Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-01-2014, 01:28 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,595
افتراضي دهاليزُ الأبالسة بقلم: فؤاد زاديكه الجزء الرابع

دهاليزُ الأبالسة

بقلم: فؤاد زاديكه

الجزء الرابع

هناك أقوال و حكمٌ و أمثالٌ و غيرها مما نستخدمه في حياتنا اليومية، يجب النظر بمضمونها و إعادة صياغتها على نحو أكثر منطقية و موضوعية و قربا من ملامستها لواقع الحياة، فإما أنها قديمة ظهرت لأسباب و مواقف و ظروف معيّنة انتفى وجودها و زالت أسبابه و بهذا أسباب الاستمرار بالتعاطي معها على أساس أنها حقائق أو شبه حقائق دامغة لا تقبل الجدل، و إمّا أنها صيغت لاعتبارات معيّنة من خلال إطلاق أحكام عشوائية.

لا يجب أن يكون تقديس لما لا يقبله العقل و لما يرفضه المنطق بحكم كونه غير ذي مصداقية و لا دقّة في التعبير و لا أمانة في صياغة هذه الأقوال، و حين نستطيع التصدي بجرأة و بحرفيّة المتفهّم العالم لمنطق الأمور و حيثيات الأوضاع و المواقف فنكشف اللبس برفع الغطاء عنها من أجل تصحيحها أو وضعها في مسارها اللازم لها، و إن اضطررنا لإلغائها متى وقفت حجر عثرة في طريق الفهم و الاستيعاب بفرض نفسها على أنها واقع موروث صار بحكم المقدّس أو المنزل فلا يجب المساس به.

من هنا يمكن العمل على بعث روح معرفة جديدة حيّة و متفاعلة لا تكون غريبة عن الواقع المُعاش و الملموس و كذل غير متناقضة مع مفاهيم روح الحداثة الفكرية و المعرفية و التي تغتني كلّ يوم بمفاهيم و بمعارف جديدة متطورة قابلة للحياة. دائما يبقى الخوف هو الهاجس الذي يعثّر لدينا أية عملية فكرية انتقالية نوعية كانت أم كمّيةً. لا يجب الركون للخوف و الخضوع له بحجة أن الجديد مجهول الهوية، لا نستطيع إطلاق أحكام مسبقة على أية فكرة أو تعريف أو مفهوم، علينا أن نضع هذه الأفكار و القيم الجديدة و المعارف المنتخبة على أرضية الواقع و الممارسة العملية اليومية لها من قبلنا و الآخرين هي التي ستتوصل إلى خلاصة أحكام بكل تأكيد ستكون منطقية لذا فهي سوف تُرفض عندما لا تتلاءم مع واقع الحياة و الفكر و التطور الاجتماعي أو ستحترم على أساس نجاحها في التعبير عن مضمونها من خلال تلك الممارسة الحياتية _ العملية.

و إني قمت باختيار نخبة من بعض الأقوال و الأمثال و الحكم الشائعة في التراث العربي دون أية دواعي أو رؤية مسبقة لهذا الاختيار فهو جاء بمحض الصدفة التي تبعها البحث بعد ذلك فقمت بالمقارنة و بالدرس لما صار من هذا الاختيار الذي كما قلت لم يكن مقصوداً البتة. و سأذكر منها ما يلي على سبيل الذكر لا الحصر راجياً ألا يُساءَ فهمُ المرمى و المقصود من مسعاي هذا فهو من أجل المعرفة ليس أكثر و كلنا نحتاج لتقييم أفكارنا و وجهات نظرنا و رؤانا بما يتفاعل من جديد الحياة و منها تستلزمه الظروف المستجدة و المواقف الطارئة على مسير حياتنا اليومية

" المتّهم بريء حتّى تثبُتْ إدانتَهُ " و أرى من الأصح و الأفضل أن تكون صياغة هذا القول الشائع الاستعمال و التداول في عالم القضاء و المحاكم و الاتهام على هذا النحو " المُتّهم مُذنِبْ إلى أنْ يُثبِتْ براءَتَهُ "

" الولد ولد و لو عمّرْ بلد" أولا الذي يستطيع تعمير بلد _ بحكم هذه الفرضية المطروحة هنا _ فهو برأيي ليس ولداً أو لا يصحّ أن نطلق عليه هذه التسمية، إن الولد القادر على بناء بلد (و المقصود هنا طبعاً القيام بعمل له شأن و أهميّة ) سيكون جديراً بالاحترام مني و من جميع الناس و من المجتمع لأنه أضاف لبنة جديدة إلى الحياة بمعيار إيجابيّ مقبول و معقول و محترَم.

" لا ينفعُ الندم بعدَ فوات الأوان " من خلال التأمل البسيط و السريع لهذا القول المثل يمكن أن يخطر ببالنا أنه قيل من أجل الدعوة للتروّي و الصبر و الأناة في محاولة لعدم الوقوع في ما يمكن أن يدفع إلى الندم و الأسف، لكننا و حين نريد استخلاص العبرة من روح هذا القول لما يمكن أن يكون حافزاً للأفضل بسلوكية و تصرف فإن الشخص الذي يندم على فعلٍ قام به و جلب له أو لغيره ضرراً أو حزناً أو نتيجة غير جيدة فهو بالطبع بل من المؤكد أنه راجع من خلال فعله و نتائج هذا الفعل و انعكاسه السلبي بالمحصلة نفسه و دقّق بسلوكه و قيّم تصرّفه فندم عليه بدافع شعوره بالذنب، و من خلال هذا الشعور المُبَكِّت و هذا الإحساس المجروح فمن المنطقي ألا يكرّر فعلته هذه، بل سيحاول جاهدا عدم الوقوع بها أو بغيرها في المستقبل و من هنا أقول: إن شعور هذا الشخص بالندم سيكون بداية جديدة لعلاقاته مع الآخرين و سلوكيّتها تجاههم.

" ظنُّ العاقل خير من يقين الجاهل " كيف يمكن للظنّ أن يكون أفضل من اليقين؟ مهما كان مصدره. فالظنّ حالة شعورية تنتاب الفكر و النفس تكون مختلطة بكثير من الشك أو ببعضه، بينما اليقين يكون خالصا من أيّ شبهة للشّكّ حتى و إنْ جاء من جاهل، فالعبرة بالنتيجة و ليس بالقول أو بالمصدر.

" كذبَ المنجمون و لو صدقوا " الكذب مناقض للصدق و هو مختلف عنه كلّ الاختلاف إذ من المستحيل أن يصير الكذب صدقا و كذلك الصدق كذباً. مهما تكن دواعي هذا الكلام فهو ضعيف و يفتقر إلى الدقة و المصداقية، لهذا لا يحق لنا أن نسمع كلاما صادقاً من شخص ما فنقول له أنت كاذب. الكذب هو قول ما يخالف الحقيقة و الواقع المنطقي الذي يدركه العقل و قد تأكد من عدم صوابيته، و الصدق بالمقابل هو قول الحقيقة التامة أو المطلقة دون أي معايير التباس أو عدم وضوح، و لهذا الاعتبار المنطقي و الموضوعي فإنّ العمل بمضمون هذا القول هو إجحاف بحقّ الناطق بالصدق و بالحقّ و هو تشجيعٌ لممارسة مفهوم الباطل على حساب الحقّ.

" الخط ُالحسنُ يزيد الحق وضوحاً " ما علاقة حسن الخط أو رداءته بقول كلمة الحق؟ إنّ هذا القول يأتي من رجل ذا علم و معرفة و بلاغة و بيان، إلاّ أن هذا لا ينفي واقع أنه قال هنا كلاما غير دقيق و لا يمكن اعتباره مقياسا لاقرار الحق أو لتوضيحه، فوضوح الحقّ لا يحتاجُ حُسنَ الحرف مثلا. قد يقول أحدنا أراد بهذا تشجيع الناس على تعلّم الخطّ و ممارسة فنونه و إتقان أصوله، هذا أر جميل لكن أن يربط هذا النصح و هذه الدعوة بإظهار جلال الحق و جلائه أكثر من الخطّ الرديء فهو بعيد عن الإقناع المنطقي. إنّ الحق يبقى حقّا و لو كُتِبَ بأسوإ خط. كان من الأجدر قوله مثلا: إن الخطّ الحسن يزيد وضوح الفكرة.

بكل تأكيد هناك أقوال مأثورة و أقوال غير مأثورة و أمثال شعبير أو عربية قديمة و جديدة أو مما جاء من نصوص التراث و كل ذلك فيه الكثير مما يمكن إعادة النظر بها مجدداً من حيث ملاءمتها أ عدمها أو موضوعيتها أو منطقيتها التي صارت موضع شك أو عدم قبول. الأمثال و الأقوال و الحكم تكون عادة هي التعبير عن ثقافة المجتمعات و الشعوب و عن أفكارها و مفاهيمها و تطلعاته و وجهات نظرها لأنها تختصر حال المجتمعات بلحظة معينة أو موقف بحد ذاته أو بحالة قد لا تتكرر مرة أخرى و ظلّت تمارس مع الأيام ليصبح بعضها شبه مقدس أو مسلمّاً به. و لكي ننوّر أفكارنا علينا أن نغربل بعض هذه الأمثلة و أن نعيد تقييمها من خلال الكفّ عن ممارستها في الحياة اليومية من خلال الاستشهاد بها كوقائع منطقية و أحكام مسلّم بها.

يتبع......
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:02 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke