Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف > مقال

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-12-2009, 01:26 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي وجباتُ البلّوع والصمَّكات ـ كوميديا خفيفة

وجباتُ البلّوع والصمَّكات



كوميديا خفيفة


تعرَّفت على صديقة لها إهتمامات في إعداد وجبات لذيذة، فطلبت منها أن تعدَّ لي وجبة بلّوع على مزاجها، وكانت تعدني ولكنها ما كانت تنفِّذ وعدها، فجأة جاءني خبر من صديقة أخرى، تبلِّغني أن وجبة البلوع قريباً ستكون جاهزة. فَرَحْتُ لهذا الخبر، كانت الوجبة طيبة وذات نكهة لذيذة، يسرِّني أن أقدِّم لهذه الصديقة جزيل شكري وامتناني على هذه الوجبة الدَّسمة التي أعدَّتها خصيصاً لي، فقد ترعرعْتُ يا أعزائي على وجباتِ البلّوع، ولولا البلّوع لما تمكّنتُ أن أكتبَ قصيدة واحدة ولا قصةً واحدة، ولمجرّد سماعي كلمة بلّوع، كافٍ أن أشعر بالراحة، فكيف لو أتناول وجبةَ بلّوع دسمة؟ سأطير من الفرح، أتذكّر جيدّاً كيف كنتُ أهجم على البلّوع لسهولة بلعه ولأنه يتضمَّن حريرات طيبة وخلاقة! نعم خلاقة، أستغرب كيف لم يطلقوا حتّى الآن على أهم شارع في ديريك: شارع البلّوع، أو شارع محبّي البلّوع! ولكن على ما يبدو أن القائمين على إطلاق التسميات على الشوارع في ديريك لا يعرفون أهمية البلّوع ولا هم من أصحاب المزاج البلّوعيّ، وأغلب الظنّ أنَّ الهلآزخ أطلقوا على البلّوع بلّوعاً لأنه يُبلع بسهولةٍ ولو لم يكن البلّوع إسمه بلوعاً كنتُ سأطلق عليه هذه التمسية لا محال، رغم أنف معارضي البلّوع.

شكراً يا عزيزتي على طبق البلّوع الذي قدمتينه إليَّ، لا أخفي على القارئ العزيز أنني كنتُ قد هدّدتُ صديقتي أكثر من مرة، بأنّه من المستحيل أن تنال تكريماً منّي، ما لم تهتمّ بالبلّوعيات، لكن بما أنها استجابت لطلبي وحقَّقت رغبتي وطموحاتي البلّوعية فلا يسعني إلا أن أتوّجها بميدالية من الزُّهور البرّية، وأقدِّم لها نصّاً من النصوص الذهبيّة الخالصة، وهل هناك نص أحلى من أن يكون منبعثاً من طراوةِ البلّوع؟!

البلّوع الذي أعددتينه يا عزيزتي، سيحقِّق لكِ مستقبلاً غير مسبوق بلُّوعياً، وقد بقي لكِ مرحلة واحدة لو تستطيعي أن تحقِّقينها ستصلين إلى قمّة القِمَم في إعدادِ الوجبات، هذه المرحلة تتركَّز على التدريب على إعداد وجبة من وجباتِ الصمّكات، أو إعداد طبق منوَّع من أنواعِ الصمّكات، نسبة إلى صمّكة، والصمّكة هي قائمة من قوائم الأبقار أو الثيران أو أية دابة أخرى من الدواب، وللصمّكات يا صديقتي فوائد كثيرة، لا يمكن تجاهلها أبداً، فهي سلاح ذو حدّين، فهي من جهة وجبة دسمة، ومن جهة أخرى سلاح فعال لرد الأعداء على أعقابهم حتى ولو أنتِ غائصة في تناولِ وجبة الأكل، وهجم عليك بشكل مفاجئ عدو ما وأنتِ تتناولين وجبة الصمَّكات، فما عليكِ إلا أن تتناولي صمّكة من الصمّكات وتصدِّي بها المهاجم، فأنكِ بصمّكة واحدة على وجهه ستخلخلين أسنانه، وتهرسين مَلْمُوْلَه، خاصة لو استعلمت صمّكة ثور من الثيران الثائرة، فلا بدَّ أن تكون صمكته يكُّ ويكّ! وهكذا فإنَّ وجبة الصمّكات وجبة آمنة، تحقِّق لنا الأمان والسلام، صدِّقيني لو تتمكّني من إعداد الصمّكات ستصبحين ذات شأن كبير صمكَّاتياً، وكلّ من لم يتذوّق الصمّكات، ليس له خبرة في عالم القاقَبات! .. أجدادنا كانوا يعدّون قاقَبات من الصمّكات، ولكن للأسف الشديد، خبرتكِ على حدِّ علمي ضعيفة في إعداد وجبة الصمّكات وقد سبق وسألني أحد الأحبة القرّاء سابقاً عن فائدة الصمّكات وشرحت له فوائدها إلى درجة أنه سقط على حدِّ قوله من فوق الكرسي على مرآى من أخته من شدّةِ الضحكِ، فقالت له أخته، ماذا حصل منذ دقائق كنتَ هادئ البال تقرأ ما تقرأه بهدوء، فقال لها، يا أختي، أقرأ ردّ صبري يوسف عن فوائد الصمكات، لقد فرّطني أسلوبه من الضحك في كيفية ردّ الخصوم على أعقابهم من خلال استعمال الصمكات للهجوم المضاد.
ضحكَ آنذاك قارئنا كثيراً، إلى أن فاتتْ عليه وجبة الصمّكات!

أشكرك مرة أخرى يا عزيزتي، وأنصحكِ أن تبحثي عن معقل الهلآزخ، وأفضل حلّ لتحقيق هذا الطموحِ الأخير هو أن توجّهي أنظارك نحو نورشوبينغ! هناك ستجدين عشرات العائلات الذين لهم خبرة محترمة في إعداد الصمّكات على كلِّ المقاسات، ولا أستبعد أنّهم ربّما أطلقوا على أحد شوارع نورشوبينع شارع الصمّكات، وعندما تتمكّنين من اعداد هذه الوجبة، سأكون شاكراً أيَّاكِ أن تزيّني طبقاً من أطباق الصّمّكات، في هذه الحالة لا أستبعد أن نمنحكِ جائزة أمهر طبَّاخة على مستوى كلّ الهلازخ والمهلزخات، والهلازخ هم الأزخينيون الأقحاح وأما والمهلزخات هم من تزوجنَ بأزخيني فتهلزخنَ، هلزخةً محترمة! وتصريف الكلمة بسيط جدّاً:
هلزخَ يهلزخُ هلزخةً فهو مهلزخ! ومونّث الكلمة مهلزخة، صحيح أن المحامي عبدالكريم بشير أعدَّ قاموساً في المفردات والمصطلحات الأزخينية وأهداني نسخة منه، وصحيح أن الصديق فؤاد زاديكه له باع طويل في قضايا الهلازخ والتهلزخ، لغةً وشعراً، لكني في فقه الهلزخة والتهلزخ لستُ سهلاً أيضاً!

أتذكَّرُ كتبتُ لكِ في سياق تواصلي معكِ، نصّاً شعرياً ولا أعرف أين تغفو تلكَ القصيدة لأنني لم أضمّها إلى آرشيفي في حينها، خاصة ما جاء فيها من قافية موزونة ممكن أن نحوِّلها يوماً ما إلى قصّة غنائية، للأسف الشديد ضاعت تلكَ القصيدة في متاهات الشبكة، وأشكر كل من يحتفظ بنسخة عنها ونسخة من مقالة طريفة كوميدية عن الصمكات ويرسلاهما إليّ، ..

عودة إلى عوالم البلُّوع، لا أصدّق نفسي من شدَّةِ الفرح أنني أرى طبقاً طيّباً من البلّوع في سماء الأطباق اللَّذيذة، يا شيخة الذي لم يأكل البلوع، لم يرَ مجد الأطباق!
تخيلي حتى تصريف الكلمة سهلة، اسم على مسمّى، بلعَ يبلعُ بلعاً فهو بلّوع ومبلوع! هاهاهاهاهاهاهاها

تذكَّرْتُ الآن موقفاً طريفاً، حصل منذ سنين، ملخصه، أنني فيما كنتُ أناقش مع صديقة حميمة، سألتها فيما إذا تعرف أن تعدَّ وجبةَ البلّوع فقالت لي لا، لا أعرف كيف يتم إعداد البلّوع، فقلتُ لها إذاً وبكلّ بساطة وبدون أي تردّد بإمكانكِ أن تغسلي يدكِ منّي تماماً، لأنَّ التي لا تعرف أن تعدَّ البلوع لا خبز لها عندي! فقالت، طيب ما علاقة البلّوع في صداقتنا ومستقبل صداقتنا؟ فقلت لها، ولووو للبلوع علاقة قوية، فمَن لا تسمع بالبلّوع ولا تعرف أهمية حريرات البلوع ولا تعرف كيفية اعداد البلوع، فلا علاقة بلّوعية يجمعني بها، تفضّلي أنتِ طالقة بلّوعياً بالثلاث!

عجيب! أندهش كيف تستهينون بالبلّوع؟ برأيي لو توفَّرَ عند جنود نابليون وجبات لذيذة من البلوع لما انهزموا في معاركهم الأخيرة، نعم البلّوع له علاقة قوية بالانتصارات خاصة في أوقات الحروب، لأن الجندي يستطيع أن يأكل البلّوع على الواقف لسهولة بلعه، يبلع بسرعة كبيرة وهو ينطلق بشهية مفتوحة في ساحات المعركة، أنصح كل من له علاقة بالمعارك الطويلة أن يركِّز على البلّوع وإلا سيذهب الجنود في ستين داهية، وأنصح كل من يفكر أن يكتب عمل روائي أن يعتمد كثيراً على البلُّوع لأنه سيكون غائصاً في كتابة روايته ولا وقت لديه للأكل فبحركة بلوعية خفيفة يستطيع أن يبلع لقمته بكلّ لذة ويشبع وهو يبلع لقمة بلوعية تلوى الأخرى بدون أية صعوبة!

والطريف بالأمر أن أحد الأعزاء من هولندة، كان يقحم نفسه في عالمنا البلّوعي مدّعياً أنَّ لديه خبرة قويّة في اعداد طبقِ البلّوع وإذ به لا يفهم بإعداد البلّوع إلا على الخفيف، لكنّه ومن شدّة حسده ومعرفته أنّ البلوع يفتّح الذهن والشهية على العشق ويجعل المرء قادراً على تصميم المغائر خاصة في أعياد الميلاد، فلم يترك أحداً إلا وسأله عن العائلات الأزخينية التي جاءت من آزخ ولحسن حظّه عثر على ثلاث عائلات مخضرمات في إعداد البلوع بطريقة تفوق طريقة إعدادَكِ، وهكذا استطاع أن يحقِّق ما لم استطع أن أحقِّقه بثلث قرن من الزمن، لأن معظم الأزخينيين الذين صادفتهم لسوء حظّي، هنا في ستوكهولم قليلي الخبرة بالبلّوع، حتى أنهم أطلقوا قهقهاتهم حالما سمعوا إسم البلوع ممّا جعلني أن أغسل يدي منهم ومن آزخينيتهم المهلهلة، واعتبرتهم هلازخ مهلزخين، حتّى أنني اعتبرتهم أقل من التهلزخ، أنصاف هلآزخ!

يبدو أنَّ نكهةَ البلّوع جعلتـني أن أتوه عن الفكرة الأساسية التي كنتُ أنوي كتابتها كبطاقة شكر لمعدّة وجبة البلوع، فمن شدة فرحي جعلني هذا الطبق أن أطير فرحاً فخرجت عن الموضوع، عابراً عوالم الصمّكات، فهل للصمّكات علاقة ما مع لذائذ البلوع؟ لِمَ لا، فأغلب الظنّ أن العلاقة الأهم فيما بين البلّوع والصمّكات هي أن للهلآزخ براعة فائقة في إعداد هكذا وجبات.



ستوكهولم: أيار (مايو) 2008
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 23-12-2009 الساعة 03:10 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23-12-2009, 03:58 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,884
افتراضي

البلّوعُ و ما أدراكَ ما البلّوعُ، ففي كلّ قِرنة مِنْ قراني الجوف، رقرقُّ طحنِه مسموعُ، و وَقعُ الغِرغرّ في المريصين، و الطِرطِرّ في الكليسين له حالٌ مَوجوعُ، و لحنٌ مَوقوعٌ. أراك يا عزيزي صبري، خلّيتني في حِيرةٍ منْ أمري، في طرقك لموضوع البلّوعِ و الصمّكات، و لي في حومتهما صراعاتٌ و نِزالات. حدّثني المرحوم چِعوني ابن پطرس فرحو عن المرحوم أفريم پولو عن المرحوم جرديكا عن المرحومة عَزّكي قال و عمر السامعين طال. ظربتُ تِسعة ظِيعْ فِبعظ من سَرمِسراخ إلى حكميّة إلى حياكة إلى كهني نِعمة إلى بَره بيصا إلى عين بازوق مرورا فِپِرّكة و انتهاءً فديركة العتيقة و گِر زَركى. أريت المرحوم حنا اصطيفو و كا معو المقسي و المقسيّة، كِن عزموا حنّا اصطيفو على لَگن عدسية و تنجرة بلّوع متليّة. ظرب المرحوم التنجر في الأرظ و اتعدّل حول نَوقات لگن العدسيّة ما خلّى مِنّو سَحتوت. صِحّة و هَنا مِن قلبي أنا. قال قلتولو عمو حنّا يا أبو وديع نحن برصومكيت بعظ نحنة. جدي فرحو يسلّم عليك بوش و يقولّك أشطوفكان لگن العدسيّة؟؟!! عِرف المرحوم حنا اصطيفو (أبو وديع) المسلة قام قال روح قُل شهاك جدّك المحروق. ظربتُ اللگن فلأرظ و كا كان لگنين لَخ كا تچكّن. و قِرة الصمّكات سَهمينا راح علسمّي و ته جدّك ينفطص فجلدو. إلى هَون و وقّف چعوني عن الحكي و الرواية، و جا اليومه صديقنا صبري فالصمّكات مع الشكڤايي و أنا ما كا لي مِنّا هايي. خلّيتنا نعدي فهَوك الزقاقات و ناكل الشلّكات و البلّوع و الصمّكات. الله يبارك فكَدّك، قَي مِنه تيكون قَدّك يا پهلوان البلّوع و الصمّكات، جيبلنا فخيرك شوَيّي مِنّن هات. كو قام فقلبنا حصرات بس مِنّك مو سه أبدْ ته گازناتْ.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 23-12-2009 الساعة 04:02 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23-12-2009, 04:27 PM
SamiraZadieke SamiraZadieke غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 8,828
افتراضي

اي هيك ها صدق ضحكت ضحك بلي ضحك الرب يخليكن يا أخ صبري أنت وفؤاد
ومافي أطيب من البلوع والعدسية مع بعض
شكرا لك أخي صبري ذكرتنا بأكلات بلادنا الطيبة ...
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23-12-2009, 04:50 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

العزيزة أم نبيل

العزيز أبو نبيل

هاهاهاهاهاهاها

تحية

شكراً لمروركما الرائع

وكل عام وأنتم بخير كل الخير

صبري يوسف
ستوكهولم

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 23-12-2009 الساعة 04:54 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23-12-2009, 05:33 PM
kestantin Chamoun kestantin Chamoun غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,847
افتراضي

شكرا للاخ العزيز صبري على مقاله هذا انه تاريخي فلكلوري بما يحويه من مواد,,,,كما اشكر العزيز فؤاد على هذاالنفس العميق في كيفية التعليق على محتويات هذا المقال وخاصة البلوع وما ادراك ما هو البلوع لا ادري ان كان هو نفسه الاينج او كما كنا نقول انجي ظرني ولا ادري لماذا كنا نردد هكذا كلام لعلى الجواب هو عندك اخي فؤاد,,,,,ان نسيت فلن انسى الصمكات بنكهة السماق والحامض انها لذيذة لذيذة للغاية عكس البلوع الذي يعمل نفخة وغازات ..........
ها ها ها
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:43 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke