت لي حقيقة واضحة و أكيدة تقول بأن الشخص المسلم _عموماً_ لديه رغبة كبيرة و هوس شديد في أن يجرّك لحوارٍ أو لنقاش دينيّ ، و بأكثر الأحيان يقحمك بذلك دون أن تكون لديك الرغبة ، واهماً إياك و متوهّماً بأنه على الحقّ المبين و الذي ليس حق سواه، و أنّ دينه من عند الله، و أنّ كلّ ما عداه من الأديان باطل و محرّف و مزوّر، و أنّ كلّ ما جاء بكتابه سليم و صحيح و منطقي لا يقبل أيّ جدلٍ و لا نقاش، و حين يحتدمُ النقاش و تظهر لديه معالمُ العجز و الإفلاس، و عدم القدرة على الاستمرار لانعدام الحجة و البرهان لديه، و حين يشعر بتلك الخيبة و يذوق مرارتها، يلجأ لأساليب ملتوية و انهزاميّة، كلّها يصبّ في خانة الهروب و التهرّب بعدما تنكشف أوراقه و تحترق، و تنعدم أدلته و ينحسر مدُّ فهمه، ليجرّ ذيول الفشل و بدلا من واجب اعترافه بالهزيمة و إقراره بانعدام المعرفة و بقلّة الحيلة، فهو يتحايل على محاوره بقصد مشبوه و بسعي فاشل لا يحقّق له أي كسب معنوي و لا فوز معرفي.

و قد تتعدّد الأساليب، و تختلف الوسائل و الطرق إلاّ أنها و جميعها يصب في خانة الفشل الذريع، و الخيبة المحزنة، لكنه لا يشعر بها لأنه مُغيّب الفكر و التفكير، و فاقد الحيلة فيما يخصّ مسألة الفهم و الإدراك باحترام المنطق و الاعتراف به أو بمواجهة الحقائق التي تغيب عنه، بمحاولة ما من أجل المراجعة و النقد و الفهم. لهذا فإني أنصح كلّ شخص يحاول محاورة المسلم في مسائل الدين ألا ينزلق إلى ذلك، إذ لا فائدة مرجوة و لا نتيجة يمكن التوصل إليها مع هؤلاء، فأكثرهم لا يفهمون شيئاً البتة عن أمور دينهم ما عدا الأمور التي يعرفها المسلم و غير المسلم عن الاسلام. و الكثير منهم لا يريد أن يفهم غير الذي تم تلقينه من قبل أسرته أو الشيوخ، و إن تجرأت و كشفت له سرّاً مغيّباً عنه، فيه ما لا يوافق مزاجه أو يساير هواه، فإنك قد ترى منه العجب بردات فعل معيبة و غير مقبولة و لا مسؤولة، و هو أسلوب درج عليه هؤلاء منذ بداية الإسلام و إلى هذا اليوم، فإما أن تقبل مرغما بترهات غير منطقية يفرضها عليك، و إمّا أنك ستُقابَل منه بما لا يُرضيك و لا يُرضي أيّ شخص يتمتع بقليل من الدراية و المعرفة و العلم و يقرّ بوجوب العقلانية و يقبل بحكم المنطق بعيداً عن الفرض الإجباري و الإجباري وحده ليس إلاّ.

سوف تلاحظ بأن هذا الشخص يأتيك مندفعاً بحماسٍ بالغ للدفاع و لجرّك إلى نقاشٍ بحجة أنّه على حقّ و على ثقة أكيدة بأنك على باطل، و ما أن يبدأ النقاش و تُطرح الأفكار و التساؤلات حتى تراه يهتز و يترنّح تحت ضربات المفاجأة التي لم يكن يتوقّعها، فيبدأ بمحاولات التملّص لاستدراك الموقف و استعادة رباطة الجأش بلملمة أفكاره المشتتة و جمعها، لكنه ما أن يبدأ حتى يسقط مرة أخرى في فخ الجهل و عدم المعرفة، فيحتج بأنه ليس خبيراً بما تطرحه عليه، و من الأفضل أن تناقش الشيوخ الذين هم على علم و معرفة و دراية كما يزعم، أو يتهمك على الفور بأنك لا تفهم بالدين أو أنك تحرّف أو أنّك تتهجّم على الدين الخ...، في مسعى منه للهروب و لتبرير الفشل و السقوط.

و أمّا أنا شخصيّاً، فلقد مرّ عليّ أشخاص من نوعيّاتٍ مختلفة و متنوّعة الوسائل، لكن الجميع كانت النتيجة معهم واحدة، لا جدوى من النقاش، و ممّا تعرّضتُ له و ما عرفته من تلك الأساليب أذكر البعض

دفاعٌ مستميتٌ من المسلم عن الأغلاط و المواقف المُدانة

تبريره لما لا يمكن قبوله و لا تبريره

قبولٌ تام و خضوعٌ أعمىً للواقع و للذي جاء بالكتب الاسلامية دون وعي أو فهم

محاولات للبحث عن مخارج لأزمات الفكر الإسلامي، و هي أزمات قديمة_ جديدة دائمة و مزمنة

تهرّب من النقاش للإفلات من كمّاشة الأسئلة المحرجة

محاولات الانتقال من فكرة إلى أخرى لتشتيت ذهن المحاور و للتهرّب من الإجابة

التشكيك الدائم بكلّ ما تقوله و تطرحه من تساؤلات و من أفكار و وجهات نظر

الهجوم الشخصي عليك، في محاولة يائسة يراد من خلالها التشكيك بنزاهتك الفكرية و تبسيط آرائك و طروحاتك

اتهامك بالكفر و بالالحاد ضعفاً و عجزاً منه

شتمك و سبّك بكلمات نابيّة هي خير دليل على ما عاشه المسلمون منذ قرون، فأسلوبهم لم يتغيّر، بل تطوّر ليواكب العصر الحاضر بقذارة ألفاظ و اتهامات باطلة و بالدعاء عليك بالأذى و الضرر و بكل مصاب سيئ الخ كما هي عادة شيوخ المسلمين و أئمتهم في خطب الجمعة المعروفة فهم يدعون على اليهود و النصارى على اعتبار أنهم كفرة، و لا أحد يعلم المعايير التي يكفر بها المسلمون و لا الحق الذي أعطاهم هذه الصلاحية ليسمحوا لأنفسهم بتقييم الناس على أساس كافر و مؤمن.

يؤمنون بالمعايير المزدوجة و يطبقونها بأحكامهم و هم يتهمون الآخرين بما هم عليه من إزدواجية المعايير الفاضحة.


يقول لك بأنه لا يفهم كثيراً بأمور الدين و يدعوك إلى مناقشة الشيوخ أو من له علم بأمور الدين، علماً أنه الذي فرض عليك هذا الحوار

يختتم نقاشه و حواره بالقول: الحمد لله على نعمة الاسلام و حين تسأله عن أية نعمة يتحدث فلا يجيبك و إن أجابك فسيقول بأن الاسلام دين السلام و التسامح، فيما حقيقة و جوهر الإسلام كفكر و دعوة يقوم على نشر الكراهية و البغضاء و هو لا يعرف شيئا من مفاهيم التسامح و لا المحبة كما أنه دين يقوم على القتل و الإرهاب و العنف فأين السلام به؟

قد يقول لك إن هذه الآية أو تلك جاءت بزمن معين و لشخص محدد و لغرض معروف، و حين تسأله عن أسباب بقاء ذلك في كتبهم و هو لا يزال ساري المفعول و معمولا به، لا يجد جواباً على ذلك، و ربما يقول إنه موجود في اللوح المحفوظ و حين نسأله عن جوانب الناسخ و المنسوخ و ما أمر هذا باللوح المحفوظ، فلا يجيب و يصمت أو يحاول نكران كل الناسخ و المنسوخ جملة و تفصيلاً، و حين نستعرض له بعض الفتاوى غير الأخلاقية و غير العادلة و غير المنطقية في كتب التفاسير و السيرة و رواة الأحاديث و نقلته، فهو سيبرر ذلك بأنها أحاديث ضعيفة أو غير متفق عليها أو أنه مشكوك بصحتها، فما الفائدة من استمرار وجودها و العمل بها و هي على هذه العلات الكثيرة؟ علماً بأن ركائز الإسلام الثلاث هي القرآن و الأحاديث و السيرة، فلا يجوز البتة إغفال أو استبعاد أي منها و إلاّ فإن ركن الإسلام سيسقط، فهي ركائزه الأساسية المعترف بها و المعمول بمضمانيها على الرغم من كل ما فيها من مساوئ و عيوب و نواقص و هفوات.

يتهمك بمعاداة الإسلام و بحقدك عليه فقط لأنك تطرح عليه أسئلة عجز عن الردّ عليها

يحاول القفز بحركات بهلوانية من الفكرة موضوع النقاش إلى فكرة أخرى ثم أخرى ثم أخرى و الهدف من كل هذا الهروب أولا و لتشتيت الأفكار و خلط المسائل من جهة أخرى

تسأله عن معنى الاسلام و المسلم فلا يعرف شيئا و تسأله عن آيات القرآن و عن الأحاديث فلا يقبل منك ذلك.

يؤمن بنظرية المؤامرة على الاسلام و هو يقوم بالتسويق لها كي يلقي بمسؤولية و أسباب تخلف المسلمين و جهلهم و عنصريتهم على أطراف أخرى

و هكذا لا تجد لديه أية مقومات فكرية و حضارية للنقاش و لا يرى من الأمور كلها سوى الأبيض و الأسود. تحاول أن تفتح له آفاق العقل و أبواب التفكير فيسدّها بعنف و شراسة، لا يقبل بغير الذي تربى عليه و ما حشا عقله من أفكار قديمة لا يمكن أن تكتب لها الاستمرارية و لا النجاح لأنها لا تعالج مشاكل العصر بل هي تنقل الماضي بكل ما فيه من حسنات و من سيئات إلى الحاضر و تتشبث بهذا الماضي و تراه مقدساً لا يجوز المساس به، بنقد و لا بوجهة نظر مخالفة أو بمحاولات تنوير فكري.

إن تقديس التراث و النص لدى المسلمين يجعل إمكانية التقدم و التطور معدومة، إنهم يرون بالجديد عدواً و بالتصحيح خروجاً عن المقدس و هو من باب التكفير و الإلحاد مما يستوجب القصاص و قد يكون هذا القصاص على الأغلب قاسياً، لأنه يدعو إلى القتل و هدر الدم بتهمة الخروج عن الاسلام و الارتداد عنه.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 23-10-2014 الساعة 09:26 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:52 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke