Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-07-2005, 10:25 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي أنشودة الحياة ـ ج1 ـ 5 ـ






أنشودة الحياة

[الجزء الأوّل]

( نصّ مفتوح )




5

... ... ... ... ....


ذاكرتي منبثقة من أكوامِ الحنطة


من نكهةِ الخصوبةِ

من اخضرارِ الكرومِ

أينَ توارى بريقُ الحنطة

بريقُ المحبّة

بريقُ الوئامِ؟



معادلاتٌ خرساء نبتَت

بينَ أكوامِ الحنطة

معادلاتٌ لا يقبلُهَا

حتى مجانين هذا الزَّمان

معادلاتٌ أفسدَت الماءَ الزُّلال



قَبْلَ أنْ أعْبرَ المسافات

كنَّا مقمَّطينَ بالحنطة

باخضرارِ الأرضِ

غيرَ مبالينَ بترّهاتِ الحياةِ

نرقصُ

نغنِّي على إيقاعِ المناجلِ! ..



آهٍ .. يا مناجل

أينَ أنتِ يا أكوامَ الحنطة

كَمْ أحنُّ إليكِ

كَمْ أرغبُ أنْ أرتمي

بينَ ظلالِكِ الخيّرة

في عزِّ الظَّهيرةِ الحارقة

من هنا أرى توهُّجات

شمس تموز الدَّافئة ..



عبرْتُ المسافات

تنامَتْ من بعدي الشَّوشرات ..

شوشراتٌ تجفِّفُ رحيقَ الحلقِ

حواراتٌ مشنفرة بالحزن

تتدفَّقُ بقسوةٍ مخيفة

فوقَ غاباتِ الحلمِ

حواراتٌ حُبلى بالوباءِ

صراعاتٌ من أجلِ الجفاءِ

من أجلِ الشَّقاءِ

من أجلِ ديمومةِ البلاهة



لا خلود في أروقةِ هذا الزَّمان

صراعاتٌ مجنونة تحاصرُ غربتي

تفترسُ صباحي ومسائي

كلّ كائنٍ على وجهِ الدُّنيا

إلى زوال



إطلاقاً

لا تروقُ لي يا زمان

أينَ موقعنا من دنيا المكان؟



ارتجاجٌ في أعلى الجبين

قرفٌ يوخزُ ظلالَ الرُّوح

وجعٌ يلامسُ سهوبَ الخيال

يحرقُ خيوطَ الحنين

وجعٌ ممتدٌّ من فروةِ الحلمِ

حتّى أخمصِ الذَّاكرة

أيّها البحر

يا صديقَ النَّوارس

صديق الغربة والغرباء

أريدُ أن أمتطي السّحاب

أن أمتطي رعونةَ هذا الزَّمان

أريدُ أنْ أروِّضَ خشونةَ الأوباشِ

خشونةَ الضَّجيج الهاطلِ

فوقَ هضابِ الحلمِ



قلبي واحةٌ فسيحة

يتلألأ بحنينِ الطُّفولةِ

يسطعُ بأحزانِ الشَّبابِ

بأحزانِ الرَّحيلِ ..

في تجاعيدِ غربةِ الأيّام

غريبةٌ أنتِ عنّي أيَّتها الأيّام

أيَّتها الصَّباحات

أيَّتها اللَّيالي المكلَّلة بالنَّدى



غريبةٌ أنتِ عنّي أيَّتها الأنثى

أيَّتها اللَّائذة بين أهدابِ اللَّيلِ

أينَ أنتِ أيَّتها الشَّامخة

في مويجاتِ الحلمِ

أيَّتها الهاربة من جسدٍ

يتلظَّى ليلَ نهار

أيَّتها النَّابتة بينَ سفوحِ الرُّوحِ



أيَّتها الحلمُ المنسيّ

أيَّتها القابعة

بينَ شهيقِ مساءاتي البعيدة



أينَ أنتِ يا نسغَ الحياةِ؟!



فرحٌ من لونِ العناقِ

يموجُ على أنغامِ اللَّيلِ

يحاولُ عبور البوّابات الحزينة

سماكةُ الحزنِ تسدُّ أمواجَ الفرح

يرتدُّ الفرحُ على أعقابِهِ

وتنمو في القلبِ حسرةُ الشَّباب

موتُ الأيّام والشُّهور

والسّنين



هل يموتُ الزَّمنُ أم أنَّه يبقى معلَّقاً

في تجاعيدِ ذاكرةِ الرُّوحِ؟

هل للروحِ ذاكرة؟!



آهٍ .. عمرٌ مكلّلٌ بنكهاتِ العذابِ

عمرٌ ولا كلَّ الأعمار

ضجرٌ ينمو في قبّةِ الرُّوحِ

يشطحُ نحوَ صباحاتي الباكرة

يعصرُ مساءاتي الطَّويلة

لم تفلَتْ منه أحلامَ اليقظة

يغزو خطواتي الثَّقيلة

يعشعشُ في شهيقي

غير عابئ في غيظِ الزَّفيرِ



آهٍ .. إلى مَنْ أشكي همّي؟

..منذ أمدٍ بعيد يتربَّصُني الحزنُ

مخترقاً مفاصلَ الرُّوحِ

غافياً علىامتدادِأمواجِ الحلمِ

لَمْ يَعُدْ للحلمِ مساحةُ فرحٍ شاغرة!



قلبي مقمَّطٌ بأحزانِ الدُّنيا

.. وجسدي يزدادُ اشتعالاً

بكاءً .. وجعاً

انزلاقاً في أعماقِ الدَّهاليـزِ

تَبَّاً لكِ أيَّتها الدَّهاليز



أيَّتها الأقبية العاجّة بالكراتين

تحضنين بحنانٍ خيوطَ العناكبِ

حياةٌ محصَّنةٌ بالغبارِ

محصَّنةٌ بالصَّراصيرِ وأفواجُ النَّملِ!



لَمْ أجدْ نملةً تهجمُ على نملة

ولا صرصاراً يهجمُ على صرصار

وحدُه الإنسانُ يهجمُ بافتراسٍ

على أخيهِ الإنسان!



حياةٌ فائحة بالضَّجرِ

بكلِّ ألوانِ الاشتعالِ

بلوةُ البلواتِ أنْ آتي

في هذا الزَّمنِ

زمنٌ معفَّرٌ بالرَّمادِ

زمنٌ ولا كلَّ الأزمانِ!



لم أجدْ نفسي في يومٍ مِنَ الأيّامِ

متآلفاً معَ مَنْ يحيطُني

دائماً يتربَّصُني الحزنُ

يخترقُ مفاصلَ الرُّوحِ

يعبرُ صباحاتي

مصدِّعاً تموُّجات حُلُمِي

انّي أبحثُ عَنْ وسادةٍ مريحة

أسندُ عليها رأسي المبرعم بالهموم!



.. ويهرُّ عاماً آخر مِنَ الضَّجرِ

يقرِّبُني أكثرَ مِنْ حافّاتِ القبرِ

تزدادُ همومي

كلَّما تقتربُ ليلة رأس السَّنة

أتألَّمُ

أشعرُ أنّي أزدادُ اقتراباً نحوَ الفناءِ

أراجعُ أوراقي

الشُّهورُ المارقة على سككِ الانكسار

المتشرشرة كشهبٍ حارقة

من تصدُّعاتِ هذا الزَّمان

محطّاتُ العمرِ مفهرسةٌ بالعذابِ



انّي أبحثُ عن فرحٍ

أريدُ أن ألتقطَ ذبذباتَ الفرحِ

اللَّائذة بينَ ظلالِ النُّجومِ



أريدُ أنْ أبدِّدَ أوكارَ الحزنِ المتاخمة

لسهوبِ الرُّوحِ

مَنْ يستَطيعُ أنْ ينجو

من شراراتِ هذا الزَّمان؟

شراراتٌ هاطلة

فوقَ شهقةِ الصَّباح

فوقَ صمتِ اللَّيلِ

تحرقُ أطيافَ النَّسيمِ

بالقيرِ والنَّارِ



الذَّاكرةُ البعيدة

بعيدةٌ للغاية!



طفولةٌ طافحةٌ بالألعابِ

طافحةٌ بالشَّقاءِ

طفولةٌ ممزوجةٌ بالعشبِ البرّي

ملوَّنةٌ بألوانٍ

اضمحلَّت في هذا الزَّمان



أريدُ أن ألملمَ ما تبقّى

من نقاوةِ الطُّفولةِ

المعلَّقةِ بينَ تجاعيدِ الذَّاكرة

أريدُ أنْ أفرشَ رحيقَ تلكَ النَّقاوات

على صباحاتِ غربتي



أريدُ أنْ أبدِّدَ أوجاعي

أنْ ابنيَ جسراً مِنَ الفرحِ

يمسحُ الأشواكَ العالقةَ

بينَ جنباتِ الرُّوح

يمتدُّ مِنْ وهجِ هذهِ الصَّباحات

حتّى عناقات الطُّفولة المكتنـزة بالنَّقاء



تعالَي أيَّتها الذَّاكرة البعيدة

أيَّتها الطُّفولة السَّاطعة

فوقَ جبهةِ الرُّوحِ

بَلْسِمي جراحَ القلبِ

من غربةِ الأيامِ!

طهّري الغبارَ العالقَ

في أردانِ صباحاتي

افرشي تحتَ أقدامي المتعبة

بساطاً نديّاً من الأعشابِ البرّية

بلابلُكِ تطيُر فرحاً

فوقَ تلالِ الذَّاكرة
... .... ... .... يُتبع!




صبري يوسف


كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم




موقعي الفرعي عبر موقع الحوار المتمدّن


http://www.rezgar.com/m.asp?i=10




التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 08-07-2005 الساعة 10:33 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:06 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke