النمر والحمل:

[georgette]

النمر والحمل:

كان رجل صينى اسمه وانغ متضلعاً فى لآداب الصينية ملماً بتعاليم كونفوشيوس ومتشيوس فيلسوف الصين. وكان يعقد بقريته اجتماعات يبث منها تعاليمه ولكنه فى الليل يقود عصابة من اللصوص قوامها مائة رجل وكان شديد البطش جداً حتى أن رجلاً اعترضه مرة فهوى عليه بسيفه فشطر رأسه وجزء من جسمه إلى نصفين. وقد أشتهر بالنمر. ومن الغريب أنه فى جلساته الأدبية كان يتساءل مع الباقين فى كيفية النجاة من الرجل الملقب بالنمر ! وقد شهد عن نفسه أمه ما من وصية إلهية إلا وكسرها وداس عليها فى إجرامه. وفى أحد الأيام مر على كنيسة ودفعه حب الاستطلاع للدخول وأصغى للحديث عن مخلص عجيب أستطاع أن يخلص لصاً من شروره ويدخله إلى الفردوس. وقد أفاض الواعظ فى أنه كان حول صليب السيد المسيح لصان أحدهما جدف عليه وذهب إلى الجحيم والآخر آمن وأعلن توبته وفاز بالنعيم. فأهتم النمر بالقصة ودخلت إلى قلبه حتى أنه تأخر بعد العظة وسأل الواعظ: " هل أنت متأكد أن اللص الذى صلب مع يسوع المسيح دخل إلى الفردوس حقاً؟ ".
أجابه الواعظ: " نعم بكل تأكيد لأن رب المجد قال له [ اليوم تكون معى فى الفردوس ] ".
فقال: " هل يستطيع يسوع أن يطهرنى ويقبلنى؟ ".
أجابه الواعظ: " إن آمنت به وسلكت فى وصاياه ووسائط نعمته فهو يقبلك بكل تأكيد " .
فقال للواعظ: " ولكن لا يخطر ببالك من هو أنا ".
فأجابه: " أنا لا أعرف من أنت إنما بغض النظر عن شخصيتك فيسوع يفتح ذراعيه لجميع الخطاة ويريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون ".
فأخذه على ناحية و همس فى أذنه: " أنا هو النمر ".
فتغيرت هيئة الواعظ وبدا عليه الاضطراب ولكنه رشم علامة الصليب واستعاد إيمانه وتماسك وأخبره بالوعد الإلهى القائل: " إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج..
وإن كانت حمراء كالدودى تصير كالصوف " فجثا النمر وأعلن توبته وأقبل على الكتاب المقدس ينهل منه كما تقرب من وسائط النعمة بعد اعترافه بخطاياه. لقد أصبح حملاً وديعاً ومبشراً باسم المسيح كارزاً للجموع بضرورة التوبة وترك طريق الضلال معلناً أن الرب يسوع قادراً على تحويل الضالين وكبار المجرمين.