Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-07-2005, 10:09 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي خيبات متناثرة فوقَ تثاؤباتِ الزَّمان

خيبات متناثرة
فوقَ تثاؤباتِ الزَّمان






خيبةٌ أن يحاوركَ محتالاً أهوجاً

مدّعياً أنّه نصير الفقراء!

*****

خيبةٌ أن تحلمَ بالزيزفون

وأنتَ مصابٌّ بحساسيّةِ من

استنشاقِ عبقِ الهواء!

*****

خيبةٌ أن تكتبَ شعراً

ولا يقرأهُ إلا ثلّةً من البلهاء!

*****

خيبةٌ أن تتواصلَ مع بشرٍ

تتشرشرُ من أشداقهم حماقة البلداء!

*****

خيبةُ أن تكتب شعراً

ولا تجيدُ احتضانَ الضّياء!

*****

خيبةٌ أن تحلمَ بمراقصةِ أنثى

من لونِ المطر

ولا تجيدُ العبورَ

في خصوبةِ المساء!

*****

خيبةٌ أن تكون غنيّاً

وتبخل على نفسكَ

كأنَّكَ من فصائلِ البؤساء!

*****

خيبةٌ أن تحمل بين جناحيكَ

طموحاً كبيراً

وأنتَ غارقٌ في طقوسِ البكاء!

*****

خيبةٌ أن تزرعَ المحبّة

بينَ سهولِ مَن لا يقدِّرون المحبّة

بين سهولِ السُّفَهاء!

*****

خيبةٌ أن تحبَّ المطر

وأنتَ تائهٌ في لظى الصَّحراء!

*****

خيبةٌ أن تقصَّ أجنحة الأنثى

وأنتَ تحلمُ بعاشقة

من نكهةِ الضّياء!

*****

خيبةٌ أن تنتظرَ موعداً دافئاً

وإذ به يزجّكَ

في أعتى متاهات الشَّقاء!

*****

خيبةٌ أن ترى العدالة ثابتةً

مثل أحجار الصوّان

لا تتغيّر!

حتّى أحجار الصوّان تتغيّر

بفعل الحتّ وعوامل التعرية والبراء!

*****

خيبةٌ أن تلدَ في بلدٍ

تتوالدُ فيه الحروب

مثلما تتوالدُ الأرانب

على أيدي الزُّعماء!

*****

خيبةٌ أن تُزَجَّ في معركةٍ

لاناقة لكَ فيها ولا جمل

سوى تقديمِ الدّماء!

*****

خيبةٌ أن تكونَ مواطناً

فقط في سجلات النُّفوس!

لا في إنتعاشِ وإنعاشِ النفوس!

*****

خيبةٌ أن تحلمَ وتحلمَ

فلا تجدُ أمامكَ أبواباً مفتوحة

إلا بوّابات الحلم

وضباب السَّماء!

*****

خيبةٌ أن لا يفهمكَ

أقرب المقرّبين منكَ

ويعبرُ أغوارَكَ الأعداء!

*****

خيبةٌ أن تُتَّهمَ بالخيانة

وأنتَ أشرف من المتَّهمين

ألف مرةٍ رغمَ الدُّعاء!

*****

خيبةٌ أن يعشعش حبق الشِّعر

في كينونتكِ

ولا ترى مَن يحتضن

إشتعال الكلمات

بقدر ما يحتضن مساءاتِ البغاء!

*****

خيبةُ أن ترى العالم يشتعلُ

في رابعة النَّهار

ولا تستطيع أن تخمد ناره

إلا باهتياجِ الكلمات

كلَّما يغفو المساء!

*****

خيبةٌ أن تخرجَ من خيبة خفيفة

وتعبرَ في خيبةٍ أخرى

مشرشرة بأكوامِ الغبار!

*****

خيبةٌ أن تزرعَ خيراً

وأنتَ محاصرٌ بالنَّار!

*****

خيبةٌ أن تعشق الموسيقى بعمق

ولا تملكُ أوتارَ العودِ

ولا حنانَ الجيتار!

*****

خيبةٌ أن تقرأَ ربع قرن

ثم تبحثُ عن عملٍ

فيما تبقّى من أوجاعِ النَّهار!

*****

خيبةٌ أن تغنّي

وأنتَ تعلمُ علم اليقين

أن صوتكَ مخشخشُ الطبقاتِ

ومُشَنْفرٌ فيه القرار!

*****

خيبةٌ أن تكونَ حاكماً للبلاد

ولا تعرفُ حدودَ البلاد

ولا هلالاتِ المدار!

*****

خيبةٌ أن تكون قاضياً

وأنتَ مستحلبٌ من انشراخِ

غلاصمِ الأعداء!

*****

خيبةٌ أن تصادقَ تافهاً

وهو من أقربِ الأقرباء!

*****

خيبةٌ أن تعيشَ عمراً طويلاً

دونَ أن تعبرَ يوماً

في أبراجِ الهناء!

*****

خيبةُ أن تغوصَ

في موبقاتِ الحروبِ

إلى أن تستاءَ من فوقكَ السَّماء!

*****

خيبةُ أن تعبرَ البحرَ

مع عاشقة دافئة

ولا تعرفُ كيف تفرشُ الدفءَ

فوق أجنحةِ المساء!

*****

خيبةٌ أن تبكي ولا تجدُ

من يقدِّرُ إنسيابَ أريجِ الوفاء!

*****

خيبةٌ أن تبحثَ عن صديقٍ

توارى فجأةً

وإذْ بكَ تراهُ مُقنّعاً

بأدهى أنواعِ الريّاء!

*****

خيبةٌ أن تحبّني حتّى النِّخاع

ولا تدري كيفَ تخفِّفُ آهاتي

المنبعثة من تراكماتِ الشَّقاء!

*****

خيبةٌ أن تعيشَ

على هامشِ الحياة

ولا تعرف كيفيّة العبور

إلى واحات الهناء!

*****

خيبةٌ أن لا تحبّ الموسيقى والرقصَ

ولا تجيد الغناء!

*****

خيبةُ أن تكونَ بلادنا غنية

ونحن من أفقرِ الفقراء!

*****

خيبةٌ أن نشتهي أن نقهقهَ عالياً

فيحبطنا الخجلُ أو الحياء!

*****

خيبةٌ أن نحلمَ بالزّهورِ

ولا نشمّها حتّى الانتشاء!

*****

خيبةٌ أن تحبّني أنثى من نكهةِ التِّينِ

ولا تعرفُ كيف تزرعُ

في روحي الصَّفاء!

*****

خيبةٌ الخيباتِ أن لا أعانق غداً

صديقةً من تواشيحِ الضِّياء!

*****

خيبةٌ أن يرحلَ الإنسان

دونَ أن يكتبَ كلمته

في ليلةٍ قمراء!

*****

خيبةٌ أن أكتبَ خيبةً تلوى الأخرى

ولا تقرأها فراشةٌ

من لونِ البهاء!

*****

خيبةٌ أن يتواصلَ معي قارئٌ

فأطرحُ عليه نفسي

كأنني هاطلٌ من أعالي السّماء!

*****

خيبةٌ أن لا نزرع السَّلامَ

فوق تخومِ الكونِ

رغم أنفِ الجبناء!

*****

خيبةٌ أن نستسلمَ للطغاةِ

ولا نبقى في وجهِ الدَّهاء!

*****

خيبةٌ أن لا نعرف كيف نعمِّرُ البلادَ

رغمَ توافرِ كلّ تواشيحِ الوفاء!

*****

خيبةٌ أن تعشقَ حبيبةً

وهي غائصة طوالَ الوقتِ

معَ عوالمِ النُّسكِ والدُّعاء!

*****

خيبةٌ أن تقعَ في غرامِ أميرةٍ

من سلالةِ الأميرات

وأنتَ لا تجيدُ لغةَ الأبراجِ العاجية

ولا لغةَ (الحراقبة) الأذكياء

*****

خيبةٌ أن لانحبّ فراشةً

من أبهى ألوانِ الوفاء!

*****

خيبّةٌ أن نعبرَ دكنةَ الليل

ولا نقدّر

بهاء زرقة السَّماء!

*****

خيبةٌ أن نعيشَ عصراً

جلّ أسافينه متمحورة

حول الرّياء!

*****

خيبةٌ أن أصبحَ شاعراً

ولا أجدَ عملاً

على امتدادِ الضياء!

*****

خيبةٌ أن يتساءلَ

أوباش هذا الزَّمان

ماذا نستفيد من نصوصِ

أو حكمةِ الشُّعراء؟!

*****

خيبةٌ أن تُسدَّ بوّابات الحياة

في وجهِ الشُّعراء!

*****

خيبةٌ أن تندلعَ الحروب

يوماً بعد يوم

فتتزعزعُ خمائل العمرِ

عن واحاتِ البراء!

*****

خيبةٌ أن لا نرى

أجيجَِ النّار من حولنا

ولا تفاقماتِ الوباء!

*****

خيبةٌ أن نطرحَ أنفسنا

عباقرة العصرِ

ولسنا أكثرَ من ضجرٍ

في قواميسِ العطاء!

*****

خيبةٌ أن نقتلَ

القاتلَ والمقتول معاً

دونَ أن نستمدَّ حكمنا

من بخورِ السّماء!

*****

خيبةٌ أن تتعالى أكوامُ الضَّحايا

من شدّةِ القحطِ

من انشراخِ جماجمِ الفقراء!

*****

خيبةٌ أن نلهو بدماء الطُّفولة

بوحشيةٍ بربريّة

في غايةِ الدَّهاء!

*****

خيبةٌ أن لا نزرع

وجه الدُّنيا

بباقاتِ المحبّة والوفاء!

*****

خيبةٌ أن أصادقَ فراشةً

ولا أشرب معها

فنجاناً من الدفءِ

في ليلةٍ متلألئة

بأبهى تواشيحِ الضّياء!

*****

خيبةٌ أن نكتب شعراً

من وهجِ العشقِ

فيسلخ جلدنا الأغبياء!

*****

خيبةٌ أن أعبرَ البحرَ

دون رجعةٍ

دونَ أن أكحّل وجنتي

من عيونِ الأصدقاء!

*****

خيبةٌ أن أزرع حبّاً

ولا أجني

إلا سياطَ الدُّهماء!

*****

خيبةٌ أن تعشقَ أنثى

من نكهةِ الليل

وإذ بها مكفهرّة

من بهجةِ الانتشاء!

*****

خيبةٌ أن تتزاحمَ الخيبات

فوق رحاب الذَّاكرة

حتّى الامتلاء!

*****

خيبةٌ أن ننتظرَ السَّلامَ

من هؤلاء

وهم محنّطي الرُّوحِ والفكرِ

عجباً ..

هل تناثروا من جِبسِ المومياء!

*****

خيبةٌ أن تعيشَ

في بيئةٍ خائبة

خاوية

خالية من الأوفياء!

*****

خيبةٌ أن تكون محاصراً

بأصدقاءٍ

يتشرشرُ من أشداقهم

أزيزُ الدَّهاء!

*****

خيبةٌ أن تعطي وتعطي

لكلّ مَن يحيطكَ

وحالما تقعُ

يتوارى الجميع

فتظلُّ وحيداً

محاصراً بفقاقيعِ الرّياء!

*****

خيبةٌ أن نتورّطَ

تورّطاً لذيذاً

مع خيباتِ الفراشة

نكتبُ يوماً بعد يوم

ولا تنتهي الخيبات

عجبا أرى

كيف تفشَّى كل هذا الشَّقاء؟!

*****

خيبةٌ أن نزرعَ أملاً

فيتلقَّفه الآخر تشاؤماً

أينَ المفرُّ من تفاقمات الجفاء!

*****

خيبةً أن تكونَ

طيّباً للغاية

تجترُّ خيباتكَ في الخفاء!

*****

خيبةٌ أن لا تقف

في وجهِ الخيبات

ولا تضع حدّاً

لانسيابِ نزيفِ الدِّماء!

*****

خيبة أن تكون ذكياً

وحولكَ أطواقاً سميكة

من عنادِ الأغبياء!

*****

خيبةٌ أن تملكَ أفكاراً

معبّقة بالزَّيزفون

ولا تنقشها

على وجنةِ الكونِ

في ليلةٍ عامرة

برذاذاتِ الشِّتاء!

*****

خيبةٌ أن تطفو

فوقَ عوالمكَ الخيبات

وأنتَ في منتهى الرقّةِ والوفاء!

*****

خيبةٌ أن نحلم ونحلم

ولا نقبض إلا

على خريرِ الدّماء!

*****






*****



خيبةٌ أن تكتبَ نصّاً


لمخيّبي الآمال!

*****
خيّبةٌ أن تقودَ

أهم تضاريس الكون

ثلّةٌفاشلة من الرِّجال!

*****
خيبةٌ أن لا يستفيد المرء

من حضارات بعيدة

عن لونِ الدِّماء!

*****
خيبةٌ أن يصرَّ الإنسان

مكشِّراًأنيابه

مثلَ أشرسِ الذئاب!

*****

ستوكهولم: ربيع 2005

صبري يوسف

كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم


http://www.rezgar.com/m.asp?i=10

لوحات تشكيلية رسمتها العام الفائت 2005


التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 08-07-2005 الساعة 10:11 PM
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:17 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke