Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-07-2005, 09:58 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي أنشودة الحياة ـ ج1 ـ 2 ـ



أنشودة الحياة

[الجزء الأوّل]

( نصّ مفتوح )


3

... .... .... .... ...
تاهَتِ الوردةُ في أوكارِ الثَّعالبِ

ماتَ الرَّضيعُ مرَّتين

والشَّبابُ تقعَّرَت أحلامَهُم

آهٍ ..

شاخَتِ الدُّنيا

قبلَ الأوانِ!



ماتَ نسيمُ الصَّباحِ

فبكَت فراخُ البلابلِ

ما هذا الصُّراخ في وجهِ بابل؟

لماذا تضاءلَ برجُ الحضارة؟

أينَ يهبطُ ذلكَ النَّيزكُ الكبير؟

كيفَ تتحمَّلُ أشجارُ النَّخيلِ

كلّ هذا الإشتعال؟



البحرُ أعلنَ حزنَهُ الأبدي

والنَّوارسُ المحلِّقة فوقَ شواطئه

أعلَنَتِ الحدادَ ..

هل ثمّةَ خلاص من ضجرِ الأيام؟

إلى أينَ يقودُنَا هذا الجموح

جموحُ الحضارة؟

تقشعرُّ روحي

من شظايا الأخبارِ

مَنْ يستطيعُ أن يبدِّدَ هذِهِ الكآبة

المستشرية

تحتَ عباءةِ اللَّيلِ؟



أريدُ أنْ أرقصَ

أنْ أخرجَ من جلدي

أنْ أشتِّتَ ولو جزءاً يسيراً

من ضجري

من وجعي

من غربةٍ مهروسةٍ

تحتَ عجلاتِ صباحاتي!



رسَمَ طفلٌ

لوحةً

مكثَّفةً

بالاحمرارِ ..

حتّى دموعه تحوَّلَت إلى لونٍ

ضاربٍ إلى الاحمرارِ!



جنازاتٌ تسيرُ

زغاريدُ النِّساءِ تسربِلُهَا شهقةً

غارقةً في الأنينِ ..

وحشيةٌ بغيضةٌ تتدحرجُ

من فوقِ قممِ الجبالِ

تهبطُ دونَ وجلٍ

فوقَ رقابِ الكائناتِ



لماذا فجأةً استفحلَ جنونُ البقرِ؟

.. تفاقمَ الأمرُ حتّى الجنون

لم يَعُدْ في الأمرِ سرَّاً ..



كنّا نقرأ في الأساطيرِ القديمة

عن الطُّوفانِ

عن زلازلٍ من قيرٍ ونار

ها قد داسَت هلوسات هذا الزَّمان

في جوفِ الأساطيرِ

أينَ أنتَ ياهابيل

كي تشهدَ ميلادَ ملايين الهابيلات

هابيلُ هذا الزَّمان

داسَ في جوفِ أعتى المهابيل!



سقطَتْ قطةٌ بيضاء

في كهفٍ منسيِّ

لم يَعُدْ للبكاءِ وقتٌ ولا نكهةٌ

ها قَدْ آنَ الرَّحيلُ

رحيلُ الشَّهيقِ العميقِ

رحيلُ الزَّفيِر

لم يَعُدْ للفرحِ

مساحةٌ نستظلُُّ فيها

حتّى الدُّنيا ضاقَتْ ذرعاً

من هطولِ زخّاتِ الجفاءِ!



أخاطبُ هذا العالم

هلْ تقحَّطَ الكونُ

وخلَتْ مِنْ بَين جوانِحِهِ

حكمةُ الأيّام

حكمةُ الإنسان؟



يا أيُّها الإنسان

أيُّها المراوغ على ذاتِكَ

أيُّها القابع

في دياجيرِ الظَّلامِ

لماذا لا تستمدُّ

من خدودِ الأطفالِ منهجاً

من نكهةِ الورودِ رؤىً

من رحيلِ البشرِ مرفأً؟



وجعٌ مزنّرُ بالشَّوكِ

يهيمنُ على خدودِ اللَّيلِ

على مرافئِ الرُّوحِ



آهٍ .. ياروح

غريبةٌ أنتِ ياروح

في دنيا مِنْ حَجَر!



برقٌ من نوعٍ مريبٍ

يهطلُ فوقَ مرافئِ المساءِ

مَنْ كسرَ أعناقَ دالياتي الخضراء؟

سفرٌ في أعماقِ المسافاتِ

ليالي مهجورة خالية من الدّفء

حولي صقيعٌ مترامي الأطراف ..

جفلَ عجوزٌ طحنَتْهُ الأيام

عندما سمعَ هديرَ السَّماءِ

ماتَتِ الكائناتُ الصَّغيرة

والكبيرة في طريقِهَا إلى الهلاكِ



آهٍ ..

نعيشُ اليومَ مقمَّطينَ بحضارةٍ

مِنْ لَوْنِ البراكينِ



ارتبكَتْ قِطَّّةٌ جائعة

عندما اندلقَتعليهَا شظايا

من أعماقِ اللَّيل



كيفَ تتحمَّلُ السَّماءُ

ضبابَ الشَّظايا؟



تقعّرَتْ رُوْح الأشجارِ

لكنها ما تزالُ

شامخة كالجبالِ



ماتَتْ طفلةٌ مِنَ الحزنِ

في زهرةِ العمرِ!

أمٌّ محتارة

تبحثُ عَنْ خِرْقَةٍ مُمَزَّقة

تقمِّطُ رضيعَهَا



حلمٌ ينمو بينَ جنباتِهِ الكوابيس



رؤى مهروسة ..

غارقة في البكاءِ

حزنٌ من لونِ قتامةِ القبورِ

حزنٌ يضاهي حجمَ المجرّات



كيفَ تتحمَّلُ أيها الإنسان

كلّ هذا الاحتراق؟

غرقَت خشبة الخلاص

احترقَت وجنة الصَّباح

قبّة اللَّيلِ والنَّهارِ



احترقَت أجنحة الهواءِ

في عزِّ الحضارة

هل ثمَّة حضارة؟

تَبّاً لكِ يا حضارة!



لماذا لا يلملمُ الإنسانُ حبيباتِ الفرحِ

ويرشرشُهَا فوقَ رؤوسِ الحمامِ؟

هلْ مازالَ تحتَ قبّةِ السَّماءِ حمام؟

آهٍ .. من حلاوةِ الرُّوحِ تاهَ الحمام.



جَفَلَتِ القنافذُ هاربةً

من خفافيشِ الأرضِ

من غدرِ الثَّعالبِ

من رجْرَجَاتِ الصُّخورِ المنجرفةِ

فوقَ أجنحةِ الفراشاتِ

كيفَ تقاومُ أجنحةَ الفراشات

الشَّرارات المندلقة

من حلقِ طيشِ الطَّائراتِ؟



ثمّةَ أسئلة عديدة

منبثقة من واحاتِ المخيّلة

تُجِْفلُ أسرابَ العصافيرِ!

ترتعدُ خوفاً قممُ الجبال ِ

حتّى أعماقِ الصَّحارى

لم تنجُ من جموحِ الشَّظايا



آهٍ .. أينَ أنتَ يا أمان؟!

لَمْ يبقَ على أجنحةِ

فراخِ الطِّيورِ زغباً

فرّتِ القبَّراتُ بعيداً



الرُّوح عطشى ..

فسحةٌ ضئيلة مِنَ الْفَرَحِ

فسحةٌ صغيرة لأسرابِ الهداهدِ

أينَ المفرُّ مِنْ وَمْضَاتِ البكاءِ؟



ثمّةَ خيطٌ حارقٌ

يتغلغلُ في تجاعيدِ الحلمِ

يريدُ العبورَ

في غاباتِ الذَّاكرة البعيدة

خيطٌ مشتعلٌ بالجمرِ

يعصرُ ظلالَ القلبِ

غير مبالٍ بدموعِ الرُّوحِ

المنسابة فوقَ خدودِ اللَّيلِ

خيطٌ غير مرئي

يعبرُ جنباتَ اللَّيلِ

خيطٌ كثيفُ الشَّراراتِ

يحرقُ دونَ رحمةٍ

قرونَ غزالةٍ برّية!



سقطَ غرابٌ من قمّةِ الجبلِ

لَمْ يكنْ معتاداً على القممِ



عندما نهضَتْ مٍنْ نومِهَا

رأَتْ أفواجَ الجرادِ

تلتهمُ مؤونةَ الشِّتاءِ

مِنْ أينَ جاءَ كلّ هذا الجراد؟

قحطٌ مخيفٌ يغلّفُ أعماقَ الوديان

عابراً السُّهول الفسيحة

المتاخمة لمرافئِ الأنهارِ!



هذيانٌ لا يخطرُ على بال

رؤى حالكة



داسَتْ فِي جوفِ عَتْمِ اللَّيلِ




... ... .... .... يتبع!










صبري يوسف



كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم


موقعي الفرعي عبر موقع الحوار المتمدّن



.................................................. .....



هوامش*:

الجرجر: كلمة عاميّة يستعملها الفلاحون ( الهلآزخ) بمعنى : النَّورج.

أياطيل: خواصر.

























التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 08-07-2005 الساعة 10:06 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-07-2005, 10:12 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي سقط سهواً الرقم 2 في التسلسل

تنويه: سقط سهواً الرقم 2 بدلاً من 3 في هذا النص، لذا أحببتُ التنويه!

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 08-07-2005 الساعة 10:51 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:23 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke