|
Arabic keyboard |
|
#1
09-02-2006, 02:37 AM
|
|||
|
|||
لقاء مر
مضى اسبوع كامل ولم نراك ياعم عمانوئيل00 هل هناك من مكروه ؟؟ قال صاحب المقهى عند دخول عمانوئيل000 نعم لقد كانت كارثة أليمة فان احد الأقرباء وصديق حميم فقد ابنه الوحيد في عز الطفولة والشباب 00 ياللهول انها فعلا كارثة 000 قهوة وماء كالعادة ؟؟ نعم 0 احضر صاحب المقهى القهوة والماء وجلس بجانب عمانوئيل ,انني في شوق لسماع احاديثك واسلوبك الشيق بسرد الحدث00 قل لي هل تطاوعك نفسك على الكلام ؟؟ ان قريحتي مغلقة الآن ولا أتذكر سوى اللحظات الحزينة , وخاصة هذه الأيام , اللحظات التي فقدت فيها اناس عزيزين على 000 هل تعلم يا عم عمانوئيل ؟؟ بأنني منذ اللحظة الاولى التي التقيت بك فيها وكأنني اصبحت شخص آخر0 انظرالى الحياة بمنظار اوسع , بمنظار غير اناني ( مطقلس ) ,سابقا كانت تهمني نفسي فقط اما اليوم 00 ونظر من النافذة حتى تلك الطيور بدأت تهمني 000 نعم ياصاحبي ففي هذا الطقس المثلج يجب علينا مساعدة هذه الطيورللحصول على الغذاء 000 دعنا الآن ياعم عمانوئيل , وقص علينا بما عندك اليوم 00000000 كان ذلك في 17 ـ11 ـ1990 عندما ذهبت في الصباح الباكر لشراء بعض الحاجات للإحتفال بعيد ميلاد توأمي الحادي عشر0 احضرت كل الطلبات وذهبت الى عملي 000 وفي المساء امتلأ الدار بالأطفال مع ذويهم ,الموسيقى والفرح في كل مكان من الدار 00 ملئت كؤوس الخمر وجلسنا في الغرفة المجاورة انا وضيوفي الكبار , اما الأطفال فكانوا سوية في غرفة البنات حيث الموسيقى العالية والرقص 000 حوالي التاسعة رن الهاتف , فأحسست بغزة في صدري قبل ان امسك بسماعة الهاتف , لم ادري لماذا 00 الو000 من معي ؟؟ اهلا خال كيف حالك ؟ كيف السويد ؟ لم يكن كلامه طبيعيا , فأنني شعرت بأن هناك شيئ في كلامه 00 فقلت ماذا حدث 00 قال ان اخاك وبكى 00 حيث لم يستطيع المتابعة00 ماذا ؟ متى ؟ توقف قليلا ثم قال اليوم في حادث باص 00 كان موقف صعب جدا بالنسبة لي ,موقف لا أريد ان يعيشه أحد 00 قال لي الخال بما انك لاتستطيع الذهاب الى الوطن فمن المستحسن ان تحضر الى ستوكهولم وهنا نقيم العزاء وصلاة (الجناز) 0 قلت سأفعل واغلقت الهاتف 0 وجد الحاضرين تغيرات على وجهي , حيث لم يكن من الصعب قرائتها , لكنهم لم يعرفوا ماذا حدث لأنهم كانوا يوغوسلاف ولا يتكلمون العربية 0 سألني (دوشان) احد الحاضرين ماذا حدث قلت لا شيئ , وكتمت عنهم ما حدث الى ان انتهت الحفلة , وذهب كل الى داره 00 عندها تكلمت مع بناتي واخبرتهم بما حدث , وقلت لهم اني ذاهب غدا الى السويد للقيام بالواجب 00 بدأت بإعداد حقيبة السفر , وفي اليوم التالي طلبت من دوشان ان يقوم بأعمالي عند غيابي 00 كان دوشان من الناس المقربين مني , ورجل يمكن الإعتماد عليه عند الحاجة 0 استقليت الطائرة إلى ستوكهولم 000 في المطار كان بإنتظاري اولاد خالي حيث أخذوني مباشرة الى القاعة التي أقيم فيها العزاء , دخلت القاعة والغصة في حلقي , كانت القاعة مليئة بالناس , كانوا قد حضروا من جميع انحاء السويد 0 وبدأت التعازي والكل ينظر الي بمنظار العطف والحزن 0 لأني كنت صاحب العلاقة الأول 000 جلست بجانب الطاولة الرئيسية حيث كان جالس خالي 00 عندما جلست احضروا لي القهوة المرة 00 شربت وترحمت 0 ثم سألت خالي بصوت خفيف من هو ذلك الشاب الذي يبكي بغذارة والذي عانقني بعنف شديد 00 قال من تقصد ؟ قلت ذلك الشاب 00 قال الم تعرفه ؟ قلت لا 00 من يكن ؟ قال انه اخاك الصغير 000 اخي 00 نعم 00 صمت لحظات وبدأت بالشتائم واللعنة على هذه الحياة وعلى الغربة التي لم يعد يعرف الأخ أخاه 00 لماذا هذه الحيات ؟؟؟ لماذا ؟؟؟ ما كنت لأتصور ان هذا يحدث لي بالذات 00 ولكنه حدث 0 ثم قمت وعانقته بحرارة وبقينا هكذا دقائق معدودة وبكا اكثر الحاضرين إلا انا فقد جفت دموعي وبقي الحزن في صدري ككابوس اسود يأكل احشائي 0 علما ان الإنسان في الحالات العادية يبكي عند لقاء عزيز كان قد غاب عنه فترة طويلة , ولكني رغم الحزن الشديد على فقدان اخي لم استطع ذلك 00 اخا تركته في بداية الشباب ذهب دون وداع والآخر تركته طفل في الخامسة من عمره وأراه شابا في الخامسة والعشرين من عمره 00 ( وبأية مناسبة 00 ) 0 كفى 00 يا عم عمانوئيل 00 فإنني لا أستطيع تحمل مثل هذه المواقف واتمنى من الله ان لا يحدث هذا لأي انسان 00 فقال عمانوئيل ان الحياة صعبة جدا 0 ولكن عندما يسمع الإنسان مصائب الآخرين تهون عليه مصيبته 00 وقد لمست ذلك الاسبوع الماضي عندما رافق الأب طفله الوحيد الى مثواه الأخير 00 لذا فعلى الإنسان ان يتحلى بالصبر وعليه ان يعلم بان مشقات الحيات عابرة 00 والموت الجسدي لا يعني شيئا ابدا امام الموت الأبدي 00 لأنه لا ينفع الإنسان شيئا إذا ربح العالم كله وخسر نفسه000 ففي الموت الأبدي ايضا لايجدي البكاء وصرير الأسنان0000000 عيدو اسحاق عيدو
التعديل الأخير تم بواسطة aido ; 11-02-2006 الساعة 02:05 AM 
|
|
#3
09-02-2006, 06:49 PM
|
||||
|
||||
|
أخي عيدو نفحة أخرى من نفحات المسك من حياتك الشخصية ومعاناتك التي رسمت حروفها في جدار الزمن وتركت بصماتها على أفئدة الحزن. إنه ذهب إلى طريق سنذهب إليه جميعاً فرحمة الله عليه وعلى صديقه الذي التحق به بعد ذلك بسنوات. إنها الحقيقة المرّة الوحيدة في الحياة وهي حقيقة الموت الذي يقرّ له الجميع بالرهبة والاحترام والهيبة.
قصة واقعية سقتها بسرد من الخيال الممتع الذي أضفى عليها حلّة من حلل الإحساس العميق وكانت عباراتها تتحدث من خلال معانيها المغلّفة والموشاة بمسحة الحزن التي كانت قاسية بعد ذلك الغياب الطويل الذي نسي فيه الإنسان حتى نفسه! هكذا هي الحياة ونحن فيها غرباء يا صديقي عيدو. لك الشكر العميق.
|
|
#4
09-02-2006, 09:55 PM
|
|||
|
|||
|
الأخ عيدو: كلنا قاسى بغربته والمغترب يتلوع بحزنه وهوبعيد عن الوطن وعن الأهل وكما قلت الموت الجسدي ليس صعبا كالموت الأبدي من له رجاء القيامة فإنه لن يموت إلى الأبد!!!
فالله يرحم جميع الموتى ويبعث لك و لناالصبرولكل من فقد عزيز** سميرة
|
|
#6
10-02-2006, 02:36 PM
|
|||
|
|||
|
شكرا لك أخ عيدو يا خال ...
أحلى سرد للقصة وبطريقة ممتازة على الرغم من مضمونها الحزين شكرا لك التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 11-02-2006 الساعة 09:29 PM
|
|
#7
12-02-2006, 10:35 PM
|
|||
|
|||
|
اقتباس:
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
العرض العادي
