|
Arabic keyboard |
|
#1
02-04-2006, 03:04 PM
|
||||
|
||||
آلة الزمنْ
آلة الزمنْ
تسوقنا آلة الزمنْ كقطعان ماشية بلا رسنْ تعصفُ كيفما تشاء وتلقي بأصناف المحنْ على أكتافنا عبئاً وعلى ظهورنا وهنْ إلى أن تقضي غايةُ ويُسدلُ ستارُ الكفنْ... تسوقنا آلة الزمنْ على هدي هواجس وشجنْ وأشواك ندم وأوجاع حزَنْ وورود أمل مُختَزنْ... هكذا نُساقُ إلى ما يُنتظرْ لنلقى المصيرَ برهن القدرْ يطول الأمد يعزّ البصر تغوص الفكر بغير هدى بدون أثرْ. نُساق فرادى مثنّى جموعا نعيش حدادا نذوب شموعا... تسوقنا آلة الزمن إلى حيثما تريد كيفما تشتهي تمحو وتجدّد وتعيدْ تغرس في القلوب حزنا وتملأ كؤوس العمر فرحا تختلف في معاييرها تتجاوز الأعمار تخترق المساحات تحلّق فوق آفاق الحياة لا شيء يوقفها لا شيء يحدّ من عنفوانها لا شيء يعلن انتصاراً عليها! تسوقنا آلة الزمن فنصير لها خدما وتصير لنا سيّدة آمرة حاكمة متنفّذة قادرة نعلن عن ضعفنا نستسلم إلى خاتمتنا نلزم الصمت فلا تفيد الشكوى ونجرع الكبت فلا تُدفعُ البلوى... تسوقنا آلة الزمن لتعلن عن خاتمة سيرها لتكشف عن حقيقة سرّها وتأخذنا إلى رحلة مسار جديدة وإلى عالم لا نفهم منه سوى ما قرأنا عنه غير الذي سمعناه عنه وما آمنّا أنّه مسار جديد لحياة جديدة لواقع جديد لا حزن فيه كأحزان الأرض لا فرقة فيه مثل فرقة هذا العالم لا كذب فيه كنفاق هذا العالم لا حروب فيه كما يحصل من دمار هنا لا فوارق اجتماعيّة ولا طبقيّة ولا دينيّة ولا عرقيّة ولا جنسيّة ولا إرهاب! عالم يسوده الهدوء عالم يلفّه الضياء عالم تملؤه الرحمة عالم يكون فيه العدلُ منطق النطق فيه وهو العدل الذي افتقدته مسيرة الحياة هنا طويلا! وقفت آلة الزمن عند آخر حدودها أنهت رحلتها بزوالها أطفئت شمعة وجودها أعلنت خيبتها وفشل أحلامها اندثرت ولكن لم تزولْ لتبقى إعلان خيبة لمن سكنها ولتحدّث عن هول وبشاعة طباعه! وعن مدى خضوعه للشرّ الذي صار عبداً له! نهاية كان لابدّ منها وبداية صحوة لا يمكن إلاّ من خلالها أن تبدأ الرحلة الجديدة! التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 16-04-2006 الساعة 01:45 PM 
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
العرض الشجري