الوداع الأخير..

[georgette]

الوداع الأخير..
احد لن ينساها عاصفة**Lothar** التي عصفت سنة 26 /12/1999 ..وانا بلأخص ،فإن ذلك اليوم له عندي زكريات ومكانة خاصة في حنايا قلبي الحزين.
في صباح ذاك اليوم ذهبت الى عملي ككل صباح يبعد حوالي 30 كم عن بيتي. حوالي الساعة الثانية عشر اتممت عملي وانا بعجلة من أمري،علي ان أذهب إلى الوالدة لتهنيئتها بعيد الميلاد إنما علي ألأول الذهاب إلى بيتي لجلب بعض ألأشياء،اذا ركبت سيارتي وسقت الطريق العام للوصول بأسرع الى أمي.
بعد كم كيلو متر عصفة العاصفة مجددا وكأنها تريد أن تلتهم كل ما أمامها مما اسقط شجرة ضخمة حجزت الشارع وصعبت علي السواقة لذلك عدت ثانية لأخذ الطريق الثاني وهو طريق مملؤ بالأشجار ،سقت مدة من الزمن ،فجأة ترتمي شجرة اخرى تسكر علي الطريق ،اتت شرطة المرور وساعدتني على نشل الشجرة من الطريق مما ساعدني على متابعة طريقي،،، دق التلفون ،انها أختي الضغيرة تريد الأطمئنان وتحزرني من متابعة السواقة ولأذهب إلى البيت لأن الطرق خطرة جدا..هدئتها وأكد على أني بعض دقائق وسأكون بينهم فأنا لا اريد ان أضيع فرحة الوالدة في يوم ميلادها..
اتيت الى البيت واخذت المحتاج وأنا في طريق العودة وجدت مجددا موانع في الطريق إلا أنني استطعت بشكل أو باخر تجنبها وعند كل حاجز وحادث كان ينتابني شعور اللازم *يجب علي الذهاب إلى الوالدة لا اعلم لما كانت تواردني دائما نفس الفكرة.
وصلت اخيرا واحتفلنا ،غنينا،ورقصنا،اكلنا،وشربنا وعند حلول المساء ودعنا الوالدين وذهب كل منا الى بيته،،في الصباح الباكر وعند تجهيز نفسي للذهاب إلى العمل رن جرس التلفون ،سمعت صوت ابي وهو يبكي**الوالدة ماتت موتة غير منتظرة **وكأن الارض بلعتني واحسست بأن ارجلي لم تعد تحملني،عندها فقط علمت لماذا كان شعور الذهاب اليها اكبر من الشعور بالخطر .
بعد ان احضر كل شيئ للمقبرة وللعزاء ذهبنا انا ،ابي ،واختي الى الكنيسة على طريق المشي إنما كانت هناك اشجار مرمية مكسرة في الطريق مما جعلنا نعود الى الطريق العامة ونحن بتصورنا سناتي متاخرين لان سيارتي كانت بحوزة زوجي الذي بدوره ذهب للكنسة ليحضر بعض الامور،وإذا بها سيارة جثمان امي تقف بجانبنا واراني اسمع صوتها تقول **الان كلنا متجمعين لنذهب قبل ان نتاخر**جورجيت